معوقات العلاقة بين المعلم و المتعلم

 



في أغلب الأحيان نجد أن العلاقة بين الطلاب والمُدرِّس سيئة ومتردية وهناك درجات من السوء لهذه الحالة أحيانا نجدها متوسطة وأحياناً شديدة وطبعا هذا التردي خطير ولا يجدي نفعاً لا للمُعلِّم ولا للطالب والمتضرر الأكبر من تردي العلاقة بين المُتعلِّم والمُدرِّس هو المُتعلِّم.

حيث سيرتد الأمر عليه وعلى مستواه التعليمي بصورة واضحة وتتجلى تلك الصورة في تراجع المستوى التعليمي للطالب وهذا يؤثر في المراحل القادمة من الدراسة، وأيضاً يؤثر في مستقبله إضافةً إلى الحالة النفسيَّة غير الجيدة والتي سيعانيها المُتعلِّم جراء تردي العلاقة بمدرِّسه، وتردي العلاقة بين المُدرِّس والمُتعلِّم لم تأتِ من فراغ بل كان هناك عوامل مساعدة أدت إلى تردي هذه العلاقة وإليكم أهم تلك العوامل:

فهم المُدرِّس لتقديم الدروس على أنه ليس إلاّ سرداً للمعلومات دون أن يكون هناك جوٌّ تعليميٌّ جذاب ومشجع للطالب على المتابعة للمدرس، وفي نهاية الدرس نجد أن المُتعلِّم إن سألته سؤالاً عن الدرس فإنّه تجده لا يعرف الإجابة لأنه لم يفهم أصلا الدرس من المُعلِّم.

 

تواجد المُتعلِّم في قاعة الدرس لإثبات الوجود، وعدم بذله أي جهدٍ للتفاعل مع المُدرِّس ومع الدرس الذي يقوم المُعلِّم بشرحه.

 

تعامل المُدرِّس مع الطلاب (من الطابق الثاني): أي بمعنى أن يتعامل معهم بفوقية وتعالٍ عليهم، بينما يكون التعامل الأفضل في الاندماج بينه وبينهم وكتعامل

الأب مع الأبناء.

 

غياب الأسلوب المرح من قِبَلِ المُدرِّس القادر على تقديم المعلومة بجوٍ مريحٍ للطالب، مرفق بأمثلة وهذا الغياب يسبب حالة مللٍ كبيرةٍ بين الطلاب، وعدم تنويع أساليب التدريس لا يروق للطالب قطعاً.

 

الاستهزاء وقلة الاحترام والضرب والتفريق بين الطلاب والسخرية والعقاب القاسي، وخاصةً النفسي. أمور بالغة التأثير في العلاقة بين المُتعلِّم والمُدرِّس وإن اتصف المُدرِّس بهذه الصفات أو بعضها كانت علاقته متردية جدا مع طلابه.

 

عدم اهتمام المُعلِّم بتطوير ذاته وتطوير أساليبه وجمعها بين الدروس النظريَّة والدروس العمليَّة فغالباً ما تَلْقَى الدروس العمليَّة ترحيباً من قِبَلِ الطلاب وجمود مستوى وأساليب المُدرِّس عند درجة معينة سيسبب هبوطاً حاداً لأسهمه بين طلابه.

 

عدم اهتمام المُعلِّم بالعمل على الجانب النفسي للطالب: فغالباً ما تتحكم الحالة النفسيَّة بكافة وظائف الجسد وعندما تكون الحالة النفسيَّة نشطة يعني أن المُتعلِّم أكثر تقبلاً للتعليم وأفضل حالاً مع مدرسه، والعكس صحيح مثلاً عدم اهتمام المُعلِّم بتشجيع طلابه وعدم اهتمامه بالاطلاع على أحوالهم النفسيَّة ومحاولة مساعدتهم لتخطي أي مشكلة وهكذا.

 

عدم منح المُتعلِّم فرصة للتعبير عن نفسه أو عدم منحه فرصة ثانية لتصحيح الأخطاء يوتر علاقته كثيراً بالمُعلِّم، يحتاج المُتعلِّم دوماً إلى إتاحة الفرصة لأي شيء وخاصة فرصة التعبير عن الذات وتصحيح الأخطاء، لأن المُتعلِّم لمّا يكتمل بناء شخصيته وهو ما زال في طور التعلُّم وسيخطئ كثيراً.

 

عدم استجابة المُعلِّم لطلبات طلابه وصدهم بشكل مستمر. أمرٌ سيئ جداًّ ويؤثر سلباً في نفس

المُتعلِّم وفي علاقته مع مدرسه.

 

عدم تخصيص وقت للطلاب لا يكون فيه أي دروس أو واجبات بل مجرد إجراء حوارات عامة مع الطلاب وطرح مسابقات عليهم، ومع كل أسف لا تهتم مدارسنا بهذا الجانب والمفروض تواجد حصة أسبوعياً على أقل تقدير يكون هدفها كما ذكرت لكم، في هذا البند يجب أن يعلم كافة المُعلِّمين أَنَّه من السهولة بمكان أن يتسبَّبوا في انهيار علاقتهم مع طلابهم، ولكن ليس بالأمر السهل الوصول إلى مرحلة متميزة من العلاقة بين المُتعلِّم ومدرسه. والعلاقة الجيدة بينهم لن يحصد المُتعلِّم وحده فوائدها بل أيضا سيحصدها المُعلِّم والعلاقة المُتميِّزة تحتاج إلى عمل مستمر وهادف وعن رغبة وإصرار من قِبَلِ المُعلِّم لبلوغ هذا الهدف يتعب المُعلِّم في البداية وبعدها يكتسب أسلوباً مميزاً للتعامل مع الطلاب يبقى معه إلى آخر سنواته التعليميَّة.