ما هو التعلُّم المصغَّر؟
يَقسمُ التعلُّم الإلكتروني المصغَّر المحتوى إلى أجزاء قابلة للفهم؛ مما يُسهِّل على المتعلمين دراستها بوتيرة تناسبهم، كما أنَّه يتوافق مع جداول المتعلمين المكتظة بالعمل.
إنَّه طريقة حديثة للتعلُّم وهو فعَّال وجذاب في الوقت نفسه، وله فوائد عديدة مثل:
- يُعزِّز احتفاظ المتعلمين بالمعلومات: من المرجَّح أن يتذكر المتعلمون المعلومات عند تقديمها على أجزاء صغيرة قابلة للفهم.
- يكون مناسباً للتدريب التنشيطي: يُعَدُّ تقديم معلومات صغيرة طريقة مفيدة وفعَّالة للاستجابة إلى بيئات العمل المتطورة عندما لا تكون الدورة التدريبية الكاملة مناسبة.
- يُعزِّز اندماج الموظفين: يزيد التعلُّم المصغَّر من اندماج الموظفين؛ وذلك لأنَّه يناسب عادات دراسة المتعلمين المعاصرين، إنَّه يُمكِّن المتعلمين من دراسة المواد التدريبية ذاتياً حسب سرعتهم الخاصة.
- يُوفِّر إمكانية تطبيق الأفكار: يوفِّر المحتوى المصغَّر المعلومات الخاصة بالوظيفة التي يمكن للمتعلمين تطبيقها على أدوارهم على الفور، إنَّه يَمنَح المتعلمين المعلومات التي يحتاجون إليها لوضعها موضع التنفيذ.
فوائد التعلُّم المصغَّر:
بالإضافة إلى تفضيل المتعلمين للتعلم المصغَّر، فيما يلي ثلاثة أسباب تجعلك تفكِّر في اعتماده:
1. يستغرق وقتاً أقل ويوفِّر المرونة:
يحشر أرباب العمل الجلسات التدريبية في الفواصل الزمنية في جداول عمل الموظفين بدلاً من تخصيص فترات طويلة للدراسة، وتتلاءَم وحدات التعلُّم الإلكتروني المُصمَّمة لتكون ذات مغزى في جلسة قصيرة (10-15 دقيقة) بسهولة أكبر مع هذا النموذج.
1.1. يكون متوفراً في الوقت المناسب:
وحدات التعلُّم الصغيرة أفضل من الوحدات الكبيرة من ناحية تلقِّي الدعم في الوقت المناسب؛ على سبيل المثال إذا احتاجَ الموظف إلى تذكُّر معلومة حول ميزة برمجية نادرة الاستخدام، فعلى الأرجح أنَّه يريدها على الفور، وفي هذه الحالة من الأسهل على الموظف مشاهدة مقطع فيديو بسيط تكون مدته دقيقتين حول هذه الميزة المحددة بدلاً من مراجعة وحدة كاملة مدتها 60 دقيقة تشرح جميع ميزات البرنامج.
2.1. يوفِّر المرونة:
يمكن الجمع بين وحدات التعلُّم الصغيرة ودراستها بطريقة مرنة؛ على سبيل المثال يمكن لأحد المتعلمين الوصول إلى وحدات إي وسي ودي، ويمكن لمتعلِّم آخر الوصول إلى سي وبي وإي، اعتماداً على خياراتهم المفضلة واحتياجاتهم العاجلة؛ أي يتيح للمتعلمين دراسة الموضوعات التي تهمهم، والوصول إليها بترتيب يلبي احتياجاتهم.
2. يناسب المتعلمين العصريين:
تشير التقارير إلى أنَّ المتعلمين في مكان العمل حريصون على دراسة محتوى وثيق الصلة ومُخصَّص على أي جهاز يختارونه، وفي أغلب الأحيان يدرسون بسرعة وفي أوقات وأماكن مختلفة: يتعلَّم 56% من المتعلمين العصريين عندما تقتضي الحاجة، ويتعلَّم 28% في أثناء تنقلاتهم من وإلى العمل. إنَّ أكبر معوق أمام التعلُّم في العمل هو الوقت، وفي حين أنَّ التعلُّم الحقيقي يتطلَّب جهداً وطاقةً وتفانياً، فإنَّ العديد من المتعلمين يواجهون صعوبة في توفير هذه العناصر، وعلى هذا تزداد فرصة تبنِّي التعلُّم المقسَّم إلى أجزاء قصيرة.
أَظهرَ أحد الأبحاث أنَّ جلسات الدراسة المكثفة التي لا تزيد عن 20 دقيقة - والتي تفصل بينها استراحات مدتها 10 دقائق - تؤدي إلى احتفاظ الذاكرة بالمعلومات على الأمد الطويل على وجه أفضل من جلسات الدراسة الطويلة والمتواصلة.
3. يزداد الطلب على التعلُّم عبر الأجهزة المحمولة:
نحن نعلم أنَّ التعلُّم المتنقل أصبح أكثر أهمية مع انتشار الأجهزة المحمولة في مكان العمل. تخيَّل صعوبة التركيز في درس على الهاتف المحمول مدته 40 دقيقةً بينما تتزاحم في قطار الركاب الصباحي. الحل الواضح هو تقسيم الوحدات إلى أجزاء أصغر وذات مغزى أكبر، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ الوحدات الصغيرة لا يمكنها معالجة القضايا المعقدة أو أنَّها غير جذابة.
