الانتقال من التعلم وجهاً لوجه إلى التعلم عبر الإنترنت

هل تتساءَلُ عمَّا يُمكِنُ أن تتوقعه من استبدال دورات التعلُّم وجهاً لوجه بدورات التعلُّم عبر الإنترنت؟ لم تكُن الدورات التدريبية التي تُقدِّم التعلم الإلكتروني عبر الإنترنت أهم وأكثر استخداماً من اليوم.



يتعيَّن على جميع الشركات أن تتعلَّم بسرعة كيفية تسخير القوة الرقمية للتدريب والتطوير على نطاق أوسع من ذي قبل.

هل يُمكِنُ للتعلُّم عبر الإنترنت أن يحلَّ محل التعلُّم وجهاً لوجه؟ ما هي إيجابيات وسلبيات استراتيجية التدريب عبر الإنترنت؟ كيفَ يُمكِنُكَ إدامة نجاح هذا التحوُّل؟ تابع القراءة للإجابة عن هذه الأسئلة ومعرفة الخطوات التالية في انتقالك من التعلُّم وجهاً لوجه إلى التعلُّم عبر الإنترنت.

ما هو التعلُّم عبر الإنترنت؟

التعلم عبر الإنترنت هو عملية نقل المعرفة افتراضياً، وعندما يتعلَّق الأمر بالتدريب عبر الإنترنت مقابل التعلُّم وجهاً لوجه، فإنَّ الاختلاف الرئيس هو مكان التدريب، ويشمل مصطلح التعلُّم عبر الإنترنت كل التعلُّم الذي يجري افتراضياً في بيئة افتراضية، إنَّه في الأساس أي نوع من التدريب يُمكِنُ للموظفين القيام به عبر جهاز كمبيوتر محمول أو جهاز لوحي أو هاتف ذكي.

ما هو التعلُّم وجهاً لوجه؟

التعلُّم وجهاً لوجه هو التدريب الذي يجري شخصياً عن طريق جلسة مع كل مُتعلِّم على حدة أو جلسة جماعية، وهذا النوع من التدريب أقل مرونة عموماً من التدريب عبر الإنترنت؛ وذلك لأنَّهُ عادةً ما يجري في وقت ومكان مُحدَّدين، ولا يمكن الحصول عليه عند الطلب.

المتعلمون يختارون التعلُّم الرقمي:

في هذه الأيام لا شكَّ في أنَّ المتعلمين يُفضِّلون التعلُّم الرقمي، ويتعيَّن على المنظمات إجراء هذا التحوُّل للحفاظ على قدرتها التنافسية. أصبح التدريب عبر الإنترنت ضرورة مع تبنِّي الشركات بيئات العمل الافتراضية.

لطالما أخبركَ المتعلمون عن استعدادهم للانتقال من التعلُّم وجهاً لوجه إلى التعلُّم عبر الإنترنت، فقد وجدَت إحدى الدراسات أنَّ عادات التعلُّم بالنسبة إلى الموظفين الحاليين قد تغيَّرت؛ إذ أصبح التعلُّم هو السبب الأول بانضمام الموظفين إلى الشركات، وقال 94% منهم إنَّهم سيبقُون في الشركة إذا استثمرَت في تعلُّمهم وتطورهم، ومع ذلك لا يتمكَّن سوى 15% فقط من الالتحاق بالدورات التعليمية المرتبطة مباشرةً بوظائفهم.

تشيرُ هذه النتائج إلى أنَّ الموظفين على استعداد للتكيُّف مع الوتيرة السريعة للحياة المهنيَّة الحديثة، وغالباً ما يكونون مشغولين ومُرهَقين ولكنَّهم حريصون على التعلُّم؛ إذ إنَّهم يُقدِّرون المحتوى عالي الجودة والمُخصَّص والمُرتبِط باحتياجاتهم، ولكنَّهم يحجمون عن المحتوى والتجارب عديمة القيمة والتي ليست لها صلة وغير المتوفرة عند الطلب.

