مقومات نجاح التعليم عن بُعد

المُقدِّمة
في ظل الحاجة المتزايدة إلى مواجهة مُتطلَّبات الحياة المعاصرة، أصبح لزاماً على المُؤسَّسات التعليميَّة أن تأخذ بأحدث تقنيات الاتصال والمعلومات، وأن تُوظِّفها لخدمة التعليم، وتحقيق أهدافه، على غرار ما تحقَّق من نجاحات باهرة لهذه التقنية في مجالات الحياة المُتعدِّدة. والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد نفسه نمط جديد من أنماط التعليم له برامجه وضوابطه وآلياته، حيث بدأ التعليم عن بُعد في القرن التاسع عشر وكانت جامعة لندن، وتم تطبيقه في عام (1858م) حيث كان يسمى آنذاك بنظام الطلاب الخارجيين، ثم قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتجارب مماثلة في جامعـة شيكاغو عام (1891م) وجامعة وسكونسين عام (1906م) وجامعة كوينز في كندا عام (1889م) وجامعة كوينزلانـد في استراليا عام (1911م).



وتطوَّر التعليم عن بُعد في بريطانيا بشكل ملحـوظ عندما تم إنشاء أول جامعة بريطانية مفتوحة عام 1969م، ومنذ ذلك الحين حتى أوائل التسعينيات بقي التعليم عن بُعد (التعليم المفتوح) مقصوراً في بريطانيا بشكل رئيس على الجامعات المفتوحة المُتخصِّصة بهذا النمط من التعليم، بدأت بعد ذلك كثير من الجامعات النظاميَّة البريطانية بتطبيق نظام التعليم عن بُعد إلى جانب التعليم النظامي. ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها حالياً (39) جامعة نظاميَّة تُطبِّق هذا النوع من التعليم، ومنها جامعات ميتشغان وسـتانفورد وديلاوار، بالإضافة إلى جامعـات أخرى مُتخصِّصـة بالتعليم المفتوح مثل جامعة التكنولوجيا الوطنيَّة (NTU) وجامعة ميرلاند للتعليم المتلفز (ITV) ، كما أنشئت جامعات مفتوحة للتعليم عن بُعد في أسبانيا (1972م)، وإيران (1973م) ، والباكستان (1978م) ، واليابان (1981م)، ونيجيريا (1983م) ، وفلسطين (1985م) ، والسودان (1991م) ، ومصر في جامعة الإسكندرية (1990م) ، وأخـيراً الجامعة العربية المفتوحة التي اتخـذت من الكويت مقراً لهـا في عام (2000م) ، خالد مصفي، وصالح حمد(2001م).

تطوُّر التعليم عن بُعد

في البداية، كان التعليم عن بُعد يعني التعليم بالمراسلة، أي أن الوسيط كان الخدمة البريديَّة التي تنقل مواد مطبوعة، أو مكتوبة، بين المُتعلِّم والمُعلِّم. ولكن التقنيات التي تستعمل في التعليم عن بُعد تتسع حاليا لتشمل مجموعة كبيرة من تطبيقات الحواسيب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعيَّة. ويمكن الآن باستخدام الأقمار الصناعيَّة الاتصال هاتفيا وتوصيل البث الإذاعي، صوتا وصورة، إلى مواقع نائية دون شبكات بنية أساسيَّة أرضية مكلفة.

فحيث يمثل التعليم بوجه عام وظيفة أساسيَّة في المجتمعات البشريَّة، كان طبيعيا أن تتغير أشكال التعليم بوجه عام، وتتطور، مع تصاعد التطوُّر التقني. وحيث يعتمد التعليم عن بُعد بوجه خاص على تقنيات الاتصال، مهّد كل طور من التطوُّر في هذه التقنيات لبزوغ الأشكال المناسبة له من التعليم عن بُعد.

فتطوُّر شبكات البريد أنتج التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة. وأدَّى بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم. وبتقدم الصناعات الكهربائية والإلكترونيَّة تعاظم دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل، ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي، سمعا ورؤية، مع شيوع استعمال الأقمار الصناعيَّة. وبانتشار الحواسيب الشخصيَّة وشبكات الحواسيب، أصبحت تطبيقات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، من أهم وسائل التعليم عن بُعد، وأكثرها فعاليَّة، وعلى وجه الخصوص في ميدان التعلُّم الذاتي.

