من كتيب استخدام: الوظائف في المدرسة

تثير الواجبات والوظائف كثيراً من الجدل والنقاش، كما أنها تسبب الصداع لبعض المدرِسين والطلاب، فلماذا نقوم بها؟ حتى إن بعض الدراسات تبيِن أن الواجبات تمزِق العائلات وتحمِل الأولاد عبئاً يفوق طاقاتهم وتحد من التعلُم. يقترح البعض ربط الوقت المنقضي في حل الوظائف مع الإنجازات والنتائج في المدرسة الثانوية، وخصوصاً عند الطلاب الأكبر سناً. وكمثال على ذلك فإن الطلاب الانكليز في الصف الحادي العشر والثاني عشر الذين قضوا سبع ساعات أو أكثر في الأسبوع على حل الوظائف تكون نتائجهم وسطياً أكبر بثلث الدرجة من نتائج طلاب الجنس نفسه (ذكر أو أنثى) والذين يتمتعون بالقدرة نفسها ولكنهم قضوا أقل من ساعتين في الأسبوع في حل الوظائف. أمَا الدليل على علاقة الواجبات مع النتائج في المرحلة الابتدائية فيكون ضعيفاً إلى حدٍ ما. تتلخص حملات المعارضين والمؤيدين للواجبات المنزلية بما يلي:



يتقدم المؤيدون بالحجج التالية:

  • تُبيِن الدراسات بوضوح أن زمن حل الواجبات في المرحلة الثانوية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحصيل نتائج أفضل.
  • تمثل الواجبات صلة وصل مع الأهل حيث إنها تشجِع الارتباط والتدخل العائلي.
  • تملك الكثير من المدارس سياسات واستراتيجيات مناسبة بخصوص الواجبات.
  • تساعد المتعلم على تطوير مهارات "تعلَّم كيف تتعلم" وتعلمه كيف يتعلم بنفسه.
  • يؤيد الأهل الواجبات المنزلية عموماً على الرغم من قلقهم بخصوص الوقت الذي تستهلكه.
  • يشترك الأهل في تعليم أولادهم بثلاث طرق: تشجيعهم على القيام بواجباتهم والتخفيف مما يلهيهم ويبدد وقتهم ليتمكنوا من إتمام الواجبات، ومع الأولاد الصغار بمساعدتهم مباشرة.
  • إن الطلاب الذين يقضون وقتاً أكثر في حل الوظائف يقفون من المدرسة موقفاً إيجابياً (تلعب عوامل الاختلاف في الوضع الاجتماعي، الصف وجنس الطالب دوراً مهماً في هذه النتيجة).
  •  أفضل نموذج من الوظائف يشجع الاعتماد على النفس دون أن يجعل القيام بها صعباً.

 

ويحتج المعارضون بالبراهين التالية:

  • قد تكون تلك الواجبات سبباً في تمزق الحياة العائلية والخلافات في العلاقات.
  • تبيِّن بالبحث أن فائدة الواجبات في أحسن حالاتها متفاوتة وغير مضمونة النتائج.
  • يُكلَّف الطالب الواجبات للتكيُف مكرهاً مع الضغوط الخارجية التي تفرض وجود الواجبات بحكم العادة أكثر من تكليفه إياها للحصول على نتائج التعليم الصحيح.
  •  تعود الواجبات بالفائدة على المنازل ذات السوية الاجتماعية والمادية الجيدة.
  • تتصف معظم الواجبات بالرتابة والتكرار فهي مجرد تدريب عملي بالتكرار دون فهم، كما أنها تؤثر سلباً في موقف الطلاب من التعليم.
  • يمكن أن تعزز عادات سيئة في التعلم.
  • تزيد أعباء عمل المدرِسين.
  • في بعض الأحيان عندما تُنجز الواجبات بدون كفاءة فإنها تعطي نتائج معاكسة للغرض منها وتسبب الخلاف في الصف.
  • يعتقد واحد من كل خمسة من الأهالي أن الوظيفة المنزلية المعطاة لا تنسجم مع أفكار الدرس.
  • لا يحقق التدخل العائلي المباشر في حل الوظائف إنجازاً أكبر منه في حال عدم تدخلهم، في الحقيقة يقاس الانجاز بنوع المساعدة المقدمة للطالب، وفي هذه الحالة تكون الواجبات إجحافا بحق الأهالي ذوي الثقافة المحدودة.

 

هل هناك طريقة لجعل الواجبات فعّالة؟ قام الكثيرون بتجربة عدد من الحلول الإبداعية مثل منتديات الوظائف، ومراكز الدراسة المفتوحة لكل عابر سبيل، والأماكن المخصصة في المكتبات العامة لكنها كلها لم تلق إلا القليل من النجاح. ويبدو أن الأماكن الآمنة والمنظَمة والدافئة والجذابة تشد الطلاب إليها في فترات "نشاطات ما بعد المدرسة" في المجتمعات الطلابية الأوسع، حيث تملك الجلسات المجانية قوة ساحرة وتأثيرٌ فعّال حتى إن المدارس تفاجأ بقدرتها على جذب الطلاب وخاصة غير المهتمين منهم.

