نضج المدرب أو المعلم

يواجه المُدرِّب (عشر سنين فأكثر) تحديات تتمثل في كيفيَّة تحقيق الانسجام والتناغم والعمل المشترك بينه وبين المُتدرِّبين بشكل مستمر ويؤمن بأنّ الغرض من التدريب هو تعزيز ما يسميه المُتدرِّبون "الحياة الواقعيَّة" يعمل هذا المُدرِّب جنباً



تقويم مستواك بوصفك مُدرِّباً أو مُدرِّساً والمراحل التي تمر بها في نضجك: تقول "سينثيا هاو ميرمان" وهي مستشارة في سانت لويس. إنّه بالإضافة إلى تقويم مادة البرامج ينبغي للمُدرِّبين إجراء تقويم مستمر لأدائهم وتتمثل إحدى الطرائق لتحقيق ذلك في تحديد مستوى نضجك والسعي إلى الحفاظ على هذا النضج من خلال التجربة والخبرة والتعليم".

وفيما يآتي أربع مراحل لتحقيق النضج تقول "ميرمان" إنّ المُدرِّبين يمرون بها:

  1. المُدرِّب الصغير: يكون المُدرِّب الصغير (الجديد) في البداية متوتراً وغير واثق بنفسه ويعتريه القلق والخوف ولذلك ننصحه بالتزام مواد الدورة من كتب، وكتيبات تدريبيَّة، والمادة التدريبيَّة ووسائل الإيضاح وألا يحاول الاجتهاد لأنّ ذلك سيزيده ارتباكاً.
  2. المُدرِّب المراهق: يكون المُدرِّب المراهق (سنة إلى ثلاث سنين خبرة في التدريب) مُتحمِّساً للتدريب ويقوم هذا المُدرِّب بتهيئة مكان التدريب بشكلٍ مبالغٍ فيه ويحب أن يبرز هو كبؤرة التركيز وموضع الاهتمام وبسبب حماسه فقد يتجاوز الوقت المُحدَّد للدورة كما يملأ الشرائح بالصور والكلام الكثير وهو يفترض أنّ الجميع يتميَّزون بالقدر نفسه من الحماسة وأنّهم معجبون به وبأدائه.
  3. المُدرِّب الناضج: يقدر المُدرِّب الناضج (أربع إلى تسع سنين خبرة في التدريب) الفترة الزمنيَّة الكافية لكل مادة من برنامجه التدريبي ويستعد جيدا ويصمم البرنامج التدريبي بشكل واقعي وتوزيع زمني مناسب كما يتميز هذا المُدرِّب بالثقة والهدوء والكفاءة.
  4. المُدرِّب الخبير: يواجه المُدرِّب الخبير (عشر سنين فأكثر) تحديات تتمثل في كيفيَّة تحقيق الانسجام والتناغم والعمل المشترك بينه وبين المُتدرِّبين بشكل مستمر ويؤمن بأنّ الغرض من التدريب هو تعزيز ما يسميه المُتدرِّبون "الحياة الواقعيَّة" يعمل هذا المُدرِّب جنباً إلى جنب مع المُتدرِّبين لتكييف البرنامج التدريبي ليكون قابلاً للتطبيق في الحياة الوظيفيَّة والشخصيَّة لكل فرد منهم كما يطور برنامجه باستمرار ويضيف إليه الإبداع تلو الإبداع.

 

(16) سؤال حول تطوُّر المُدرِّب والمُعلِّم

هل تحرز تقدُّماً متواصلاً بوصفك مُدرِّباً؟ من السهل أن تقع في حبائل الروتين وخاصة حين تقدِّم الدورة نفسها خلال مدة طويلة أو حين تقضي الكثير من الوقت في وضع وتقديم البرامج الجديدة في هذه الحالات قد يكون من الصعب أن تخصص وقتاً كافياً للتطوير الشخصي المستمر، اسأل نفسك الأسئلة الآتية وضع لنفسك درجة من واحد إلى عشرة وقوِّم نفسك وقرِّر ما تستطيع أن تفعل لتحسين مواطن ضعفك وكيف تستفيد من نقاط القوة لديك:

  1. لديّ العديد من الاهتمامات الخارجيَّة والهوايات والميول.
  2. أحاول باستمرار توسيع آفاقي الذهنيَّة ومعلوماتي العامة.
  3. أدرك الاتجاهات الحاليَّة للتدريب وكيف يمكن تطبيقها على الدورات التي أقدمها وعلى المشاركين الذين أقوم بتدريبهم.
  4. إلقائي جيدٌ وأسعى جاهدا إلى التطوير والتدريب والقراءة في الإلقاء والعرض.
  5. أبحث دائماً عن الأساليب الجديدة للتدريب.
  6. أقرأ حتى الكتب التي تحتوي المفاهيم الصعبة المُتعلِّقة بالموضوع الذي أقدمه.
  7. أمارس ما أقوم بتدريسه وأنصح به المشاركين وأطبقه في حياتي وعملي.
  8. أدرس من واقع خبرتي الشخصيَّة بقدر الإمكان بالإضافة إلى العلم النظري.
  9. أبحث عن تمرينات جديدة وأساليب مبدعه باستمرار.
  10. أستطيع أن أضع قائمة بعشر نقاط تثير اهتمام طلابي.
  11. أنا مطلع على مجريات الأحداث المحلية والعالميَّة.
  12. أقرأ بانتظام وبكثرة وخمسين بالمائة من قراءاتي في مجال تخصصي.
  13. أدرك مواطن الضعف التي أحتاج فيها إلى مزيد من التطوير.
  14. احترم طلابي فأحضر تحضيراً جيداً لكل دورة ولو كانت مكررة.
  15. أقبل الأفكار من طلابي وأطرح أفكاراً في المقابل وأتحاور معهم دون فرض رأيي عليهم.
  16. أساهم في تعزيز قدرات طلابي وفي تطويرهم ويهمني استفادتهم ونجاحهم.

 

أفضل مبادئ تدريبيَّة تعلمتها

  1. دع الجمهور يشارك ويعبر عن رأيه ويكتب ما تعلم.
  2. اقسمهم الى مجموعات عمل وأعطيهم تمريناً ثم فترة نقاش ثم يقدم كل فريق تقريراً علنياً.
  3. بسّط المادة واعرض المادة الدسمة في الصباح.
  4. كن مرناً واستعمل تمرينات حيويةً ومفيدةً (فيها حركة جسديَّة ما أمكن).
  5. تكلم بلطفٍ ونادهم بأسمائهم وأظهر احتراماً واضحاً لهم.
  6. كن مُتحمِّساً للموضوع الذي تطرحه وتحرك بينهم باستمرار.

 

قوانين "بايك" للتدريب المتقدم

  1. البالغون هم أطفال ولكن بأجسام كبيرة (أي أنّ الكبار يحبون اللعب مثل الصغار ويمكن استغلال اللعب لتعليمهم).
  2. الأفراد لا يناقشون المعلومات النابعة منهم (أي حاول أن تجعل المشاركين يقولون ما تريد أن تقوله وعندها لن يعترضوا).
  3. لا يتم التعليم إلا بعد تغيير السلوك (التعليم ليس ايصال معلومات فقط ولكنه في الحقيقة تغيير للسلوك والقناعات فلا يتم التعليم إلا إذا تحول إلى واقع وممارسة).
  4. تتناسب الاستجابة للتعليم مع ما تملكه من وسائل مرح (أي كلما كان جو التعليم والتدريب مرحا زادت استجابة الحضور للتعليم وتفاعلوا معه).
  5. ما يعرفه الوالدان يعرفه الأبناء (أي إذا تعلم المسؤولون وطبقوا ما تعلموه فسينتقل إلى المُوظَّفين بل وسينتقل حتى إلى أسرهم).

