الوسائل التعليمية

مسعد محمد زياد
توطئة

تختلف تسميات الوسائل التعليميَّة من مستعمل إلى آخر، فأحيانا تسمى وسائل إيضاح، لأنها تهدف إلى توضيح المعلومات، وتسمى أحيانا أخرى الوسائل السمعية والبصرية، لأنّ بعضها يعتمد على السماع كالمذياع، والتسجيلات الصوتية، والمحاضرات، وبعضها يعتمد على حاسة البصر كالأفلام الصامتة، والصور الفوتوغرافية وغيرها، وبعضها يستمل الحاستين كالأفلام الناطقة، والتلفاز.
غير أن الوسائل التعليميَّة بأنواعها المختلفة لا تغني عن المُدرِّس، أو تحل حله، فهي ليست إلّا وسيلة معينة للمُدرِّس على أداء مهمته التعليميَّة، بل إنها كثيرا ما تزيد من أعبائه، إذْ لا بد له من اختيارها بعناية فائقة، وتقديمها في الوقت التعليمي المناسب، والعمل على إيصال الخبرات التي يقدمها المُعلِّم إلى نفسه، والتي تعالجها الوسيلة المختارة، وبذلك تغدو رسالته أكثر فاعليَّة، وأعمق تأثيراً.



مفهوم الوسيلة التعليميَّة:
يمكن القول إن الوسيلة التعليميَّة: هي كل أداة يستخدمها المُعلِّم لتحسين عملية التعلُّم والتعليم، وتوضيح المعاني والأفكار، أو التدريب على المهارات، أو تعويد التلاميذ على العادات الصالحة، أو تنمية الاتجاهات، وغرس القيم المرغوب فيها، دون أن يعتمد المُعلِّم أساسا على الألفاظ والرموز والأرقام.
وهي باختصار جميع الوسائط التي يستخدمها المُعلِّم في الموقف التعليمي لتوصيل الحقائق، أو الأفكار، أو المعاني إلى التلاميذ لجعل درسه أكثر إثارة وتشويقا، ولجعل الخبرة التربويَّة خبرة حية، وهادفة، ومباشرة في الوقت نفسه.


دور الوسائل التعليميَّة في عملية التعليم والتعلُّم:
يقصد بعملية التعليم توصيل المعرفة إلى المُتعلِّم، وإيجاد الدوافع، وإيجاد الرغبة لديه للبحث والتنقيب، والعمل للوصول إلى المعرفة، وهذا يقتضي وجود طريقة، أو أسلوب يوصله إلى هدفه. لذلك لا يخفى على الممارس لعملية التعليم والتعلُّم ما تنطوي عليه الوسائل التعليميَّة من أهمية كبرى في توفير الخبرات الحسية التي يصعب تحقيقها في الظروف الطبيعيَّة للخبرة التعليميَّة، وكذلك في تخطي العوائق التي تعترض عملية الإيضاح إذا ما اعتمد على الواقع نفسه.
وتنبع أهمية الوسيلة التعليميَّة، وتتحدد أغراضها التي تؤديها في المُتعلِّم من طبيعة الأهداف التي يتم اختيار الوسيلة لتحقيقها من المادة التعليميَّة التي يراد للطلاب تعلمها، ثم من مستويات نمو المُتعلِّمين الإدراكيَّة، فالوسائل التعليميَّة التي يتم اختيارها للمراحل التعليميَّة الدنيا تختلف إلى حد ما عن الوسائل التي يتم اختيارها للصفوف العليا، أو المراحل التعليميَّة المُتقدِّمة، كالمرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية.

ويمكن حصر دور الوسائل التعليميَّة وأهميتها في الآتي:

