دور المُعلِّم في التعليم الإلكتروني

إنّ الدور الذي يضطلع به المُعلِّم في التعليم بشكلٍ عام دور هام للغاية لكونه أحد أركان العمليَّة التعليميَّة، وهو مفتاح المعرفة والعلوم بالنسبة إلى الطّالب وبقدر ما يملك من الخبرات العلميَّة والتربويَّة وأساليب التدريس الفعَّالة، يستطيع أن يخرّج طلاباً مُتفوِّقين ومبدعين، وفي التعليم الإلكتروني تزداد أهمية المُعلِّم ويُعظُم دوره، وهذا بخلاف ما يظنه البعض من أنّ التعليم الإلكتروني سيؤدي في النهاية إلى الاستغناء عن المُعلِّم.



وفي الواقع فإنّ التعليم الإلكتروني لا يحتاج إلى شيءٍ بقدر حاجته إلى المُعلِّم الماهر المتقن لأساليب واستراتيجيات التعليم الإلكتروني، والمُتمكِّن من مادته العلميَّة، والراغب في التزود بكلّ حديثٍ في مجال تخصصه، والمؤمن برسالته أولاً ثم بأهمية التعلُّم المستمر.

التعليم الإلكتروني يحتاج إلى المُعلِّم الذي يعي أنّه في كل يوم لا تزداد فيه خبرته ومعرفته ومعلوماته فإنّه يتأخر سنواتٍ وسنوات، لذا فإنّ من المهم جداً إعداد المُعلِّم بشكلٍ جيد حتى يصل إلى هذا المستوى الذي يتطلَّبه التعليم الإلكتروني، وهذا لا يمكن أن يتأتّى في ظرف أيامٍ أو أشهر معدودة بل يحتاج الأمر إلى عملٍ دؤوبٍ وجهدٍ متواصلٍ وتوعيةٍ دائمة.

كما أنّ الأمر ليس كما يفهمه البعض من أنّ عدة دوراتٍ في الحاسب الآلي على بعض التطبيقات يمكن أن تخرج لنا مُعلِّما إلكترونياً، فهناك العديد من المُعلِّمين الذين يجيدون استخدام الحاسب الآلي إلى درجة الاحتراف ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه المعرفة في العمليَّة التعليميَّة والتربويَّة والممارسات الفصليَّة، بسبب غياب فلسفة التعليم الإلكتروني واستراتيجياته.

ومنهم من يوظفها توظيفاً تقليدياً، يسيء إلى التعليم الإلكتروني أكثر مما يفيده، وذلك عندما تستخدم التقنية مع ممارسات التعليم التقليدي نفسها، فيكون بذلك كمن يلطخ وجه عجوز بمساحيق جميلة.

إنّ المُعلِّم لكي يصبح مُعلِّماً إلكترونياً يحتاج إلى إعادة صياغةٍ فكريَّةٍفيقتنع من خلالها بأنّ طرائق التدريس التقليديَّة يجب أن تتغير لتكون متناسبةًمع الكم المعرفي الهائل الذي تعجُّ به كافة مجالات الحياة، ولا بد من أن يقتنع بأنّه لن يصنع وحيداً رجال المستقبل الذين يعوّل عليهم المجتمع والأمة في صنع الأمجاد وتحقيق الريادة.

إذاً لابد له من تعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعَّالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها، حتى يتمكَّن من نقل هذا الفكر إلى طلابه فيمارسونه من خلال أدوات التعليم الإلكتروني.

إنّ الإدارة الواعية المنفتحة والمُدرِّس المخلص لرسالته هما اللذان يعيان هذه المعاني، فيعلمان أنّ التعليم الإلكتروني ليس مجرد برمجيات وعتاد وأجهزة مبهرة للزائرين، بل هو في الدرجة الأولى مُعلِّم يمتلك كل المواصفات التي ذكرت أعلاه.

                    

المصدر:الموسوعة العربية لتطوير الذات