تطوير التدريس من أجل التعليم عن بُعد (باري ويلز)
الحاجة إلى تطوير التدريس
يوفر تطوير التدريس آلية وإطاراً للتطوير والتخطيط والتأقلم المُنظَّم للتدريس المبني على الحاجات المُحدَّدة للدارس ومُتطلَّبات المحتوى. إن هذه الآلية أساسيَّة في التعليم عن بُعد، عندما تكون الخلفية التي تجمع ما بين المُدرِّسين والطلاب خلفية محدودة، كما يكون الاتصال وجهاً لوجه بينهم في حدوده الدنيا. رغم توافر النماذج والآليات الخاصة بتطوير التدريس بكثرة، إلاَّ أنَّ الغالبية تتبع المراحل الأساسيَّة ذاتها للتطوير والتصميم والتقويم والمراجعة.
آلية تطوير التدريس
- التصميم.
- حدّد الحاجة.
- حلّل الجمهور.
- كوّن الأهداف.
التطوير
- صمم خطوطاً عريضة للمحتوى.
- راجع المواد الموجودة.
- نظّم وطوّر المضمون.
- اختر وطوّر المواد وأساليب التوصيل.
التقويم
- راجع الأهداف والغايات.
- طوّر خطة للتقويم.
- اجمع وحلّل البيانات.
المراجعة
طوّر وطبّق خطة المراجعة
- مرحلة التصميم
- حدّد الحاجة للتدريس: ابدأ بتحديد الحاجة إلى التدريس من خلال تحديد البيانات الخارجيَّة التي تُؤكِّد على هذه الحاجة، وكذلك العوامل التي أدت إلى الحاجة إلى التدريس، وأخيراً الخبرات السابقة التي تدل على أن التدريس المخطط له مُسبَقاً يكون في إمكانه الاستجابة لهذه الحاجات بفعاليَّة.
- حلّل جمهورك: إن فهم الدارسين عن بعد وفهم حاجاتهم بشكل أفضل، يتطلَّب منك أن تضع في الحسبان أعمارهم، وخلفياتهم الثقافيَّة وخبراتهم السابقة واهتماماتهم، ومستوياتهم التعليميَّة. قم بدارسة اعتيادهم مختلف وسائل التدريس وأنظمة التوصيل التي يمكن اعتمادها، حدّد كيف سيقومون بتطبيق المعرفة التي اكتسبوها في هذه الحلقة الدراسيَّة، وكذلك لاحظ إذا ما كان الصف سوف يتشكل من خليط واسع من الطلاب أو من الجماعات الخفية بحيث يتمتعون بصفات مُتعدِّدة كأن يكون منهم من هو ابن المدينة ومنهم من هو ريفي، أو منهم من هو طالب جامعي أو من أنهى دراسته الجامعيَّة. عندما يتحقق ذلك، فإنه يجب على المُدرِّس أن يقوم بزيارات إلى المواقع البعيدة، ويقوم بمقابلة طلاب مرشحين للمستقبل بشكل فردي، وكذلك على شكل مجموعات صغيرة. إن هذا الاهتمام الذي يحمل طابعاً شخصياً سوف يبين للطالب أن المُدرِّس هو أكبر من مجرد جهة مجهولة مرتبطة بالتكنولوجيا الإلكترونيَّة. كما أن الزملاء الذين سبق لهم أن عملوا أعمالاً تتعلق بالفئة نفسها من السكان (الهدف)، يمكنهم أيضاً تقديم النصيحة.
- كوّن أهداف التدريس: كوّن أهداف التدريس أو غايات التدريس بناءً على طبيعة المشكلة، وكذلك على أساس حاجات وصفات الطلاب. إن الأهداف هي عبارات واسعة لأغراض التدريس، في حين أن الغايات هي خطوات خاصة تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوّة.
- مرحلة التطوير
- صمم خطوط عريضة للمحتوى: بناءً على المشكلة التدريسيَّة، وتحليل الجمهور، وغايات التدريس وأهدافه، وكذلك بناءً على الفهم للمحتوى المطلوب للحلقة الدراسية، قم بوضع الخطوط العريضة للمحتوى التي يجب بحثها.
- راجع المواد الموجودة: بعد ذلك يجب على المُدرِّس أن يقوم بمراجعة المواد الموجودة، ويجب عدم استعمال المواد التدريسيَّة بشكل منفرد بسبب توافرها، أو لكونها كانت فعَّالة عند استعمالها في غرفة محضرة ومجهزة مُسبَقاً مثل الحلقات الدراسيَّة التي يتم نقلها عن طريق التلفاز. في حين أن العديد من الوسائل التدريسيَّة المعدة مُسبَقاً يتم تطويرها وتسويقها لتصل إلى الطلاب ذوي الخلفيات والخبرات المتماثلة، بينما تكون هذه الوسائل مناسبة بشكل أقل للطلاب الذين يدرسون عن بعد ويأتون إلى الحلقة الدراسيَّة بخلفيات تجارب واسعة الاختلاف وغير تقليديَّة، إذا كان لا بد من استعمال المواد المعدّة مُسبَقاً، فإنه يجب العمل على تطوير كل من المُقدِّمات، والاستنتاجات، والمُلخَّصات التي تربط المواد المدرسة خاصة بالسياق التعليمي للطالب الذي يدرس عن بعد.