  • تقليل الجهد، وتوفير الوقت لكلٍّ من المُتعلِّم والمُعلِّم.
  • تتغلب على اللفظيَّة وعيوبها.
  • تساعد على نقل المعرفة، وتوضيح الجوانب المبهمة، وتثبيت عملية الإدراك.
  • تثير اهتمام الدارسين وانتباههم، وتنمي فيهم دقة الملاحظة.
  • تثبت المعلومات، وتزيد في حفظ الطالب، وتضاعف قدرتهُ على الاستيعاب.
  • تنمي الاستمرار في الفكر.
  • تقوّم معلومات الطالب، وتقيس مدى ما استوعبه من الدرس.
  • تسهل كلاًّ من عملية التعليم على المُدرِّس، والتعلُّم على الطالب.
  • تعلم بمفردها كالتلفاز، والرحلات، والمتاحف . . . إلخ.
  • توضيح بعض المفاهيم المعينة على التعليم.
  • تساعد على إبراز الفروق الفرديَّة بين الطلاب في المجالات اللغويَّة المختلفة، وبخاصة في مجال التعبير الشفوي.
  • تساعد الطلاب على التزود بالمعلومات العلميَّة، وبألفاظ الحضارة الحديثة الدالة عليها.
  • تتيح للمُتعلِّمين فرصا مُتعدِّدة كفرص المتعة، وتحقيق الذات.
  • تساعد على إبقاء الخبرة التعليميَّة حية إلى أطول فترة ممكنة مع التلاميذ.
  • تعلم المهارات، وتنمي الاتجاهات، وتصقل الذوق، وتعدل السلوك.


شروط اختيار الوسائل التعليميَّة، إعدادها:
لكي تؤدي الوسائل التعليميَّة الغرض الذي وجدت من أجله في عملية التعلُّم، وبشكل فاعل، لا بد من أن تتوافر فيها الشروط الآتية في عملية اختيارها وهي:

  • أن تتناسب الوسيلة مع الأهداف التي سيتم تحقيقها من الدرس.
  • دقة المادة العلميَّة ومناسبتها للدرس.
  • أن تناسب الطلاب من حيث خبراتهم السابقة.
  • ينبغي ألا تحتوي الوسيلة على معلومات خاطئة، أو قديمة، أو ناقصة، أو متحيزة، أو مشوهة، أو هازلة، وإنما يجب أن تساعد على تكوين صورة كلية واقعيَّة سليمة صادقة حديثة أمينة متزنة.
  • أن تعبر تعبيراً صادقاً عن الرسالة التي يرغب المُعلِّم في إيصالها إلى المُتعلِّمين.
  • أن يكون للوسيلة موضوع واحد مُحدَّد، ومتجانس، ومنسجم مع موضوع الدرس، ليسهل على الدارسين إدراكه وتتبعه.
  • أن يتناسب حجمها، أو مساحتها مع عدد طلاب الصف.
  • أن تساعد على اتباع الطريقة العلميَّة في التفكير، ودقة الملاحظة.
  • توافر المواد الخام اللازمة لصنعها، مع رخص تكاليفها.
  • أن تناسب ما يبذل في استعمالها من جهد، ووقت، ومال، وكذا في حال إعدادها محليَّاً، يجب أن يراعى فيها الشرط نفسها.
  • أن تتناسب ومدارك الدارسين، بحيث تسهل عليهم الاستفادة منها.
  • أن يكون استعمالها ممكنا وسهلا.

 
شروط إعداد الوسائل التعليمية:
لا بدّ من أن يشترك المُدرِّس والطلاب في اختيار الوسيلة الجيدة التي تحقق الغرض، وفيما يتعلَّق بإعدادها يراعى الآتي:

  1. اختبار الوسيلة قبل استعمالها للتأكد من صلاحيتها.
  2. إعداد المكان المناسب الذي ستستعمل فيه، بحيث يتمكَّن كل دارس أن يسمع بوضوح، ويرى أيضاً بوضوح.
  3. تهيئة أذهان الدارسين إلى ما تنبغي ملاحظته، أو إلى المعارف التي يدور حولها موضوع الدرس، وذلك بإثارة بعض الأسئلة ذات الصلة به، لإبراز النقاط المهمة في إجابة الوسيلة عنها.


بعض القواعد العامة في استخدام الوسائل وفوائدها:
يتفق التربويون وخبراء الوسائل التعليميَّة بعد أن عرفت قيمتها، والعائد التربوي منها على أنّها ضرورة من ضرورات التعلُّم، وأدواته التي لا يمكن الاستغناء عنها، لهذا رصدت السلطات التعليميَّة لها ميزانيات ضخمة لشرائها، أو لإنتاجها، أو لعرضها وبيعها.
غير أن المشكلة تكمن في عالمنا العربي في أنّ كثيراً من المُعلِّمين لا يستعينون بها بالقدر الكافي لأسباب منها:

  1. أن هؤلاء المُعلِّمين لم يتدربوا عليها وهم طلاب في مراحل التعليم العام، ولا في مراحل الدراسة في كليات التربية، ودور المُعلِّمين.
  2. أن بعضهم لا يؤمن بفائدتها، وجدواها، ويعدُّ استخدامها مضيعة للوقت، والجهد، وأن الطلاب كذلك لن يستفيدوا منها شيئاً.
  3. والبعض يتهرّب من تحمل مسؤوليتها خوفاً من أن تكسر، أو تحرق، أو تتلف، فيكلف دفع التعويض منها.