أفضل 5 نصائح للتعلُّم المصغَّر:
الآن بعد أن عرفتَ لماذا يجب أن تستثمر في التعلُّم المصغَّر، إليك أهم خمس نصائح عن كيفية إنشاء مواد تعليمية صغيرة وفعَّالة:
1. قدِّم الموضوعات واحداً تلو الآخر:
يعني التعلُّم المصغَّر أنَّ لديك فترة زمنية قصيرة لتقديم المعلومات؛ لذلك عليك أن تقرر ما هو الموضوع المُحدَّد لمتطلبات المتعلمين، فمن الهام التمسُّك بموضوع واحد فقط والتركيز في الأفكار الرئيسة المطلوب من المتعلمين معرفتها. اطلبْ من خبير المادة تحديد المعلومات الهامَّة؛ والتي يجب أن تكون محور التركيز الرئيس للمحتوى المصغَّر، وركِّز في تحديد أقل عدد ممكن من الأهداف لتجنُّب الانشغال في معلومات زائدة وغير ضرورية.
2. عزِّز الاحتفاظ بالمعلومات باستخدام الملخصات:
على الرغم من أنَّ التعلُّم المصغَّر هو وسيلة فعَّالة للتعلُّم الإلكتروني، لكنْ لا تُوجَدُ طريقة واضحة لقياس مدى معرفة المتعلمين، وقد يساعد دمج الملخصات في وحدات تعلُّم صغيرة الحجم على تقييم كفاءتها، لكنْ تذكَّر؛ يجب أن تكون صغيرة الحجم أيضاً، ويُحدِّد اختبار بسيط لمدة دقيقتين مهارات المتعلمين ونقاط قوتهم وضعفهم؛ مما يسمح لهم بالحصول على المساعدة في المَهمَّة.
3. عالِجْ فجوات الأداء:
ربما تكون أهم فائدة للتعلُّم المصغَّر هي القدرة على تزويد المتعلمين بالمعلومات التي هم في أمس الحاجة إليها. فكِّر في نوع المحتوى المصغَّر الذي تُنشِئه وكيف سيحفز المتعلمين على التركيز في مهام محددة متعلقة بالعمل، وفي بعض الحالات قد يفي عرض تقديمي بسيط بالغرض، أو ربما يجد المتعلمون إجراء مسابقة أكثر فائدة؛ وذلك حسب الموضوع.
اكتشِفْ أين تُوجَد فجوات أداء المتعلمين وكيف يُمكِنُكَ تخصيص المحتوى المصغَّر لتلبية احتياجاتهم. ما هي المهارات أو المهام التي يستخدمونها بانتظام وتلك التي نادراً ما يستخدمونها؟
4. وفِّر نظام دعم من الموارد الإضافية:
لا يعني التعلُّم المصغَّر أنَّ المتعلمين يجب ألَّا يستفيدوا من تجربة تعليمية شاملة. تأكَّد أنَّ المتعلمين يمكنهم الوصول إلى تنسيقات المحتوى الأخرى، والتي يمكن أن تدعم أنماط التعلُّم المصغَّر المختلفة، وامنَحْ المتعلمين المرونة للوصول إلى محتوى أطول أو محتوى فيديو لتوسيع معارفهم ومهاراتهم، ومن الهام التأكُّد من توفُّر تنسيقات أخرى للتعلُّم المصغَّر لتلبية أنماط التعلُّم المختلفة وللحفاظ على اندماج المتعلمين طوال الوقت.
5. أَنشِئ خريطة تعلُّم مصغَّر:
إذا كان لديك موضوع كبير يتطلَّب الكثير من وحدات التعلُّم المصغَّر ومحتوى دعم إضافي، فقد يكون من الصعب للغاية تتبُّع كل شيء، وإذا لم تتمكن من العثور على كل شيء، فلن يتمكَّن المتعلمون من ذلك أيضاً.
يؤدي تنفيذ خريطة تعلُّم مصغَّر تُنظِّم جميع المواد التعليمية صغيرة الحجم إلى تمكين المتعلمين من تتبُّع تقدُّمهم بسهولة؛ وذلك بمعرفة الوحدات المكتملة وغير المكتملة، كما أنَّها تتيح للمتعلمين حرية اختيار الوحدات التي يرغبون في دراستها لاحقاً بناءً على احتياجاتهم الفردية، ويُمكِنُكَ حتى التفكير في إنشاء خريطة تعلُّم مخصصة لكل متعلِّم.
في الختام:
الأسباب الثلاثة لاعتماد التعلُّم المصغَّر التي عرضناها في هذا المقال مقنعة للغاية من وجهة نظر المتعلِّم، لكنْ كونك مدرِّباً، فإنَّ الخبر السار هو أنَّ تصميم المحتوى التعليمي المصغَّر أسرع وصيانته أسهل مقارنةً بالمحتوى التعليمي الأكبر حجماً.
أضف تعليقاً