في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، منحت أولى تراخيص "الراديو التعليمي" في العشرينيات الأولي من القرن الحالي، وبدأ البث التلفزيوني التعليمي في عام 1950. ولم تنشأ أولي، وربما أهم، الجامعات المفتوحة إلا في عام (1971) في بريطانيا. وبدأ استخدام شبكات الحواسيب في التعليم والتعلم في الولايات المتحدة الأمريكية عندما وفرت "مُؤسَّسة العلم القومية" للجامعات الأمريكية فرصة استعمال شبكة الإنترنت في منتصف الثمانينيات. وتلا ذلك، أي في التسعينيات، بدء انتشار استعمال الوسائط الحاسوبية في التعليم قبل الجامعي، وفي أماكن العمل وفي البيوت نادر فرجاني (1999م).

تعريف التعليم عن بُعد (Distance Learning)

تتزايد الشكوى حول العجز في الوصول إلى تعريف واضح للتعليم عن بُعد، لوجود العديد من المصطلحات له باللغة الإنجليزيَّة مثل:

  • التعليم في المنزل (Home study).
  • الدراسة المستقلة (Independent study).
  • الدراسات الإضافيَّة (External study).
  • الدراسة عن بُعد (Distance study).

 

نتج عن ذلك أن تعددت تعريفات التعليم عن بُعد ومنها:

  • أنَّه "موقف تعليمي تحتل فيه وسائل الاتصال والتواصل المتوافرة، كالمطبوعات وشبكات الهواتف والتلكس وأنظمة التلفاز والحاسوب الإلكتروني وغيرها من الأجهزة السلكية واللاسلكية دوراً أساسياً في التغلُّب على مشكلة المسافات البعيدة التي تفصل بين المُعلِّم والمُتعلِّم بحيث تتيح فرصة التفاعل المشترك" (توفيق مرعي ومحمد الناصر،1985م).
  • أنه" مصطلح يطلق على نوع من التعليم، يقوم على أساس توصيل العمليَّة التعليميَّة إلى المُتعلِّمين المقيمين في مناطق نائيَّة أو معزولة جغرافياً، ويقدم إلى الذين لا تسمح ظروفهم الخاصة بالانتقال إلى الصفوف الدراسيَّة النظاميَّة، ومن أشكاله التطبيقيَّة التعليم بالمراسلة والتعليم بالإذاعة والتلفزيون" (محمد يوسف أحمد،1425هـ).
  • وأنه "ذلك النوع من التعليم الذي يُقدم إلى مواقع وأماكن يكون الطالب أو الدارس فيها بعيداً جغرافياً عن الأستاذ، ويتم التواصل خلال تقنيات نقل المعلومات السمعيَّة والمرئيَّة (الحيّة والمسجلة) أو من خلال تقنيات الحاسوب والإنترنت بما في ذلك التدريس المتزامن وغير المتزامن " (محمد يوسف أحمد،1425هـ).
  • وأنَّه (عبارة عن طائفة من طرائق التدريس التي يكون فيها السلوك التعلميّ منفصلاً عن السلوك التعليمي، ويتضمَّن تلك الوسائل التي يتم فيها الاتصال بين المُعلِّم والمُتعلِّم عبر أجهزة وأدوات الطباعة، والأجهزة الميكانيكيَّة والإلكترونيَّة وغيرها من الأجهزة الأخرى" (محمد يوسف أحمد،1425هـ).
  • وأنه "الاستخدام المُنظَّم للوسائط المطبوعة وغيرها، وهذه الوسائط ينبغي أن تكون معدة إعداداً جيداً من أجل إقامة الاتصال بين المُتعلِّمين والمُعلِّمين، وتوفير الدعم للمُتعلِّمين في دراستهم" (محمد يوسف أحمد،1425هـ).

