تُعرَف الاستشارات بأنَّها ممارسة تزويد طرف ثالث بالخبرة في مسألة ما مقابل رسوم، وقد تتضمَّنُ خدمات استشارية أو تنفيذية، وبالنسبة إلى الاستشاري فإنَّ اتِّخاذ موقف مستقل وغير متحيِّز بشأن قضية ما هو أمر أساسي لدوره، ويمكنه من حيث المبدأ خدمة أي قطاع، وعلى مدار العقود القليلة الماضية أصبحَ المصطلح مرادفاً للاستشارات التجارية، والتي تركز غالباً في استراتيجية الأعمال والإدارة والتنظيم والعمليات التنفيذية والتكنولوجيا.
بدأ تاريخ مجال الاستشارات في أواخر القرن التاسع عشر بتأسيس أول منظمات استشارية حديثة في العالم؛ والتي تُعرَف أيضاً باسمِ الشركات الاستشارية للأعمال التجارية، وفي الأيام الأولى لمجال الاستشارات "بدءاً من الولايات المتحدة (US) ثم انتقلت لاحقاً إلى أوروبا (Europe) وبقية العالم" ركَّزَتْ الشركات الاستشارية الأولى خدماتها بصورة أساسية في حل المشكلات التقنيَّة والمالية.
تُوجَدُ اليوم أكثر من 460 شركة استشارية في جنوب إفريقيا (South Africa) توظِّفُ 20000 شخص، وتُولِّدُ ما يقارب من 15 مليارَ دولار، وهو ما يمثِّل 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتقدم هذه الشركات جميع أنواع الخدمات المختلفة؛ والتي تمتد عبر مجالات وتخصصات وقطاعات لا حصر لها.
حق الخبراء الاستشاريين في العمل:
على ماذا تستند الشركات الاستشارية في حقها في العمل؟ إحدى الصفات الرئيسة لهذا المجال هي ما يُسمى بـ "الميزة المعرفية" التي تمتلكها الشركات الاستشارية فيما يتعلق بعملائها؛ إذ يجري التعاقُد مع الشركات الاستشارية لمساعدة عملائها على حلِّ مشكلة ما، والتي تتطلَّبُ خبرة أو معرفة متخصِّصة يفتقر إليها العملاء.
كما تُوجَدُ ميزة أخرى وهي أنَّ الشركات الاستشارية تمثِّلُ جهةً مستقلة؛ والتي يمكن أن تمنح العملاء الأفكار الموضوعية للمشكلات التي تواجهها مؤسستهم، ويمكن أن تقدِّمَ لهم حلولاً للمشكلة، ويمكن أن يكون إشراك شركة استشارية أيضاً في بعض الحالات أمراً مُجدياً اقتصادياً أكثر ممَّا لو كانت المنظمة ستوظِّف خبراء بنفسها، وبالإضافة إلى ذلك غالباً لا تمتلك المؤسسة القدرة الكافية لإدارة مجموعة مشاريع التغيير الخاصة بها، والتي يمكن القيام بها عن طريق الاستعانة بشركة استشارية خارجية بدلاً من ذلك.
يُطلَقُ على المحترفين العاملين في مجال الاستشارات عموماً "الاستشاري" أو "المرشد"، وفي كثير من الأحيان تُستَخدَم مصطلحات محدَّدة للإشارة إلى معرفتهم بمجال استشاري معيَّن أو مجال الخبرة الخاص بكلٍّ منهم؛ على سبيل المثال الاستشاري الاستراتيجي والاستشاري في مجال الرعاية الصحية واستشاري المشتريات، إلخ.
على الرغم من أنَّ مصطلح استشاري ليس وصفاً وظيفياً قانونياً - أي يمكن لأيِّ شخص أن يَنسبَ إلى نفسه لقب استشاري - إلَّا أنَّ الاستشاريين النشطين في المجال هم في الغالب من المهنيين المتعلمين تعليماً عالياً، فقد اكتسبوا خبراتهم في مجال أو قطاع معيَّن بعد سنوات من الدراسة والتدريب وكذلك من خلال بناء خبرة في العمل، ويُنظَرُ إليهم من داخل مؤسستهم على أنَّهم يعملون بطريقة احترافية، ويمتلكون المؤهلات المناسبة وقادرون على تقديم مستوى عالٍ من الخدمة للعملاء، ويمكن للاستشاريين العمل في شركة استشارية، أو العمل كاستشاريين مستقلين، أو العمل كاستشاريين داخل مؤسسة بعيدة عن مجال الاستشارات "استشاري داخلي".
مجالات الخبرة:
يتكوَّن مجال الاستشارات من ستة مجالات وظيفيَّة رئيسة وهي: الاستشارات الاستراتيجية، والاستشارات الإدارية، واستشارات العمليات، واستشارات الموارد البشرية، والاستشارات المالية، واستشارات تكنولوجيا المعلومات، وفي المُجمَل تُجمَعُ هذه المجالات الاستشارية الستة مع مجالات الخدمة الأخرى لإنشاء أكثر من 200 مجال مُختلِف من الخبرة والاقتراحات.
أضف تعليقاً