تطبيق الكوتشينغ على عملية الاحتفاظ بالموظفين

بحسب مجلس المؤتمرات، نسبة 55 بالمئة من من الأمريكيين الذين تم توظيفهم عام 2012 غير راضين عن أعمالهم. يمكن لهذه الإحصائية في سوق العمل الضعيف أن لا تجدي نفعاً لكن الأمور على وشك أن تتغير.

إن القصور في العمالة الذي من المتوقع أن ترتفع نسبته في عام 2010 قد تم تأخيره و ليس تفاديه من قبل الركود الاقتصادي. مع وجود الموظفين المبتدئين من العمالة التقليدية بمجموعات كبيرة، تحتاج المنظمات إلى أن تحول تركيزها بشكل سريع إلى الاحتفاظ بذوي المواهب العالية.



لقد رأيتُ في الفترة التي عملت بها مع المنظمات الداخلة في قائمة منظمات فورتشيون 500 (Fortune 500) كيف أن ملايين من الدولارات تم صرفها على المبادرات التي تم تكريسها لتحسين معيشة الموظفين الشخصية والمهنية. لكن على الرغم من الرقم الكبير للعروض الإبداعية والمفيدة حقاً إلا أن الموظفين ليسوا إلا بشراً يعتقدون أن العشب دائماً أخضر من كل جوانبه.

فأعلى الموظفين في شركة ياهو Yahoo يريدون أن ينتقلوا إلى مايكروسوفت Microsoft، ومن ناحية أخرى موظفوا مايكروسوفت يريدون أن ينتقلوا إلى جوجل Google، وهكذا دواليك. ذلك بسبب أنهم يعتقدون أن تبديل الشركات يحل جميع مشاكلهم الوظيفية والمكتبية بشكل دائم. وفي بعض الأحيان مثلاً يقوم هؤلاء الموظفون بترك شركتهم بسبب مشكلةٍ ما مع واحد من المديرين، والتي من الممكن أن يتم حلها بسهولة ويمكن أن تحصل في أي مكان كان.

لم يحصل المهنيون الصغار على الخبرة الطويلة الكافية في العمل بعد ليكون بمقدورهم أن يدركوا أن عالم الأعمال لا يتغير في أي مكان يذهبون إليه، فإن قاموا بالهرب من حالة سلبية معينة بكل سهولة بدلاً من مواجهتها أو البحث عن طرق من حولهم لحلها ستقوم بالظهور في وجههم في عملهم اللاحق دون أن يدرون.


إن برنامج تطبيق الكوتشينغ على عملية الاحتفاظ بالموظفين سهل التنفيذ، فهو في أبسط حالاته يتضمن تحديد أعلى 5 موظفين لديك بنسبة الأداء الذي يقومون بتأديته ثم تطبيق كوتشينغ ثنائي لمدة تصل إلى ثلاث ساعات. ينطوي المقصد الأساسي من هذه العملية في تعليم أعلى الموظفين من حيث إمكانياتهم على الموارد المتاحة والاستراتيجيات الذكية لتنشيط حماسهم لوظيفتهم الحالية أو لاستكشاف الخيارات الأخرى داخل الشركة.


وعلى الأهم من ذلك كله، كوتشينغ كهذا يساعد في تشجيع الموظف على البقاء على رأس عمله، فمجرد جلسة لمدة ساعة قد تؤدي إلى تخفيف مخاطرة استقالة الموظف في السنة الأولى أو الثانية من عمله بشكل كبير.

ومن الأفضل أن يكون الكوتش من خارج الشركة، فعندما يكون الكوتش طرفاً ثالثاً محترماً فإنه سيمتلك موثوقية أكبر باعتباره شخصاً موضوعياً كان قد عمل في منظمات أخرى لكنه الآن يرى أن الفائدة الأكبر في العمل مع منظمتك.

كلما يقوم موظف مبتدئ دائماً بترك وظيفته تقوم شركتك بدفع ما يصل إلى 50 بالمئة من الراتب السنوي لذلك الموظف (وكلما كان هذا الموظف من مرتبة أعلى إدارياً كلما كانت تلك النسبة في ازدياد). وهذا لا يأخذ في عين الاعتبار ما صرفته من أموال على مساعدة موظفينك وتدريبهم. في هذا العصر من عدم الرضا الوظيفي المنتشر والتنقل المضطرب بين الأعمال لن يكون بمقدورك أن تتحمل خسارة الموظفين ذوي الإمكانيات المرتفعة أبداً.

المصدر
ترجمة عبادة سبيعي
تدقيق مالك اللحام