لم يكُنْ هذا أكثر أهمية من الآن، فقد أصبحت الحياة المهنية الحديثة بالنسبة إلى الكثيرين أكثر سرعة وإرهاقاً، ونظراً إلى أنَّ معظم القوى العاملة تعمل من المنزل والشركات تعمل على إعادة تشكيل المهارات وإعادة توزيع المناصب بسرعة، فمن الضروري أن يرتقي التعلُّم الذي تُقدِّمه عبر الإنترنت إلى مستوى التوقعات ويضمن الإنتاجية.

دراسة الجدوى من التحوُّل:

لنبتعدْ لحظة عن الضرورة ونُفكِّر على الأمد الطويل، لا يجوز أن تكون مسألة التعلُّم عبر الإنترنت مجرد استراتيجية تفاعلية؛ وذلك لأنَّ التحول المفاجئ من التعلُّم وجهاً لوجه إلى التعلُّم عبر الإنترنت أمر صعب للغاية، ولكنَّ تبنِّي استراتيجية التعلُّم الرقمي المُستدام له فوائد مهنيَّة هائلة على الأمد الطويل.

يحرص معظم الموظفين على التعلُّم والتحسُّن ولكنَّهم يجدون صعوبة في العثور على التعلُّم لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم عندما يحتاجون إليه بشدَّة، وما تفعله الآن هو حماية مؤسستك في المستقبل، ومن المُحتمَل أن يشهد التعلُّم وجهاً لوجه انخفاضاً لمجموعة من الأسباب؛ مثل التأثير البيئي للسفر وتوفير التكاليف.

يُقدِّم التعلُّم الإلكتروني للشركات فرصة لإتاحة التعلُّم المُخصَّص والمُلائِم للموظفين متى وأينما يحتاجون إليه، وفي هذا الوقت يجري ذلك من المنزل. إنَّ تقديم تجربة تعليمية عبر الإنترنت للمتعلمين لا يلبي هذه الحاجة فحسب؛ بل يزيل المخاطر عن المنظمة أيضاً.

الجدل المتعلق بالتعلُّم عبر الإنترنت والتعلُّم وجهاً لوجه "ما بعد الجائحة":

لقد فُوجِئ الجميع بالجائحة، وما اعتقدنا جميعاً أنَّه سيكون أكبر توجُّهات التدريب عندما يتعلق الأمر بالتعلُّم وجهاً لوجه والتعلُّم عبر الإنترنت تغيَّر فجأة، وتُظهِرُ الدراسات وجود ثلاثة توجهات تدريبية مستقبليَّة تُحدِّد معالم الجدل الدائر حول التعلُّم الإلكتروني للشركات وتميزه، وفيما يأتي عرض شامل للتوجُّهات والإحصاءات التي تدعمها:

  • طفرة تطبيق زووم (Zoom) وصعود التدريب الافتراضي بقيادة مدرِّب ومن ثم سقوطه: في بداية الجائحة، شهدنا ارتفاعاً كبيراً في استخدام التدريب الافتراضي بقيادة مدرب، وغيَّرت 67% من المنظمات دروس التدريب وجهاً لوجه في الصفوف الدراسية إلى التدريب الافتراضي بقيادة مدرِّب مع أنَّ هذا انخفضَ إلى 36% بعد بضعة أشهر، والحقيقة هي أنَّ جلسات التدريب وجهاً لوجه لا تُترجَم على نحو جيِّد إلى تجارب تعلُّم افتراضية فعَّالة، ولا يمكن توسيع نطاقها على نحو جيِّد.
  • ظهور التدريب عبر الإنترنت كبديل رائع: وجدَت إحدى الدراسات أنَّ 68% من المنظمات تتَّجه نحو التعلُّم الإلكتروني عبر الإنترنت كبديل مُستدام للتعلُّم وجهاً لوجه. في الواقع تُظهِرُ دراسات أخرى أنَّ 82% من المنظمات تُخطِّط لبدء إنتاج المزيد من التعلُّم الرقمي.
  • عدم تحديد مستقبل التعلُّم وجهاً لوجه بعد: سيكون للارتفاع الحاد في التعلُّم عبر الإنترنت تأثير دائم في مجال التعلُّم والتطوير، ووجدَ استطلاعٌ أنَّ 5% فقط يعتقدونَ أنَّ استراتيجية التعلُّم والاستثمار والموارد ستعود إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، ومع أنَّ 30% من قادة التعلُّم الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنَّ أعمالهم ستعود إلى التدريب وجهاً لوجه، فإنَّهم يقدمون للمتعلمين مجموعة من البدائل أيضاً.

