رحلة الغموض السحرية التي تدعى اللعب في التعلم الناشط

التطور التكنولوجي الحاصل في العصر الحالي يفرض على المؤسسات المهتمة بالتدريب والتعليم تحقيق قفزة نوعية في عملية التعلم من خلال تطبيق مبادئ ما يسمى بالتعلم النشط والذ ي يعرف بأنه فلسفة تربوية تعتمد على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي.

قد يبدو تلقين الأولاد معرفة القراءة والكتابة (تعليمهم القراءة والكتابة واستخدام الأرقام) أسهل من تلقينهم المعرفة العاطفية. لكن الطبيعة وفرت حلاً سعيداً تمثّل في السّماح للأولاد باللعب، وهكذا يصبح اللعب الخلاصة الجدية التي يجب السعي إلى التوصُّل إليها، لكونهِ ذروة النشاطات اللا منهجيَّة، إنه أيضاً وسيلة التعلُّم.

فالمرء لا يحتاج إلى دفع الطفل إلى اللعب، فالصغار في كل الأجناس، لا سيَما الثدييات منها، تلعب بشكل طبيعي. ومن ثمَّ، ثمة حافز جوهري إلى اللّعب الذي يسعى إليه الطفل بشكل عفوي. وينهمك الطفل باللعب انهماكاً ناشطاً. وهنا يختلف الأمر عن أحلام اليقظة غير الناشطة مع أنها تنشّط المخيّلة.

 اللعب مختلف عن الألعاب (المشتركة)، إذ إن قواعد خارجيَّة تحكم هذه الأخيرة بينما يعيد الأطفال أنفسهم وضع قواعد اللعب بشكل مستمر. كذلك يمكن تمييز اللعب عن النشاط الاستكشافي فالسؤال الذي يطرحه الطفل خلال اللعب ليس (ما هذا الشيء؟ "بل"ماذا يمكنني أن أفعل به ؟).

لا تبرز قيمة اللعب التكاملي في النمو الفكري فحسب بل أيضاً في البناء الذاتي وتشكل الشخصيَّة. فاللعب يؤدي وظائف ذاتيَّة تكاملية بالغة الأهمية. فالشّجارُ مثلاً يساعد خلال اللعب على كبح الميول العدائية. فلا تقويم في اللعب ولا خوف من الإخفاق. بل إن عدم التمسك بحرفية الأمور يشكل العنصر الرئيس في اللعب.

 إن دفع الأطفال حالياً إلى التمّكن من المهارات بشكل متسارع لا يترك لهم متّسعا من الوقت ليلعبوا .وقد يشكّل هذا التيار أحد الأضرار الأخطر والتي تنزلُ بالأطفال في هذا الجيل.  يعتمد الإنسان (الرجل الحكيم) على اللعب ليتمكَّن من أن يصبح حكيماً. لكن تجدر الإشارة إلى أن الوسائل وثيقة الصلة باللعب أكثر من الغايات. إذ لا تمكن الأهمية في ما تم تعلَمه من خلال اللعب. بل كيف تجري عمليَّة اللعب ذاتها. وقد حاولت أن أعبر عن ذلك في شعر غير مقفَى أقدمه لكم لتنغمسوا فيه:

• اللعوب هو من يمنح نفسه فرصة جدية ليفهم.
• اللعوب هو من يسخر من العلامات والنقاط والأهداف ويحلق في الفضاء البعيد.
• في اللعب، الوهم حقيقة والحقيقة تخترع مجدداً.
• اللعب بالتظاهر أن تكون شخصاً آخر يعني القدرة على مواجهة قهقهة ذلك الشخص العالية وصوته المخيف في المرة القادمة.
• اللعب يعلمك أن لا أجوبة صحيحة هنا اللعب هو معرفة نفسك.
• اللعب هو انعدام أهمية الجدية.

عن(The Magical Mystical Tour Called Play)

من كتاب الكبار والصغار يتعلَّمون –ورشة الموارد العربية