وعلى الرّغم من الأسباب السابقة، وغيرها لا يوجد مطلقا ما يُسوِّغ عدم استخدامها، والاستفادة منها، ومما تتيحه من فرص عظيمة لمواقف تربويَّة يستفيد منها الطلاب، ويبقى أثرها طيلة سنوات عديدة معهم لسنوات طويلة. لذلك ينبغي للمُعلِّم عند استعمال الوسائل التعليميَّة مراعاة الآتي:

  • قبل استخدام الوسيلة التعليميَّة على المُعلِّم أن يحضر درسه الذي سيقوم بتدريسه، ثم يحدد نوع الوسيلة التي يمكن أن تفيد فيه، والتي لم يجد صعوبة في تجهيزها، واستخدامها.
  • ينبغي للمُعلِّم ألّا يستخدم أكثر من وسيلة واحدة في الدرس الواحد، ضمانا لتركيز الطلاب عليها من جانب، ولضمان حسن استخدامها من جانب آخر.
  • يجبُ ألّا يكون استخدام الوسيلة التعليميَّة هو الأساس في الدرس، إذ هو جزء مكمل له، لهذا يجب التنبه لعنصر الوقت الذي ستستغرقه، خاصة وأن بعض الطلاب قد يطلبون من المُعلِّم الاستمرار في الاستمتاع بها مما يُضَيِّعُ جزءاً كبيراً من الفائدة التي استخدمت من أجلها.
  • ينبغي للمُعلِّم أن يخبر طلابه بالوسيلة التي سيستخدمها أمامهم، ويُعْلِمَهم بالهدف منها، وذلك قبل أن يبدأ الدرس، حتى لا يهدر جزء من تفكيرهم في تأملها، في الوقت الذي يكون فيه المعلّم منشغلاً بشرح الدرس.
  • إذا كان المُعلِّم سيستخدم جهازاً دقيقاً كوسيلة من وسائل التعلُّم، عليه أن يختبره قبل أن يدخله إلى حجرة الدراسة، وأن يتأكَّد من سلامته، حتى لا يفاجأ بأي موقف غير متوقع أمام الطلاب، مما قد يسبب له حرجاً شديداً.
  • ينبغي للمعلّم ألّا يترك حجرة الدراسة في أثناء عمل الآلة، حتى لا تتعرض لعطلٍ أو تلفٍ هي أو ما في داخلها من صور أو أفلام ـ إذا كانت جهاز عرض علوي ـ أو جهاز عرض أفلام "فيديو"، أو أن يؤدي عرض الشريط إلى جو عام من عدم الاهتمام بالموقف التعليمي، واحترامه، بذلك يصبح الفلم أداة ضارة تساعد على تكوين عادات، واتجاهات غير مرغوب فيها.
  • يحسن أن يستعين المُعلِّم ببعض الطلاب لتشغيل الوسيلة التي أحضرها لهم، ذلك لاكتساب الخبرة من ناحية، ولجعلهم يشعرون بأنهم مشاركون في أنشطة الصف من ناحية أخرى.


فوائد الوسائل التعليميَّة:
للوسائل التعليميَّة إذا أحسن استخدامها فوائد كثيرة منها:

  1. تقدم إلى التلاميذ أساساً ماديَّاً للإدراك الحسي، ومن ثم تُقلِّل من استخدامهم ألفاظاً لا يفهمون معناها.
  2. تثير اهتمامهم كثيراً.
  3. تجعل ما يتعلَّمونه باقي الأثر.
  4. تقدم خبرات واقعيَّة تدعو التلاميذ إلى النشاط الذاتي.
  5. تنمي فيهم استمرارية التفكير، كما هي الحال عند استخدام الصور المُتحرِّكة، والتمثيليات، والرحلات.
  6. تسهم في نمو المعاني، ومن ثم في تنمية الثروة اللغويَّة عند التلاميذ.
  7. تقدم خبرات لا يمكن الحصول عليها عن طريق أدوات أخرى، وتسهم في جعل ما يتعلَّمه التلاميذ أكثر كفاية وعمقاً وتنوعاً.