- نظّم وطوّر المحتوى: ربما كان التحدي الأكبر الذي يواجهه المدرس في مجال التعليم عن بُعد هو خلق أمثلة ذات علاقة بالطالب. إن تدريس المحتوى بالنسبة إلى القسم الأعظم من الطلاب يتم من خلال استعمال أمثلة تربط المحتوى بسياق مفهوم من قِبَلِ الطلاب. إن أفضل الأمثلة هي الأمثلة الشفافة، فهي تسمح للدارسين بالتركيز على المحتوى الجاري تقديمه. إذا كانت الأمثلة ليست ذات علاقة فإن ذلك سوف يعيق حركة التعليم. عندما يكون المجال الأعظم لخبرة المُدرِّس وكذلك الأمثلة المُتعلِّقة بالمحتوى، غريبة بالنسبة إلى الدارس عن بعد، فإن ذلك يمثل تحدياً في حالات أبناء الريف أو الحضارات المُتعدِّدة. للنظر في هذه المشكلة، قم ببحث أمثلة متوقعة من المحتوى مع عينة أو شريحة من الجمهور المقصود.
- اختر وطوّر المواد وأساليب التوصيل: إن تطوُّر المواد التدريسيَّة واختيار أساليب التوصيل سوف يتطلَّب دائماً التكامل ما بين تكنولوجيا كل من المطبوعات والصوت، والصوت والصورة، والبيانات وذلك بالتوافق مع الاتصال وجهاً لوجه. يكمن التحدي هنا في خلق التكامل ما بين أجزاء التوصيل، القائمة على أساس الحاجات المُحدَّدة للدارس، وكذلك على مُتطلَّبات المحتوى والقيود التقنية. فعلى سبيل المثال، سوف يكون هناك القليل من المزايا في الإعتماد على تكنولوجيا توصيل غير متوافرة لبعض أعضاء الصف. تأكَّد من أنَّ أنظمة التوصيل متوافرة لجميع الدارسين عن بعد وذلك لتجنب الحاجة إلى خلق خبرات تعليميَّة موازية.
- مرحلة التقويم
- راجع الأهداف والغايات: إن من أغراض التقويم هو تحديد إذا ما كانت وسائل التدريس ومواده تقوم بتحقيق الأهداف والغايات الموضوعة. إن تطبيق التعليم يمثل الامتحان الحقيقي الأول لما قد تم تطويره. فحاول أن تقوم باختبار مُسبَق للتدريس على مستوى مُحدَّد قبل التطبيق. إذا لم يكن ذلك ممكناً، فإن الاستعمال الحقيقي الأول سوف يكون بمنزلة حقل الاختبار لتحديد الفعاليَّة.
- طوّر خطة للتقويم: خطط كيف ومتى تقوم بتقويم فعاليَّة التدريس.
- التقويم الإستبياني
يمكن استعماله لمراجعة التدريس بينما يجري تطوير وتطبيق الحلقة الدراسيَّة. فعلى سبيل المثال، يستطيع المُدرِّس عن بعد أن يعطي الطلاب بطاقات بريديَّة معنونة ومدفوعة سلفاً ليقوموا بإكمالها وإرسالها بالبريد بعد كل حصة. إن هذه التقويمات البسيطة قد تُركِّز على مواضع القوة ومواضع الضعف في الحلقة الدراسيَّة، وكذلك على المسائل التقنية أو المسائل الخاصة بالتوصيل، إضافة إلى مجال المحتوى الذي يحتاج إلى مزيد من البحث.
- التقويم النهائي
يتم هذا التقويم بعد انتهاء التدريس وهو يوفر مادة أساسيَّة للمراجعة والتخطيط المستقبلي للحلقة الدراسيَّة. فبعد إكمال الحلقة الدراسيَّة، فكر في إجراء حصة للتقويم النهائي، حيث يقوم الطلاب بشكل غير رسمي بتبادل الأفكار حول إيجاد الطرائق لتحسين الحلقة الدراسيَّة. وكذلك ضع في الحسبان أن يقوم أحد مسؤولي التسهيل المحليين بإدارة حصة التقويم ليُشجِّع على حدوث نقاش أكثر انفتاحاً.