فأنا اختار التعريف الأول لأنة يتسم بالوضوح، ويختلف نظام التعليم والتعلُّم عن بُعد عن التعليم النظامي المعتاد في أمرين: الأول يتمثل في عدم المواجهة المباشرة بين المُعلِّم والمُتعلِّم. أما الثاني فيتمثل في بعد المسافة بين المُعلِّم، أو مصدر التعلُّم والمُتعلِّم، فالمُعلِّم والمُتعلِّم لا يجمعهما مكان واحد، وتوقيت مُحدَّد كما هو الحال فى التعليم المدرسي والجامعي النظامي (ماهر صبري وصلاح توفيق، 2005م).

 

مجالات التعلُّم عن بُعد

  1. التعليم الجامعي: قد تضطر الظروف كثيراً من الأفراد إلى عدم إكمال تعليمهم الجامعي بسبب العمل للإنفاق على الأسرة، أو بسبب عدم المقدرة الماليَّة. وفي جميع هذة الحالات قد يفقد هؤلاء الأفراد الأمل فى استكمال دراستهم الجامعيَّة، لكن التعليم عن بُعد يحل المشكلة، ويعيد إلى هؤلاء الأفراد الأمل فى استكمال دراستهم الجامعيَّة من خلال ما يعرفبالجامعة المفتوحة. وقد عنيت به الجامعات المفتوحة في العالم وأعدت له العديد من البرامج التي تعتمد على أدوات الاتصال بأنواعها، وأشهر هذه الجامعات حالياً الجامعة البريطانية المفتوحة. ومن سماتها توفير الحرية للدارس في اختيار الموضوع والمكان وموعد الدراسة. مما أدَّى إلى تخفيض كلفة الدراسة ومواجهة المنافسة على المقاعد الدراسيَّة في الجامعات، ذلك لأن سعته غير محدودة وغير مرتبطة بالمكان والزمان وعدد القوى العاملة.
  2. تدريب المُعلِّمين في أثناء الخدمة: استخدم هذا النظام لتدريب المُعلِّمين وتأهيلهم في العديد من دول العالم وذلك لتطوير خبراتهم ورفع مستوي أدائهم وممارستهم التعليميَّة في الصف. ومن النماذج الرائدة في هذا المجال برنامج معهد التربية أونروا يونسكو لتدريب المُعلِّمين الفلسطينين في جميع الدول المضيفة.
  3. برامج التدريب العامة: تستهدف هذه البرامج العديد من شرائح المجتمعات في موقع عملهم، كالمهندسين والإداريين والأطباء وغيرهم، وذلك لإثراء معارفهم وتحديد مستواهم في الممارسات التطبيقيَّة (ماهر صبري وصلاح توفيق، 2005م).

 

أنماط التعليم عن بُعد

تتطوَّر أنماط التعليم عن بُعد وتتعاقب أجياله بتطوُّر وسائط نقل المعلومات المُستخدَمة فيه كما يوضح ذلك الجدول الآتي: 

يلاحظ من الجدول السابق أن الجيل الرابع من أنماط التعليم عن بُعد يتمتع بأفضل مواصفات لتقنيات التواصل المُستخدَمة للتعليم عن بُعد، ويلاحظ أيضاً "أن التعليم عن بُعد ليس جديداً، لكن الجديد هو المفهوم الإلكتروني للتعلُّم عن بُعد (electronic distance learning) (EDL)".

وقد أثر ظهور التقنيات الحديثة وخاصة الحاسب الآلي في استخدام بعض المصطلحات التي قد تعبر عن التعليم عن بُعد، من هذه المصطلحات: التعليم المفتوح (open learning)، والتعلُّم عن بُعد (tele-learning)، والفصل الإلكتروني الافتراضي
 (virtual electronic classroom)، والتعليم الإلكتروني (e-learning).
(محمد يوسف أحمد،1425هـ).

 

التعليم عن بُعد ينقسم من حيث النقل إلى نوعين

  1. الاتصال المباشر(المتزامن): المحاضر والطلبة يتواصلون في الوقت نفسه مباشرة ولكن ليس ضرورياً الحضور الفيزيائي في المكان نفسه.
  2. الاتصال غير المباشر (غير المتزامن): ليس ضرورياً أن يوجد المحاضر والطلبة في الوقت نفسه أو المكان نفسه، مثل استخدام البريد الإلكتروني ومنتديات النقاش... الخ.