 

أنواع الوسائل التعليميَّة:
يصنفها خبراء الوسائل التعليميَّة، والتربويون الذين يهتمون بها، وبآثارها في الحواس الخمس عند الدارسين في المجموعات الآتية:

المجموعة الأولى: الوسائل البصرية مثل:

  • الصور المعتمة، والشرائح، والأفلام الثابتة.
  • الأفلام المُتحرِّكة والثابتة.
  • السبورة.
  • الخرائط.
  • الكرة الأرضية.
  • اللوحات والبطاقات.
  • الرسوم البيانيَّة.
  • النماذج والعينات.
  • المعارض والمتاحف.


المجموعة الثانية: 
الوسائل السمعية:
وتضم الأدوات التي تعتمد على حاسّة السمع وتشمل:

  • الإذاعة المدرسيَّة الداخلية.
  • المذياع "الراديو".
  • الحاكي "الجرامفون".
  • أجهزة التسجيل الصوتي.


المجموعة الثالثة: 
الوسائل السمعية البصرية:
وتضم الأدوات والمواد التي تعتمد على حاستي السمع والبصر كلتيهما وتحوي الآتي:

  • الأفلام المُتحرِّكة والناطقة.
  • الأفلام الثابتة، والمصحوبة بتسجيلات صوتية.
  • مسرح العرائس.
  • التلفاز.
  • جهاز عرض الأفلام "الفيديو".

المجموعة الرابعة وتتمثل في:

  • الرحلات التعليميَّة.
  • المعرض التعليميَّة.
  • المتاحف المدرسيَّة.

وسوف نتحدث باختصار عن بعضها بعْدَ أن نختارها عشوائياً، لا عن طريق المفاضلة، إذ إن جميعها يتم استخدامه حسب الحاجة إليه، ولا يمكن الاستغناء عنه، أو التقليل من أهميته:

  1. الرحلات التعليميَّة:
    تعد الرحلات التعليميَّة من أقوى الوسائل التعليميَّة تأثيرا في حياة الطلاب، فهي تنقلهم من جو الأسلوب الرمزي المجرد إلى مشاهدة الحقائق على طبيعتها، فتقوي فيهم عملية الإدراك، وتبث عناصرها فيهم بشكل يعجز عنه الكلام والشرح. كما أن في الرحلات تغييرا للجو المدرسي من حيث الانطلاق والمرح اللذين يسيطران على جوها، ومما يصادفه الطالب من أمور جديدة في الرحلة، كالاعتماد على النفس، ومساعدة غيره من الطلاب الأمر الذي ينمي شخصيته وينمّي لديه الشعور بالمسؤوليَّة.
    ويمكن تعريف الرحلة المدرسيَّة التعليميَّة بأنها: خروج الطلاب من المدرسة بشكل جماعي منظم لتحقيق هدف تعليمي مرتبط بالمنهج الدراسي المُقرَّر، ومخطط له من قبل.
    ومن خلال التعريف السابق نخلص إلى أنّ الرحلة التعليميَّة يجب أن تبنى على هدف تعليمي وتحقق أبعاده المختلفة، وهي بذلك تختلف عن الرحلة المدرسيَّة التي يقصد بها الترويح عن النّفسس والسمر المُمتع واللهو البريء.
    وللإفادة التعليميَّة المرجوة من الرحلات التعليميَّة يجب مراعاة أن تستهدف كل رحلة غرضا مُحدَّدا يربطها بالمناهج الدراسيَّة، كما هو واضح من التعريف السابق، على أن يكون رائدها تحقيق الدراسة العلميَّة للبيئة، وأن توضع لها النظم الدقيقة الكفيلة بالإفادة التعليميَّة القصوى لكل مشترك.
    وغالبا ما تكون الرحلات التعليميَّة موجهة إلى الأماكن الآتية: المصانع، والمُؤسَّسات الحكوميَّة والمؤسسات الأهلية، والمعارض التعليميَّة أو الصناعيَّة أو الزراعية، ومعارض التقنية الحديثة" الحاسوب "والأجهزة الطبيَّة، الموانئ والمطارات، ومراكز التدريب المهني، والمزارع، والمناجم، والمتاحف، والأماكن الأثرية، وغيرها.

