كيف توسع عملك الاستشاري الجزء الاول

الجميع الآن هم مستشارون ومن ضمنهم أنت! طفلي ذي السابعة عشر مستشار، يجب ان تكون مستشاراً الآن لأن عصر العمل القديم قد ذهب. لقد عمل والدي في الشركة نفسها لمدة خمس وثلاثين سنة ومن ثم تقاعد مع ضمان صحي جيد وراتب تقاعدي. يعيش الآن مع والدتي على هذا الضمان بعد ثلاثين سنة من تقاعده.

هل تتوقع أن تحصل على هذه الميزات إذا تقاعدت؟ هذا إذا تقاعدت بادئ ذي بدئ. هذا لن يحصل! التوظيف الطويل في الماضي ويجب أن نقوم بإدارة أعمالنا الخاصة الآن. حالما تقوم بتهيئة نفسك نحو الاستشارات فسوف تلاحظ أن العمل الاستشاري ليس إلا حل المشاكل. حالما تنتهي من التفكير بعملك على أنه مجموعة من المهام والبدء بالتفكير على انها عملية حل مشاكل فسوف ترى كم هو سهل القيام بحل الكثير من مشاكل الناس.



حالما تعرف انك تستطيع حل مشاكل أكبر واعقد من الامور التي تأخذها عادةً في عملك ذي الدوام الكامل عندها ستصبح متحمساً لتوقعاتك الريادية. قد تبدأ بعمل استشاري ذي وقت محدود بالتزامن مع عملك الحالي أو بالتزامن مع بحثك عن عمل بدوام كامل. بالنسبة لك هذه خطوة كبيرة

هذا ما سيحصل. سوف تحصل على بعض المشاريع الاستشارية وسوف تقوم بإنهائها. سوف يكون عملاؤك سعداء وسوف تقدم خدمة كبيرة لكن سوف تحصل على أقل مما توقعته من المال في مشاريعك الأولى، لا بأس.

شيئاً فشياً يكبر عملك الاستشاري ببطء. إنه لشعور رائع عندما تحصل على المال من العمل الاستشاري لأول مرة وعندها قد تدفع كامل عقد الاجار الشهري لمنزلك أو الرهن الخاص بك وذلك عن طريق ايراد الاستشارات. عندها قد تذهب للإجازة وتقول (وااو إن عملي الاستشاري قد دفع مصاريف هذه الاجازة!) وعندها قد تقول في نفسك "أريد أن أوسع أعمالي الاستشارية".
كيف تفعل ذلك؟ لا تستطيع العمل بجهد اكبر، ولا تملك المزيد من الوقت. هناك فقط طريقتان لتوسيع عملك الاستشاري.


الطريقة الاولى هي بزيادة عدد المشاريع وتوظيف الناس للعمل معك في هذه المشاريع. هذه طريقة تقليدية لتوسيع أي عمل. نسميه ذراع التدوير حيث أننا نقوم بتدوير هذا الذراع وسوف يدور المشاريع لوحدها وتدر النقود، يمكنك توظيف الناس ضمن عقود محدودة لكي تقوم انت بعمل المشاريع الكبيرة او عمل المشاريع الصغيرة.

وسوف تجد هنا ان وقت الادارة ووقت تنسيق المشاريع الذي يجب عليك استثماره ليس تافهاً. إن استثمار الوقت الطويل للإدارة المشاريع سوف يقلل من الوقت المتاح لك لكي تعمل بشكل شخصي على أي مشروع. وهذا واحد من الاسباب التي تجعل كثيراً من شركات الاستثمارات تبقى صغيرة.

هناك طريقة اخرى لتوسيع عملك الاستشاري حيث لا يتوجب عليك فيها زيادة اعداد المشاريع. إنه نموذج الشعلة الكبيرة. لدى الجميع نموذج الشعلة الكبيرة ونموذج ذراع التدوير حتى لو كنت تعمل لنفسك او مع شخص آخر.


كلما اصبحت شعلة العمل الاستشاري الخاصة بك كبير كلما اصبح طريقة عملك متميزة ومختلفة. عندما تركز على تكبير شعلتك فسينمو عملك بطريقة مختلفة. لن يكون لديك الكثير من المشاريع لتنجزها بل القليل لكن تكاليفك سوف تزداد.

كيف يمكنك هندسة هذه النقلة الكبيرة؟ إنها ليست مسألة تسويق او مبيعات بل مسألة شخصية. عليك أن تبدأ بالتركيز على ما يميز عملك الاستشاري عن اعمال غيرك.

عميلتنا Aimee ذُهلت في احد الايام عندما كانت تتكلم مع عميل لها عن بعض التعديلات في التصميم. قالت Aimee "كنت اقوم بالاستشارات لكنني كنت أقوم بتعليم عميلي، وعلى الرغم من أنها لطيفة لكنها لم تكن تريد ان تكون قاسية، لم تكن تريد تغيير وجهة نظرها، لقد حاولت جاهدة كي اغير من وجهة نظر عميلتي لكنني لم استطع وانتهى بي المطاف بقولي إنه لأمر صعب جداً، اريد العمل مع عملاء يفهمونني ويهتمون بطريقة عملي في التصميم "

قررت Aimee عندها أن تأخذ بالمخاطرة وتتحدث مع العملاء حول مشاريع أكبر، إن أسوء ما قد يحدث هو ان يرفضوا، لقد قررت Aimee أن ترفع أسعار استشاراتها. لقد أدركت أنها كانت تسمح لنفسها أن تجلس بلا تطوير وذلك لأن سير العمل في الشركة كان ثابتاً جداً. قامت Aimee برفع أجورها بنسبة 50% وقامت بتغيير شكل موقعها وحسابها على موقع LinkedIn ، جعلته واضحاً ولا يحتاج إلى المزيد من التصميم.

لقد أصبحت الآن Aimeeخبرية في العمل الذي تبرع فيه وتحب أن تؤديه. لقد اضافت المزيد من "شعلة العملة الاستشاري" وتوقفت عن التركيز على "ذراع التدوير"

لقد نمى عمل Aimee الاستشاري بنسبة 80% مع عدد أقل من الزبائن مما كانت عليه. كانت  Aimee متفاجئة وسألتنا "ما الذي جعلني أنتظر طويلاً لكي أخرج من منطقة الراحة؟" فأجبنا "لأنك بشر"

عندما تدرك أنه لن يوظفك الجميع رغم عملك الدؤوب وجهدك المتواصل في توصيف خدماتك الاستشارية فإن ذلك يمنحك الثقة. لن تقلق بعد الآن بأن تكون مستشاراً شاملاً للناس بحيث تجعلهم سعداء.

المصدر
ترجمة: مالك اللحام