كلا أسلوبي التعليم عن بُعد، له حسناته وسيئاته، ورأينا أن الجامعات أكثر احتياجاً إلى الأسلوب غير المتزامن أكثر من حاجتها إلى الأسلوب المتزامن لأسباب كثيرة من أهمها:

  • جداول مواعيد الطلبة مختلفة.
  • التكنولوجيا المطلوبة للأسلوب المتزامن باهظة.
  • أغلب الطلبة لا يمتلكون إنترنت سريعة (جميل إطميزي.1430هـ).

 

خصائص ومُميِّزات التعليم عن بُعد

  1. القضاء نهائياً على قيود الزمان والمكان، فالطالب يتعلَّم وهو في بيته أو في مكتبه أو في سيارته في الوقت الذي يريده حسب الظروف المتاحة له في أيام العمل أو في أيام الإجــازات والأعياد لأن الاتصال سيكون من خلال الإنترنت لمواد دراسيَّة أو تعليميَّة سبق تحميلها من الأستاذ، لذا لا يشترط أن يتواجد الأستاذ وقت اتصال الطالب، ومن ثمَّ قد يكون الطالب في القاهرة ويتصل خلال ساعات النهار بينما أستاذه في أمريكا يغط في نوم عميق.
    وفي الوقت نفسه لم يعد مطلوبا تهيئة قاعات درس ومدرجات تسع المئات أو الآلاف. فهذا أصلا غير وارد، ومن ثمَّ نكون قد قضينا على قيد المكان وقيد المال والإمكانات.
  2. توثيق الاتصال بين الأستاذ والطالب لأن الطالب يتصل بأستاذه من خلال الإنترنت،
    ويتلقى الأستاذ الرسالة في الوقت الذي يناسبه هو ويرد عليها ويتلقى الطالب الرد في الوقت الذي يناسبه ويناقشه ويتفاعل الاثنان بدرجة غير متاحة لهما في النظام التعليمي التقليدي.
  3. يتاح أيضاً عمل مناقشات ومناظرات فيما بين الطلاب وهم متواجدون في أماكن بل وفي بلاد مُتعدِّدة حول موضوع معين يدرسونه، وهو أمر غير ممكن في نظام التعليم التقليدي.
  4. ويتيح التعلُّم عن بُعد أيضاً تعدد الثقافات واحتكاكاتها والاستفادة المتبادلة فيما بينها لأن الطلاب يدرسون معا وهم منتشرون في كل أنحاء العالم.
  5. والتعلُّم عن بُعد يتيح كذلك إمكان الجمع بين بدء حياة العمل وفي الوقت نفسه الدراسة، ومن ثمَّ لا حاجة للتقسيم الجامد لحياة الإنسان إلي فترة نحو (15 – 16) عاماً للدراسة ليبدأ بعدها العمل.
  6. يتيح التعلُّم عن بُعد استمرار التعلُّم في أي وقت وفي أي موضوع وفي أي مستوى دون عناء أو مشقة.
  7. يتيح التعلُّم عن بُعد كذلك ضبط الامتحانات والقضاء نهائيا على الغش والتركيز في الامتحان على التفكير والتحليل والاستنباط وليس فقط الحفظ والتلقين.
  8. والتعلُّم عن بُعد في نهاية الأمر سيخفض التكلفة.
  9. والتعلُّم عن بُعد سيقضى على مشكلات إدارة المدرسة أو إدارة الكليَّة وقضايا الانضباط والنظام وما يرتبط بكل ذلك من تكاليف.
  10. هو نظام تعليمي يواكب التطوُّرات في مجال تكنولوجيا نقل المعلومات والاستفادة منها في التعليم.
  11. الاستفادة القصوى من الطاقات التعليميَّة المؤهلة بدلاً من الحد من إمكاناتها في تعليم عدد محدود من الدارسين في الجامعات النظاميَّة، بل يستفيد منها عدد غير محدود من الدارسين عبر التقنية الحديثة للاتصالات ونقل المعلومات (صديق عفيفي وسوسن مرسي).