 

  1. المعارض التعليميَّة:
    تعد المعارض التعليميَّة من الوسائل الجيدة في نقل المعرفة إلى عدد كبير من المُتعلِّمين، لهذا فإنها تشكل دافعا إلى الابتكار في إنتاج الكثير من الوسائل التعليميَّة، وجمع العديد منها لإبراز النشاط المدرسي. وتشمل المعارض التعليميَّة كل ما يمكن عرضه لتوصيل أفكار، ومعلومات معينة إلى المشاهد، وتتدرج محتوياتها من أبسط أنواع الوسائل، والمصورات، والنماذج، إلى أكثرها تعقيدا كالشرائح والأفلام.

 أنواع المعارض:

هناك عدة أنواع من المعارض التعليميَّة التي يمكن إقامتها على مستويات مختلفة، بحيث يحقق كل منها الغرض الذي أعد من أجله، ومن هذه المعارض الآتي:

  1. معرض الصف الدراسي:
    وهو ما يشترك في إعداده طلاب صف دراسي معين، حيث يقوم الطلاب وتحت إشراف رائد الصف بجمع كثير من الوسائل التعليميَّة المختلفة، التي قاموا بإعدادها من مواد البيئة المحيطة بهم، كالخرائط والمُجسَّمات، وما يرسمونه من لوحات وتصميمات، أو شراء بعضها، أو جلبها من بيوتهم لكونها ممتلكات خاصة كالسيوف والخناجر والمصنوعات اليدويَّة من سعف النخيل، أو الصوف، وغيرها، ثم تعرض تلك الوسائل داخل حجرة الدراسة، وتقوم بقية الصفوف الأخرى بزيارة المعرض والاطلاع على محتوياته، ثم بعد ذلك يقوم المعرض من قِبَلِ لجنة مختصة من داخل المدرسة، وتختار بعض الوسائل المُتميِّزة للمشاركة بها في معرض المدرسة، ويُعَدُّ هذا النوع من المعارض بمنزلة تسجيل لنشاط طلبة الصف.
  1. المعرض المدرسي:
    يضم الإنتاج الكلي من الوسائل التعليميَّة التي تم اختيارها من معارض الصفوف مضافا إليه ما ترى المدرسة أهمية في عرضه، ويضم أيضا المعروضات التي يقوم أعضاء جمعيات النشاط التربوي في المدرسة بصنعها، وإعدادها للمعرض العام للمدرسة.
  1. المعرض العام في المنطقة التعليميَّة:
    يتكوَّن المعرض من مجموع الوسائل التعليميَّة، واللوحات الفنيَّة والمُجسَّمات المُتميِّزة التي تم اختيارها من المعارض المدرسيَّة بوساطة لجنة مختصة بتقويم المعرض، مشكلة من بعض المشرفين التربويين للوسائل التعليميَّة، ومشرفي التربية الفنيَّة، وغيرهم من مشرفي المواد الدراسيَّة الأخرى، ويخصص عادة لكل مدرسة مشاركة في المعرض ركن خاص بها لعرض منتجاتها، وغالبا ما يقام هذا المعرض في إحدى القاعات الخاصة بالمنطقة التعليميَّة، على ألا تزيد مدة العرض عن عشرة أيام.
  1. المعرض العام على مستوى الدولة:
    يشتمل هذا المعرض على مجموعات من إنتاج المناطق التعليميَّة المختلفة التي يتم اختيارها بعناية، ويستمر عرضها خلال مدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما.ويمكن لهذه المعارض أن تحقق كثيراً من الفوائد التربويَّة التي يمكن إجمالها في الآتي:
  • توصيل الأفكار التعليميَّة إلى عدد كبير من الدارسين والمهتمين بها في وقت قصير.
  • إبراز مناشط المدارس، إذ يبعث فيها المعرض التنافس الشريف للإبداع والابتكار في إنتاج الوسائل التعليميَّة.
  • تبادل الخبرات التعليميَّة بين المدارس للوصول إلى مستويات جيدة في إنتاج الوسائل التعليميَّة.
  • دراسة الموضوعات المختلفة عن طريق المعروضات التي تضمها تلك المعارض.

 

  1. اللوحات التعليميَّة أو التوضيحيَّة:

تضم هذه اللوحات كلا من الآتي:

  • لوحة الطباشير "السبورة".
  • اللوحة الوبرية "لوحة الفنيلا".
  • لوحة الجيوب.
  • اللوحة المغناطيسيَّة.
  • اللوحة الكهربائيَّة.
  • لوحة المعلومات "اللوحة الإخباريَّة".

