نظريات في التعليم
أولاً: بياجيه:
من هو بياجيه؟
- ولد في سويسرا عام 1896 م ومات عام 1980م
- بتوصية من عمه بدا القراءة في الفلسفة وهذا أيقظ فيه رغبة في دراسة المعرفة او النظرية المعرفية: ما أصل المعرفة؟ وكيف يعلم الشخص انه يعلم؟ الخ
- حصل عام 1918 م على الدكتوراه في الرخويات.
- لاهتمامه في كيف يمكن ان تستخدم الطرق العلمية للإجابة على الاسئلة الفلسفية اتجه لدراسة علم النفس التطوري.
- حدث تحول في حياته عندما انتقل الى باريس عام 1919م وتعرف على الدكتور" سيمون" الذي ساهم في وضع اختبارات الذكاء مع" بينيه" ووضعوا معا العمر العقلي مقابل الزمني. وبينيه كان قد وضع اختبارا لقياس الذكاء يميز بين الطلاب المتوسطين في تعلمهم والموهوبين والبطيئين.
- صبح بياجيه مهتما بـ:
- أسباب اجابات الطلاب غير الصحيحة. (لماذا يخطئون؟)
- ان الاطفال الكبار ليسوا اذكى من الصغار بل مختلفون نوعيا بمعنى انهم يملكون انظمة وبُنى منطقية ومعرفية لما يملكها الصغار (سيصلون إليها).
- متى وكيف تطورت هذه الانظمة والبنى في حياة الطفل.
- في 1921 أصبح رئيس الابحاث في معهد روسو في جنيف.
- وفي 6 عقود ألّف 30 كتابا تفصل نتائج ابحاثه في تطور تفكير الاطفال.
- احتل كرسي الفلسفة عام 1925 في جامعة نيوشاتل في سويسرا.
- تزوج عام 1925م وكان لولادة طفله الاول اثاره العظيمة فقد بدأ بالملاحظة المنهجية له.
- في 1942م اقترح أينشتاين عليه دراسة مدى ما يفهمه الصغارُ من مفاهيم الزمان والمكان والحركة
- وقبل بياجيه في 1952 م وظيفة استاذ في السوربون حيث درس علم النفس التكويني حتى 1963م.
(راجع" الاتجاهات الحديثة في تربية طفل ما قبل المدرسة" لشبل بدران و "من أفلاطون إلى بياجيه، أعظم النظريات التعليمية عبر القرون ومن حول العالم" لثلاثة مؤلفين غربيين).
والآن سأحاول شرح نظريته:
- نظريته هي نظرية تطور معرفي أو نمو الذكاء في الطفل.
- الطفل ليس مستقبلا سلبيا للمعلومات.
- التطور في الطفل يحدث بتفاعل عمليتين أساسيتين: التمثل والمواءمة.
- التمثل: استقبال معلومات من العالم عبر الحواس ومقارنة المعلومات الجديدة بالموجودة في الدماغ لأن الدماغ يحوي اطرا وبُنى تتيح لكل واحد منا فهم العالم. فإذا كانت البنى الذهنية تستوعب المعلومات الحديثة فلا حاجة لعمل ذهني فنحن نفهم العالم او المعلومات التي استقبلناها. (مثال من عالم الكمبيوتر: جهاز يتم تشغيله بوندوز 1995 وجاءته برامج أمكنه التعامل معها وفتحها).
- اما إذا كانت المعلومات جديدة وغريبة عما نعرفه وعن البنية الذهنية فلا بد من (أ) خلق بنية جديدة أو(ب)تكبير وتغيير الموجودة، والعمليتان تسميان المواءمة وبسببها نما النموذج الذهني او البنية الذهنية وظهر نموٌ معرفي ايضا. (تنزيل وندوز جديد" فستا" مثلا).
