تصميم التعلم الالكتروني: القلب النابض لمقررات عبر الشبكة تتسم بالفاعلية وَ معايير الجودة
تعد عملية التصميم التربوي التعليمية للمواد التعليمية الالكترونية من اهم العمليات في مجال التعليم هذا، ورغم اهميتها تعد اصعب العمليات. يستعرض علينا الدكتور مصطفى ابراهيم خطوات وعمليات تصميم التعليم الالكتروني الناجح
يعد تصميم المقررات عبر الشبكة هـو واحد من المكونات الحرجة للتعلم الالكتروني الناجح... ودعنا نتساءل : ما مدى اختلاف تصميم المقرر في التعلم الالكتروني؟
قد تكون أحدى الإجابات ليس كثيراً.. ولكن كثير من عناصر التصميم الجيدة قد تغيب عن المقررات الالكترونية؛ وبمراجعة أبحاث التعلم الالكتروني في التعليم العالي يمكن أن نحدد 4 ملامح للممارسة الجيدة والتي تتمثل في:
1. الحوار: باستعمال البريد الالكتروني ولوحة المناقشات والدردشة المتزامنة وَغير المتزامنة ومناقشات المجموعات وما يترتب عليه من عصف ذهني رقمي والمناظرات وكذلك فرص التفاعل مع عضو هيئة التدريس بحيث تدمج جميعها في محتوي المقرر.
2. التفاعل : ويتضمن الاستجابات في المهام المحددة والتفاعل النشط مع المادة التعليمية وَ التشارك وأنشطة المجموعات الصغيرة.
3. التعزيز والدعم: ويتضمن التواصل وجهاً لوجه وأشراف عضو هيئة التدريس عبر الشبكة وتعزيز الأقران.
ونصائح الخبراء والتغذية الراجعة على الأداء وخدمات المساندة .. وتعتبر المساندة أهم سمة للمقررات الناجحة عبر الشبكة.
4. التحكم والسيطرة: وتشير إلي المدى الذي يتحكم فيه المتعلمون في أنشطة التعلم الأساسية ويتم تشجيعهم على ممارسات هذا الحكم.
إن أحد المزايا الكبرى لتصميم مقرر إلكتروني هـو سهولة وإمكانية استخدام مدى كبير من مصادر التعلم فتتيح الشبكة عدداً غير محدود من المواد التعليمية التي يمكن أن تثري المحتوى وتعززه فنجد متاحاً عليها مجلات إلكترونية كثير منها مجاني وَ نصوص كاملة؛ كما نجد أيضاً قوائم للمراجع وَ نسخ كتب كاملة مستخدمة في كثير من المقررات والبرامج التعليمية.
وقد نتفق سوياً أن التصميم الجيد للمقرر أمر حرج في البيئة الافتراضية أكثر مما هو في موقف التعلم وجهاً لوجه .. حيث من الصعب إخفاء التصميم السيئ للمحتوى أو التصميم المتوسط، والكثير من مبادئ تصميم التعلم الالكتروني قريبة من المقررات المطبوعة من أجل التعلم عن بعد وتتطلب عمليات مؤسسية مثل:
- نحتاج أن يتفق التقويم مع هدف تعليمي مصاغ بطريقة سلوكية أو إجرائية و مع عناصر التعلم عبر الشبكة و عناصر التعلم وجها لوجه.
- يجب أن تكون إجراءات ضمان الجودة بالنسبة للمحتوى المقدم عبر الشبكة بها نوع من الاتساق الداخلي وتعمل للحفاظ والارتباط بالمواقع الخارجية كما هو الحال في تبني جامعة الملك خالد معايير QM لتصميم المقررات الالكترونية.
- يجب قياس كم العمل بالنسبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من البداية وتوجيهه بصورة منتظمة أثناء تنفيذ المقرر؛ فمن السهل زيادة العبء على الطلاب ولكن هذا يؤدي إلي تعلم سطحي.. كما أنه من السهل زيادة العبء على أعضاء هيئة التدريس بان نطلب منهم كماً كبيراً من التفاعل عبر الشبكة.
- يجب الاهتمام بإجراءات التوجيه بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس حتى يحصل الطلاب على تعزيز ملائم وتصحح تكليفاتهم بصورة عادلة.
- يجب تقييم المقرر عبر الشبكة وأداء الطلاب عليه في ضوء الأحداث التي وضعها مصممو المقرر (هل يستطيع الطالب أن يحقق الأهداف المنصوص عليها في المادة التعليمية؟)
- الإبحار عبر الشبكة يجب أن يسمح للطلاب بتلمس طريقهم عبر المادة التعليمية ويمكن أحداث ذلك بتوفير خريطة للمقرر الالكتروني.
- يجب أن يتضمن تصميم المقرر توفير تغذية راجعة للطالب ويتم ذلك على نحو أفضل من خلال التفاعل مع عضو هيئة التدريس ومع المحتوى ومع الطلاب الأخريين.
- يجب ألا تكون التعليقات على التكليفات من جانب عضو هيئة التدريس سلبية ويجب أن نوضح كيف يمكن للطالب أن يحسن أدائه المستقبلي ( لا تقل لهم فحسب بل أرهم أيضاً).
