بدائل لنظام إدارة التعلم: ما هي ومتى ولماذا عليك استخدامها؟

كان نظام إدارة التعلُّم (LMS) جزءاً لا يتجزأ من النظام التعليمي في معظم المنظمات ولسبب وجيه، ولكنَّ الزمن يتغير وتتغير معه احتياجات العمل وتوقعات المستخدمين والتكنولوجيا، فلم يَعُد الحل التقليدي هو الحل الافتراضي في جميع المواقف؛ لذا دعنا نستكشف بدائل لنظام إدارة التعلُّم المتاحة حالياً.



متى ولماذا يجب أن تفكر في بدائل لنظام إدارة التعلُّم؟

للتوضيح: الهدف من هذا المقال ليس الإقرار بأنَّ نظام إدارة التعلُّم مضى عليه الزمن؛ إذ له أهميته، فإذا كنت بحاجة إلى تقديم دورات التعلُّم الإلكتروني أو تتبعها، إلى جانب برامج تدريب الموظفين غير الرقمية الأخرى، وحاجتك إلى الوظائف الإدارية، فقد يبقى نظام إدارة التعلُّم هو الحل، ويُقدِّم التقرير الصادر عن مجموعة "فوسواي" للأبحاث (Fosway) حول أنظمة التعلُّم رأياً مثيراً للاهتمام حول هذا الأمر:

"على الرغم من ردود الفعل السلبية على نظام إدارة التعلُّم التقليدي، إلَّا أنَّه لم يفقد أهميته وما يزال الامتثال عاملاً أساسياً، وعلى الرغم من الاهتمام الواسع باندماج المتعلِّم، إلَّا أنَّ الطلب على إدارة أفضل للتعلُّم - بما في ذلك تدريب الامتثال الذي يدر الأرباح - ما يزال محرِّكاً أساسياً للعديد من مشاريع أنظمة التعلُّم. صحيح أنَّ الحديث كَثُر حول فقدان نظام إدارة التعلُّم لأهميته، لكنْ يُظهِر بحثنا أنَّ أقل من 1% من المشترين يعتقدون أنَّهم سيتمكنون من إيقاف استخدام نظام إدارة التعلُّم، حتى لو أرادوا ذلك، لكنْ على الرغم من أنَّ الامتثال ما يزال عاملاً أساسياً، ولكنَّه يتغير أيضاً؛ إذ ينتقل التركيز فيه من حضور التدريب وإكماله إلى الكفاءة؛ مما يغيِّر كلاً من تتبع التدريب وإعداد التقارير حول نتائجه كثيراً، ويبتعد في تركيزه عن الدورة التدريبية ليركز في مكان العمل".

الحقيقة هي أنَّ التعلُّم عبر الإنترنت لا يقتصر في هذه الأيام على دورات التعلُّم الإلكتروني المنظَّمة والمتوافقة مع معيار سكورم (SCORM)؛ والتي نرسل للمستخدِمين رابطاً لها، ثم نضع علامة على اكتمالها بمجرد الانتهاء.

فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل بديل نظام إدارة التعلُّم يناسب نظامك التعليمي أكثر، فنظام إدارة التعلُّم:

  • يكون مُصمَّماً لتلبية الاحتياجات التنظيمية مع انخفاض احتمال أن يخصص المتدربون وقتاً للعمل عليه.
  • غالباً ما يتطلب عملية ذات خطوات متعددة، ويستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتوافق المحتوى مع معيار سكورم وتحميله.
  • يكون مُوجَّهاً نحو تقديم المعلومات والمحتوى، مع تركيز البيانات في إكمال التدريب ودرجات التقييم ونسبة الوصول إلى التدريب.
  • لا يكون إنشاء المحتوى متاحاً فيه عادة، على الرغم من أنَّه قد يتضمَّن مكتبة من المصادر الجاهزة.
  • يُقيِّد الوصول إلى الأشخاص داخل المنظمة، أو يستغرق الكثير من الوقت ويُكلِّف المال لتسجيل الآخرين في نظام إدارة التعلُّم.

لذا تحتاج إلى:

  • تمكين المتدربين من التفاعل مع المحتوى الذي أنشأته واستخدام منصات التعلُّم خلال سير العمل، إلى جانب تزويدك بالبيانات.
  • عمليات بسيطة ومرنة تتيح لك مشاركة المحتوى بسرعة أكبر، ولا سيما في المجالات سريعة التغيُّر؛ مثل البيع بالتجزئة.
  • التركيز في النمو - بدلاً من التركيز في الامتثال - في تعلُّم الموظفين وتطويرهم.
  • فرق التعلُّم والتطوير (L&D) أو حتى إلى خبراء المادة في الشركة؛ لتتمكَّن من إنشاء المحتوى ونشره بسرعة وسهولة في مكان واحد.
  • إتاحة المحتوى الخاص بك على نطاق أوسع، ربما للموظفين المؤقتين "مثل العمال الموسميين في مجال البيع بالتجزئة" أو المستقلين أو المقاولين أو الموردين، دون تكاليف إضافية غير مرغوب فيها.

