تطوير قادة المستقبل عن طريق المنتورينغ والكوتشينغ

 يوجد قادة في جميع الأجيال، جيل ال (Baby Boomers) وهم الأشخاص الذين ولدوا خلال الحرب العالمية الثانية، وجيل (Generation X) وهم الأشخاص الذين ولدوا بعد جيل ال (baby boomers) اي من بداية ال 1960 وحتى بداية ال 1980، وأخيراً يوجد جيل الألفية أو ما يعرف أيضاً بجيل Y او (Generation Y) وهم الأشخاص المولودون خلال فترة بدايه ال 1980 وبدايه ال 2000. كل جيل يجلب شيئاًمختلفاً ولكنه في نفس الوقت مهماً وأساسياً لسوق العمل. هذا يتطلب تنمية المهارات القيادية مع تطور الأجيال.



إذا كنت من جيل ال ( baby boomers ) تذكّر الوقت الذي بدأت حياتك المهنية به. هل كان أسلوب المنتورينغ و الكوتشينغ جزءاً من تنمية و تطوير مستوى القيادة لديكم؟ إذا كان ذلك صحيحاً فعلى الأرجح أنه لم يكن هناك عملية رسمية محددة للقيام بذلك إلا إذا كنت على أعلى مستوى من مستويات القيادة في المنظمة. كان على معظم القادة ذو المستوى المتوسط خلال تلك الفترة تحديد المنتورز والكوتشز الخاصين بهم. هل يبدو ذلك مألوفاً؟

وفي الوقت نفسهفإنه ربما وُجِدَ عمليّة أكثر تحديداً لملائمة أشخاص الجيل xمع مينتور أو كوتش ما. وجيل الألفية Millennials (والذي يسمى أيضاً جيل (Generation Y) قد حظي بتجربة وبرنامج مينتورينغ وكوتشينغ أكثر تركيزاً.

ما الدافع وراء زيادة التركيز على برامج المينتورينغ والكوتشينغ الرسمية؟ لقد لاحظ قادة المنظمات قيمتهم ودورهم  في ضمان برنامج قوي لتنمية المهارات القيادية ودورهم الأساسي والهام في تطوير القادة في عالم يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. تطوير أجيال المستقبل بطريقة تضمن نجاحنا يجب أن يعتمد على تحقيق الاستدامة التنظيمية.

لا بد من إدراج كل من المينتورينغ والكوتشينغ في نسيج منظماتنا على اعتبارهم مكونات قوية لتطوير قادة بمهارات تنموية مستدامة. وحسب أقوال (جون دوغان John Duggan)و هو الرئيس التنفيذي لشركة (غيزلي Gazely) "نعتقد انه من مصلحة وفائدة الأعمال التجارية أن تصبح أكثر استدامة .... مما سيجعل التنمية المستدامة بالنهاية أمراً لابد من وجوده بدلاً من أن يكون وجوده مستحباً فقط للمضي قدماً. نحن نريد أن نبني علامتنا التجارية في هذا المضمار".

 
تجربتي الخاصة
من خلال عملي مع العملاء بمن فيهم جامعة (بتلرButler)، رأيت قادة "يُديرون الحديث". يتم تعيين كوتش لطلاب ماجستير إدارة الأعمال(MBA) في وقت مبكر من البرنامج. باعتباري أحد قادة الكوتشينغ فإنني أساعد الطلاب على الانتهاء من عملية تقييم ردود الأفعال ذات ال 360 درجة مما يوفر لهم معرفة الطريقة التي يُنظر بها إلى أسلوبهم في القيادة من قبل رئيسهم وأقرانهم وتقاريرهم المباشرة.

ثم أساعدهم في تصميم خطة عمل لزيادة فعالية قيادتهم. والهدف من ذلك هو ضمان فعالية التنمية المستدامة لديهم بعد فترة طويلة من انتهاء برنامج ماجستير إدارة الأعمال(MBA). أنا معجب بهذا البرنامج لأنني متحمس لمساعدة القادة والمنظمات في تنمية الاستدامة لديهم. لقد حظيت أيضاً على شرف توجيه العديد من الشبان والشابات على مر السنين وإنني آخذ هذا الشرف على محمل الجد.

 

الاختلافات بين المينتورينغ والكوتشينغ

لقد تعلمت من خلال تجربتي أن المينتورينغ يختلف عن الكوتشينغ في أنه عادة يكون لفترة أطول من الزمن ويركز على تطوير الفرد بشكل كلي على الصعيد المهني والشخصي و أحياناً الروحي للمستقبل. أما الكوتشينغ  فيكون لفترة قصيرة من الزمن فقط  ويركز على مساعدة الفرد على التغلب على محنة أو تحدي معين في الوقت الحاضر. و قد كنت محظوظاً لتجربة قوة و إمكانية كل من المينتورينغ والكوتشينغ.

في حين أن هناك اختلافات واضحة بين المينتورينغ والكوتشينغ إلّا أن هذه الاختلافات تكمّل بعضها البعض مما يجعل كل منهما ضروريّاً وقيّماً لتطوير جيل قوي لا يُهزم من قادة المستقبل. وسنلخص هذه الاختلافات في الجدول أدناه.

 

المينتورينغ – المستقبل

الكوتشينغ – الوقت الحاضر

علاقة دائمة تدوم لفترة طويلة

علاقة محدودة الوقت

بشكل عام، علاقة اقل رسمية وتكون الاجتماعات عند حاجة الشخص للنصيحة أو الإرشاد أو الدعم

بشكل عام، أكثر رسمية وتكون الاجتماعات مسبقة الموعد وعلى فترات محددة

التركيز على الحياة المهنية والتطور الشخصي

التركيز على تطور ومشاكل العمل

يدور حول تطوير الشخصية بالكامل

يدور حول تطوير بعض النواحي.

 
في نهاية المطاف

من الواضح ان تحقيق التوازن بين المنتورينغ والكوتشينغ مهم لنجاح قيادي كامل. وبرأيي الاستفادة من الطريقتين معاً يقوّي تطوير قادتنا المستقبليين ومنظماتنا ومجتمعاتنا.

المصدر

ترجمة: آلاء شبلي
تدقيق: مالك اللحام