بالنظر إلى الماضي؛ من الواضح أنَّ فِرَق التعلُّم والتطوير كانت ضرورية لمواكبة التغيير على مدار السنوات القليلة الماضية، ووجد استطلاع أنَّ نحو 75% من قادة التعلُّم والتطوير وافقوا على أنَّ قسم التعلُّم والتطوير أصبح أكثر تأثيراً وعلى أنَّ عبء العمل عليه قد ازداد. أكَّد 80% من قادة التعلُّم والتطوير الذين شملَهم الاستطلاع أنَّهم عانوا في الجمع بين الاستجابة بسرعة والحفاظ على الجودة وإدارة أصحاب المصلحة. إذا أرادَت الشركات حماية مؤسساتها في المستقبل، فإنَّها تحتاج إلى حل للتعلُّم والتطوير يكون فعَّالاً ومُستداماً وقابلاً للتطوير.

التعلُّم عبر الإنترنت مقارنةً بالتعلُّم وجهاً لوجه في مكان العمل:

تتعلَّق أكبر الاختلافات بين التعلُّم عبر الإنترنت والتعلُّم وجهاً لوجه بتعزيز التواصُل والتعاون بين المتعلمين، وهذا التأثير الاجتماعي الإيجابي هو الخسارة التي عانى منها محترفو التعلُّم والتطوير مع هذا التوقُّف المفاجئ لتقديم التعلُّم وجهاً لوجه، وهو مصدر قلق مُبرَّر.

أهمية التفاعُل وجهاً لوجه في التعليم - على سبيل المثال - هي أمر حيوي، وللتفاعُل الاجتماعي الشخصي فوائد قد يصعب تحصيلها في العالَم الرقمي، لكنْ في عالَم الشركات هذا ليس مستحيلاً.

هل التعلُّم عبر الإنترنت أفضل من التعلُّم وجهاً لوجه؟

من نواحٍ كثيرة يُعَدُّ التعلُّم عبر الإنترنت أكثر فاعلية من التعلُّم وجهاً لوجه، وتُظهِرُ الأبحاث أنَّ 80% من المؤسسات تعتقد أنَّ استخدامها للتعلُّم الرقمي سيظل كما هو؛ يزيد أو ينقص قليلاً فقط مع تخفيف القيود المفروضة على التدريب عبر البث المباشر.

من غير المُحتمَل أن يحلَّ التعلُّم الإلكتروني محلَّ التعلُّم في الصفوف الدراسية بالكامل، ومع ذلك؛ ما هو واضح هو أنَّ التعلُّم الإلكتروني سيبقى، والمنظمات تتطلَّع إلى التعلُّم عبر الإنترنت على أنَّه المُستقبَل مع عدم وجود خطط وشيكة للاستثمار في المزيد من التعلُّم وجهاً لوجه.

ما هي مزايا التعلُّم عن بُعد عبر الإنترنت مقارنةً بالتعلُّم وجهاً لوجه؟

فيما يأتي أربع مزايا واضحة للتعلُّم عبر الإنترنت:

  1. يُوفِّرُ لك التعلُّم الإلكتروني المال والوقت، وبسبب محدودية الميزانيات يُمكِنُ القول إنَّ هذه هي أكبر ميزة يتمتع بها التعلُّم الإلكتروني، ويتطلَّب التدريب عبر الإنترنت وقتاً أقل من الموظفين بنسبة 40-60% مقارنةً بالتدريب في الصفوف الدراسية.
  2. يُعَدُّ التعلُّم الإلكتروني أكثر قابلية للتطوير على عكس التعلُّم وجهاً لوجه؛ حيث تُوجَدُ دائماً قيود على عدد المتعلمين الذين يمكنك الوصول إليهم، لكنْ يتيحُ لك التعلُّم الإلكتروني تقديم الدرس مرة واحدة ومشاركته مع العديد من الموظفين.
  3. يمكن الوصول إلى التعلُّم الإلكتروني وفقاً لشروط المتعلمين، وتُظهِرُ الأبحاث أنَّ المُتعلِّم الحديث يقضي 33% من وقته في الاجتماعات أصلاً، ويريد هؤلاء التعلُّم حسب الحاجة في أي وقت وفي أي مكان بلا تقيُّد بالتاريخ والوقت.
  4. يُعَدُّ التعلُّم الإلكتروني مُتَّسقاً، وتعتمد تجارب الصف الدراسي إلى حد كبير على المُعلِّم. يمكنُ تقديم نفس مادة الدورة التدريبية بواسطة مُيسِّرين مختلفين يختلف تأثيرهم إلى حدٍّ كبير في المتعلمين، ويضمن التدريب على التعلُّم الإلكتروني عبر الإنترنت مستوى من الاتِّساق لا يمكن تحقيقه بالتعلُّم وجهاً لوجه.

يُعَدُّ التعلُّم عبر الإنترنت أكثر فاعلية؛ وذلك لأنَّ العديد من المنظمات بدأت بدمج الدروس الإيجابية وجهاً لوجه في استراتيجية رقمية وإنشاء التعلُّم المُدمَج عبر الإنترنت الذي يُلبي احتياجات التعلُّم كافة.

مزيج من التعلُّم الذاتي والتعلُّم الجماعي عبر الإنترنت - حيثما يكون ذلك مطلوباً - هو أفضل من كل نوع على حدة، ويستفيد أفضل مزيج من الفُرَص التي تُوفِّرها أنماط التعلُّم المختلفة، ومع تطوُّر تقنيات التعلُّم الإلكتروني للشركات، لم تَعُدْ العيوب القديمة للتدريب عبر الإنترنت موجودة، ويمكن تقديم التعلُّم المدمج عبر الإنترنت مع الحفاظ على الفاعلية نفسها.

التعلُّم وجهاً لوجه:

يُوفِّرُ التعلُّم عبر الإنترنت الكثير من الفرص، لكنْ قد يكون للتعلُّم وجهاً لوجه مكان في التعلُّم المدمج.

أكبر الفوائد: تعود أهم مزايا التدريب وجهاً لوجه إلى كونه متزامناً، ويحدُث التعلُّم المتزامن عندما تشترك مجموعة في التعلُّم في نفس الوقت والمكان.

يتيح التفاعُل وجهاً لوجه مع المُدرِّب والمشاركين الآخرين المزيد من التواصُل غير اللفظي الفعَّال، وتتيح لغة الجسد الإيجابية في بيئة الصف الدراسي القدرة على التحفيز والإلهام والإدماج، وسواء كان التواصل بالعين أم بوضعية الجسد، فإنَّ القدرة على تفسير لغة جسد المتعلمين وتعديل المحتوى والنهج تبعاً إلى ذلك هي أمور تؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل.

تُوفِّرُ طرائق التدريب وجهاً لوجه القدرة على المناقشة والتعاون والممارسة وتبادل الأدوار، وكل ذلك بطريقة مباشرة وبتوجيه من المُيسِّر المتاح، وأن تكونَ جزءاً من مجموعة وتتحملَ المسؤولية هي أمور تُعَدُّ من أقوى أدوات التعلُّم.

فرص: يُمكِنُ بالتأكيد تقديم هذا العنصر الاجتماعي للتعلُّم وجهاً لوجه عبر الإنترنت، وتُمكِّن التكنولوجيا - مثل مؤتمرات الفيديو والصفوف الدراسية الافتراضية - القوى العاملة اليوم من الاستمرار في التعاون بنفس الفاعلية.

بالإضافة إلى أنَّ التعلُّم عبر الإنترنت يعني أيضاً عدم حرمان الأشخاص من تعلُّم ما يحتاجون إليه عند الحاجة، ومع التعديلات الطفيفة مثل مجموعات التدريب الصغيرة؛ يُمكِنُ للمدربين وجهاً لوجه إحداث نفس التأثير عبر الإنترنت وتحقيق نفس المستوى من المزايا الاجتماعية.

