تعليم الكبار من النظرية إلى التطبيق

كيف نحول النظرية إلى تطبيق؟! عندما أقوم بتعليم نظرية تعليم الكبار إلى طلاب مرحلة الماجستير أستنفد طاقتي في سبيل الحرص على أنهم يرون عمق وفائدة الأساس الأكاديمي لمجالنا. قد يكون الأمر صعباً ولكن برغم ذلك أريدهم أن يتذكروا من مقررهم التعليمي حول تعليم الكبار أكثر من مجرد قائمة طويلة من الأسماء الكبيرة والنظريات المزخرفة! إن أحد التحديات التي نواجهها في تعليم سلسلة من نظريات تعليم الكبار هو أن نساعد الطلاب على فهم النظريات في علاقتها ببعضها البعض.



واعتماداً على نوع النص الذي نستخدمه لفحص المنظور النظري فمن المحتمل أن نناقش المفاهيم الأساسية والتلميحات التي تضمنها معالجة المعلومات السلوكية والإنسانية والإدراكية والمعرفية والاجتماعية والبنائية والتقدمية وما بعد الحداثة والمناهج التحويلية وغيرها التي يمكن أن تساعد على تصنيف طرق التفكير الأساسية التي تتعلق بتعليم الكبار (أو تعليم الإنسان في أي عمر). يبدو أن الطلاب يريدون التفكير في هذه المناهج النظرية على أنها ظرفية أو مستمرة (ربما هذا الأمر يختلف بين الموضوعيobjectivist  والذاتي subjectivist أو أنه ثوري من المدرسة السلوكية behaviorism  إلى المدرسة البنائية constructivism).


أدخل أحياناً في نقاشات حول الأسس المعرفية لهذه النظريات والتي تجعلها في بعض الحالات تتعارض مع بعضها البعض بالفعل فمثلاً الاتفاق مع كل من المدرسة المعرفية  cognitivismوالبنائية أمر إشكالي لأن الافتراضات التي بنيا عليها مختلفة جداً. ومع ذلك فإن مثل هذا النقاش لا يلقى صدى لدى معظم الطلاب ببساطة لأغراض عملية.


أتساءل كيف تقوم أنت بمعالجة هذا النقاش مع طلابك فقد سمعت أن هناك بعض الأساتذة الذين يتفقون مع منهج الظرفية مشجعين بذلك الطلاب على تقبّل نظريات مختلفة لأنواع مختلفة من تحديات التدريب، كما سمعت أن بعض الأساتذة يتخذ موقفاً حاسماً مدّعين أن هناك حلقة نظرية وحيدة صحيحة. أميل شخصياً للحديث عن هذا الجدل ولقد سبق أن ناقشت أن بعضاً من نفس أنشطة التطوير أو التعليم التي يمكن أن يتبناها أصحاب النظريات – والتي تبدو في الظاهر ذات وجهات متعارضة – ستفسر ببساطة لماذا تعمل هذه التقنية في شروط مختلفة جداً.

ما هي بعض الطرق التي تناقش بها مع طلابك تناقضات النظريات المتنوعة وعلى أي منها يكون النقاش الأكثر دقة؟ كيف تساعدهم على استنباط رؤى مفيدة؟

المصدر

ترجمة: حسن الاشقر
تدقيق: مالك اللحام