بعض معوقات التعليم في المرحلة الابتدائية

المعوقات التي يعانيها المُعلِّم في المرحلة الابتدائية:

إنّ رسالة التدريس ليست بالرسالة السهلة كما يظن البعض فهي رسالة الأنبياء وهم صفوة الله من خلقه، فهي تحتاج إلى إن يكون الذي يختارها على قدر من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والقدرة على تحمل المشاق والمثابرة التي تطلبها.

 



وأن يكون اختياره لها صادراً عن رغبة وإيمان بأنها من أنبل وأشرف المهن إذا جاز لنا التعبير بأن نسميها مهنة. وأن يكون عنده اعتقاد وإيمان بأنه مثاب عليها من الله سبحانه وتعالى وأنّ أي مكافأة ينالها المُدرِّس لا تعادل ما يقدمه من عطاء وما يكابده من متاعب إذا أخلص في عمله مهما بلغت تلك المكافأة، فمهمتة التدريس تحتاج إلى الضمير الحي والإنسان الذي لديه روح التضحية والبذل والعطاء دون توقف أو فتور وإلا فقد يقل أداء المُدرِّس عمّا يجب أن يكون لأسباب تتعلَّق بميوله وقدراته الفكريَّة منها:

  1. عندما يكون ذكاؤه وقدراته محدودة فلا يستطيع الاستيعاب ولا التعبير عمّا يريد التعبير عنه بسهوله ويسر.
  2. عندما يكون مصاباً ببعض العاهات في أحد حواسه كقلة السمع أو البصر أو النطق فيكون مصاباً بالتأتأة وعدم الطلاقة في النطق فيكون مثار سخرية من تلاميذه فيقل أداؤه.
  3. عندما يكون ضعيف الشخصيَّة غير قادر على إ دارة الصف وتشغيل التلاميذ بالطريقة المطلوبة.
  4. عندما يكون المُدرِّس مصاباً ببعض الأمراض المزمنة التي تعوقه عن أداء واجبه على الوجه المطلوب فيحاول أن يعوض طلابه عمّا فاتهم في أثناء غيابه أو تأخره بسبب ذلك المرض فيكون إعطاؤه لهم كمية أكبر مما يجب أن يعطيهم في وقت الاستيعاب.
  5. قد يكون من طبيعة بعض المُدرِّسين القوة والشدة التي تكون في غير محلها والتي تسبب كره التلاميذ لمن تكون تلك صفاته وكره مادته.
  6. هناك من المُدرِّسـين من يكون من طبيعته الملل والكسل وعدم القدرة على السير في العمل بجدية وإخلاص وهذا ما تطلبه مهنة التدريس. وقد يكون منهم غير المبالي وغير المقدرللمسؤوليَّة. وهذا ما يؤدي بهم إلى ضعف في الأداء وقلة في الإنتاج.
  7. قد يكون أحد المُدرِّسين وخاصة في المرحلة الابتدائية صغير السن فلا يكون على مستوى مسؤوليَّة مهنة التدريس التي تحتاج إلى أن يكون المربي في منزلة الأب الحنون.

 

كما وأنّ هنالك معوقات تتعلَّق بالعمل وظروفه منها:

  1. عدم اقتناع بعض المُدرِّسين بالعمل في التدريس فيلقي اللوم دائماً على نفسه وعلى حظه السيئ الذي أختار له هذه المهنة لأي سبب كان فتلقاه دائماً يتضجر من العمل في مهنة التدريس ويحاول أن يقلل من شأنها فذلك الوهم لا يدع له مجالاً للبذل والعطاء.
  2. ازدحام الصفوف بالطلاب الأمر الذي يسبب تشتيت وبعثرة جهود المُعلِّم بين هذه الأعداد الضخمة من الطلاب.
  3. كثرة الحصص التي يكلفها بعض المُدرِّسين ويكلفون إلي جانبها بعض الأنشطة المصاحبة حيث يسبب إرهاق المُعلِّم بالعمل رداءة في الأدائه.
  4. عدم إعطاء الإعداد (التحضير) للدروس حقه من الأهمية إذا كثرت الحصص حيث لا يتمكَّن المُعلِّم من الاطلاع على تلك المواد بطريقة جيده تمكنه من تحسين أدائه.
  5. كثافة المُقرَّر في بعض المواد حيث لا تتناسب مع الوقت المُخصَّص لها تجعل المُدرِّس يهتم بكمية ما يعطيه في الحصة دون الاهتمام بكيفيته.
  6. غياب يعض المُدرِّسين بسبب ظروف طارئة يجعله يحاول أن يعوض التلاميذ عمّا فاتهم حيث يؤدي ذلك إلى العجلة وضعف الأداء.
  7. تكليف بعض المُدرِّسين زميله أن يقوم بعمله وهذه الظاهرة توجد عند وكلاء المدارس الذين يوكلون تدريس موادهم إلى غيرهم.
  8. تكليف المُدرِّس تدريس مواد غير مادة اختصاصه وهذا يتضح في المدارس الثانوية ذات الصفوف القليلة حيث يسند تدريس مادة العلوم بأفرعها المختلفة إلى مُدرِّس واحد مثل مادة الكيمياء، والفيزياء، والأحياء، والجيولوجيا.
  9. قلة استخدام الوسائل التعليميَّة وإجراء التجارب العلميَّة التي تساعد على تبسيط المعلومات للتلاميذ وتزيد من تشويقهم للمادة.
  10. اختلاف طرائق التدريس يسبب التنقلات التي يتعرَّض لها المُدرِّسون فعندما يكون التلاميذ متعودين على طريقة مُدرِّس (ما) ويأتيهم غيره فيستغرقون وقتاً حتى يتعودوا الطريقة الجديدة وقد تؤدي أيضاً إلى إحباط بض المُدرِّسين إذا نقلوا بغير رغبة منهم.
  11. إعارة المُدرِّسين من الخارج حيث يأتي المُدرِّس وهو لا يعرف المناهج التي تدرس في مدارس المملكة فيلاقي صعوبات في تدريسها وعند إلمامه بالمادة تكون إعارته قد انتهت ويأتي غيره فيحتاج إلى أن يمضي وقتاً حتى يلم بالمادة.
  12. كثرة ظاهرة الغياب في بعض الصفوف تسبب تأخير مجموعتهم وعند حضورهم يكونوا كثيري الأسئلة عمّا فاتهم فيؤدي ذلك إلى عرقلة سير المُدرِّس بالطريقة التي يريد فيسبب له ذلك التضايق وعدم تكيُّفه مع تلاميذه ومن هنا يتدنى مستواه في العطاء.
  13. وجود تلاميذ غير مبالين بالدراسة والتحصيل حيث يرون أن الدراسة ليست ضروريَّة لهم ولا تعدل من وضعهم وهذا إحباط للمُعلِّم وتبديد لجهوده.

 

ناهيك عن بعض المعوقات الأخرى والتي يمكن تلخيصها فيما يأتي:

  1. المباني المستأجرة ومشاكلها.
  2. تكرار رسوب الطلاب.
  3. عدم المتابعة المستمرة من أولياء الأمور.
  4. افتقار بعض المدارس إلى الوسائل التعليميَّة.
  5. هروب بعض الطلاب أو تسربهم أو غيابهم.
  6. عدم تأثير التربية الإسلاميَّة في بعض الطلاب مثل ظواهر الغش، وشيوع الألفاظ البذيئة والكذب، ومظاهر التقليد للشخصيات المنحرفة، ومظاهر الانحراف الخلقي، وظاهرة التدخين.

 

مدير مدرسة الإمام الأوزاعي الابتدائية
صالح الغامدي

 

المصدر: مجلة المقالات