بدء علاقة الكوتشينغ

"دعونا نراقب بداياتنا جيداً، والنتائج ستظهر من تلقاء نفسها" - الصحفي "ألكسندر كلارك" (Alexander Clark).

في هذا المقال ستستفيد من دروس الكوتشينغ والإشراف فيما يتعلق ببدء علاقة الكوتشينغ مع عميل جديد.



كثيراً ما يقول الكوتشز إنَّهم أقاموا علاقة جيدة مع متلقي الكوتشينغ واكتسبوا ثقتهم، لكن عندما يُسأَلون عمَّا فعلوه وكيف فعلوه، غالباً ما يكونون عاجزين عن الإجابة، وينطبق هذا الأمر حتى على الكوتشز أصحاب الخبرة؛ إذ تكمن الخطورة في أنَّه عندما تزداد كفاءتنا، فإنَّنا نستخف في تقدير بعض المهارات والسلوكات، وهذا يعني أنَّنا نمنحهم تركيزاً واهتماماً أقل؛ ولهذا السبب، من الأفضل تخصيص بعض الوقت لمراجعة ما تفعله والتفكير فيه وفي طريقة إدارتك لبيئة آمنة تساعد على بناء الثقة والألفة.

كيفية بناء علاقة كوتشينغ فعَّالة وناجحة:

فيما يأتي بعض العناصر التي تساعد على بناء علاقة كوتشينغ فعَّالة وناجحة:

1. الإجراءات التحضيرية:

حتى قبل عقد الجلسة الأولى، قد تكون إجراءاتك التحضيرية حاسمة لبناء شعور بالثقة والألفة مع متلقي الكوتشينغ، فهل تتابع دائماً العملاء المحتمَلين لديك؟ وكيف تتابعهم؟ قبل الجلسة الأولى، يمكنك إرسال نسخة من ملف التعريف الخاص بك إلى متلقي الكوتشينغ، وشرح موجز عن الكوتشينغ، ونسخة من عقد أو اتفاقية الكوتشينغ المقترَحة ونسخة من قواعد السلوكات التي تتبعها.

ميزة الإجراءات التحضيرية أنَّها تختصر الوقت اللازم للتعامل مع هذه الأمور الإدارية في الجلسة الأولى، وتركز غالبية الجلسة على الكوتشينغ؛ إذ تحدد مواد ما قبل الجلسة ما يمكن أن يتوقعه متلقو الكوتشينغ منك، وكذلك ما يمكنك توقُّعه منهم.

2. إعداد البحث:

إنَّ قضاء الوقت في البحث عن متلقي الكوتشينغ والمنظمة له فوائد ثمينة، وهو أمر لا يوضح نهجاً احترافياً وملتزماً فقط؛ وإنَّما قد يزودك بمعرفة أساسية يمكن استخدامها لجعل متلقي الكوتشينغ يشعرون بالراحة والأمان، بمجرد أن يدركوا أنَّه يوجد بعض عناصر التفاهم المشترك.

يتخذ بعض الكوتشز في هذه المرحلة المزيد من الإجراءات، ويسألون متلقي الكوتشينغ عن أسلوب التعلم المفضل لديهم أو مدى قدرتهم على التحمل؛ إذ سيُمكِّن هذا الأمر الكوتش من تكييف أسلوبه في الكوتشينغ لمراعاة تلك التفضيلات، ومع ذلك، ضع في حسبانك أنَّه أحياناً يكون من الجيد حمل متلقي الكوتشينغ على بذل مزيد من الجهد عن طريق اختيار أسلوب مختلف، ولكنَّ هذا الأمر قد يكون أكثر إنتاجيةً بمجرد تخصيص الوقت الكافي لبناء علاقة الكوتشينغ.

3. التعاقد:

مع من يجب أن تتعاقد؟ قد يكون هذا عقداً ثنائي الاتجاه (بين الكوتش ومتلقي الكوتشينغ مباشرةً) أو عقداً ثلاثياً (بين الكوتش ومتلقي الكوتشينغ والراعي)؛ لذا خذ وقتاً في تحديد جميع الأطراف المعنيين، فقد توجد أطراف عدة، على سبيل المثال، الكوتش، ومتلقي الكوتشينغ، والراعي (الموارد البشرية) والمدير المباشر، ورئيس القسم، والمنظمة، وما إلى ذلك.

يمكن أن يؤثر هذا أيضاً في المستندات المطلوبة، على سبيل المثال، يجب الاتفاق مع "الراعي" على العقد القانوني الرسمي (الذي يتعامل مع الرسوم والنتائج والإنهاء والسرية، وما إلى ذلك)، ويجب أن تتأكد بأنَّ متلقي الكوتشينغ في هذه المواقف يكمل اتفاقية الكوتشينغ التي تحدد ما يمكن أن يتوقعه منك بصفتك كوتشاً، وما هو متوقَّع منه، والسرية والإنهاء والإلغاء، لهذا فكر ما الذي تحتاجه لممارستك.

