الواقع والمأمول للتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية

مدخل
تتزايد أعداد الطلاب عاماً بعد عام بدرجة فاقت قدرات المُؤسَّسات التعليميَّة على مستوياتها المختلفة على استيعاب تلك الأعداد مما نتج عنه أن أعداداً هائلة من الطلاب لا تجد مكاناً لها في الجامعات التقليديَّة. بالإضافة إلى ذلك فإن قطاعات كبيرة من الناس تريد إكمال تعليمها لكن ظروفها الاجتماعيَّة والماديَّة لا تسمح لها بالانتظام في الدراسات المنتظمة في الجامعات والمعاهد العليا. أمام تلك التحديات ومع التطوُّرات التكنولوجيَّة الحديثة ظهرت محاولات عدة في أنحاء كثيرة من العالم لإيجاد نمط جديد من التعليم يعرف بمصطلح التعليم عن بُعد وظهرت أسماء عديدة وجديدة مثل الجامعة المفتوحة والتعليم المستمر والتعليم بالمراسلة وغيرها، وهي تأخذ أشكالاً من التعليم غير التقليدي الذي يعتمد إلى درجة كبيرة على التكنولوجيا الحديثة. إن التعليم عن بُعد يستخدم الكلمة المطبوعة ووسائل الاتصال الحديثة كمحطات التلفزيون والأقمار الصناعيَّة لتقديم المادة العلميَّة إلى مسافات بعيدة ولا يحتاج إلى مُعلِّم يديرها أو صفوف دراسيَّة تقليديَّة.



تعريف التعليم عن بُعد

أسلوب للتعليم الذاتي والمستمر يكون فيه المُتعلِّم بعيداً عن مُعلِّمه ويتحمل مسؤولية تعلمه باستخدام مواد تعليميَّة مطبوعة وغير مطبوعة يتم إعدادها بحيث تناسب طبيعة التعلُّم الذاتي والقدرات المتباينة للمُتعلِّمين وسرعانهم المختلفة في التعليم ويتم نقلها إليهم عن طريق أدوات ووسائل تكنولوجيَّة مختلفة ويلحق به كل من يرغب فيه بغض النظر عن العمر والمؤهل.       

يتم إعداد برامج التعليم عن بُعد بوساطة أساتذة مُتخصِّصين في المُؤسَّسة التعليميَّة التي تُقدَّم بحيث يناسب التعلُّم الذاتي من قِبَلِ المُتعلِّم دون الاستعانة بالمُعلِّم وغالباً ما تكون في صورة ما يسمى بالحقائب التعليميَّة للتعلُّم الذاتي. إن التعليم عن بُعد يهيئ نظام الاتصال المزدوج بين الطالب والمُؤسَّسة التعليميَّة من خلال أساتذة ومرشدين حيث يطلب من الدارس القيام ببعض الواجبات أو الأعمال ثم يقوم بإرسالها إلى المُؤسَّسة التعليميَّة والتي بدورها ترد على الدارس ببعض التعليقات والإرشادات فيما يسمى بالتغذية الراجعة. وقد يكون هذا الاتصال بين الدارس والمُؤسَّسة التعليميَّة من خلال التقنيات الحديثة كالفاكس أو البريد الإلكتروني أو من خلال الهاتف العادي، وبناءً على هذا فإن الدارس يقوم بتصويب الأخطاء والسير وفق الخطوات السليمة للبرنامج.

 

التطوُّر التاريخي للتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية

سعت المملكة العربية السعودية إلى تحديث العمليَّة التعليميَّة، بإدخال الحاسب الآلي إلى حقل التعليم، فقد بدأ في عام (1980) مشروع للتعليم بوساطة الحاسب الآلي في جامعة البترول والمعادن، وأستمر توسيع هذا المشروع وتقويمه، كما ادخل استخدام الحاسب الآلي التعليمي في عامي (1982-1983) ضمن الدراسات الجامعيَّة لطلاب قسم علوم الحاسب الآلي في الجامعة
 (نايف مدراس، 1984: ص11)، كما قامت كليَّة التربية بجامعة الملك سعود بتقديم مُقرَّر "استخدام الحاسب الآلي في التعليم" والذي يهدف إلى إعطاء الطالب فكرة عامة عن الحاسب الآلي و دوره في العمليَّة التعليميَّة (عبد الله المغيرة ،1993: ص1).