التعلُّم المُدمَج عبر الإنترنت:

أكبر الفوائد: دعونا نعترف بأنَّه في هذه الأيام لا يُوجَدُ خيار سوى التعلُّم عبر الإنترنت، لكنْ في بعض الأحيان تأتي أفضل الأشياء من الضرورة. يؤدي التعلُّم المُدمَج عبر الإنترنت الذي يَحدُثُ اليوم إلى تقليل المخاطر التي يُمكِنُ أن تَلحقَ بمؤسستك في المستقبل، ويجعلُكَ أكثر استدامة ويُوفِّرُ لك الوقت والمال، وتشملُ الفوائد الأخرى لاستراتيجيات التعلُّم المدمج جَعْلَ التعلُّمِ عبر الإنترنت:

  • مرناً: يتيح التعلُّم المدمج للمتعلمين تلقِّي التعلُّم عبر الإنترنت أينما ومتى يريدون، وهو مثالي للعمل الهجين.
  • سلساً: تساعدك سلسلة من تجارب التعلُّم القصيرة على إعادة تكوين مهارات الموظفين أو تحسينها على وجه أسرع.
  • شخصياً: يُوفِّرُ التعلُّم المدمج فرصة لإنشاء مجموعة من المسارات من خلال التعلُّم عبر الإنترنت؛ مما يؤدي إلى تجارب أكثر تخصيصاً وذات صلة.
  • اجتماعياً: يحتوي التعلُّم المُدمَج على التعلُّم الاجتماعي للحفاظ على استمرارية التواصل بين الزملاء.

فرص: تُهدَر الفُرَص التي يقدمها التعلُّم الرقمي المدمج إذا كان تعلُّمك يتبنى "أسلوباً واحداً يناسب الجميع" ولا يولي اهتماماً لاحتياجات كل مُتعلِّم. حان الوقت لتبنِّي مزيج أكثر حداثة، وهنا يبرز دور التعلُّم المدمج المرن.

يركز التعلُّم المدمج المرن فيما تحتاج إليه شركتك وموظفوك الآن، بدلاً من محاولة التمسُّك بنماذج التعلُّم السابقة. يتَّصف التعلُّم المدمج بأنَّه:

  • رقمي: استكشِفْ أنواع التعلُّم المتاحة لك؛ مثل التعلُّم الافتراضي بقيادة مدرب والتعلُّم الإلكتروني ومقاطع الفيديو وما إلى ذلك. حدِّدْ أيَّها أكثر فاعلية لاحتياجاتك الآن وفي المستقبل.
  • مختصر: استفِدْ من أدوات تحديد الأدوار وأدوات التشخيص وتصميمات التعلُّم المصغر للحفاظ على التعلُّم قصيراً وملائِماً.
  • مُنظَّم: زدْ تأثير كل تدخُّل بتنظيم المحتوى الداعم؛ على سبيل المثال قدِّم الجانب النظري من التعلُّم الإلكتروني قبل التعلُّم الافتراضي بقيادة مدرب؛ حيث يُمكِنُ لهذه الجلسة التركيز في التطبيق فقط.
  • اجتماعي: إنشاء بيئة رقميَّة لتبادُل الأفكار وتعزيز التفكير.

أفضل ممارسات التعلُّم المُدمَج:

ألقِ نظرة على الأمثلة الثلاثة أدناه لكي ترى كيف يُمكِنُ تحويل بعض موضوعات التدريب الشائعة عبر الإنترنت إلى برامج تعليمية مدمجة رقمية، وتُوضِّحُ الأمثلة كيف يُمكِنُ للتعلُّم المُدمَج عبر الإنترنت دمج عناصر التعلُّم وجهاً لوجه وترجمتها بسلاسة إلى مساحة رقمية، وهي مُصمَّمة جميعها لإحداث تأثير في الحياة الواقعية ومساعدة المتعلمين على تحقيق أهداف ملموسة.