 

وسائل التعليم عن بُعد

يستخدم التعليم عن بُعد كافة التقنيات التربويَّة ووسائل الاتصال الحديثة لإنجاح العمليَّة التعليميَّة عن بُعد، تبعاً لنوع المساق والتخصص، ومنها:

  • المواد التعليميَّة المطبوعة: يُعدُّ الكتاب المُقرَّر من أهم وأسهل وسائل التعلُّم المطبوعة، ويحتوي الكتاب المُقرَّر على المعرفة الواجب اكتسابها من قِبَلِ الدارس كما يحوي الرسومات واللوحات والتوضيحات والتدريبات وأحياناً التقنيات والاختبارات الذاتيَّة، ويكون الكتاب المؤلف خصيصاً للتعليم عن بُعد أكثر تفصيلاً وأيضاًحاً من كتب الدراسة النظاميَّة، ويتراوح حجمه (2-3) مرة حجم أمثاله من كتب الدراسة النظاميَّة وذلك لكي ييسر للطالب إمكانية التفاعل مع المادة في غياب الأستاذ.
  • المواد التعليميَّة غير المطبوعة مثل:
  • الأشرطة السمعيَّة.
  • الأشرطة البصرية (أشرطة الفيديو).
  • الأقراص أو الإسطوانات الحاسوبية.
  • وسائل الاتصال:
  • وسائل الاتصال مثل التلفاز عن طريق البث المحلي والبث عبر الأقمار الصناعيَّة، وقد يستخدم البث المرئي في اتجاه أو في اتجاهين.
  • الإذاعة المحليَّة والعالميَّة.
  • الهاتف للاستفسار ومناقشة الأستاذ في المادة.
  • الفاكس.
  • الحاسوب وشبكات المعلومات المحليَّة والعالميَّة (الإنترنت).
  • البريد الإلكتروني.
  • البريد العادي لإرسال الطرود التعليميَّة، وتستخدم هذه الوسيلة بشكل كبير لإرسال الحقائب المعمليَّة أو الطرود التجريبية إلى طلبة المواد العلميَّة، مثل المجاهر وأدوات التشريح والأدوات الزجاجية والتسهيلات الحاسوبية.
  • وسائل أخرى:
  • المكتبات العامة والخاصة.
  • المختبرات البحثية والتعليميَّة في الجامعات ومراكز البحوث والمراكز التعليميَّة التابعة للجامعة ومختبرات المستشفيات لبعض التخصُّصات لإنجاز وتنفيذ بعض التجارب العلميَّة التعليميَّة، وقد تكون هذه على شكل دورات صيفية قصيرة.
    (خالد مصطفي و صالح حمد 2001م).

الحاجة إلى التعليم عن بُعد، والتعليم مُتعدِّد القنوات

هناك مبررات عديدة تدفعنا إلى الأخذ بنظام التعليم عن بُعد ومنها:

  1. أنه يرتبط بفلسفة التعليم المستمر، ليس من أجل التعليم وحده ولكن من أجل التعليم والتنميَّة ومواجهة المُتطلَّبات والحاجات والمهارات التي تُستحدث يوماً بعد يوم، وفي شتى المجالات.
  2. أنه يتناسب مع التقدُّم العلميّ السريع والتراكم المعرفيّ الكبير الذي نعيشه هذه الأيام فمتابعة الجديد في مجال ما كالطب، وهندسة الحاسب الآلي مثلاً يمكن أن يتم عن بُعد يومياً عبر الشبكة العالميَّة للمعلومات (الإنترنت)، لهذا يُعدُّ الأخذ بهذا النوع من التعليم مواكبة للعصر ومسايرة لظروف الحياة التي نعيشها اليوم.
  3. ما أثبته البحث العلميّ من أن الحاجز المكاني ليس له تأثير سلبيّ على مخرجات التعليم أو التحصيل العلميّ، فكثير من الدراسات تشير إلى أنه ليس هناك فرق في التحصيل الأكاديمي بين الطلاب الذين تلقوا تعليمهم عن بُعد وبين أقرانهم الذين تلقوا تعليمهم في حجرات الدراسة (محمد يوسف أحمد،1425هـ).