أخيراً، قد يساعد العقد أيضاً على تحديد من يجب دعوته لحضور الجلسة الأولى، فعلى سبيل المثال، من المفيد دعوة المدير المباشر حتى يتمكن هو ومتلقي الكوتشينغ من سماع ما ستقوله بإيجاز في الجلسة، وما الذي تعنيه السرية، وهذا يساعد على بناء الثقة، كما يجب أن يعلم متلقي الكوتشينغ بأنَّه لن توجد محادثة منفصلة بين الكوتش والمدير المباشر، ومن ثمَّ سيكون المدير المباشر ومتلقي الكوتشينغ واضحين بشأن ما ستركز عليه جلسات الكوتشينغ، وهذا يؤدي إلى تجنب سوء الفهم.

4. جلسة نقاش:

يقدِّم بعض الكوتشز جلسات نقاش أو مكالمات حتى يتمكَّن الكوتش ومتلقي الكوتشينغ من مناقشة الأمور التمهيدية، وتحديد ما إذا كان بإمكانهما العمل مع بعضهما بعضاً، وقد يقدِّم بعض الكوتشز جلسة الكوتشينغ الأولى بوصفها جلسة "مجانية"؛ إذ يتحدثون عن أمور مشابهة لتلك الموضَّحة في "الإجراءات التحضيرية" المذكورة آنفاً، ويشرحون ما هو الكوتشينغ، وما هي طريقة التعامل مع العقد، وما إلى ذلك، ويمكن القيام بذلك وجهاً لوجه أو عبر الهاتف أو مكالمة فيديو.

5. الموقع:

يعتمد هذا على طريقة إجراء جلسة الكوتشينغ، فقد يكون وجهاً لوجه، أو عن بُعد عبر الهاتف أو مكالمة فيديو، ومهما كانت الطريقة، تأكَّد من أنَّ غرفة الكوتشينغ ذات بيئة آمنة، ليس فقط لمتلقي الكوتشينغ، لكن لك أيضاً، وتأكد من أنَّ الغرفة مريحة ويمكن تقليل المقاطعات فيها، وتجنبها لو أمكن، وكذلك تأكد من وصولك مبكراً لتجهيز الغرفة للتأكد من أنَّ متلقي الكوتشينغ يشعر بالراحة والتركيز.

إقرأ أيضاً: أهم 19 نصيحة لتقديم كوتشينغ ناجح

6. الملابس:

ارتدِ ملابسَ تساعدك على الشعور بالراحة والاسترخاء والمهنية؛ إذ يجدر التحقق أيضاً مع متلقي الكوتشينغ فيما إذا كنتَ ستقدِّم له الكوتشينغ في مقر مؤسسته، وما إذا كانت لديه قواعد لباس معينة يجب اتباعها.

7. المواد:

هل لديك كل ما تحتاجه من أقلام وورق وحاسوب محمول وشاحن وما إلى ذلك؟ تأكد من الاحتفاظ بـ "حقيبة أدوات الكوتشينغ" مجهَّزة، وتأكد أيضاً من إبقائها حديثة وموضوعية لتناسب ممارستك.

8. التصرف بطريقة طبيعية:

قالت الكاتبة "إدنا مردوك" (Edna Murdoch) ذات مرة: "طريقة تقديمك للكوتشينغ تكشف عن شخصيتك"؛ لذا تأكد من أنَّك تتصرف بصورة طبيعية، وكن صادقاً مع قِيمك ومعتقداتك، وفي بعض الأحيان، قد يضع الكوتش افتراضات حول توقعات متلقي الكوتشينغ منه، وهذا ما يدفعه إلى المبالغة في إظهار مهاراته أو إخفائها، فإذا لم تكن صادقاً مع نفسك، فستشعر بعدم الارتياح، وسيلاحظ متلقي الكوتشينغ ذلك، وهذا سيؤثر في جلسة الكوتشينغ وفي سيرها على نحو طبيعي.

إقرأ أيضاً: كيف يختلف الكوتشينغ حول العالم؟

9. المراجعة والتفكير والتعديل:

بعد كل جلسة كوتشينغ تجريها، اطلب تغذية راجعة من متلقي الكوتشينغ، لكن أيضاً خصِّص وقتاً لمراجعة الجلسة، والتفكير فيما فعلتَه، وما هي التأثيرات التي أحدثتَها، وفكر أيضاً في الأمور التي نجحَت معك، وما الذي كان بإمكانك تحسينه أو ما الذي كان يمكنك القيام به بصورة مختلفة، وأخيراً، إذا قادك التفكير إلى استنتاج أنَّ شيئاً ما يحتاج إلى التغيير، فعدِّل نهجك قبل الجلسة التالية.




مقالات مرتبطة