ولقد أهتم المسؤولون في وزارة المعارف بنشر ثقافة الحاسب الآلي منذ عام (1986) بشأن إدخال مُقرَّرات الحاسب الآلي إلىالمرحلة الثانوية بوصفها مادة أساسيَّة، ففي الصف الأول الثانوي يتم تدريس تاريخ الحاسب الآلي ومُكوَّناته والتدريب على استخدام برنامج للرسم وتنسيق الكلمات، وفي الصف الثاني يتم تدريب الطالب على الجداول الإلكترونيَّة وقواعد البيانات، أما في الصف الثالث الثانوي فيتم تدريب الطالب على مبادئ البرمجة باستخدام لغة البيسك السريع (Q. BASIC) هذا فيما يخص المرحلة الثانوية (وزارة المعارف، 1995)، أما في المرحلتين المتوسطة و الابتدائية فإن فكرة تدريس الحاسب الآلي مطروحة على جدول أعمال الأسرة الوطنيَّة للحاسب الآلي لعام (1998) هذا بالنسبة إلىالطلاب أما بالنسبة إلى المُعلِّمين فقد أقر اجتماع مجلس كليَّات المُعلِّمين الخامس عشر(1998) إدخال مُقرَّر الحاسب مُقرَّرا إجباريا ضمن مواد الإعداد العام في جميع أقسام الكليَّة، كما أقر افتتاح قسم للحاسب والذي يمنح درجة بكالوريوس تربية في تعليم الحاسب الآلي (عبد العزيز السلطان،عبد القادر الفنتوح،1999:ص96-99).

وبناءً عليه كان لابد من أن تنال الرئاسة العامة لتعليم البنات نصيبها من التطوير، لأن الدولة تسعى دائماًإلى النهوض بالعمليَّة التعليميَّة وتحرص على عمليات التطوير اللازمة في مختلف المجالات، ففي المؤتمر الثالث عشر للحاسب الآلي (خالد بن دهيش وعبد الله آل بشر،1993:ص 3 ) تم التخطيط لإدخال الحاسب الآلي إلى مناهج ومُقرَّرات تعليم البنات لتنميَّة قدرة الطالبات للتعامل مع الحاسب الآلي ولمساعدتهن خلال مرحلة التحصيل الدراسيَّة والحياة العمليَّة بعد التخرج، ويُعدُّ هذا الجانب أحد الجوانب الهامة التي تتطلع الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى تحقيقه.

وقد جاء ضمن توصيات المؤتمر الرابع عشر للحاسب الآلي (خالد بن دهيشوعبد الله آل بشر، 1995: ص 81-91) تحت عنوان "الخطة الاستراتيجية للحاسب الآلي بالرئاسة العامة لتعليم البنات" ما يأتي:

  1. إنشاء مراكز للحاسبات الآلية في كليَّات التربية للبنات، لتسهل عمليَّة البحث العلمي والأكاديمي.
  2. إضافة مُقرَّرات الحاسب الآلي إلى جميع التخصُّصات في الكليَّات بما يخدم التخصص ويتناسب مع الطالبات حيث يفضل أن تكون الطالبات في التخصُّصات الأخرى على مستوى من المعرفة بالحاسب الآلي وتطبيقاته في التعليم مما يسمح لهن بالتفاعل مع المجتمع المعلوماتي المنشود.
  3. توفير المعامل اللازمة لتدريس مُقرَّرات الحاسب الآلي في مراحل التعليم المختلفة قبل إدخال المُقرَّرات، ويأتي هذا نتيجة لطبيعة الحاسب الآلي الذي يحتاج إلى التدريب والتمرين العملي.
  4. إقامة دورات تدريبيَّة للمُعلِّمات بشتى مراحل التعليم من أجل الترغيب في الحاسب وتوضيح أهميته وفوائده وإتاحة الفرصة للمُعلِّمات للتعرُّف على الحاسب الآلي التعليمي من أجل النهوض بمستوى التعليم بما يتماشى والثورة المعلوماتيَّة المعاصرة.

