ما الذي يدمر عائد استثمار التعليم والتطوير بسرعة؟

يُعَدُّ عائد الاستثمار هاماً جداً للشركات والأفراد أيضاً، ومن المنطقي أنَّنا نهتم بما إذا كان مقدار القيمة التي نحصل عليها مقابل استثمار الوقت والمال يستحق كل هذا العناء، وبعد فترة الركود أصبحت معظم المنظمات الآن أكثر انشغالاً وتركيزاً في "العمل" بدلاً من التطوير.



في هذا المقال سنسلِّط الضوء على إحدى المشكلات التي لديها القدرة على تدمير عائد استثمار التعليم والتطوير أكثر من أي أمر آخر.

تتعلق المشكلة باستخدام الموارد المُخصَّصة للتنمية، أو بعبارة أكثر بساطة "مستوى الحضور في التدريب"، وهذا هو مقدار الموارد المخصصة للتنمية لديك، والتي تتضمن الدورات التدريبية والتعليم الإلكتروني وبرامج التطوير والكوتشز وما إلى ذلك، مقارنة بما يمكنك توفيره.

يمكن أن يؤدي مستوى الحضور في التدريب إلى تدمير عائد استثمار التعليم والتطوير بسرعة في الحالات التالية:

1. مستوى الحضور في التدريب له تأثير كبير وقابل للقياس في عائد الاستثمار:

مهما كانت العوائد التي من المتوقَّع أن توفرها موارد التعلُّم الخاصة بك، فيمكن تخفيضها بصورة كبير إذا لم يستخدم الموظفون هذه الموارد.

لنفترض أنَّك تتوقع برنامجاً للتدريب على المبيعات لمساعدة الحضور على زيادة مبيعاتهم خلال العام "بما يصل إلى 30 ألف جنيه إسترليني من إجمالي الربح لكل مندوب مبيعات"، وقد تتوقع أن يحضر 10 أشخاص البرنامج، وستدفع حوالي 50 ألف جنيه إسترليني لتصميم البرنامج وتقديمه، وتتوقع أن تبلغ التكلفة لكل شخص حوالي ألف جنيه إسترليني "تكلفة الوقت وما إلى ذلك".

نتيجة لذلك تتوقع الحصول على عائد استثمار جيد بنسبة 500% "30 ألف جنيه إسترليني × 10 "عدد الحضور"/ 60 ألف جنيه إسترليني"، ومع ذلك إذا جاء نصف الحضور المُتوقَّع، فستقل النسبة إلى 272%، وإذا حضر شخصان فقط، فأنت عملياً في حالة تعادُل، وبالنسبة إلى الدورات الأخرى مثل إدارة الوقت فقد يكون عائد الاستثمار أقل.

2. ضعف الحضور واضح جداً للمديرين والموظفين:

بعض المعايير في مؤسستك غير واضحة مثل النسبة المئوية للأشخاص الذين يخططون للمغادرة في العام المقبل أو إجمالي ما يتعلَّمه الموظفون.

ومع ذلك من السهل رؤية ضعف مستوى الحضور في التدريب؛ مثل رسائل البريد الإلكتروني التي تُعلِن عن إلغاء الدورة التدريبية بسبب عدم الاهتمام، وغرف التدريب نصف الفارغة، وشكوى الموظفين من عدم حصولهم على التطوير الكافي، كل هذه الأمثلة تُظهِر أنَّ قسم التعلُّم والتطوير لا يقدم قيمةً كافيةً.

3. تراجع نسبة الحضور أكثر فأكثر:

مع هذا الوضوح الكبير تظهر مشكلة أخرى وهي عندما يرى الناس أنَّ مستوى الحضور في التدريب ليس جيداً، فعندها سيفترضون أنَّ التدريب المُقدَّم لا يستحق الحضور، وسيُصاب المدربون بالإحباط أو الاكتئاب بسبب قلة الاهتمام، ويشعرون بأنَّ الجهد الذي يبذلونه لا يُقدَّر، ومن ثم ستنخفض جودة الدورة التدريبية أيضاً؛ ونتيجة لذلك ينخفض مستوى الحضور "ودور التعلُّم والتطوير" حتى تبدأ فرق العمل بالحصول على موارد التطوير دون مساعدة فريق التعلم والتطوير.

الخلاصة:

إذا كان عائد الاستثمار يمثل مصدر قلق رئيس لفريق التعليم والتطوير لديك، فراجع مدى استخدام الموظفين لمواردك بما في ذلك مستوى الحضور في التدريب، ومعرفة ما إذا كان ذلك يُقوِّض جهودك المبذولة، ويجب أن تعرف أنَّ تحسين هذا المجال له تأثير طردي؛ فالحضور الجيد يميل إلى الارتفاع عندما تكون الدورات مطلوبة، وكذلك عائد الاستثمار للتعليم والتطوير.