تصنيف بلوم والسؤال متعدد الخيارات

لاحقاً لاتفاقية الجمعية النفسية الأمريكية لعام 1948(Convention of the American Psychological Association)، انتهز بلوم الفرصة لصياغة تصنيف "لأهداف العملية التعليمية"، فقام بتحديد ثلاثة مجالات للنشاطات التعليمية، أولها يدعى المجال المعرفي: ويتضمن المعرفة وعمليات تطوير الميول الفكرية والمهارات، (والمجالين الآخرين هما "العاطفي" " Affective " و"الحركي نفسي" "Psychomotor" ولكنهما ليسا مجال بحثنا هنا).



قام بلوم وزملاءه بإنشاء تدرج للأهداف التعليمية، يشار إليها عادة "بتصنيف بلوم"، ويحاول فيها بلوم تجزئة الأهداف المعرفية إلى أقسام ثانوية تمتد من الأبسط إلى الأعقد. من المهم معرفة أن هذه التقسيمات المشار إليها  ليست مطلقة، فقد تم ابتكار أنظمة أو تدرجات أخرى، ولكن يبق هذا التصنيف سهل الفهم وواسع التطبيق.

 

المعرفة (Knowledge)

وهو تذكر المواضيع المتعلمة مسبقاً، وهذا يتضمن استذكار فئة واسعة من المواضيع، من حقائق محددة إلى نظريات مكتملة. كل ما يسلزم هو استذكار المعلومات المناسبة، فالمعرفة تمثل أدنى مستوى من نتائج التعلم في المجال المعرفي. وهذه أمثلة من أهداف التعلم في هذا المستوى:

  1. معرفة مصطلحات عامة.
  2. معرفة حقائق محددة.
  3. معرفة طرق وإجراءات.
  4. معرفة مفاهيم أساسية.
  5. معرفة مبادئ.

 

الفهم (Comprehension)

وهو المقدرة على إدراك معنى الموضوع، ويمكن أن يظهر هذا بعملية ترجمة الموضوع من صفة لأخرى (كلمات إلى أرقام)، وبتفسير الموضوع (شرحه أو تلخيصه)، وتخمين الاتجاهات المستقبلية (التنبؤ بالنتائج والتأثيرات). تأتي نتيجة هذا التعلم بعد خطوة واحدة من التذكر البسيط للموضوع وتمثل المستوى الأدنى للفهم. وهذه أمثلة من أهداف التعلم في هذا المستوى: فهم الحقائق والمبادئ، تفسير مادة كلامية، شرح مادة كلامية من خلال صيغ رياضية، تفسير المخططات والرسوم البيانية، تبرير الطرق والإجراءات.

 

التطبيق (Application)

يشير إلى المقدرة على استخدام المادة التي تم تعلمها في حالات حقيقية، وقد يتضمن تطبيق أشياء مثل القوانين، الطرق، المفاهيم، المبادئ، والنظريات، وتتطلب نتائج التعلم هذه مستوى فهماً أعلى من المستوى السابق. وهذه أمثلة من أهداف التعلم في هذا المستوى: تطبيق المفاهيم والمبادئ في حالات جديدة، تطبيق القوانين والنظريات في حالات عملية، حل المشاكل الرياضية، إنشاء المخططات والجداول البيانية، عرض الاستعمال الصحيح لطريقة أو إجراء.

 

التحليل (Analysis)

ويشير إلى المقدرة على تجزئة المادة إلى أجزاء لكي نتمكن من فهم بنائها التنظيمي (تكوينها)، وقد يتضمن هذا تحديد الأقسام، تحليل العلاقة فيما بين الأجزاء، وإدراك المبادئ التنظيمية المتضمنة، وتمثل النتائج التعليمية هنا مستوى فكري عالي، وهو أعلى من مستويات الفهم والتطبيق، لأنه يتطلب فهماً لكل من المحتوى وصيغة التركيب الخاص بالمادة. وهذه أمثلة من أهداف التعلم في هذا المستوى: تمييز الفرضيات غير المذكورة، تمييز المغالطات المنطقية الخاصة بالتفكير، التمييز فيما بين الحقائق والاستنتاجات، تقييم مدى صلة البيانات بالموضوع، تحليل الهيكل التنظيمي الخاص بعمل ما (فن، كتابة، موسيقا،...).

 

التركيب (Synthesis)

ويشير إلى المقدرة على وضع الأجزاء مع بعضها البعض لصنع وحدة كاملة، وقد يتضمن هذا منتجاً فريداً في التواصل (موضوع كتابي، خطاب)، خطة عمليات (عرض أبحاث)، أو مجموعة من الارتباطات التجريدية (مخطط لتصنيف المعلومات). تؤكد النتائج التعليمية في هذا المستوى على السلوكيات الخلاقة وبتشديد كبير على صياغة النماذج والتراكيب الجديدة. وهذه أمثلة من أهداف التعلم في هذا المستوى: كتابة موضوع منظم بشكل جيد، كتابة خطاب منظم بشكل جيد يحكي قصة قصيرة إبداعية (أو قصيدة أو قطعة موسيقية)، اقتراح خطة لإجراء تجربة معينة، تضمين المعارف المتعلمة من أماكن مختلفة في خطة لحل مشكلة ما، صياغة مخطط جديد لتصنيف العناصر (أو النتائج، والأفكار).

 

التقييم (Evaluation)

ويهتم بالمقدرة على الحكم على أهمية مادة ما (عبارة، رواية، شعر، تقرير بحثي) وذلك بالنسبة لهدف ما معطى. وينبغي تأسيس الأحكام على معيار محدد، وقد يكون معيارا داخليا(منظمة) أو معيارا خارجيا (متعلق بغاية)، وقد يقوم التلميذ نفسه بتحديد المعيار أو قد يعطي له المعيار سلفاً. إن النتائج التعلمية في هذا المستوى هي الأعلى في المجال المعرفي، لأنها تتضمن عناصر من كل المستويات الأخرى، بالإضافة لأحكام واعية ذات أهمية ومستندة على معيار واضح ومحدد. وهذه أمثلة من أهداف التعلم في هذا المستوى: الحكم على التماسك المنطقي لمادة مكتوبة، الحكم على الكفاية (أي مدى مساندة المعلومات للاستنتاجات)، الحكم على قيمة الفعل (الفنون، الموسيقا، الكتابة) باستخدام معايير خارجية. يحتوي الملف مرفق: على تطبيق تصنيف بلوم في تصميم الأسئلة متعددة الخيارات.....