ما هي بدائل نظام إدارة التعلُّم؟

لا يُوجَد بديل واحد يناسب الجميع، لكنْ إليك بعض بدائل نظام إدارة التعلُّم المتاحة وبعض النقاط التي يجب وضعها في الحسبان:

  • يمكن أن ينجح نظام إدارة التعلُّم ذو السعر المنخفض مثل ليرن داش (LearnDash) - وهي إضافة لنظام إدارة التعلُّم في برنامج ووردبريس (WordPress) - في المؤسسات الصغيرة التي ترغب في تقديم الدورات وتتبُّعها تتبُّعاً بسيطاً.
  • يمكن لبوابات التعلُّم الإلكتروني - التي تُنشَأ باستخدام منصة مثل شيربوينت (SharePoint) - تنظيم المصادر والمحتوى في مكان واحد، ويمكن غالباً أن تعتمد على ميزات مفيدة مثل المنتديات والتتبع.
  • تُستخدَم بيئات التعلُّم الافتراضية (VLEs) في قطاع التعليم، لكنْ يمكن أن يعمل تركيزها على التعاون بين المتدربين أكثر من تتبُّع أدائهم في حالات أخرى؛ مثل برامج الدراسات العليا أو برامج التدريب الإعدادي للموظفين الجدد.
  • حدَّدت مجموعة "فوسواي" بيئات التعلُّم من الجيل التالي (NGLEs) منافساً قوياً في السوق مؤخراً؛ حيث تُسهِّل بعض الأمور؛ مثل التعلُّم الاجتماعي والفيديو والتعلُّم المصغر، وتركِّز بشكل عام في تجربة المُستخدِم أكثر من أنظمة إدارة التعلُّم التقليدية.
  • إذا كان الموظفون يستخدمون بالفعل الشبكة الداخلية الخاصة بك باستمرار، وكان ذلك جزءاً من سير عملهم، فيُمكِنُكَ الاستفادة من ذلك وبناء خبرات تعلُّم على شكل مواقع مصغرة (microsites).

السؤال الهام الذي علينا طرحه هنا هو: "ما هي طبيعة البيانات التي عليك تتبُّعها؟" تجدر الإشارة إلى ما قالته مجموعة فوسواي (Fosway) فيما يلي: "لا يستثمر التعلُّم والتطوير كثيراً في التحليلات مقارنةً بالموارد البشرية؛ فهو لا يركز في الأعمال عندما يتعلق الأمر بقياس التأثير؛ لذا تُعَدُّ البيانات والتحليلات الفعالة ضرورية لاتِّخاذ قرارات صائبة وإثبات أنَّك تُحدِثُ فارقاً".

لا تركِّز في تتبُّع معدلات إكمال التدريب أو مدة الجلسات إذا لم تكُن المقاييس هذه هامَّة، وفي بعض الحالات قد تكون أرقام الزائرين المميزين أو المشاهدات التي تتلقاها الصفحة هامَّة ومؤثرة؛ والتي يمكن أن تحصل عليها من خلال خدمة "تحليلات غوغل" (Google Analytics)، دون الحاجة إلى نظام إدارة التعلُّم.

5 أسباب تدفعك إلى استخدام أدوات التأليف إلى جانب نظام إدارة التعلُّم:

إن لم تكُنْ ترغب في إلغاء استخدام نظام إدارة التعلُّم وتتطلع إلى تعزيز تأثير أداء تدريبك، فقد يكون من المفيد التفكير في استخدام نظام إدارة التعلُّم وأداة التأليف معاً.

فيما يلي بعض الفوائد الأساسية للقيام بذلك:

1. جعل التدريب جذاباً:

المحتوى المتميز هو مفتاح تحقيق تجربة فعَّالة للمُتعلِّم، فلا تجذب كيفية الوصول إلى المحتوى على نظام إدارة التعلُّم المتعلم؛ بل ما يجذبه هو كيفية تفاعله مع المحتوى؛ إذ يجب أن يكون التفاعُل في الوقت المناسب وملائماً، والأهم من ذلك أن يساعده على إنجاز مهامه؛ فمجرد تحويل عرض تقديمي على برنامج باوربوينت (PowerPoint) ليتوافق مع معيار سكورم (SCORM) لن يجذب انتباه موظفيك، فبدءاً من طرح أسئلة وجيهة ووصولاً إلى السيناريوهات المتفرعة، يُعَدُّ استخدام أداة التأليف لإنتاج محتوى جذاب أمراً أساسياً للاحتفاظ بالمعلومات وتحسين الأداء.