السبورة:
تُعَدُّ السبورة من أقدم الوسائل التعليميَّة المستعملة في حقل التعليم، وهي قاسم مشترك بين جميع الدروس، وكل الصفوف، والمدارس، وتُعَدُّ أكثر الوسائل التعليميَّة انتشاراً، وتوافرا واستعمالا. ويعود السبب في انتشارها إلى سهولة استعمالها من قِبَلِ كلٍّ من المُعلِّم والمُتعلِّم، إضافة إلى مرونتها عند الاستعمال. إذ يمكن تسخيرها لجميع المواد الدراسيَّة من علوم ولغات ورياضيات واجتماعيات وغيرها. ناهيك عن قلة تكاليفها، وإزالة ما يكتب عليها بسهولة.

وقد تطوَّرت سبورة الطباشير في كثير من المدارس الحديثة، والنموذجيَّة، حيث استخدمت فيها ألواح من الخشب الأبيض المغطى بطبقة مصقولة تُعرَف بـ "الفورميكا" تسمح بالكتابة عليها بالألوان الزيتيَّة الملونة، والتي يتم إزالتها بسهولة.

أنواعها:

  1. اللون الثابت على أحد جدران الصف الدراسي، وكان قديما من الإسمنت الناعم المدهون بالطلاء الأسود أو الأخضر القاتم. أما اليوم فأكثره من الخشب المدهون أيضا بالطلاء الأخضر، والمثبت على أحد جدران الصف، ويستخدم في الكتابة عليه الطباشير بألوانه المختلفة، وقد يكون من الخشب المكسو بطبقة مصقولة كما ذكرنا.
  2. اللوح ذو الوجهين: وهو لوح نقال يتكوَّن من واجهتين خشبيتين مثبت من الوسط على حامل، ويستفاد منه في الحجرات الدراسيَّة، وقاعات المحاضرات، والملاعب، وأفنيَّة المدارس.
  3. اللوح المُتحرِّك مع الحامل، ولكنه بوجه واحد.
  4. اللوح المنزلق: يتكوَّن من عدة قطع مثبتة على جدار تنزلق بوساطة بكرات إلى الأعلى، والأسفل، إما باليد، أو الكهرباء.
  5. اللوح ذو الستارة: ـ غالبا ما يكون من النوع الثابت، وغطي بستارة مُتحرِّكة تشبه في شكلها ستائر النوافذ العادية، وباستعماله يسهل إعداد مواد تعليميَّة، أو رسومات، أو أسئلة في وقت مُسبَق من بدء الحصة، وإظهارها تدريجيا، أو دفعة واحدة أمام الطلبة.
  6. اللوح المغناطيسي: ـ يتكوَّن من واجهة حديديَّة، ويمكن أن يكون من النوعين الثابت والمُتحرِّك، ومن ميزته سهولة تثبيت بعض المواد المكتوبة كالحروف، والكلمات، أو بعض الرسومات، أو المُجسَّمات الصغيرة بوساطة قطع مغناطيسيَّة.
  7. سبورة الخرائط الصماء: هي السبورة التي ترسم عليها الخرائط عادة باللون الأحمر الزيتي، بحيث يمكن الكتابة عليها ثم مسحها دون الخريطة.

 شروط استخدام السبورة:

  • ألا يملأ المُدرِّس السبورة بالكتابة، بل يجب تنسيق الكتابة عليها بخط واضح، وأن يقسم السبورة حسب ما يدون عليها من معلومات.
  • أن يترك جزءا من الجانب الأيسر للسبورة لكتابة المصطلحات الجديدة، أو رسم شكل تخطيطي، أو ما إلى ذلك.
  • أن يخصص جزءا من الجانب الأيمن لكتابة البيانات المطلوبة عن الصف الذي يشغله بالدرس، كاليوم، والتاريخ، واسم المادة والحضور، والغياب.
  • يحسن استخدام الأدوات الهندسية في الرسم عليها.
  • أن يحافظ على تنظيمها في نهاية كل حصة، ويمحو ما كتب عليها فورَ الاستغناء عنه.
  • الاختصار في الكتابة عليها قدر الإمكان، حتى لا تتشتت أذهان الطلاب بكثرة ما كتب عليها، وعدم تنظيمه، وتداخل بعضه في بعضه الآخر.