شروط نجاح التعليم عن بُعد، والتعليم مُتعدِّد القنوات

  1. يعتقد (باركر 1996) أن محور النجاح في التعليم عن بُعد هو: المُعلِّم، ويجب أن نضع في حسباننا أنه لا توجد التكنولوجيا التي تعوض من ضعف مهارات التدريس، وعندما يكون المُعلِّم على مستوى جيد فإن التكنولوجيا تصبح أكثر وضوحاً، وأن التدريس الضعيف له تأثير سلبي في تطبيقات التعليم عن بُعد، ولكن عندما يتوافر المُدرِّس الجيد المحنك القادر على استخدام التكنولوجيا استخداماً مبدعاً، يؤدي ذلك إلى إثراء عمليَّة التعلُّم للطالب الذي لا يجلس داخل جدران الدراسة العادية.
  2. وقام (ماكينزي 1997 وآخرون) بتحديد تسعة عوامل هامة لنجاح برامج التعليم عن بُعد.
  3. سهولة استخدام النظام.
  4. وضوح الخصائص المميزة للتعليم عن بُعد والتي تميزه عن التدريس التقليدي.
  5. التوافق مع أسلوب المُعلِّم (من المُميِّزات النسبية والتوافقية).
  6. بواعث ودوافع الطلاب وتنميتها.
  7. تحسين وتطوير تعليم الطالب.
  8. توافر الوقت بدرجة كافية للتعرُّف على كيفيَّة استخدام النظام.
  9. إمكانية استخدام المعدات والأجهزة في الفصول الدراسيَّة.
  10. التدريب المناسب وبدرجة كافية للمُدرِّسين.
  11. توافر الاعتمادات الماليَّة اللازمة (سارة العريني،1999م).

 

سلبيات الأخذ بنظام التعليم عن بُعد
من أبرز سلبيات التعليم عن بُعد ما يأتي:

  1. غياب القدوة والتأثر بالمُعلِّم في هذا النوع من التعليم.
  2. لا يمكّن هذا النوع من التعليم من اكتشاف المواهب والقدرات لدى المُتعلِّمين.
  3. لا ينمي القدرة اللفظية لدى المُتعلِّم.
  4. قد يتسرب إلى المُتعلِّم الملل من طول الجلوس أمام الأجهزة.
  5. غياب الجانب الإنساني في العمليَّة التعليميَّة، لغيابه في الآلة.
  6. التعلُّم عن بُعد يضعف العلاقات الاجتماعيَّة لدى المُتعلِّم.
  7. يؤثر التعلُّم عن طريق الآلة في الناحية الصحية لدى المُتعلِّم.
  8. ارتفاع تكلفة هذا النوع من التعليم خاصة في بداية التأسيس وما تحتاج إليه هذه المرحلة من أجهزة متطوِّرة في وسائل الاتصال الحديثة وتقنيات المعلومات، وكذلك تكلفة الصيانة الفنيَّة، إنها تكلفة تكنولوجيا التعليم وما يرتبط بها من تكلفة إعداد المادة العلميَّة وتصميمها وتكلفة الإرسال عبر الأقمار الصناعيَّة وتكلفة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والفنيين العاملين بالمراكز المُتخصِّصة.
  9. التدريس بأسلوب التعليم عن بُعد يحتاج من المُعلِّم الكثير من الوقت في إعداد المُقرَّرات، والتوصيف الدقيق لها، والمواد التفصيلية وكافة الوسائط المساندة التي سيعتمد عليها المُتعلِّم عن بُعد، ويرى البعض أن الوقت المطلوب لإعداد مُقرَّر عن بُعد يزيد بحوالي (66%) عن الوقت المطلوب لإعداد مُقرَّر عادي.
  10. إن الوقت المطلوب للاستجابة لاستفسارات المُتعلِّمين إلكترونياً يزيد كثيراً عن الوقت المطلوب للإجابة على الأسئلة نفسها في التعليم المعتاد وجهاً لوجه.
  11. عدم توافـر بعض مستلزمات التعلُّم عن بُعد لدى بعض الدارسين أو عدم إتقانهم لاستخدامها مثل الحاسب الآلي والخدمات المساندة مثل الشبكة المعلوماتيَّة.
  12. ندرة الكوادر المُدرَّبة لتصميم وتطوير وسائل التعليم عن بُعد وما يترتب على ذلك من وقت وجهد كبير لتدريب كوادر جديدة.
  13. بعض الطلبة قد يشعر بالضياع أو الإرباك بشأن الأنشطة التعليميَّة. (محمد يوسف احمد،1425هـ)، (وخالد مصطفي وصالح حمد ،2001م).