 

ومن ثم بدأت الرئاسة العامة لتعليم البنات[1] الخطوات الأولى لوضع هذه الخطط والإستراتيجيات موضع التنفيذ، ففي عام (1421هـ) (2000) تُقرِّر إنشاء (300) معمل حاسب آلي لمدارس البنات في المرحلة الثانوية في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، ولا عجب في أن الإقدام على إدخال مُقرَّرات الحاسب الآلي في الرئاسة العامة لتعليم البنات تُعَدُّ خطوه كبيرة في طريق تقدُّم الفتاة السعودية، لذا كان من الطبيعي وبعد عمليات التحديث للمُؤسَّسات التعليميَّة على جميع مستوياتها، ألَّا تظل كليَّات التربية للبنات في منأى عن كل ذلك التحديث من خلال تطوير خطط ومناهج إعداد المُعلِّمات بما يتناسب وثورة الحاسبات الآلية واقتحامها أسوار الجامعات والمدارس (إبراهيم المحيسن، 1997 : ص 33).

ومن منطلق الأهداف العامة لكليَّات التربية التي تسعى إلى إعداد الطالبات إعداداً تربوياً سليماً للإسهام في تقدُّم المجتمع والفرد من ناحية، والمباشرة في إدخال الحاسبات الآلية في رئاسة تعليم البنات من ناحية أخرى، فقد تبنت وكالة الرئاسة لكليَّات البنات مشروعا لتطوير التعليم في كليَّات البنات تحت مسمى "مشروع تطوير التعليم في كليَّات البنات رؤيا منظومية" والذي يهدف إلى تجديد أنماط التدريس الجامعي المعاصر ومُتطلَّباته من الأجهزة والمواد التعليميَّة، وبِعَدّ التكنولوجيا التعليميَّة مدخلا مهما لتطوير وتحديث التعليم الجامعي. ولقد اهتم العالم أجمع بالتعليم عن بُعد وخاصة في العصر التقني الحالي، فلقد أصبحت التقنية تستهوي الصغار قبل الكبار فكان لابد من استثمار هذا الشغف التقني لمصلحة التعليم وخاصة مع تزايد الطلب على التعليم. وقد ظهر ذلك في المناقشات الخاصة بين التربويين وحتى وصولها إلى الندوات والمؤتمرات العالميَّة ويظهر ذلك من خلال:

  • توصيات لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية (الجمعية العامة والوثائق الرسميَّة والدورة السابعة والخمسون)، فقد نوّهت اللجنة بارتياح إلى أن نجاح مؤتمر القارة الأمريكية الرابع المعني بالفضاء الذي عُقد في كرتاخينا دي إندياس، كولومبيا، من (14) إلى (17 أيار/مايو 2002). وقد ناقش المؤتمر موضوع آليات التعاون والتنسيق بين البلدان في المنطقة في مختلف مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء، بالنسبة إلى تطبيقاتها في مجالات مثل تدبّر الكوارث والتعليم عن بُعد والتطبيب عن بعد والصحة العامة وحماية البيئة، وفي ميادين مثل قانون الفضاء والاتصالات عن بعد. كما تُشجِّع بلدان المنطقة على مواصلة تحديد وتنفيذ المشاريع التي يمكن أن تستفيد من التكنولوجيات الفضائية، مع التركيز على أهمية ضمان سبل الوصول المنصفة والآنيّة إلى المعلومات في مجالات مثل إدارة المخاطر والوقاية من الكوارث الطبيعية والبشريَّة والإغاثة منها، والتعليم عن بُعد، والتطبيب عن بعد والخدمات الطبيَّة، وحماية البيئة.
  • أوصت شبكة المعرفة التعليميَّة (الدراسة التفصيلية، أبريل 2000)، في الهدف الثانيتطوير آلية للتعليم عن بُعد حيث إنّ أهداف الشبكة تقديم آلية للتعليم عن بُعد. وستكون هذه الآلية ذات شقين الأول التعليم الشامل للطلاب الذين لا يتمكَّنون من الحضور إلىالمدارس سواء بشكل دائم بسبب السفر أو الإعاقة أم بشكل مؤقت بسبب المرض. والتعليم عن بُعد سوف يساعد على تحقق العدالة في تقديم المعارف والمعلومات إلىالطلاب في أي بقعة من بقاع المملكة. وستظهر الحاجة إلىالتعليم عن بُعد في القريب العاجل نظراَ للزيادة الكبيرة والمتوقعة في أعداد الطلاب، وقلة الموارد اللازمة لتعليمهم.
  • وتوصيات الاجتماع الأول لفريق بلورة الإستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات (القاهرة: 24-25/3/2004)، في البند الثاني ودراسة الوثائق الأساسيَّة لاستنباط مشروعات قابلة للتنفيذ، تقوم الأمانة العامة بتوفير المعلومات اللازمة حول تجارب الدول وخاصة المشروع المُقدَّم من منتدى الأعمال العربي للاتصالات والمعلومات حول التعليم عن بُعد.
  • كما أدرجت الجوائز العالميَّة التعليم عن بُعد في بنودها المقترحة للجائزة، كما في جــائزة برنامج الخليج العربية العالميَّة للمشروعات التنمويَّة الرائدة، تحت أحد البنود المقترحة للجائزة /2 -تقدم التعليم (مناهج التعليم، التعليم عن بُعد).
  • وكذا اهتمت الصحافة العالميَّة بالتعليم عن بُعد، ففي بيان صحفي تَمَّ افتتاح مؤتمر غربي آسيا الوزاري التحضيري للقمة العالميَّة لمجتمع المعلومات برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية، واستحداث العديد من التطبيقات المفيدة التي كان لها آثار بعيدة المدى في مختلف نواحي التنميَّة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة. فلقد أسفرت هذه التطبيقات عن إمكانات هائلة في التدريب والتعليم والخدمات الصحية ولا سيما التعليم عن بُعد.


