نصائح للكوتشز الجُدُد

تحدث عملية الكوتشينغ من خلال المحادثة ولكن ليست كل المحادثات كوتشينغ. فكيف يقوم الكوتشز المحترفين بهذه العملية؟ ما الذي يجعل أحاديثهم مختلفة عن المحادثات مع الأصدقاء والزملاء والأقارب والغرباء؟

أولاً يحتاج الكوتشينغ إلى ساعات طويلة من الممارسة و التدريب. إلّا أن ممارسة الكوتشينغ غير كافية إذ انك بحاجة إلى نموذج كوتشينغ ليساعدك في تشكيل و قولبة هذا النوع من المحادثات. ويتناول النموذج التالي هذه الفكرة:



نموذج F.R.A.M.E. للكوتشينغ:

  1. قم بالتركيز على كل تفاعل.
  2. لا تقم بردود أفعال نابعة عن تسرعك في إصدار الأحكام على الآخرين.
  3. اطرح الأسئلة التي تحثّ المرء على التفكير.
  4. ارصد عمليّة التقدم والتعلّم.
  5. شجّع على النمو و التطور المستمر.


قم بالتركيز على كل تفاعل.

كيف يمكن للكوتش مساعدة الناس على التركيز؟ اذا قمنا بتفصيل كلمة تركيز، يمكننا أن ننظر الى الامر من وجهة نظر الشخص الذي تتم عملية الكوتشينغ عليه:

  • مواجهة الأمر: تحفيز وجعل الناس يتكلمون عن مشاكلهم العالقة أو الحديث عن الأمور التي يتجنبونها في كثير من الأحيان يكفي لمساعدتهم على مواجهة وتحدي مخاوفهم والعودة إلى المسار الصحيح. أي أن الكوتشز يحثّون الناس على التحدّث عن الأمور المهمّة فعلاً.
  • منفتح: عبّر عن ذلك مدرب كرة السلّة الأسطوري (جون وودن John Wooden) حيث قال "إن الأمور التي تتعلمها بعد معرفتك وإلمامك التّام بموضوع معين هي الأمور الهامّة". مساعدة الناس ليدركوا أن هناك طرق أخرى للتفكير في الأشياء يعتبر من الأمور الهامّة التي تُحرّر المرء وتطلق عنان تفكيره الإبداعي.
  • الخيارات: عندما تبدأ الأفكار الإبداعية للفرد بالتدفق فإن المهمة التالية هي مساعدته على طرح البدائل عن كيفية التقدّم والتطور في العمل. تأكد من أنك لا تقوم بفرض وإعطاء الأجوبة والحلول طوال الوقت، لأنك حينها تقوم بدور المستشار لا بدور الكوتش.
  • امض قدماً بالتطوير بشكل واضح: عندما يبدأ العميل بتحديد مجموعة متنوعة من الخيارات عندها يقوم الكوتش بمساعدته على اختيار إحدى هذه الخيارات (أو أكثر من واحد) كما يساعده بتطوير المهام والتخطط لسير العمل بالإضافة إلى تحديد نظام المساءلة لضمان حسن متابعة العمل.
  • تثبيت وتقوية التعلم: النتائج هي شيء جيد، ولكن إذا أردنا أن تترسّخ المعلومات فإنه من الضروري أن نتحدث عن الأفكار والاكتشافات والدروس المستفادة.


لا تتسرّع بإصدار الأحكام على الآخرين.

هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الكثير من الزبائن مع الكوتشز عديمي الخبرة هي أنهم يشعرون وكأن المدرب يقوم بتقيميهم والحكم عليهم تبعاً لتصرفاتهم. عليك أن تتفاعل بطريقة داعمة ومحترمة. وألّا تجعل الأمر يدور حول مدى موافقتك لتصرفات الزبون أم لا ولكن عليك التركيز على مدى الوضوح وعلى وجهة نظر الزبون.


اطرح الأسئلة التي تحثّ المرء على التفكير

الأسئلة هي عملة الكوتش في السوق. هناك نوعان أساسيان من الأسئلة: الأسئلة التي تجمع المعلومات والأسئلة التي تعمّق الفهم. والنوع الثاني من الأسئلة أقوى بكثير. وإليك الطريقة التي تدلّك على الفرق: إذا أخبرك الزبون عن أمور قد فكّرَ بها مسبقاً تكون قد فشلت في طرحك للأسئلة. أما إذا أثارت أسئلتك لدى الزبون أفكار جديدة ومشاعر وإنجازات وبدأت الرؤى والتوجهات بالظهور فتكون قد أتقنت فن طرح الأسئلة.

 
ارصد عمليّة التقدم والتعلّم

أن تقول أنك تنوي القيام بأمر معين فهذا شيء، لكن قيامك به شيء آخر . لذلك ليس من المستغرب أن أحد الأدوار الرئيسية للكوتش هو أن يُسائل الناس عن الالتزامات التي قد عقدوها. يمكنك القيام بذلك عن طريق طرح ثلاثة أسئلة رئيسية:

  1. ماذا ستفعل؟
  2. ما الفترة الزمنية التي ستسغرقها لتفعل ذلك؟
  3. كيف سأعرف أنك قمت بالتزامك؟


شجّع على النمو والتطور المستمر

ساعد زبائنك على ملاحظة الانتصارات بدلاً من التغاضي عنها. شجّع زبائنك على متابعة العمل بسرعة أكبر عندما لا تسير الأمور على النحو المأمول. يمكنك القيام بذلك عن طريق الاعتراف بأن المصاعب والمنعطفات التي يواجهها المرء خلال رحلته هي دليل على التقدم.

ولكن الأهم من ذلك هو أن تشجّع زبائنك على الاحتفال بالمحاولات الناجحة والفاشلة  حيث نحتفل بالنجاحات بسبب الإمكانيات التي توصلنا لها، كما ونحتفل بالفشل من أجل الأمور التي تعملّمناها منه.

وهذه هي أعظم نصيحة في رحلة الكوتشينغ.
المصدر
ترجمة: آلاء شبلي
تدقيق: مالك اللحام