ممارسات هامة في تنمية التفكير الإبداعي

شفيق سالم الشاعر:

 أخي المعلم، إن تغير مظاهر الحياة بسرعة في العصر الحاضر، يتطلب تربية التلاميذ على الإبتكار والإبداع، وأهداف التربية للإبداع تتمثل باكتساب الفرد الثقة بالنفس، وتنمية قدراته على التصدي لمشاكل الحياة العصرية سواءً أكانت هذه المشاكل شخصية أو عامة، وإكساب المقدرة على التدبر للظروف، والتسامح مع الآخرين. من هو المبدع؟ هو ذلك الإنسان الموهوب بطاقة تفكيرية خلاقة صقلت وتغذت بتجارب عقلانية وانفعالية جمة، زادت من إنفتاح شخصيته وحساسيتها لما حولها من مجالات يقتضي التعبير عنها في مجال معين تستعمل فيه الكلمة أو الشكل (الصورة الحسية أو الحركية).

 



 عزيزي المعلم: نرجو منك الإطلاع على هذه المقترحات والعمل على تحقيقها خلال ممارستك في الفصل وإعدادك لأسئلة التفكير الإبداعي.

 مقترحات للمعلمين في تنمية التفكير الإبداعي لدى تلاميذهم:

أولاً: إعتبارات عامة في إعداد الدروس:

  1. تنمية القدرات الإبداعية من خلال وضع هدف تعليمي مصاحب تسعى لتحقيقه من خلال إعدادك نشاطات تعليمية.
  2. تضع أنماط التفكير(التفكير الرياضي والعلمي والتاريخي) في مرتبة لا تقل أهمية عن المفاهيم والمهارات كأهداف تعليمية.
  3. تخطيط نشاطات تعليمية تساعد تلاميذك على التعلم بالإكتشاف وممارسة التفكير الإبداعي.
  4. تعدّ بعض الدروس على هيئة مشكلات كبرى تتفرع عنها مشكلات صغرى.
  5. تخطيط أنشطة تعليمية تسمح لتلاميذك بالعمل الجماعي وتبادل الأفكار.
  6. تخطيط أنشطة للدروس تثير الحيرة والدهشة لدى تلاميذك وتتحدى أفكارهم وتصوراتهم السابقة.
  7. تخطيط أنشطة تتطلب مواد قرائية إضافية، وإصدار أحكاماً وحاولاً بديلة.
  8. تخطيط أنشطة تتطلب تطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة.
  9. تعديل خطط الدروس ولا تعتمد على خطط العوام السابقة (تصور جديد للموقف التعليمي يوائم بين ظروف التلاميذ والأهداف التعليمية المختلفة).

 

ثانياً: استثارة التفكير الإبداعي وتشجيعه في المناقشات الصفية:

هناك بعض الممارسات التي يجب القيام بها لتشجيع التلاميذ على ممارسة التفكير الإبداعي منها:

  1. طرح أسئلة عريضة تسمح باجتهادات مختلفة في اقتراح إجابات (أسئلة مفتوحة).
  2. طرح أسئلة تعليلية على التلاميذ لا يسعفهم مخزونهم المعرفي بإجابات جاهزة لها.
  3. إتاحة الوقت الكافي للتلاميذ لممارسة التفكير الإبداعي قبل الإجابة عن أسئلة هذا النوع من التفكير.
  4. الحرص على استدعاء إجابات متعددة من أسئلتي العريضة (المفتوحة).
  5. إحالة إجابات التلاميذ إلى زملائهم لمناقشتها وتقويمها.
  6. تعزيز إجابات التلاميذ التي تعكس مرونة في التفكير ومخيلة مبدعة.
  7. تجنب التسخيف العلني لإجابات التلاميذ التي تعكس تفكيراً إبداعياً ولكنها تعد مرفوضة منطقياً.
  8. الترحيب بأسئلة التلاميذ التي تعكس تفكيراً إبداعياً يتجاوز حدود المألوف والمعروف.
  9. أحيل أسئلة التلاميذ التي تعكس تفكيراً إبداعياً إلى زملائهم للاجتهاد في إجاباتهم.
  10. الإصغاء باهتمام للجديد من الأفكار والآراء التي يطرحها التلاميذ دون مقاطعتهم أو تكميل أفكارهم عنهم.