1. تدريب المهارات الناعمة:

دعونا لا ننسَ أنَّه في هذه الأوقات الصعبة يشعرُ العديد من موظفينا بالإجهاد أكثر من المعتاد. يجب عدم تأجيل احتياجات الموظفين للتدرب على المهارات الناعمة، وفي الواقع تُعَدُّ موضوعات مثل التفويض وإدارة الوقت أكثر أهمية من أي وقت مضى، وغالباً ما يحتاج الموظفون الذين يعملون من المنزل إلى إدارة أكثر، وليس أقل إذا كنتَ تريدُ الحفاظ على الإنتاجية والإيجابية مرتفعتين.

1.1. نشاط رقمي تأملي:

يعمل بعض موظفيك حالياً في أثناء رعاية أطفالهم، وقد يتشتَّت انتباه بعضهم الآخر بسهولة بسبب الأعمال المنزلية؛ لذلك فإنَّ تعلُّم كيفية إدارة الوقت أمر بالغ الأهمية، ويُقدِّم التدريب عبر الإنترنت مزيجاً أفضل يبدأ بنشاط إحماء يَطلُب من المتعلمين التفكير في كيفية إدارة وقتهم حالياً. تجذب الأسئلة الشخصية انتباه المتعلمين وتلفت انتباههم.

2.1. فيديوهات الخبراء:

بعد التأمُّل الشخصي يُمكِنُك عرض مقاطع فيديو متخصصة تُقدِّم نصائح وتقنيات لإدارة الوقت، وبعد تفكير الموظفين في مهاراتهم الحالية؛ من المُرجَّح أن يكونوا أكثر استعداداً للتعلُّم من الخبراء، وتعني مقاطع الفيديو أنَّه يُمكِنُهم إيجاد وقت لتعلُّم ما يناسبهم سواء كان ذلك بين جلسات رعاية الأطفال أم بين الاجتماعات.

ربما يُوجَدُ لديك موظفون أو متعاقدون يعملون من المنزل حتى قبل هذه الأزمة؛ إذا كانَ الأمر كذلك، فقد يكونوا خبراء في المادة وعليك نشر خبراتهم.

3.1. تبادل الأدوار وجهاً لوجه مع المدير أو المنتور:

يكمنُ الكثير من النجاح في المهارات الناعمة في التنفيذ؛ لذا فإنَّ العنصر البشري في تبادُل الأدوار مفيد هنا، ولا يعني هذا أنَّه لا يُمكِنُ القيام به عبر الإنترنت، ولكنَّه فرصة للمتعلمين لتطبيق أفكارهم ونظرياتهم والحصول على تغذية راجعة من مدير أو منتور قبل تطبيقها في الحياة الواقعية. يُعَدُّ استخدام منصة مؤتمرات الفيديو - مثل زووم (Zoom) - فعالاً في توفير الرعاية والدعم اللَّذين يوفرهما التعلُّم الفردي.

إقرأ أيضاً: فوائد تدريب الموظفين على المهارات الناعمة

2. التدريب على تعرُّف المنتج:

مع قيام الكثيرين من الموظفين بتبديل مناصبهم الوظيفية والتوظيف في بعض القطاعات في غضون ساعات فقط لملء الشواغر التي يُخلِّفها المرضى؛ أصبح تعريف الموظفين بالمنتجات بسرعة أمراً لا بدَّ منه.

تتمحور المعرفة بالمنتج حول جعل الحقائق سهلة التذكُّر وربطها باحتياجات العملاء، وغالباً ما يتعيَّن على الموظفين الاحتفاظ بكثير من التفاصيل؛ لذلك يجب أن يكون من السهل البحث عن المعلومات سريعاً بالإضافة إلى مراجعتها مقدماً.

1.2. أوراق معلومات المنتج الرقمي:

لا مفرَّ من الحاجة إلى عرض الكثير من الحقائق والتفاصيل، وإنَّ تقسيم هذه المعلومات وتنظيمها في ورقة منتج رقميَّة حديثة يجعلها أكثر جاذبيةً للمتعلمين، ويُسهِّل تحديثها ويُوفِّر فرصة للتفاعُل.