تحديات لمواجهة سلبيات التعليم عن بُعد

  1. بالنسبة إلى الطلاب:
    يجب توفير الحاجات التعليميَّة للطلبة فهو حجر الأساس لجميع البرامج الفعَّالة للتعليم عن بُعد، وهو المقياس الذي يتم على أساسه تقويم كل جهد يُبذل في هذا الحقل. بغض النظر عن السياق التعليمي، فإن المهمة الأساسيَّة للطلاب هي التعلُّم وهي مهمة شاقة حتى في أحسن الظروف، حيث تتطلَّب الحماسة، والتخطيط، والقدرة على تحليل وتطبيق المضمون التعليمي المراد تعليمه عند إيصال المعلومات عن بعد.
  2. مهارات الهيئة التدريسيَّةوقدراتها:
    إن نجاح أي جهود للتعليم عن بُعد تقع على كاهل الهيئة التدريسيَّة، ففي نظام التعليم التقليدي لغرفة الصف، تشمل مسؤولية المُدرِّس: تنظيم محتويات الحلقة الدراسيَّة، وفهم أفضل لحاجات الطلاب. ويتوجب على المُدرِّسين عن بعد أن يُعدّوا أنفسهم لمواجهة تحديات خاصة، ومن هنا فعلى المُدرِّس أن:
    • يُطوِّر فهماً عملياً حول صفات واحتياجات الطلاب المُتعلِّمين عن بعد في ظل غياب الاتصال المباشر وجهاً لوجه.
    • يتّبع مهارات تدريسيَّة تضع في الحسبان الاحتياجات والتوقعات المُتنوِّعة والمتباينة للمتلقين.
    • يُطوِّر فهماً عملياً لتكنولوجيا التوصيل، مع استمرار تركيزه على الدور التعليمي الشخصي له.
    • يعمل بكفاءة بوصفه مرشداً وموجهاً حاذقاً للمحتوى التعليمي.
  1. المرشدون والوسطاء في الموقع:
    في كثير من الأحيان يرى المُدرِّس أن من المفيد الاعتماد على وسيط في الموقع، ليكون بمنزلة حلقة الوصل بين الطلاب والمُدرِّس، ولكي يكون دوره فاعلاً فعليه أن يستوعب وجوب تقديم الخدمة إلى الطالب، بالإضافة إلى توقعات المُدرِّس منه. والأهم من ذلك أن يكون لدى المرشد الرغبة في تنفيذ تعليمات المُدرِّس.ومما يعزز دور الوسيط في أداء الخدمة التعليميَّة وجود ميزانية وتقنيات جيدة، حتى لو كانت خبرته في مجال التقنيات التعليميَّة قليلة؛ حيث يقوم المرشدون بتجهيز المعدات وجمع التقنيات الدراسيَّة، والإشراف على الامتحانات كأنهم عيون وآذان المُدرِّسين.
  2. فريق الدعم الفني:
    إن هؤلاء الأشخاص هم الجنود المجهولون في عمليَّة التعليم عن بُعد، إنهم يقومون بالتأكُّد من أن الكم الهائل من التفصيلات المطلوبة لنجاح هذا البرنامج قد تمّ التعامل معه بفاعليَّة. ففي معظم البرامج الناجحة للتعليم عن بُعد، يتم توحيد مهام الخدمات الداعمة لتشمل تسجيل الطلاب، ونسخ وتوزيع المواد، وتأمين الكتب، وحماية حقوق الطبع، ووضع البرامج، وإعداد التقارير الخاصة بالدرجات، وإدارة المصادر التقنية .... الخ. إن الأفراد القائمين على الدعم هم حقاً الأساس الذي يحافظ على تنسيق الجهود معاً ويربطها بمجال التعليم عن بُعد.
  3. الإداريون:
    على الرغم من أنَّ الإداريين يؤثرون عادة في التخطيط لبرنامج التعليم عن بُعد لمُؤسَّسة ما، إلَّا أنهم كثيراً ما يفقدون السيطرة لصالح المديرين الفنيين حالما يصبح البرنامج قيد التنفيذ. إن الإداريين الفاعلين في مجال التعليم عن بُعد هم أكثر من مجرد أناس يُقدِّمون الأفكار. إنهم يقومون مجتمعين بعمليَّة البناء، وصنع القرار، وهم المحكمون. ويعملون عن قرب مع القائمين على الأمور الفنيَّة وعلى الخدمات الداعمة، لضمان أن المصادر التكنولوجيَّة قد تم الاستفادة منها في المهمة التعليميَّة للمُؤسَّسة بفاعليَّة. إن الشيء المهم هو أنهم يحافظون على التركيز على الجانب الأكاديمي، مع ملاحظة أن تلبية الحاجات التعليميَّة للطالب الدارس عن بعد هي مسؤوليتهم الأولى والأخيرة. (ياسمين عودة، مجلة الجندي المسلم).