2. الفاعلية:

تتيح لك أداة التأليف إنشاء تدريب عبر الإنترنت بسرعة وسهولة، فهي تُوفِّر عليك عناء التعامل مع المطورين المشغولين أو الوكالات باهظة الثمن لإنتاج محتوى لنظام إدارة التعلُّم الخاص بك، وبالطبع لا يتعلق الأمر بإنجاز الأمور بسرعة فحسب؛ بل بتعزيز عملية التطوير مع الحفاظ على الجودة، وتُوفِّر عليك قوالب التعلُّم التي تحتوي على معلومات مسبقاً عناء الترميز؛ فباستخدام أداة التأليف؛ يُمكِنُكَ التركيز في المحتوى التعليمي المرتبط بمجال خبرتك.

3. التعهيد الجماعي في التعلُّم الإلكتروني الذي تقدمه:

أنت وفريقك أساس تميُّز التعلُّم والتطوير في مؤسستك، لكنْ سرعان ما يمكن أن تقع في مأزق في أثناء محاولة متابعة كل المحتوى في نظام إدارة التعلُّم الخاص بك، وبدلاً من ذلك عليك تمكين الموظفين في جميع أنحاء الشركة لبدء إنشاء التعلُّم الإلكتروني، وتمكِّنُكَ أداة التأليف القائمة على التخزين السحابي من التعهيد الجماعي للتعلُّم الإلكتروني الذي تقدمه إلى مئات الزملاء وخبراء المادة؛ حيث يُنشِئ الجميع المحتوى ويراجعونه في مكان واحد، ويعمل العديد من الأشخاص على المشروع ذاته في نفس الوقت.

4. الإدارة على نطاق عالمي:

يتيح لك استخدام أداة التأليف على مستوى المؤسسة تعزيزَ الإنتاج على نطاق غير مسبوق؛ إذ يُمكِنُكَ زيادة الكفاءات عبر مسارات عمل متعددة؛ وذلك بدءاً بإنشاء مسودات للمحتوى وضمان الجودة ووصولاً إلى اختبار المستخدم للتدريب قبل تقديمه له.

لجذب انتباه جمهورك العالمي وتعزيز أدائهم يجب أن يكون التعلُّم الإلكتروني الذي تقدمه يهمهم؛ فباستخدام العديد من أدوات التأليف يُمكِنُكَ استنساخ دورتك التدريبية؛ مما يعني أنَّ تخصيصها وفق مختلف المناصب وتعديلها وفق المناطق وترجمتها إلى لغات مختلفة أمر بسيط.

يساعدك الاحتفاظ بنسخة رئيسة من الدورة التدريبية على تجنُّب مشكلات التحكُّم بالإصدار الذي تحتاج إليه منه؛ فإذا أردتَ إجراء أي تحديث، تُمكِّنك بعض أدوات التأليف من إجراء التغييرات بسرعة وسهولة ونشرها على شكل إصدارات مختلفة.

إقرأ أيضاً: أهمية وجود نظام إدارة التعليم الإلكتروني في المُؤسَّسات التعليميَّة

5. توفير التكاليف:

مشروعك التجاري في حالة تغيُّر مستمر، فحتى إذا كنتَ راضياً حالياً عن محتوى نظام إدارة التعلُّم الخاص بك، فستحتاج إلى الإضافة إليه وتحديثه مع مرور الوقت؛ لذا يمكن أن يُوفِّر عليك استخدام أداة التأليف - بدلاً من الأساليب الأخرى لإنشاء المحتوى - تكاليف كبيرة؛ إذ يمكن أن تُكلِّفك دورة تعلُّم إلكتروني واحدة فقط تنتجها وكالة بقدر ما يكلفك ترخيص أداة التأليف لمدة عام "وأحياناً أكثر من ذلك بكثير".

إقرأ أيضاً: أسئلة عملية يمكنك استخدامها للتفكير في عائد الاستثمار في التدريب

في الختام:

تتغير وجهات النظر حول نظام إدارة التعلُّم؛ حيث تُوجَدُ طرائق لتقديم دورات عبر الإنترنت وخبرات تعليمية أكثر من أي وقت مضى، ومجموعة متزايدة من البدائل لنظام إدارة التعلُّم؛ إذ ستتمكَّن من اختيار ما تحتاج إليه من خلال طرح أسئلة تتعلق بجمهورك والموارد المتاحة لك والبيانات التي تحتاج إليها.




مقالات مرتبطة