هذا على مستوى اهتمام العالم بالتعليم عن بُعد، أما على مستوى المملكة فيظهر التشجيع على التعليم عن بُعد بوضوح في كثير من الميادين منها:

  • تكليف صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني، حفظه الله
    (برقم 7/ب/16838 وتاريخ 10/12/1421هـ)، الذي يقضي بوضع خطة وطنيَّة لتطوير تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية، وعمل آليات لتنفيذها ومتابعتها من قِبَلِ "جمعية الحاسبات السعودية". وتتلخص أهم أهداف الخطة الوطنيَّة لتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية فيما يأتي:
  • إعداد الكوادر الوطنيَّة في مجال تقنية المعلومات والاعتماد عليها.
  • تهيئة البيئة المناسبة لاستخدام التقنية في التعليم، ودعم المشاريع الوطنيَّة في هذا المجال (مثل مشروع الأمير عبد الله –"وطني"-للحاسب الآلي).
  • محو أمية الحاسب، ونشر الثقافة المعلوماتيَّة في المجتمع.
  • استثمار تقنيات "التعليم عن بُعد" لتوفير التعليم والتدريب للكوادر الوطنيَّة.
  • تبني وتشجيع تقنيات النشر الإلكتروني.
  • وكذا في ندوة الرؤيا المستقبليَّة للاقتصاد السعودي حتى عام (1440هـ -2020 م) التي تنظمها وزارة التخطيط خلال الفترة ‍(‍13-17)شعبان (1423هـ) الموافق (19ـ23) أكتوبر (2002م)، تحت عنوان "سـياسات العمل والسعودة وتحديات القرن الحادي والعشرين" في الهدف الثاني تم "تحقيق مزيد من المواءمة بين العمليات التعليميَّة والتدريبيَّة واحتياجات سوق العمل من القوى العاملة الوطنيَّة" وفتح خيارات دراسيَّة جديدة في التعليم العالي كالتعليم عن بُعد وكليَّات المجتمع والجامعة المفتوحة وذلك للاستجابة للمُتغيِّرات المجتمعية.
  • كما أقرت الإدارة العامة لشؤون البعثات وكالة الوزارة للعلاقات الثقافيَّة بوزارة التعليم العالي، ألّا تكون الدراسة للبعثات الخارجيَّة قد تمت في أحد المراكز أو الفروع الإداريَّة التابعة لجامعات أو كليَّات في بلد غير مقر بلد الجامعة الأم وفق نظام وأسلوب دراسي معينين ومن أهمها الدراسة بوساطة التعليم عن بُعد) [2].
  • وتضمَّنت خطة التنميَّة السابعة في المملكة العربية السعودية تصورات واضحة لمكانة تقنية المعلومات في القضايا الوطنيَّة، ونصت أهدافها على إعداد خطة وطنيَّة توظف المعلوماتيَّة وغيرها من التقنيات لخدمة العِلم ودعم التنميَّة الاقتصاديَّة، وتوفير البيانات والمعلومات المحدثة وتسهيل الحصول عليها، وتحديد أدوار المُؤسَّسات المنتجة والمجمعة للمعلومات ومرجعية المعلومات بما يضمن تكاملها، وإنشاء نظام معلومات ضمن شبكات فرعيَّة ترتبط بنظام المعلومات الوطني المتكامل، ونشر تقنية وخدمات المعلومات في المجتمع. كما وضعت رؤيا مستقبليَّة تقضي بتضييق الفجوة التقنية بين المملكة والدول الصناعيَّة بحلول عام (2020م)، من خلال استثمار تقنية المعلومات في تنميَّة القوى البشريَّة، والارتقاء بها إلى المستويات الدوليَّة، لتكون قادرة على التعامل والتقنيات الحديثة.
