الوسائل المساعدة للإلقاء

إن الكلمات الشفهية لا تعتبر الطريقة الأكثر فعالية لنقل المعلومات، فقد أظهرت إحدى دراسات البحوث أن الوسائل المساعدة المرئية، باعتبارها الوسائل الأوسع استخداماً في الإلقاء، تستطيع زيادة مقدرة مقدم الإلقاء على الإقناع بنسبة (34%) فلا يتذكر الحضور، بشكل عام، إلا جزءاً قليلاً فقط مما يقوله مقدم الإلقاء. ولكن الوسائل المساعدة للإلقاء تستطيع زيادة كمية المعلومات التي يحتفظ بها الحضور زيادة كبيرة. فهذا الموضوع يساعدك على:



  • فهم السمات الفنية للوسيلة المساعدة الجيدة للإلقاء.
  • التعرف على نطاق واسع من المساندة المتوفرة للإلقاء.
  • اختيار الوسيلة المساعدة الأكثر فعالية لأداء الإلقاء.
  • فهم كيفية دمج هذه الوسائل في الإلقاء.

إن الاستخدام المناسب للوسائل المساعدة للإلقاء ينحصر في نقل المعلومات بطريقة فعالة أكثر من مجرد نقلها عن طريق الكلمات الشفهية. وإذا ما استخدمت هذه الوسائل بطريقة غير ملائمة، فإنها ستعود بأثر ضار على الإلقاء.

 

الفوائد، العوائق

شجعت التطويرات التقنية الناس على الإكثار من استخدام وسائل المساندة في الإلقاء، فقد أصبحت برامج الرسوم البيانية المتطورة الخاصة بالإلقاء في متناول الجميع أكثر مما كانت عليه من قبل، كما أصبحت سهلة الاستعمال مما يشجع على استخدام الشرائح، أو الرسوم البيانية التي تعد على الحاسب الآلي حينما لا يتوفر في الغالب سبب وجيه لذلك، وقد تسبب التطور والتقدم في أجهزة العرض الإسقاطي (البروجيكتر)، وفي الإنارة، والتقنيات الأخرى في حدوث وقائع ومناسبات تعتمد اعتماداً كبيراً على المشاهدة. إن هذا التطور، والتقدم يغريك في التفكير بأن استخدام أحدث ما توصلت إليه وسائل المساندة يحسن الجودة النوعية للإلقاء تحسيناً حقيقياً وجوهرياً. كما أن الوسائل المساعدة والمساندة للإلقاء تعطي قيمة حقيقية للإلقاء إذا كان ثمة وظائف محددة لا يمكن تأديتها على نحو أفضل عن طريق الكلام.

الوسائل المساعدة المرئية هي الشكل الأكثر شيوعاً في مساندة الإلقاء. فهي تشمل أي شيء يمكن استخدامه لنقل المعلومات بطريقة مرئية، كالشرائح، والرسوم البيانية التي ينتجها الحاسب الآلي، واللوحات البيانية (الخرائط) القلابة، والسبورات، والعرض الإسقاطي الرأسي، والصور المتلفزة، إن أفضل نوع من هذه الوسائل المرئية هو النوع الذي يستفيد من الصورة الذهنية المرئية. وإليك مثال بسيط على ذلك، ألا وهو عرض الأرقام في صفوف كرسم بياني، أو لوحة بيانية على شكل كعكة لتعرض بوضوح معنى هذه الأرقام. إن كافة الوسائل المساعدة المرئية التي تستخدم في أغلب الأحوال، تستخدم بطريقة غير ملائمة، فتنقل المحتوى أكثر من أن تنقل المعنى.

 

إن إلقاء المعلومات بطريقة مرئية له فوائد كامنة كثيرة، هي:

  • يستطيع الحضور أن يستوعبوا المعلومات بأسلوب جيد، وبسرعة تلائمهم.
  • من الأسهل فهم المعلومات المعقدة (العلاقات، والإجراءات، والملخصات) حينما يتم تمثيلها بصورة مرئية.
  • تستطيع الصور إثارة الخيال بصورة فورية أكثر سهولة من الكلمات، مما يزيد من انهماك الحضور في الإلقاء.
  • تستطيع الصور الذهنية أن تنقل المعلومات بطريقة أكثر دقة (الصورة تعادل ألف كلمة).
  • المعلومات التي تعرض بصورة مرئية يتم تذكرها لمدة زمنية أطول.

إن الوسائل المرئية، إذا تم استخدامها بطريقة ملائمة، تستطيع أن تغير مزاج الحضور، وأن تجذب انتباههم، وأن تساند، وتعزز رسالتك. وإذا ما تم استخدامها لأسباب خاطئة، أو بطريقة خاطئة، فإنها لا تخدم أي غرض نافع، ويمكن أن تشتت انتباه الحضور عن الإلقاء. فعلى سبيل المثال، فإن الاستخدام الخاطئ للوسائل المرئية يمكن أن:

  • يشتت انتباه الحضور عن رسالتك.
  • يشتت انتباهك عن غرضك، حيث سيتوجب عليك مثلاً أن تكتب، وترسم، وتشغل الأجهزة.
  • يضلل الحضور إذا لم تكن الوسائل المرئية ملائمة.
  • يربك الحضور إذا لم تكن الوسائل المرئية مصممة تصميماً جيداً.
  • يضيف تعقيداً غير ضروري للإلقاء.

ويمكن تطبيق نفس العوائق المذكورة على كافة الوسائل المساعدة للإلقاء حينما يتم استعمال تلك الوسائل بطريقة غير ملائمة، فأي شيء تستخدمه لمساندة الإلقاء يجب أن يكون:

  • أفضل طريقة متوفرة لنقل الفكرة.
  • تمثيلاً دقيقاً للفكرة.
  • مصمماً للاستفادة من الفوائد الخاصة للطريقة المستخدمة، مثل الصور الذهنية المرئية في الوسائل المساعدة المرئية.
  • سهلاً للفهم.
  • مستخدماً بطريقة فعالة خلال الإلقاء.  

إنك تمثل السمة الرئيسية في الإلقاء. كما أن إظهار الحماسة وإبراز الشخصية يعتبران الطريقة الأكثر قوة في التأثير في الحضور. وإذا ما قررت بأن الإلقاء يستوجب استخدام مساندة إضافية، اختر الطرق اللازمة لذلك بعناية. ولا تختر الطرق الأكثر شيوعاً تلقائياً، لأن الاختيارات المتوفرة أوسع بكثير، وكل وسيلة من وسائل المساندة تقدم لك مزيجاً مختلفاً من الفوائد.

 

الإلقاء، ميخائيل ستيفنز، سامي تيسير سلمان، بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع، ص 95-100، 1996.