خبير - مستشار - عالمي - كبير مدربين

يجب أن نحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب ويجب أن نعطي أنفسنا حقها ولا نعيش في مرض ونمرض الآخرين معنا، دع أعمالك تتحدث عنك واترك الألقاب للمراهقين ولا تقبلها على نفسك إلا عندما تكون مؤهلاً تأهيلاً علمياً عالياً، ومن جهات ومُنظَّمات معترف بها ومشهود لها بالعلميَّة وليس بالتجارية



الله أكبر الله أكبر كل هذا يا سعادة المُدرِّب، بصراحة وضعٌ مؤلم ما نشاهده اليوم من حال التدريب والألم يأتي من عدد من الأبواب لعلنا تطرقنا إلى بعض هذه الأبواب، لكن هذه المرة من باب الأسماء الرنانة التي يصف بها نفسه سعادة المُدرِّب، نسمع ونشاهد ونقرأ عن الدورة الفلانية:

لكبير المُدرِّبين المُدرِّب فلان الفلاني، خبير التدريب فلان الفلاني، المُدرِّب العالمي فلان الفلاني، المستشار المُدرِّب فلان الفلاني.

كبير مُدرِّبين على من؟ ومن أين؟ وفي ماذا؟ وكيف؟ ولماذا؟

هل المقصود بالعمر أو الشهادة العلميَّة أو ماذا؟

خبير تدريب وأنت يا سعادة المُدرِّب لمّا يتجاوز عمرك الأربعين أو لم تتعدَ دوراتك التي أقمتها أصابع اليد أو أنّك تجهل العملية التدريبيَّة فقط، لديك حقيبة في البرمجة اللغويَّة العصبيَّة وبدأت تجزِّئُها وتعمل منها عدداً من المسميات.

 

عالمي؟ في أيّ عالمٍ وأنت لا يعرفك حتى من هو في الحي حولك

مستشارٌ مره واحدة؟ وأنت لمَّا تتخلص من عدد كبير من مشاكلك حتى تخلص الآخرين من مشاكلهم وأنت لا تملك إلا شهادة الثانوية أو الدبلوم أو كامل شهاداتك العليا عن طريق جامعات عن بعد وغير معترف بها.

من هو المسؤول عن إصدار هذه الألقاب وكيف قبلت على نفسك هذه الألقاب يا سعادة المُدرِّب، أنا أعلم أنّ هناك مُدرِّبين يشملهم ما ذكرت وهم من خيرة الناس وأنا هنا لا أعمم ولا أقصد أحداً بل أنا أتحدَّث عن ظاهرة بدأت تنتشر بين المُدرِّبين.

مُدرِّبين بعض يطلق على نفسه خبير وهو عمره 21 سنة، وآخر يطلق على نفسه مستشار وهو يحمل دبلوم بعد الثانوية العامة، وآخر يقول عن نفسه عالمي وهو لم يدرب في غير منطقته وفي جمعيات خيرية، وآخر يطلق عليه كبير مُدرِّبين بمجرد أنّه دفع أكثر وحضر دورة مُتقدِّمة في البرمجة اللغويَّة العصبيَّة.

يجب أن نحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب ويجب أن نعطي أنفسنا حقها ولا نعيش في مرض ونمرض الآخرين معنا، دع أعمالك تتحدث عنك واترك الألقاب للمراهقين ولا تقبلها على نفسك إلا عندما تكون مؤهلاً تأهيلاً علمياً عالياً، ومن جهات ومُنظَّمات معترف بها ومشهود لها بالعلميَّة وليس بالتجارية.

أُكرّر ويعلم الله ما في الصدور أني لم أقصد أي مُدرِّب من زملائي أو حتى من غير زملائي لكن هي رسالة للجميع وأنا أولكم.

وما هو مقبولٌ اليوم من المجتمع لن يقبل غداً وما تم تمريره البارحة لن يمر في الغد وما هو خطأ بالأمس وصحيح اليوم، غداً لن يصح إلّا الصحيح.

وهمسةٌ لكل مُدرِّب مُتميِّز وبه بعض هذه الصفات انتبه وتجرد من هذه الأمور وأعمل بتميز كما عهدناك فعملك هو من يشهد لك في الدنيا والآخرة وليس لقبك أو ما يقوله الناس عنك.

 

رسالة من غيور إلى كل مُدرِّب صادق

هذا والله أعلم