مفهوم التعلُّم التكنولوجي والتعلم الإلكتروني

لتحقيق أهداف التعلُّم لابد من إعداد جيل جديد من المُتعلِّمين يستطيع أن يتعامل ويتآلف مع التكنولوجيا الحديثة من خلال لغة العصر ألا وهي التعلُّم التكنولوجي، ومن أجل تحقيق ذلك لابد من أن يصبح التعلُّم التكنولوجي طابعاً مميزاً للعمليَّة التعليميَّة بحيث تتحوَّل النظرة إلى التعلُّم من الحفظ والتلقين إلى الممارسة والتجربة ويتعايش وإيّاها المُتعلِّم ويتعلَّم من خلالها منطلقـاً إلى آفـاق جديدة في حل المشكلات من خلال اكتساب الخبرات وتعلُّم البحث العلمـي المنتظم المبني على آلية البحث عن المعلومات وليس حفظهـا. إن التعلُّم التكنولوجي ليس هدفاً في ذاته، وإنما هو أداة ووسيلة لتسريع الوصول إلى الهدف الحقيقي من تطوير التعلم، وهو تنميَّة الفكر والابداع والاقتناع والفهم وربطه بالتطبيق العملي وتكوين الشخصيَّة العلميَّة. كذلك تتمثَّل الفائدة الحقيقيَّة من التعلُّم التكنولوجي في إعادة صياغة وتوجيه فكـر المُتعلِّم إلى البحث الذاتي والإبداع والابتكار وتكوين شخصيَّة منتجة تعتمد على طريقة التفكير المنتظم والمنطقي وقادر على حل المشكلات وايجاد الحلول.



إن التعلُّم التكنولوجي في معناه الشامل يحتوي على جميع الاجهزة والأدوات والمواد التعليميَّةومن ضمنها الاستراتيجية التعليميَّة الموضوعة وكيفيَّة استخدامها بالشكل الأمثل والتنظيمات المُستخدَمة في النظام التعليمي بهدف تحقيق الأهداف الموضوعة، كما يعمل في الوقت نفسه على التحديث والتطوير ورفع مستوى الكفاءة.

يمكن القول إنَّ التعلُّم التكنولوجي لا يعني في واقع الامر مجرد استخدام أجهزة وأدوات حديثة ومتطوِّرة بقدر، ما يعني في الأصل طريقة في التفكير لوضع منظومة تعليميَّة، تعتمد اعتماداً كاملاً على أسلوب اتباع منهج وأسلوب مُحدَّد، وطريقة العمل تسير في تسلسل واضح المعالم ومُنظَّم وتستخدم فيه كل الامكانات التي تُقدِّمها التكنولوجيا وفق نظريات التعلُّم لتحقيق أهداف هذه البرامج، مع زيادة خبرة المُتعلِّم في كيفيَّة استخدام كافة مصادر المعرفة والوسائل التكنولوجيَّة المساعدة لكي يصل إلى المعلومة بنفسه، وهذا هو التعلُّم الايجابي المستهدف من تطوير التكنولوجيا وليس مجرد الابهار التكنولوجي باستخدام الآلات والمعــــدات الحديثة. (1)

يعد التعلُّم الإلكتروني (E-Learning) واحداً من أدوات ووسائل التعلُّم التكنولوجي وهو في مفهومه العام استخدام الأدوات الإلكترونيَّة والتكنولوجيَّة للمساعدة على إنجاز عمليَّة التعلُّم والتدريس. ولكن التعلُّم الإلكتروني هو أكثر من مجرد استخدام الأدوات البصرية والسمعيَّة الإلكترونيَّة التي اعتدنا استخدامها منذ زمن طويل بل إن هذا المصطلح قد برز في الآونة الأخيرة متماشياً مع الأدوات الإلكترونيَّة الأخرى كالتسوق الإلكتروني والبريد الإلكتروني وكل شيء إلكتروني. ومع الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت العالميَّة (WWW) تطوَّر هذا المصطلح ليغير من طبيعة تعلُّم الافراد وأصبح في الإمكان استبدال غرف التعلُّم الاعتياديَّة بمجتمعات خياليَّة وصور إلكترونيَّة مشابهة لبيئة التعلُّم ومن الممكن ان يجعلها المُتعلِّم خياراً ثانياً يُضاف إلى خيار غرف التعلُّم التقليديَّة. (2)

وقبل الخوض في التفاصيل والأدوات الإلكترونيَّة التي تدخل بيئة التعلُّم الإلكتروني، لابد من التذكير بأن شبكة المعلومات العالميَّة (الإنترنت) هي مجرد أنظمة تسليم للمستخدم، أي أنّها في الأساس مشابهة في عملها بدالات الهاتف الاعتياديَّة التي تحمل أصواتنا ومحادثاتنـا التي نتبادلها (والآن أصبح في الإمكان تبادل البيانات أيضاً)، فشبكة المعلومات العالميَّة (الإنترنت) اذاً لا تقول شيئاً مما نتبادله من معلومات ومحادثات أو المحتوى الذي نحصل عليه كتقنية، لكنها تبقى مجرد وسيلة لتعليب (او تغليف المحتوى) وليس المحتوى نفسه في مفاهيم التعلُّم والتعليم.

وأدوات التعلُّم الإلكتروني الأساسيَّة هي:

  • البريد الإلكتروني (Electronic mail).
  • المجالس الإلكترونيَّة الجاهزة (وتدعى أيضاً بمجاميع الاخبار) (News groups).
  • مجالس المحادثة الإلكترونيَّة (Electronic chat rooms).
  • قواعد بيانات المصادر والمراجع وتشتمل على محركات البحث (Search engine).
  • أدوات المساعدة الإلكترونيَّة (تشتمل على طلب شراء شيء ما، واجب معين... وغيرها).
  • مؤتمرات الفيديو باستخدام الحاسوب (تشتمل على المحاضرات، والحلقات الدراسيَّة وغيرها).


هذه الأدوات يمكن أن تصبح مفيدة في غرف الدراسة التقليديَّة، ويمكن أيضاً أن تجمع كل تلك الأدوات بطريقة أو بأسلوب معين حتى يمكننا تقليل الحاجة إلى غرف الدراسة وزيادة التواصل بين الأستاذ والطالب من خلال مفهوم التعلُّم الإلكتروني. والسؤال المطروح هنا هو هل في الإمكان تطوير بيئة التعلُّم الإلكتروني الخياليَّة لتصبح بديلاً من التواصل وجهاً لوجه بين الأستاذ والطالب عن بيئة غرفة الدراسة الواقعيَّة؟

 

د.محمد عمر الخياط

المصادر:

  1. محمد سعد زغلول (وآخرون). تكنولوجيا التعليم وأساليبها في التربية الرياضية. ط1، القاهرة: مركز الكتاب للنشر، (2001)، (ص16-17.(
  2. http://www.e-learningguru.com بتاريخ 30/10/2003

مفهوم التعلُّم التكنولوجي والتعلم الإلكتروني.                 

موضوع مقتبس من أطروحة الدكتوراه الموسومة (بـتأثير منهج تعليمي مقترح باستخدام شبكة المعلومات العالميَّة (الإنترنت) في تعلُّم بعض المهارات الأساسيَّة بلعبة التنس).