مواصفات مدرب الشركات الجيد

سيساعد المشروع التدريبي جيد التنفيذ الذي يقدمه خبراء متخصصون على تسريع عملية التعلم وتحسين مشاركة المتعلم، ولتحقيق هذه النتيجة، يجب أن يكون المدرب على درجة عالية من المهارة في المحتوى، وقادراً على التواصل، ويتكيف بسرعة مع الظروف المختلفة؛ فالتدريب لا يكون فعَّالاً ما لم يكن المدرب الذي يقدمه فعَّالاً أيضاً.



وفقاً لمجلة "هارفارد بيزنيس ريفيو" (Harvard Business Review)، على الرغم من أنَّ المنظمات تنفق أكثر من 350 مليار دولار عالمياً على التدريب، إلا أنَّها لا تنفق أموالها بطريقة فعَّالة، فالمدرب الذي تختاره لإرشاد المتعلمين له تأثير مباشر في فاعلية عملية التدريب.

عند اختيار مدرب، فكِّر في الكفاءات الثلاث الآتية لضمان أن ينتج عن مشروعك التالي نتائج مثمرة وقابلة للتنفيذ:

1. معرفة قوية بالمجال وخبرة متخصصة:

يجب أن يتمتع المدرب الجيد بمعرفة عميقة بالمجال والموضوع الذي سيدربه، كما يجب أن يعرف ما الذي يحدث في السوق، ومن ذلك المفاهيم وأفضل الممارسات، ومن خلال الحصول على هذا الفهم، سيتمكن المدرب من تبسيط محتوى التدريب إلى أجزاء مفهومة وقابلة للتعليم من المعلومات التي تتعلق باحتياجات أعماله.

يمكن استخدام الموارد الآتية لتقييم معرفة المدرب بالمجال وخبراته في الموضوع:

  • السِيَر المهنية والخصائص والسير الذاتية.
  • الملفات التي تتضمن مقاطع الفيديو التعليمية، ومواد الدورة التدريبية.
  • المراجع وتقييمات الطلاب والتوصيات.

وغالباً ما تلجأ المنظمات إلى مدربين خارجيين بوصفهم مورداً قوياً عندما يفتقر الموظفون الداخليون إلى الخبرة أو الوقت لتقديم التدريب.

فكِّر في استراتيجية طويلة الأمد للحصول على مواهب تدريبية مُنتقاة بعناية عند الحاجة، فإنَّ القدرة على الاستفادة من المدربين ذوي الخبرة في موضوع معين والمعرفة في المجال، يلغي الحاجة إلى البحث عن مدرب جديد لكل مشروع.

2. مهارات التواصل:

يمكن القول إنَّ إحدى أهم خصائص المدرب الجيد هي القدرة على التواصل الفعَّال؛ لذا يجب أن يكون المدرب قادراً على تعليم المحتوى بوضوح ودقة، سواء كان يتعامل مع معلومات تقنية للغاية أم حساسة أم صعبة، وسيتمكن المدرب الجيد من وضع استراتيجية للتواصل مع الأفراد ذوي أساليب التعلم المختلفة.

لتقييم مهارات التواصل لدى المدرب، يمكن طرح الأسئلة الآتية:

  • كيف يمكنك استيعاب المتعلم المرئي والمتعلم السمعي؟
  • ما هي المواد التي ستوفرها للدورة؟
  • كيف ستحافظ على اندماج المتعلمين، تحديداً خلال أيام التدريب الطويلة؟
  • عندما يجد المتعلم صعوبةً في فهم المحتوى، كيف يمكنك مساعدته على التغلب على الصعوبات؟
  • ما هي طريقة استيعاب وإدارة الدورات التدريبية الافتراضية؟

سيساعدك الهاتف أو الاجتماع الافتراضي على تحديد الشخص الذي يتواصل بطريقة جيدة من الشخص الذي يتواصل بطريقة غير جيدة؛ فيجب أن يكون المدربون واضحين ومتجاوبين ومقنعين.

3. المرونة والإبداع:

يجب أن يتمتع المدرب الفعَّال بالقدرة على التحلي بالمرونة والتفكير الإبداعي، فقد تنجح خطط التدريب بطريقة مثالية مع مجموعة من المتعلمين، لكنَّها قد تفشل وتكون غير فعَّالة مع مجموعة أخرى؛ لذا يجب أن يكون المدرب الجيد قادراً على فهم الأشخاص من حوله وتعديل طريقة إيصال التدريب لتلبية احتياجات المتعلمين.

فلنفترض أنَّ الجلسة التدريبية المُخطَّط لها تتضمن الكثير من التعاون والعمل الجماعي، ومع ذلك، يفضل المتعلمون اتباع أسلوب معتاد، ففي هذه الحالة، يجب أن يتحلى المدرب بالمرونة في أسلوبه وأن يفكر بطريقة إبداعية لتعديل طريقة التقديم مباشرةً، وبالإضافة إلى ذلك، قد يمتلك المتعلمون معلومات أقل أو أكثر مما أخبرتهم، ومن غير المنطقي تدريس مادة معروفة أو تخطِّي المواد التي قد لا يعرفها المتعلمون.

قد يحتاج المدرب إلى تعديل المحتوى الخاص به ليتناسب مع احتياجات المتعلمين، وسيكون لكل حل تدريبي عقباته، ويجب أن يكون المدرب قادراً على التعامل مع التغيير والتكيُّف بسرعة، وعلى الرغم من أنَّ قائمة الخصائص ومهارات التدريب التي يمتلكها المدربون الجيدون يمكن أن تستمر وتطول، فهذه بعض الصفات لمساعدتك على اختيار مدرب جيد لمؤسستك.