ضمن سياق كل من التقويم الاستبياني والتقويم النهائي يتم جمع المعلومات من خلال وسائل نوعيَّة ووسائل كميَّة. إن التقويم الكمي يعتمد على اتساع مدى الاستجابة كما أنه يتصف باتّباع نظام معين وذلك بعد البحث القائم على التجربة الذي يُركِّز على جمع ومعالجة النوعيات ذات العلاقة الإحصائيَّة من المعلومات.
في المقابل فإن التقويم النوعي يُركِّز على عمق الاستجابة ويستعمل وسائل أكثر موضوعيَّة مثل المقابلات والملاحظة للقيام بسؤال عدد أقل من المستجيبين بعمق أكبر. إن الأسلوب النوعي قد يكون ذا قيمة خاصة لأن تعدديَّة الطلاب عن بعد قد تتحدى الترتيبات الإحصائيَّة ذات العلاقة وتحليلاتها. إن أفضل طريقة عادة تجمع قياساً نوعياً لأداء الطالب تجاه المقابلات ذات النهايات المفتوحة وكذلك ملاحظات غير المشاركين لجمع ودراسة المعلومات حول السلوكيات، بخصوص فعاليَّة الحلقة الدراسيَّة وتكنولوجيا التوصيل.
اجمع وحلّل بيانات التقويم
بعد تطبيق مواد الحلقة الدراسيَّة، اجمع بيانات التقويم. إنَّ التحليل الدقيق لهذه النتائج سوف يُحدِّد الفجوات أو مواطن الضعف في العمليَّة التعليميَّة. كما يحظى بدرجة الأهمية نفسها موضوع تحديد مواطن القوة والنجاحات. إن نتائج تحليل التقويم ستوفر منطلقاً يتم من خلاله تطوير خطة المراجعة.
- مرحلة المراجعة
هناك مجال للتحسين حتى في الحلقات الدراسيَّة الخاصة بالتعليم عن بُعد التي تم تطويرها بعناية بالغة، وكذلك فإنه يجب توقع الحاجة إلى المراجعة. في الواقع سوف يكون هناك ثقة أكبر بالحلقة الدراسيَّة التي تمت مراجعتها أكثر من مثيلتها التي عُدَّتْ ممتازة من أول مرة جهزت فيها.
إن خطط المراجعة هي عادة نتيجة مباشرة لعمليَّة التقويم التي تتبع التغذية الراجعة من قِبَلِ الزملاء وخبراء المحتوى. إن أفضل مصدر لأفكار المراجعة قد يكون الانطباعات الخاصة بالمُدرِّس حول مواطن القوة ومواطن الضعف في الحلقة الدراسيَّة. لهذا السبب يجب التخطيط للمراجعة في أسرع وقت بعد اكتمال الحلقة الدراسيَّة.
في كثير من الأحيان تكون المراجعات الخاصة بالحلقة الدراسيَّة مراجعات مُحدَّدة، مثل القيام بتقسيم وحدة دراسيَّة كبيرة الحجم ومعقدة إلى أقسام يسهل التحكُّمبها، وكذلك زيادة التغذية الراجعة حول الوظائف، أو بتحسين التفاعل المتبادل بين طالب وآخر. في أوقات أخرى قد تدعو الحاجة إلى عمل مراجعات أساسيَّة. إن التغيُّرات الهامة على الحلقة الدراسيَّة يجب أن تخضع للاختبار في الميدان قبل استعمالها في الحلقات الدراسيَّة المستقبليَّة.
قم باختبار أفكار التقويم على مجموعات صغيرة من الطلاب الدارسين عن بعد، وكذلك على خبراء المحتوى، والزملاء. إن نتائج هذه العمليَّة يجب أن تراعي حقيقة أن الصفات الخاصة بكل صف من الصفوف الدارسة عن بعد سوف تتباين، وأن المراجعة التي تتطلَّبها مجموعة معينة من الدارسين، قد لا تناسب مجموعة أخرى من الطلاب.
- في الختام
إن القيام باختصار عمليَّة تطوير التدريس ممكن وملائم في بعض الأحيان. إلا أنه لا يتم عمله إلا بعد الأخذ في الحسبان حاجات الدارس، ومُتطلَّبات المحتوى، والصعوبات التي تواجه كلّاً من المُدرِّس والطالب.
إن الالتزامبالمبادئ الجيدة الخاصة بتطوير التدريس لن يحقق التغلُّب على كل العقبات التي قد تعترض طريق تطوير البرامج الفعَّالة للتعليم عن بُعد. إلَّا أنها سوف توفر آليةً وإطاراً إجرائيّاً للتعامل مع تحديات التدريس التي سوف تظهر بالتأكيد.
المصدر:
المدرسة العربية
ماهية التعليم عن بُعد-الدليل الثالث بترخيص من د. باري وليز Barry Willis