ما حجم الأعمال الموجودة؟

ما مدى حجم الأعمال والشركات الاستشارية القائمة فعلاً؟ إنها خليط يجمع بين الظروف الاقتصادية الصعبة وما يترافق معها من نحو الشركات إلى تكليف المهام إلى متعاقدين خارجيين بدلاً من توظيف موظفين بدوام كامل لإنجاز هذه المهام.

وهذا يعني أن هناك الكثير من العمل المحتمل للمستشارين الموجودين في السوق، وفي الحقيقة، يُقدر أن مهنة الاستشارات ستنمو بنسبة بين 15 إلى 20 بالمئة كل عام، وهي نسبة نمو محترمة لأي صناعة!



ومع إمكانيات النمو الاستثنائية هذه، هناك عدد متزايد من الأفراد الذين يستخدمون مهاراتهم في السوق بنجاح كبير. إلا أن هناك بعض الأمور التي يجب قرع أجراس الإنذار من أجلها قبل أن تبدأ بإنفاق المبالغ الكبيرة التي ستكتسبها!.

فكثيراً وبشكل متكرر ما يفشل العملاء والمستشارون في التواصل لإبلاغ بعضهم بمستجدات الأمور مما يتسبب بشعور الطرفين بالإحباط عندما لا تنتهي المشاريع بنجاح.


وفيما يلي بعض النصائح لتتأكد من أن عملك في المجال الاستشاري سيصبح من بين قصص النجاح التي تُحكى، لا بين إحصائيات الفشل.

أولاً، عليك بلقاء عملاءك بشكل مكثف للتأكد من متطلباتهم بدقة. اطرح الأسئلة وتأكد من معرفتك الدقيقة لما يريدونه منك. فتقديم الاستشارات في أي مجال ليس قياساً واحداً يناسب جميع المهن، فكل عمل مختلف عن غيره ولو قليلاً، وسيكون لدى العميل متطلبات ذات اختلاف دقيق. تأكد من معرفتك لها.

وضمن المجال نفسه، وخلال اجتماعاتك مع العميل، عليك الاهتمام بتقييم ما إذا كنت قادراً على الوفاء بجميع متطلباته. فلا بأس من قبول العمل الذي يدفعك خارج حدودك قليلاً، لكن قبول مشاريع تعرف أنها تقع خارج مجالك وخبرتك الاستشارية ليس إلا طلباً للمتاعب! ومن الأفضل رفض العمل وخسارة عقد واحد بدلاً من الإضرار بسمعتك بطريقة لا رجعة فيها بقبولك للمشروع وفشلك فيه!

متى ستقرر قبول مشروع ما، فتأكد من بقاءك على تواصل دائم مع العميل. فأثناء عملك على مشروعه، تواصل معه عند كل مرحلة، وفي أي لحظة يتكون لديك استفسار يخص المشروع. لا تفترض أبداً أنك قادر على التوصل إلى إجابة بنفسك، بل احصل على رأي العميل!

خدمات العملاء تبقى على حالها بغض النظر عن المجال الذي تعمل فيه، لذا ينبغي تحقيق كل ذلك بلباقة ودقة وامتياز.

إن بناء سمعة طيبة هو أفضل ما يمكنك القيام به لصالح عملك في الاستشارات، فالأحاديث عنك قد تجلب الكثير من الأعمال. وبالمثل، فالسمعة السيئة أو التعليقات السلبية من العملاء قد تغرق شركتك الاستشارية حتى قبل أن تبدأ.

سيلحظ العملاء جهدك الإضافي الذي بذلته والتزامك بالمواعيد النهائية والقيمة التي تقدمها خدماتك مقابل المال (ليس بالضرورة أن يكون سعراً مخفضاً، بل قيمة تستحق الكلفة)، وصدقني، فإن مجتمع الأعمال شبكة صغيرة وأكثر تقارباً مما كنت تحلم أنه ممكن، وسينتشر الحديث عنك في الأرجاء.

وبما أن صناعة تقديم الاستشارات تنمو بسرعة كبيرة، فسيكون لديك بعضاً من المنافسة القوية، فقد تصبح هذه السمعة التي تتمتع بها هي ما يميزك عن جميع منافسيك، لذا تعهد رعايتها وتنميتها أمر منطقي بمعايير الأعمال!

لذا، إن كنت مستعداً لوضع عملائك أولاً، وقضاء وقت في التسويق، والاستمرار بتقديم أفضل الخدمات الاستشارية الممكنة، فعندها بالفعل سيكون لديك عمل كثير تقوم به، وينبغي أن تكون قادراً على امتلاك حصة كبيرة من السوق لنفسك!

المصدر
ترجمة: حسن الاشقر
تدقيق: مالك اللحام