 فوائد ومجالات استخدامها:

  • نسخ مواد غير موجودة في الكتاب المدرسي، أو كتابة المواد التي تلزم في أثناء مناقشة الدرس.
  • ضرورة الكتابة عليها خاصة في المرحلة الابتدائية، لتجنب إملاء التلاميذ، ولضمان إملائهم مواد صحيحة خالية من الأخطاء اللغويَّة.
  • إبراز المواد المهمة، كالكلمات الجديدة، أو الغامضة في دروس اللغات، أو القواعد الإملائية، أو النحوية، أو الأفكار الرئيسة في دروس القراءة، والنصوص الأدبيَّة، والعناصر الأساس في موضوعات التعبير الشفوي، والتعبير التحريري وغيرها.
  • كتابة أسئلة الاختبارات.
  • حل التمارين لكثير من المواد الدراسيَّة، كالقواعد، والعلوم، والرياضيات، والكيمياء والفيزياء.
  • يرسم عليها المُعلِّم بعض الخرائط التوضيحيَّة، والرسوم الهندسية.


اللوحة الوبرية (لوحة الفنيلا):
لوحة عادية ذات حجم مناسب، تصنع من خشب "الأبلكاش"، أو الكرتون السميك، وتغطى بقطعة من قماش " الفنيلا " وبرية الوجهين، وتستعمل معها عناصر توضيحيَّة من صور، أو رسومات، أو أحرف، أو أشكال، أو أي مادة سطحية خفيفة.

ويراعى في قطعة القماش التي يغطى بها اللوح الخشبي، أو الكرتون أن تكون قاتمة اللون قليلة الاتساخ، وأنسب الألوان اللون الرمادي، أو الأخضر القاتم. كما ويجب الاهتمام بمساحة اللوحة حتى يكون استعمالها بمواد ذات قياس معقول يستطيع مشاهدتها جميع تلاميذ الصف، وانسب قياس لها (100 × 70) سم، وإلى جانب اللوح والقماش نحتاج إلى دبابيس طبعة، وخيط أضابير.


أشكال اللوحة الوبرية:
للوحة الوبرية أشكال مختلفة كل منها يستعمل حسب الحاجة إليه، ومن هذه الأشكال: اللوحة العادية، واللوحة على شكل كيس، واللوحة على شكل إضبارة، واللوحة على شكل حقيبة.

تجهيز اللوحة الوبرية العادية:
يتم تجهيز اللوحة الوبرية العادية على النحو الآتي:

  • نقوم بثقب الأبلكاش، أو الكرتون السميك من أحد أطرافه الأربعة بغرض تعليقه عند الاستعمال، ثم نثبت به خيط الأضابير.
  • نبدأ شد قطعة قماش الفنيلا على اللوح، وتثبيتها من جميع الأطراف بوساطة الدبابيس، وبذلك تكون اللوحة جاهزة للاستعمال.

والأساس في استعمال اللوحة الوبرية بمختلف أنواعها مبني على التصاق سطحين من الفنيلا حال استعمالها، وذلك لوجود الوبر على كل منها، كما يمكن أن يلصق عليها الزجاج، والإسفنج.


مجالات استخدام اللوحة الوبرية:
يمكن استخدام اللوحة الوبرية في تعليم، أو إيضاح كثير من مواد التدريس، كاللغات، والاجتماعيات، والعلوم، والرياضيات.
ويوصي خبراء الوسائل التعليميَّة، والتربويون عند استخدام اللوحة الوبرية بما يأتي:

  • استعمال اللوحة لفكرة واحدة، وتجنب ازدحامها بالمعلومات.
  • مراعاة حجم ما يعرض عليها من صور، ورسومات، وكلمات، بحيث يسهل مشاهدتها من قِبَلِ كافة تلاميذ الصف.
  • تثبيت اللوحة في مكان جيد الإنارة، كما ينبغي أن تتناسب ارتفاعا وانخفاضا مع أعمار التلاميذ.
  • إعداد المواد وتصنيفها قبل تثبيتها على اللوحة.
  • حفظ موادها داخل علب كرتون أو ملفات حسب موضوعاتها، حتى يسهل تناولها عند الحاجة.

مزايا اللوحة الوبرية:

  • يمكن تحضير عناصرها مُسبَقا ن مما يوفر وقت المُعلِّم، كما يمكن استخدامها مرارا.
  • يتم تحريك البيانات عليها بسهولة، لتكوين أفكار جديدة، وليتمكَّن التلاميذ من التدريب عليها.
  • تساعد على تثبيت المعلومات، وتنشيط عملية التعلُّم.
  • تجذب انتباه التلاميذ، وتشوقهم إلى الدرس.
  • لا تزدحم اللوحة بالبيانات جميعها، طالما يمكن تغيير البيانات، أو المعلومات بسهولة.