  • أعدت المملكة خطة شاملة لدمج التقنية في التعليم، ومن أبرز المشاريع التي تضمَّنتها هذه الخطة ما يأتي:
    • مشروع عبد الله بن عبد العزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي "وطني".
    • تحويل المكتبات المدرسيَّة إلى مراكز لمصادر التعلُّم (LRC).
    • المختبرات المحوسبة (Computer Based Labs).
    • مشروع تأهيل طلاب المرحلة الثانوية في مجال المعلوماتيَّة (تأهيل).
    • مشروع مراكز التقنيات الرقمية.
  • وعلى مستوى الجامعات، أكدت ندوة الرؤيا المستقبليَّة للاقتصاد السعودي لتطوير التعليم العالي كأحد روافد التنميَّة البشريَّة في المملكة حتى عام (1440هـ) (2020) بوزارة التخطيط – الرياض (13-17) شعبان (1423هـ) الموافق (19-23 أكتوبر 2002) أن نظام الانتساب هو أحد أشكال التعليم عن بُعد والذي تبنته جامعة الملك عبد العزيز منذ ثلاثين عاماً، وقدمته بنجاح، واستدعى الأمر الاتجاه إلى تطويره وتحديثه، مما يُتيح فرصة أكبر للراغبين في التعليم، علاوة على تحسين مستويات التدريس والتعليم اللازمين للارتقاء به نوعياً لتجويد طلابه. كما جاء من ضمن توصيات الندوة الاستفادة من تقنيات التعليم عن بُعد وتبني الجامعات المفتوحة، مما يُتيح فرصة أكبر للراغبين في التعلم، علاوة على تحسين مستويات التدريس والتعليم.
  • قامت كليَّة التربية للبنات بجدة بتجربة لرؤية فعاليَّة التعليم عن بُعد وقد نجحت هذه التجربة بالفعل في كُلٍّ من كليَّة التربية للبنات بجدة وكلية التربية بالرياض وقد تُقرِّر تطبيقها على بقية كليَّات التربية بالمملكة وإلى جانب ذلك لتصمّم المُقرَّرات إلكترونياً وهذا بالفعل دليل على المواكبة الفعليَّة للتكنولوجيا وعصر المعلومات.
  • وأخيراً، في خطوة لتفعيل نظام (التعليم عن بُعد) قامت وكالة الوزارة ببث محاضرة إلى جميع كليَّات التربية للبنات في مختلف مناطق المملكة في اللغة الإنجليزيَّة (متطلب) عبر الشبكة التلفزيونيَّة باستخدام تقنية البث والاستقبال الفضائي إضافة إلى استخدام كل من شبكة الإنترنت والهاتف المباشر والفاكس في استقبال الأسئلة مباشرة، وقد استمعت الباحثة للمحاضرة وكانت تجربة مشوقة لجميع الحاضرين، واستخدمت تقنيات التعليم عن بُعد في التجربة الحاليَّة لتوفير التعليم لجميع مناطق المملكة والتعويض من النقص في بعض التخصُّصات العلميَّة. وكانت الترتيبات للبث قد بدأت للبرنامج منذ وقت مبكر وقد أشاع تطبيق هذا النوع من التعليم نوعاً من التشويق والتفاعل في أوساط الطالبات المشاركات على مستوى كليَّات البنات أثمر عن التساؤلات التي طرحت على مستوى المادة العمليَّة موضوع المحاضرة وتحفيز الطالبات إلى الاستزادة من الخبرات والاستفسار عن العديد من جوانب الموضوع.