 

الخاتمة:

التعليم عن بُعد مدخل تجديدي للتعليم الرسمي النظامي، يقوم على استخدام وسائط الاتصال، وهو يرجع بجذوره إلى التعليم بالمراسلة، والدراسة بالمنزل. انه نسق تعليمي يعتمد على التعلُّم الذاتي، ويهتم بتقديم مواد تعليميَّة على أساس البعد بـين أطـراف العمليَّة التعليميَّة، وإرشاد الطلاب ودعمهم ومساعدتهم والإشراف على نموهم عن طريق فريق من المرشدين تتحدَّد واجباتهم ومسؤولياتهم. فالتعليم عن بُعد يُعدُّ أسلوباً فعَّالاً في توفير فرص التعلُّم وإثراء الخبرات أمام العاملين الذين لا يستطيعون الانقطاع عن العمل والتفرُّغ للتعلُّم، أي الذين حرموا من التعليم النظامي.

 

المراجع:

  • التنوير التكنولوجي وتحديث التعليم تأليف: ماهر صبري، صلاح توفيق. ط.1. الإسكندرية، مصر: المكتب الجامعي الحديث، 2005.
  • التكنولوجيا في عمليَّة التعلُّم والتعليم، تأليف بشير الكلوب. - ط.1. - عمان، الأردن: دار الشروق/ع، 2005.
  • ورقة عمل للملتقي الثاني للإدارة التعليم عن بُعد الحاجة إلية وكيفيَّة تطبيقه، محمد يوسف احمد.
  • ورقة عمل الدارسات العليا بالتعليم عن بُعد، تأليف خالد مصطفي وصالح حمد ندوة الدراسات العليا بالجامعات السعودية. توجهات مستقبليَّة، جامعة الملك عبدالعزيز، جدة (محرم 1422هـ/أبريل 2001م).
  • ورقة عمل بعنوان "القائمون بالتدريس في التعليم عن بُعد، سارة العريني" وذلك في المؤتمر المؤتمر العلمي الأول "التربية الافتراضيَّة والتعلُّم عن بُعد: الواقع وآفاق المستقبل" بتنظيم الشبكة العربية للتعليم عن بُعد، عمان، الاردن،1999.
  • ورقة عمل التعليم عن بُعد هو المستقبل، تأليف صديق عفيفي وسوسن مرسي.
  • ورقة عمل مُقدَّمة عن التعليم الإلكتروني، جميل إطميزي،1430هـ.
  • بحث التعليم عن بُعد في خدمة التعليم الأساسي في مصر، لدكتور نادر فرجاني، 1999م http://www.aii-t.org/a/arabic/5.htm.
  • تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليميَّة، تأليف توفيق مرعي ومحمد الناصر. ط1- دار أجيال المستقبل للطباعة والنشر،1985م.
  • ورقة عمل مُقدَّمة للملتقى الثاني للجمعية السعودية للإدارة (التعليم عن بُعد الحاجة إليه وكيفيَّة تطبيقه)، محمد يوسف احمد ،1425هـ.
  • مجلة الجندي المسلم، ياسمين عودة، ما التعليم عن بُعد؟ أو التعليم التكنولوجي؟