2.2. دروس تكون مدَّتُها دقيقتين:

عندما يَطرحُ أحد العملاء سؤالاً لا يستطيع مندوب خدمة العملاء المُعيَّن حديثاً تذكُّر إجابته، فإنَّ الدروس القصيرة الموجودة على الموبايل تساعد الموظَّف على استرجاع معلوماته.

3.2. سيناريوهات التعلُّم الإلكتروني:

لا يكفي تذكُّر الحقائق؛ إذ يحتاج مستشارو خدمة العملاء إلى أن يكونوا قادرين بفاعليَّة على اقتراح منتجات للعملاء المناسبين، وفي هذه الأيام تحديداً عندما تخفُّ المبيعات الجديدة في بعض القطاعات، يُصبِحُ البيع الزائد "إقناع العميل بشراء المزيد" والبيع العابر "إقناع العميل بشراء الإصدار الأحدث من المنتج نفسه" أكثر أهمية للحفاظ على القدرة التنافسية في السوق. سيناريوهات التعلُّم الإلكتروني مثالية للتأكُّد من أنَّ فريقك جاهز للتحدي؛ مما يسمحُ للمُتعلِّم بالتدريب في بيئة آمنة وتلقِّي التغذية الراجعة.

نظراً إلى أنَّ مؤتمرات الفيديو هي موضوع ساخن هذه الأيام والعديد من مُقدمي الخدمات يجلبون موظفين جُدُد لتلبية الطلب، فإنَّ محاكاة المبيعات عبر منصة الفيديو ستكون مناسبة جداً.

4.2. مسابقات رقمية سريعة:

قد يساعد اختبار قصير تنافسي كل ثلاثة أشهر على الحفاظ على حيوية عملية التعلُّم. امنحْ موظفيك بعض المكافآت لتجدهم يدرسون المنتج طواعية كل ثلاثة أشهر.

3. تأهيل الموظفين الجدد:

يُعَدُّ تأهيل الموظفين موضوعاً هاماً هذه الأيام للعديد من المنظمات، وخاصةً بالنسبة إلى أولئك الذين يعملون في بيع المواد الغذائية بالتجزئة؛ إذ يُوظِّفون موظفين جدد للاستجابة إلى المطالب المتزايدة وملء الشواغر التي يُخلِّفها الموظفون المرضى.

مع مزيج رقمي حديث وشخصي؛ يُمكِنُ أن ينتقل تأهيل موظفيك من رد الفعل إلى تجربة تدريب مستدامة وقيِّمة يُقدِّرها المتعلمون بدرجة عالية.

1.3. التعلُّم عبر الإنترنت القائم على المعرفة والذي يسبق التأهيل:

ابدأ تأهيل الموظفين الجُّدد بالترحيب بهم في منظمتك.

يُمكِنُ القيام بذلك في المرحلة الأخيرة من تجهيز العقود والأوراق. عرِّف الموظفين الجُّدد إلى الأساسيات والأسئلة الشائعة؛ على سبيل المثال قيَم المنظمة وهيكلية الأقسام والتوقعات من مناصبهم وما إلى ذلك.

بمجرَّد تعريف الموظف الجديد إلى الأساسيات، يكون قد حان الوقت للتعمُّق أكثر. اختر أبسط عنصر في الوظيفة وعرِّف الموظف الجديد بالخطوات الأساسية التي يحتاج إلى معرفتها لإكمالها؛ على سبيل المثال نظرة عامة سريعة على العملية، ومثال عن أفضل الممارسات، وقائمة بالأوامر والنواهي. قد يستغرق الأمر 10 دقائق فقط.

2.3. التدريب في أثناء العمل:

في هذه المرحلة يبدأ التعلُّم في أثناء العمل، ودور المُشرِف أو زملاء المُتعلِّم أساسي هنا. يرافق الموظفون الجدد المشرف أو زميل عمل مُتمرِّس لمراقبتهما في أثناء تأدية عملهما، ثم يعملون بأنفسهم تحت إشرافهما ويحصلون على تغذية راجعة وإجابات عن أسئلتهم، وقد يستغرق هذا نصف ساعة، ويُمكِنُ للموظفين الجُّدد بعد ذلك المضي قدماً بثقة في العمل دون مساعدة أحد.