يكون الوضع أحسن في المدارس التي تكون فيها الواجبات محضرة جيداً ومدروسة مسبقاً من قبل فريقٍ متكامل يراها جزءاً متمماً للدرس يحقق له الشمولية. لاقت بعض المدارس نجاحاً عندما منعت أنواعاً محددة من الوظائف مثل: النسخ، التلوين، الإتمام والتكرار، إن مثل هذه المدارس تشجع الوظائف المتممة للدرس والتي تتطلب تفكيراً أكثر. يخطط البعض لعدم تعليم بعض وحدات المنهاج المقررة في الصف بل الإشراف عليها فقط، وفي هذه الحال يجب توفير وحدات مخصصة كوظائف مُدعَمة بمراجع تساعد في الدراسة الذاتية، ويحتاج المدرِسون الذين يدعمون هذه الطريقة إلى التخطيط المسبق بصورةٍ جيدة والاستفادة من وقت التعليم الاختياري. فيما يلي بعض الأفكار التي تزيد من فائدة الوظائف:

 

  • تعدد الخيارات

اترك للطلاب حرية اختيار كيفية تقديم وظائفهم، يمكنهم ذلك باستخدام جدول أو مخططٍ بياني، رسمٍ كاريكاتوري، قصيدة، أو مراجعة كتاب وهكذا. تجذب تلك المرونة أنماطاً مختلفة من التعلُم.

 

  • التحويل

 

إن أخذ المعلومات المقدَمة بطريقة معينة وتقديمها بطريقةٍ أخرى جيد... بل رائع لتعزيز تلك المعلومات. مثلاً اطلب إلى الطلاب تحويل النص إلى خريطة ذهنية أو إلى مخطط بالأفكار الرئيسة أو لوحة جدارية أو جدول بياني، أو العكس.

 

  • الاختصار

اطلب إلى الطلاب تلخيص المعلومات. مثلاً: اطلب اختصار الدرس إلى ثلاث نقاط أساسية وتبرير هذا الاختيار، أو تحديد الشخصيات المشاهد الأسباب الرئيسية وتوضيح سبب استبعاد الاحتمالات الأخرى.

  

  • التحضير

مثلاً قم بتحضير كتيِب يحتوي على وظائف الوحدة المقررة. حدد عدداً من الدروس كنقاط علَّام لمراحل التقدم في مسيرة التعلُم.

 

  • القص واللصق

قم بقص التمارين من الكتب القديمة، أو قم بتحميلها من صفحات الإنترنت، ثم قم بلصقها على بطاقات ثم غلفها حرارياً بالنايلون لضمان متانتها عند تكرار الاستعمال.

 

  • صنع القرار

أعطِ الطلاب مغلفاً يحتوي على جمل تعبر عن حقائق وأفكار، اطلب إليهم التمييز بينها، ثم ترتيبها وفقاً لمعيارٍ ما. مثلاً: ما هي أسباب خسارة الولايات المتحدة في فيتنام؟

 

  • مذاكرة

اطلب إلى الطلاب أن يحضِروا أسئلة حول الدرس ليتم استعمالها في الحصة التالية، وذلك بوضعها في صيغة برنامج ألعاب تلفزيوني معروف، مثل برنامج من سيربح المليون، حيث تتجه الأسئلة من السهولة البالغة بمبلغ (5.00$) إلى الصعوبة القصوى بمبلغ (1.000.000$).

 

  • نماذج أجوبة

 أعطِ الطلاب الفرصة لتقييم أجوبتهم.

 

  • التصنيف

صنِف الأعمال حسب درجة فهم الطلاب لها وتبعاً لمعايير التقييم المطروحة مُسبقاً للمناقشة. 

 

  • الأخطاء

 ما من نشاطٍ مألوفٍ أكثر من إلقاء الضوء على الأخطاء الموضوعة عمداً في مخططٍ أو نصٍ ما.

 

  • الاستذكار الهرمي أو المكعَب

 

يكتب الطلاب في الأوراق الصفراء (التي تثبت من أحد أطرافها) أو في مربعاتٍ مرسومة على قطعة ورق:

  • شيء واحد كنت أعرفه مسبقاً.
  • سؤالان ما زلت أحتاج جواباً لكل منهما.
  • أهم ثلاثة أشياء تعلَمتُها.

حدد هذه التقنية أو غيرها من تقنيات المراجعة وظيفة منزلية للطلاب، وذلك قبل نشاطات مرحلة التثبيت في الصف

 

بتصرف من كتاب التعلم السريع: كتيب المستخدم. ديريك وايز.