(انما بعثت معلما ولم ابعث معنفا

بداية عامٍ دراسيٍ جديدٍ ويبقي للمُعلِّم الدور الكبير في العمليَّة التعليميَّة. ياليت كل مُعلِّم يسعى إلى ما فيه الخير والصلاح وما يفيد المُتعلِّم والمنهج والتقيد بكل ما هو مفيد ويترك ما يسيء وأن يعامل طلابه بكل احترامٍ ويلقي بمشاكله خارج الصف.



ونقول: أيها المُعلِّم

تذكَّر دائماً أنك إنما أتيت لتعلم لا لتعاقب من لا يتعلَّم، وتذكر أيضاً أنه ليس كل عجزٍ في التعلُّم يرجع سببه إلى المُتعلِّم. فكن صبوراً وتلطف ببطيئي التعلُّم والمهملين وثق بأنّ المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد في تركيز المُعلِّم عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالباً ما يكون سبب الإهمال البطء في التعلُّم وغفلة المُعلِّم عن ذلك.
ارجع بذاكرتك إلى الوراء خاصةً إن كنت ممن جاوز الثلاثين، وتذكر مدرسيك فستجد أن أول ما يخطر بذهنك صورة المُدرِّس الغليظ الفظ الذي كانت رؤيته تثير الرعب في قلوب الطلاب، وتحسس قلبك فستجد كم فيه من الحنق عليه إلى اليوم لما سببه لك أو لغيرك من الآلام النفسيَّة في أيام الدراسة.
هناك من المدرسين من كانوا بعنفهم وغلظتهم سبباً في ترك كثيرٍ من الطلاب للدراسة ممن كان يتمتَّع بقدراتٍ عقليَّة جيدةٍ وكان يرجى له مستقبل جيد.
دخل معاوية بن الحكم رضي الله عنه في الصلاة مع الجماعة ولم يعلم أن الكلام قد حرم في الصلاة، فعطس أحد الصحابة فشمته، فنبهه بعض الصحابة بالإشارة فلم يفهم واستمر في كلامه، فلما انتهت الصلاة ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى إليه خائفاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل لطف ولين: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتحميد وقراءة القرآن، فقال معاوية معلقاً على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي هو وأمي، ما رأيت أحسن تعليماً ولا أرفق منه صلى الله عليه وسلم.