 

ثالثاً: تنظيم أعمال كتابية ونشاطات بيتيه تتطلب تفكيراً إبداعياً:

 من الممارسات التي تساعد على توظيف العمل والنشاطات في تنمية التفكير الإبداعي للتلاميذ ما يأتي:

  1. تكليف التلاميذ نشاطات تتطلب اقتراح وجهات نظر جديدة وتوظيف المهارات التي تعلموها في مضامين جديدة.
  2. تكليف التلاميذ نشاطات تتطلب تصور حلول جديدة للمشكلات التي تعرض عليهم.
  3. تكليف التلاميذ نشاطات تتطلب استخدام أنماط خاصة من التفكير العلمي أو التفكير الرياضي.
  4. تكليف التلاميذ نشاطات تتطلب الحصول على معلومات إضافية من مصادر مختلفة للمعرفة.
  5. تكليف التلاميذ إعداد أسئلة حول موضوع معين تمهيداً لمناقشتها في غرفة الصف.
  6. إشراك التلاميذ في تقويم أعمالهم الكتابية ونشاطاتهم البيتية واقترح المعايير التي يحتكم إليها في هذا التقويم.
  7. تنظيم نشاطات فيها حرية الاختيار دون التزام تعليمات تفصيلية تحدد تفصيلات مضمون العمل وشكله.
  8. تنظيم نشاطات تتطلب تفاعل الطلاب مع مصادر البيئة المحلية في مواقف تتحدى تفكيرهم.

 

رابعاً: متطلبات تنمية التفكير الإبداعي في النشاطات التقويمية:

  1. ممارسة التقويم الذاتي لأفكار التلاميذ وآرائهم.
  2. تشجيع التلاميذ على ممارسة تقويم أفكارهم وآرائهم.
  3. تشجيع التلاميذ على أن يخضعوا الأفكار والآراء المطروحة في الكتب المدرسية للتقويم.
  4. توظيف التقويم والتغذية الراجعة الفوريين في أثناء الموقف التعليمي كلما اتسع المجال لذلك.
  5. إعداد اختبارات تحصيلية تقوّم التفكير الإبداعي للتلاميذ إلى جانب تقويم ما حصّلوه من معارف ومهارات.
  6. الاحتفاظ بسجل خاص تدون فيه الملاحظات الهامة حول الإسهامات الإبداعية لكل واحد من التلاميذ مثل (عمل أبحاث، لوحات، مسرحيات، رسومات).

 

خامساً: رعاية أصحاب المواهب الإبداعية الخاصة:

 من الممارسات التي تساعد على رعاية أصحاب المواهب الإبداعية الخاصة ما يأتي:

  1. اكتشاف التلاميذ الموهوبين من خلال إسهاماتهم في النشاطات الشفوية والكتابية في الصف وخارجه.
  2. الفِت نظر زملائك المعلمين ومدير المدرسة إلى المواهب الإبداعية المميزة لكلّ منهم.
  3. توظيف إمكانات التلاميذ الإبداعية المميزة في إنتاج مواد نافعة في التعليم الصفي.
  4. عرض نتاجهم المبدع في غرفة الصف وخارجها.
  5. لفت نظر أولياء أمورهم فيما أزودهم به من تقارير إلى المواهب المميزة لأبنائهم.
  6. التنسيق مع أولياء الطلبة للوسائل التي يمكن الاستعانة بها داخل المدرسة وفي البيت لرعاية هذه المواهب وتنميتها.

 

وفي نهاية هذا البحث أدعو الله أن أكون قد وفقت في أن أضع بين أيديكم إخواني المعلمين بعض الممارسات الهامة في تنمية التفكير الإبداعي لتكون مناراً وهادياً لكم عند إعدادكم لدروسكم وممارستكم الصفية.

 

إعداد المعلم شفيق سالم الشاعر
معلم بوكالة الغوث الدولية –غزة