واقع التعليم الأساسي

إنّ التعليم عملية لها مدخلاتها ومخرجاتها وبحسب المدخلات والعمليات نحصل على نوعيَّة المخرجات المطلوبة، ومن هنا يجب أن يكون التخطيط للعملية التعليميَّة بطريقة عكسيَّة (الخطف خلفاً) أي تحديد الهدف أولاً



ملاحظات عن واقع التعليم الأساسي ومخرجاته في منطقتنا العربية

 نأخذ سورية كنموذج

إنّ التعليم عملية لها مدخلاتها ومخرجاتها وبحسب المدخلات والعمليات نحصل على نوعيَّة المخرجات المطلوبة، ومن هنا يجب أن يكون التخطيط للعملية التعليميَّة بطريقة عكسيَّة (الخطف خلفاً) أي تحديد الهدف أولاً، أي أن يتم تحديد نوعيَّة المخرجات التي نريد لهذه العمليات التعليميَّة أن تخرجه وفقاً لها، بمعنى أي التلميذ الذي نريد أن نحصل عليه؟ مستواه العلمي والتربوي؟ والأفق الذي نريد له أن يرتسم ويمتد أمامه، ما القيم التي نريد له أن يحملها أو نحمّله إياها بالإجابة على مثل هذه الأسئلة وبتفصيلات أكبر، أعتقد أنه يمكن أن تتحدد ملامح مخرجاتنا التي نريد، وبتوفير هذه المخرجات في الشخص المطلوب إخراجه تنحصر جهود القائمين على العملية التعليميَّة ضمن إطار المعيار المتوافق مع الأهداف الواضحة فلا نقع في أزمة تشتت الجهود أو تكرار الأفكار أو الأعمال.

 

بتحديد ملامح المخرجات والتي هي التلاميذ أنفسهم بما يحملون من معارف وعلوم وقيم ومهارات تتحدد تفصيلات هذه المخرجات والمحاور التي يجب العمل عليها، ومن ثمَّ تتحدد أولويات العمل المطلوب إنجازه من قِبَلِ الإدارات والكوادر التعليميَّة.

 

إنّ تجربة التعليم الخاص في العالم العربي ما زالت فتية على الرغم من تحقيق بعض إنجازاتها وذلك بسبب العديد من العوامل التي لا بد من الوقوف عليها وإنعام النّظر فيها ومنها:

  1. نقل الخبرات والأساليب التعليميَّة الغربية (والشرقية) بدون فلترة تناسب واقعنا وهويتنا.
  2. التركيز على الشكل دون المضامين، على أهمية الشكل من قاعات صفيَّة ووسائل إيضاح ومخابر، لكن لا ما زالت عملية التعلُّم وظيفة تؤدى كأي وظيفة أُخرى، بلا روح.
  3. ما يزال التلميذ العربي بشكل عام لا يعرف لماذا يتعلَّم بمعنى غياب الدافعيَّة إلى التعلُّم، ومن ثمَّ غياب الغاية من التعلُّم.
  4. ما تزال معظم أنظمة الامتحان تعتمد عملية النسخ السطحي للحصول على الإجابات وجمع العلامات.
  5. عطفاً على (4) تبقى عملية تعليم ما مجرّد عملية تلقين وحشو في دماغ المُتعلِّم كي يستطيع نسخ ما تم إلصاقه بدماغه على ورقة الإجابة (نسخ، لصق).
  6. ما تزال وظيفة المُعلِّم إحدى الوظائف التي لا تحقق الاكتفاء الاقتصادي لصاحبها لذلك فإن كثيراً من المُعلِّمين فقدوا إيمانهم بأهمية رسالتهم، لهذا السبب ولأسباب أخرى.
  7. معظم المستثمرين العرب في المجال التعليمي هم من أصحاب الفعاليات الاقتصاديَّة التقليديَّة لذلك يعامل التلميذ وكأنّه زبون وليس طالباً (طالما استمر في دفع الرسوم).

 

ما سبق ملامح سريعة هي في حاجة إلى إضافات وإلى الكثير من التفصيل في كل نقطة منها، وهي كذلك مستخلصة من واقع لمسناه من خلال تجربتنا العملية واحتكاكنا بالمُؤسَّسات التعليميَّة وخاصة في المراحل المُبكِّرة من عمر الأولاد أي في مرحلة التعليم الأساسي لذلك استخدمنا كلمة (تلميذ) بدلاً من كلمة (طالب). أرجو إغناء هذا المقال بملاحظات ومقترحات الأعزاء القرّاء.

 

بقلم الدكتور "عماد شحادة"

المصدر: النجاح نت