- مثال: طفل في الرابعة من عمره رأى كرسيا يختلف عن الكراسي المألوفة. سيعرضه على نماذجه الذهنية الخاصة بالكراسي فإذا كان نموذجه للكراسي يستوعبها فلا حاجة لعمل ذهني وإلا فإنه يحتاج لأن يغير أو يوسع نموذج الكراسي ليستوعب الشكل الجديد ويصبح جزءا من نموذجه عن الكراسي.
قسم بياجيه مراحل النمو العقلي إلى أربع مراحل أساسية:
- المرحلة الحسية الحركية: وتبدأ عند الولادة وتستمر لسنتين تقريبا قبل دخول الأطفال عالم الكلام والألفاظ. وفي هاتين السنتين يتعلم الطفل الكثير بالتقاط المعلومات بحواسه ومقارنة الملتَقَط بما يعرفه(التمثل) وتوسعة نموذجه عن العالم أو إيجاد نموذج جديد لما يحيط به(المواءمة) وكلنا يعرف ما يفعله الطفل في هاتين السنتين بكل ما تصل إليه يده ويلفت إنتباهه. وبدخول الطفل عالم اللغة، يبدأ بتسمية الأشياء وعنونتها ويصبح مستعدا لدخول المرحلة الثانية وهي:
- ما قبل العمليات: وتمتد من 2-6 سنوات. ومن اين جاءت هذه التسمية؟ الطفل في الرابعة من عمره قد يظن أن كمية ثابتة من الماء مثلا في كاس عريض تصبح أكثر لو صبت في كأس طويل لأنه لم يكتسب المرونة الذهنية التي تمكنه من فهم هذا الموضوع ومن هنا سميت هذه المرحلة "ما قبل العمليات. "كما أن الطفل في هذه المرحلة يكون متمركزا حول ذاته ولا يعي أن عالمه ليس عالمَ الآخرين فكيف يكون الآخرُ نائما إذا كان هو مستيقظا مثلا؟
- مرحلة العمليات المحسوسة أو العيانية والبعض ترجمها العمليات المادية: من 7-11 من عمر الانسان. وفي هذه المرحلة يستخدم عمليات ذهنية للقيام باستنتاجات منطقية عن العالم. وأهم هذه العمليات القابلية للعكس. والطفل هنا يعرف ان حجم الماء واحد في المثال الذي ذكرناه سابقا. ويستطيع اثبات ذلك بقيامه بعكس العملية.
والعمليات المهمة في هذه المرحلة هي:
- التسلسل.
- التصنيف.
- العكس: فإذا كان 4+4=8 فإن 8-4 =4
- القدرة على رؤية الأمور من زاوية مختلفة.
- العمليات المجردة: من سن 12-18. وهنا يبدا المراهق بالتفكير الافتراضي وغير الملموس كالتفكير في حياته بعد الثانوية ويمكنه وضع عدة احتمالات ويستنتج من هذه الاحتمالات كيف ستكون حياته مثلا.
أعط طفلا في الثالثة أو الرابعة من عمره كرتين صغيرتين من الصلصال بقطر 4سم مثلا. سيعرف الطفل أنهما متساويان في الحجم والوزن وكل شيء. والآن أطلب منه أن يحول إحدى الكرتين إلى شكل مسطح طويل. والآن سله التالي:
- هل ظلت كمية الصلصال واحدة؟
- هل بقي الوزن واحدا؟
- هل الحجم واحد؟
متى سيعرف الإجابة على السؤال الأول ومتى يعرف الإجابة عن الثاني ومتى الثالث؟
قبل الإجابة هنا أود أن أذكر أن بياجيه يرى أن أي تطور نفسي لدى الإنسان يحتاج لوقت فالزمن يلعب دورا هنا. كما أنه يسأل السؤال التالي:
هل تعبر دورة الحياة عن قانون ثابت وهل للحضارة تأثير في هذا القانون وإلى أي مدى؟ بمعنى هل يمكن زيادة أو إنقاص التطور المرحلي لدى الإنسان؟