 

نحن نتذكر

  • (10-15) % مما نقرأه.
  • (13-20) % مما نسمعه.
  • (25-35) % مما نراه.
  • (50-70) % مما نسمعه ونراه.
  • (60-80) % مما نقوله.
  • (85-95) % مما نقوله ونفعله.

من هنا ندرك أهمية المشاركة والتطبيق.

 

قانون "كونفوشيوس" فيلسوف صيني

قل لي وسوف أنسى، أرني ولعلّي أتذكّر، أشركني وسوف أفهم.

 

آداب المُدرِّب

هذه مجموعة من الآداب التي تعكس الخلق الحسن كما تعلمتها من خلال التعامل مع الناس وبالذات من خلال الدورات والتدريس:

  1. احرص على ألا تقاطع أحداً.
  2. لا تقل (انتهى الوقت) ولكن قل (شكراً) أو (أحسنتم) ونحوها.
  3. لا تصدر الأوامر بل أطلب بلطف (لو تكرمتم بتعبئة الاستبيان) بدل (عبّئوا).
  4. تجنَّب الاستهزاء بأحد من الحضور حتى لو أخطأ أو تصرف بسذاجة.
  5. تجنَّب الكلام في السياسة وإن كان لا بد منه فبشكلٍ غير مباشرٍ وبدون أسماء.
  6. لا تتعامل مع الحضور وكأنّهم في صف فأنت تمارس التدريب وليس التعليم.
  7. لا تحرج أحداً ولا تصرّ على أحدٍ بعينه أن يتكلَّم أمام الناس أو يعبئ الاستبيان أو لا تخرج من القاعة أو يجيب على سؤال معينٍ بل كن مرناً دائماً.
  8. ابتعد عن الحديث وكأنك أستاذٌ لهم بل اجعلهم يشعرون بأنّك واحدٌ منهم حريصٌ على الاستفادة من خبراتهم ومعلوماتهم.
  9. لا تتردَّد في قول لا أدري فهذا خير من الإجابة الخاطئة أو غير مقنعة.
  10. كن أنيقاً فالناس لا تهتم بالمخبر فقط وإنّما يؤثر فيهم المظهر كذلك.
  11. مهما كانت المادة ضخمة والوقت قصيراً فاحرص ألا تعرض المادة بسرعة كبيرة فإنّ الهدف هو تمكن الحضور من المعلومات والمهارات وليس تفريغ ما عندك، وليس بالضرورة أن تنتهي كل التفاصيل بل اعرض المهم فقط.
  12. خالط مستمعيك فلا تأت متأخراً ولا تغادر مبكراً ولا تجلس منفرداً في فترات الراحة.
  13. كن صبوراً في التعامل معهم فبعضهم لديه مقاومة للتغير أو التعلُّم ويحتاج إلى شيء من الوقت.
  14. تجنب النكت أو التعليقات المعلقة بقبلية أو بصنف من الناس فقد تسبب حساسية لدى البعض.
  15. احترم الوقت فلا تبدأ متأخراً ولا تؤجل الراحة إلا بعد استشارتهم ولا تختصر وقت الراحة إلا بموافقتهم الجماعيَّة.
  16. احرص على أن تكون أسماء الحضور أمامهم وحاول أن تحفظهما وتستعملها فهذا سيساعد على تنمية العلاقة الشخصيَّة بينك وبينهم.
  17. تدخل إذا حاول أحد الاستهزاء بآخر أو التقليل من دوره أو تجرأ عليه فمن مهامك حماية الضعيف ومنع حدوث المشاكل.
  18. شجع الاندماج والتعارف بين المشاركين.
  19. انقل المشاكل الفرديَّة إلى أفراد المجموعة وخذ رأيهم في حلها حتى لا يصبح النقاش شخصياً بينك وبين أحد الحضور.
  20. لا تخرج بعد انتهاء الدورة أو مباشرة بل خصص نصف ساعة أو ساعة للاستشارات والأسئلة الشخصيَّة.

 

د. طارق السويدان

الفصل الأول

كفاءة المُدرِّب والمُعلِّم