لوحة الجيوب:
تماثل لوحة الجيوب اللوحة الوبرية في استعمالها، إلا أنها تختلف عنها من حيث إن البطاقات والصور والرسوم لا تثبت عليها بوساطة الالتصاق، وإنما تنزلق عليها في ممرات أفقيه تشبه الجيوب، وهذه من أهم ميزاتها، إذ إنها تتيح للمُعلِّم وضع البيانات، وترتيبها في سرعة وسهولة، وحسب الاحتياجات الفعليَّة للدرس.

طريقة إعدادها:
تُعَدُّ طريقة إعداد لوحة الجيوب من السهولة بمكان، إذا توافرت لها المواد الآتية:

  • طبق (فرخ) ورق برستول مقاس (100×)70 سم.
  • لوح من الأبلكاش، أو الكرتون " المقوى " المضغوط المقاس نفسه.
  • دبابيس دباسة، أو دبابيس طبعة.
  • خيط تعليق.
  • شريط عريض من الورق المصمغ.

ويتم إعدادها على الشكل الآتي:

  1. يقسم المُعلِّم طبق الورق إلى أقسام متوازنة مستخدما القلم الرصاص حسب الترتيب الآتي:
    • 13 سم، ثم 4 سم على التوالي حتى نهاية الطبق، ويبقى الجزء العلوي بارتفاع 15 سم.
  2. يثني المُعلِّم الورق حسب المقاسات التي سطرها ويثبتها بالدباسة.
  3. يثبت الطبق المثنى على لوح الأبلكاش، أو الكرتون بوساطة دبابيس الطبعة، أو دبابيس الدباسة.
  4. يمكن إحاطة اللوح بشريط من الورق المصمغ حتى يثبَّت طبق الورق تماما على اللوح أو الكرتون.
  5. يثقب اللوح، أو الكرتون مع الطبق من الأعلى لوضع خيط الإضبارة كعلاقة لها.


مجالات استخدامها:
تستخدم لوحة الجيوب عادة في تعليم اللغات، والحساب، والقراءة العربية، لتلاميذ المرحلة الابتدائية، ولا سيما الصفوف الدنيا، حيث يستطيع المُعلِّم كتابة كل ما يريده من كلمات، أو حروف، أو أرقام، وكل ما يريد رسمه من صور على بطاقات ذات مقاسات مناسبة لارتفاع الجيوب، وبحيث تظهر المادة المكتوبة على البطاقة عند وضعها في الجيب. كما يمكن استخدامها في أغراض كثيرة داخل المدرسة، والمكتبة المدرسيَّة، وغرف المُدرِّسين، والإدارة، وذلك باستعمالها كصندوق بريد، أو حافظة كتب، ومجلات، أو تصنيف بطاقات المكتبة وغيرها.

 

وفيما يأتي وصف للبطاقات التي يمكن استعمالها في لوحة الجيوب:

  1. بطاقات تحمل صورة تحتها كلمة أو جملة، وتستخدم في تعليم تلاميذ الصف الأول الابتدائي على القراءةَ.
  2. بطاقات تحمل شرحاً للمفردات الجديدة، أو الغامضة الواردة في الدرس.
  3. بطاقات تحمل سؤلا يجيب عنه التلميذ بعد القراءة الصامتة.
  4. بطاقات تحتوي على اختيار إجابات من مُتعدِّد.
  5. بطاقات تحمل تدريبا لغويا يراد من التلاميذ حله.
  6. بطاقات متسلسلة تحتوي على مشاهد من قصة رويت للتلاميذ.
  7. بطاقات تحمل أسئلة متسلسلة، تكوّن إجاباتها قصة كاملة عرفها التلاميذ، أو استمعوا إليها.
  8. بطاقات توظف فيها الأنماط اللغويَّة الجميلة الواردة في الدرس ضمن جمل ومواقف تعبيرية جديدة.
  9. بطاقات تعالج قضيا إملائية.
  10. بطاقات المطابقة بين:
    • الكلمة والصورة الدالة عليها.
    • الجملة والصورة الدالة عليها.
    • الكلمة، وعكس معناها "تضادها".
    • الكلمة ومرادفها.

ونكتفي بهذا القدر من استعراض بعض الوسائل التعليميَّة، وسنخص الأنواع الأخرى بدراسة مستقلة إن شاء الله، والله ولي التوفيق.

 

الوسائل التعليميَّة