الوظائف الخمسة الخفية للكوتش الاداري الجزء الثاني

الوظيفة الثانية، استشاري أداء

الخطوة الثانية في تطوير القيادة تتضمن بناء خطة تطوير. وعلى الرغم من ان كل المنظمات تشجع قادتها على كتابة خطط تطويرية لكن -وللمرة الثانية- لا يتم تطبيقها بشكل فعّال. كثيراً ما يبدأ المدراء هذه الخطوة بتقديم قائد مع تغذية راجعة تعتمد على نموذج كفاءة القيادة الخاصة بالمنظمة وبعدها يحددون التصرفات التي يمكن للقائد اتخاذها لتقوية هذه الكفاءات.



تأخذ العملية بأكملها شكل "الحجز الوقائي التطويري" حيث يتم انشاء خطط تطويرية دون ملائمة قريبة مع وظيفة وعمل القائد. اعتقد أن هذا هو السبب وراء نسيان القادة لخططهم التطويرية بعد اسبوعين من كتابتها ووراء ادعاء المدراء أنهم لا يملكون الوقت للقيام بالكوتشينغ.


المدراء الذين يأخذون دور استشاري الاداء يستفيدون من التخطيط الذي يقوم على النتائج وذلك لمساعدة قادتهم انشاء ارتباط بين اداء المنظمة وبين الاداء الشخصي. الهدف هنا هو أن يبدأ الفرد بعمل شيء يتعلق بهدف الأداء والذي اذا نجح به لا يكون فقط قد قام بمساهمة عظيمة اساسية لمنظمته ولكن ايضاً حفّز التطوير السريع للكفاءات القيادية المهمة.


أقوم بالتقديم لهذا المبدأ خلال ورشات تسريع القيادة التي أقيمها وذلك من خلال سؤال المشاركين إكمال ما أسميه "اختبار السيرة الذاتية" حيث اطلب منهم اخراج سيرتهم الذاتية وتخيلها كما لو انها بعد 12 شهراً. بعدها اسألهم "بعد سنة من الآن، ما هو الانجاز الضخم في عملكم والذي يمكنكم اضافته لسيرتكم الذاتية؟"


بعدها يُطلب من المشاركين كتابة هذا الانجاز وكأنه قد تم انجازه بالفعل. أحد المشاركين وهو قائد تطوير لمُنتج في شركة تقنية حيوية كان لديه هدف في حياته المهنية بأن ينتقل إلى المبيعات على مستوى المنظمة. وعلى الرغم من أن هذا الشخص يساعد فريق مبيعاته في اتصالات المبيعات لكن خبرته محدودة في التعامل مع الحسابات الصغيرة. كان الهدف المستقبلي الذي اضافه إلى سيرته الذاتية هو"لعب دور قيادي في إنشاء حساب مؤسساتي ضخم -اكبر من 10 ملايين دولار-"


ومع إبقاء هذا الهدف في باله، عاد هذا القائد وسئل نفسه "ما هي المعرفة والخبرة والكفاءات التي احتاجها لأطورها عبر الزمن لتحقيق هذا الهدف؟" ففي حالة مدير تطوير مُنتج تتضمن هذه الكفاءات تعلم كيفية ادارة مفاوضات التسعير والتعاريف والشروط مع حسابات انتاج ضخمة. وفي هذه الحالة يكمن التحدي الحقيقي في تحقيق توازن بين مفاوضة مبيعات مُربحة مع الابقاء على علاقة طويلة الامد مع هؤلاء المُصنّعين الأقوياء.


إن التخطيط من اجل التطوير بالاعتماد على النتائج يحقق شيئين اثنين: أولاً وقبل كل شيء تقدم نموذج تطويرياً "متوائما" فبدلاً من طلب القائد تقوية سلسلة كاملة من الكفاءات، يقوم القائد الآن بالتركيز على كفاءات تتعلق فقط بالنتائج. الميزة الثانية هي أن هذه الطريقة تقدم طريقة موضوعية لقياس نمو القائد التطويري، حيث أن هذه الطريقة تُعطي الفريق التنفيذي بطريقة قياس عائدية استثمار واضحة لتقييم قيمة التطوير القيادي.

المصدر

ترجمة: مالك اللحام