3.3. تكرار جميع المهارات الأساسية:

أخيراً، في وقت لاحق أو في اليوم التالي يأخذُ الموظفُ الجديد الجزء التالي من التعلُّم الإلكتروني القائم على المعرفة في قسم مُختلِف مثل خدمة العملاء، ثم يتعاوَن مع زملائه مرة أخرى، وتستمر هذه الدورة حتى يتعلَّم ويُطبِّق جميع المهارات الوظيفية الأساسية.

إقرأ أيضاً: تدريب الموظفين الجدد: الدليل الكامل لتحقيق نجاح طويل الأمد

كيفية تطبيق التعلُّم المدمج في مكان العمل:

تُوجد ثلاث خطوات رئيسة لإنشاء برنامج رقمي مدمج ناجح وهي: فهم جمهورك وتحليل المحتوى ومطابقته مع قناة تقديم المحتوى.

1. فهم جمهورك وأهدافك:

لا تختلف الخطوة الأولى في تصميم التدريب الرقمي عن تصميم التدريب وجهاً لوجه. تعرَّف إلى جمهورك ونوع التعلُّم المناسب له، وقبل أن تبدأ تأكَّد أنَّك تفهم أهدافك أيضاً؛ وبذلك تكون على استعداد للتركيز في المحتوى.

2. تحليل المحتوى:

لا يضيع الوقت المستثمر في تدريبك الحالي وجهاً لوجه، وفي هذه المرحلة تبرز أهميته. قسِّم المحتوى إلى أجزاء أصغر مع تدوين هدف التعلُّم من كل جزء.

3. تطابق المحتوى مع قناة تقديمه:

هذه المرحلة مثيرة للاهتمام، وأنت تعرف ما ينجح بالطريقة التقليدية، لكنْ كيف يمكنك إنشاء تجارب مماثلة مع القنوات الرقمية المتاحة لك؟ ابدأْ بمراجعة هذه القنوات. قد يكون التعلُّم وجهاً لوجه مُستبعداً، لكنْ تُوجَدُ العديد من الطرائق الأخرى لإضفاء الحيوية على المحتوى عبر الإنترنت.

يمكن تطبيق التعلُّم المدمج عبر الإنترنت بعدَّة طرائق مختلفة؛ مثل سيناريوهات التعلُّم الإلكتروني التفاعلية، ووحدات التعليم المصغر، وجلسات التدريب الافتراضي بقيادة مدرب، والكوتشينغ والمنتورينغ عبر الإنترنت، ومقاطع الفيديو المُسجَّلة سابقاً، والتعلُّم الاجتماعي غير الرسمي.

اكتساب المهارات التي يحتاج إليها فريقك:

مع وجود رؤية واضحة لما تحتاج إلى إنتاجه، فقد حان الوقت لتقييم ما إذا كانت لديك المهارات الداخلية في مؤسستك لإنشاء المكوِّنات. إذا كنتَ تُقدِّم التدريب وجهاً لوجه، فمن المُحتمَل أن تكون لديك بالفعل مهارات تصميم التعلُّم وخبرة في الموضوع، لكنْ ربما تفتقر إلى العنصر الرقمي.

في الختام:

في هذه الظروف العصيبة لم يَعُد التعلُّم وجهاً لوجه قابلاً للتطبيق، والآن بعد أن استتبَّ الأمر؛ حان الوقت للحفاظ على حداثة مؤسستك في المستقبل، والتعلُّم الرقمي المدمج والمرن هو الحل، ومن خلال تسخير المهارات الموجودة لديك بالفعل وصقل مهارات فريقك الذي يُقدِّم التعليم وجهاً لوجه والاستلهام من أمثلة التعلُّم الرقمي؛ ستتمكَّن من الانتقال إلى التعلم الرقمي مباشرةً.

تذكَّر أنَّ أكثر أنواع التعلُّم المدمج نجاحاً لها هدف واضح وجمهور واضح، وتَستَخدِم مجموعة من القنوات الرقمية ويُنشِئُها فريق داخلي ماهر باستخدام أدوات تأليف التعلُّم الإلكتروني.




مقالات مرتبطة