- يجب أن يتضمن تصميم المقرر الخطة التنفيذية المعدة من قبل عضو هيئة التدريس وَ الأنشطة الالكترونية وَ أشكال متنوعة للتقييم والتقويم الالكتروني وملفات الإنجاز.
- يجب أن يكون عضو هيئة التدريس متمكن ولديه مهارات التعامل مع أدوات المشاركة المتزامنة لتضمينها بفاعلية عند تصميم المقرر؛ ومن أمثلة أدوات المشاركة المتزامنة : الدردشة – كاميرات الشبكة – المؤتمرات التليفونية– المؤتمرات الصوتية – المؤتمرات الفيديوية – المؤتمرات عبر الشبكة وَ الفصول الافتراضية.
- يجب أن يكون عضو هيئة التدريس متمكن ولديه مهارات التعامل مع أدوات المشاركة غير المتزامنة لتضمينها بفاعلية عند تصميم المقرر؛ ومن أمثلة أدوات المشاركة غير المتزامنة : المدونات – لوحة المناقشات – البريد الالكتروني – التصويت على الآراء وعمليات المسح – الموسوعات الشبكية.
- يجب أن يتضمن تصميم المقرر توفير أدوات الويب 2،0 وكم هو رائع حال تمكن عضو هيئة التدريس من مهارات الإنتاج الرقمي اللازمة تلك الأدوات أو وثيقة الصلة بالمقررات الالكترونية.
في ضوء ما تقدم وبعد الاطلاع على أدبيات مجال التعلم الالكتروني لكثير من الرواد مثل:
(Martyn Sloman,2003) بعنوان ""Training in the Age of the Learner
(Jane Bozarth, 2005) بعنوان "E-Learning Solutions on A shoestring"
(Michael Allen`s, 2007) بعنوان " Designing Successful E-Learning"
((Kenneth Fee,2009 بعنوان Delivering E-Learning""
يمكن تقديم دليلاً عملياً / إجرائياً لكيفية تصميم التعلم الالكتروني من خلال تنفيذ النقاط الاعتبارية التالية:
· ضمن العديد من علامات المراسلة تكون الأهداف فيها واضحة مع الأيقونات الملائمة وغيرها من الأدوات البصرية.
· قدم عمليات أبحار بسيطة تتضمن طريقة واضحة للانتقال إلي الصفحة التالية.
· أوجد طريقة أنيقة لتنظيم المعلومات( في قوائم / نقاط / جداول).
· استخدم روابط Hyperlinks لربط النقاط ذات العلاقات في المقارنات والدراسات.
· نظم القراءات في أقسام منفصلة مثل: المرئي والسمعي.
· استخدم نظام تلوين متناسق ونظام أيقونات متناسق.
· قدم تنويعاً كبيراً للمعلمين.
· قدم المعلومات بشكل مصور كلما كان ذلك ممكناً( الصورة تساوي 1000كلمة).
· حافظ على البساطة بقدر الإمكان.
خلاصة القول: أن الوصول لمدخل متسق ومتناسق عن تصميم التعلم الالكتروني هــو جزء أساسي لاستراتيجية هذا التعلم ولابد الآخذ بعين الاعتبار أن التصميم هـو أحد أهم مكونات التعلم الالكتروني والتي يمكن للمطورين والمتخصصين أن يؤثروا فيها بصورة مباشرة لضمان تحقيق جودة التعلم الالكتروني؛ فضلاً عن كونه يتعلق بالتواصل الفعال الأمر الذي يجعل التعلم الالكتروني أكثر فاعلية.. وأخيراً لابد أن نركز في التصميم على المتعلم وَ غرض التعلم ؛ فهذان العنصران أكثر من أي شيء آخر يجب أن يحددا استراتيجية التصميم والتي تجعل كثير من التفاصيل صحيحة ،وتتسم بالتناغم والاتساق ؛ لذلك علينا الاعتراف بطبيعة مجال تصميم التعلم الالكتروني الديناميكية دائمة التطوير وقد لا نمتلك كل الإجابات على كل الأسئلة. ودعونا نستعير عبارة توماس أديسون " لا توجد قواعد حولنا ولكننا نحاول أنجاز شيء ما".
المصدر
تحدث الدكتور في مقالته عن اهم النقاط التي يجب اخذها بعين الاعتبار في تصميم التعلم الالكتروني ، حيث بدأ بملامح ممارسة تصميم التعليم الالكتروني ومن ثم قام بسرد اهم العمليات التي يجب ان تقوم بها المؤسسة من اجل تصميم افضل للتعليم الالكتروني. ثم عرض قائمة بالنقاط لكيفية تصميم التعلم الالكتروني.
حيث استند الكاتب الى مراجع عالمية وقام بعرضها على اسلوب القوائم البسيطة والواضحة، كانت معلوماته كاملة وواضحة لكنها تفتقر إلى القليل من الشرح الاضافي وإلى بعض النماذج الناجحة في تصميم التعليم الالكتروني.