 

نشاط الباحثة: كدراسة استطلاعيَّة للواقع والمأمول للتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية

الحاجة إلىالتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية

لاحظت الباحثة كثافة الإقبال على دبلوم الحاسب الآلي الذي تقيمه شركة أهليَّة بكليَّة التربية في المدينة المنورة وتلتحق به الطالبات بناء على الرغبة الشخصيَّة، وذلك من خلال الإحصائيَّة الآتية:

جدول (1)

إحصائيَّة بأعداد الطالبات المشتركات وأعضاء هيئة التدريس المشتركين في دبلوم الحاسب الآلي

2004/2005

2003/2004

2002/2003

العام الجامــعي

9

5

5

عدد أعضاء هيئة التدريس

214

205

178

عدد الطالبات

223

210

183

المجمـــــوع

ويشير الجدول رقم (1) إلى تزايد في عدد أعضاء هيئة التدريس وتزايد في عدد الطالبات من سنة إلى أخرى في التحاقهن بهذه الدورات وهذا يدل على رغبتهن في التعرُّف على هذه التكنولوجيا الحديثة.

وقامت الباحثة بفحص مناهج الإعداد التربوي بكليَّات التربية التابعة لرئاسة تعليم البنات بقسميها العلمي والأدبي ومناهج الإعداد التربوي للدبلوم العام في التربية، وتبيَّن للباحثة خلوها من أي مُقرَّر أو جزء من مُقرَّر يتعلَّق باستخدام الحاسب الآلي فضلاً عن التعليم عن بُعد فيما عدا مُقرَّر واحد فقط هو "برمجة الحاسب الآلي" يدرس فقط في كليَّات التربية للأقسام العلميَّة وبفحص محتوى هذا المُقرَّر والذي يهدف إلى إعطاء الطالب فكرة عامة عن مُكوِّنات الحاسب الآلي وبرمجة لغة البيسك فقط، تبيَّن خلوه تماماً من أي جزء يتعلَّق بالتعليم عن بُعد ولو نظريا فقط؟ على الرغم من أنه من أسس التربية والتعليم إشباع حاجات المُتعلِّمات ومُتطلَّباتهن وقدراتهن وكذا دافعيتهن، بحيث يكون محور العمليَّة التعليميَّة والمسيطرات على مُتغيِّراتها.

 

ومن خلال المناقشات التي أجرتها الباحثة مع أعضاء هيئة التدريس بكليَّات التربية وبعض المسؤولين في مكتب التوجيه التربوي، أجمعوا جميعاً على أهمية التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية وخاصة في الوقت الراهن.

ومن خلال الدراسة الاستطلاعيَّة التي أجرتها الباحثة على طالبات كليَّة التربية في المدينة المنورة والأقسام العلميَّة لعام (1425-1426هـ) بهدف استطلاع رأيهن حول التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية، وذلك باستخدام مقياس الاتجاه نحو التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية، من إعداد الباحثة (بعد أن تأكَّدت من صدقه من قِبَلِ المحكمين[3])، وتمثل عدد عبارته في (16)عبارة، حيث طبق على عينة مُكوَّنة من (106) طالبات من طالبات الأقسام العلميَّة، ويعرض جدول (2)، مُلخَّص استجابات هؤلاء الطالبات:

جدول (2)

استطلاع رأي طالبات كليَّة التربية - الأقسام العلميَّة نحو التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية

أرفض بشدة

لا أتفق

لا أعرف

أتفق

أتفق تماماً

العبــــــــــــــــــارة

الترقيم

التكرار

التكرار

التكرار

التكرار

التكرار

 

1

3

12

90

أعتقد بأن هناك حاجة ملحة إلى استخدام التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية.

 

12

93

1

 

 

استخدام التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية في مدارسنا مجرد بدعة لمسايرة التقدُّم.

 

 

 

1

3

102

أرى ضرورة إدخال مُقرَّرات إجباريَّة في التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية بكليَّات التربية.

 

13

92

1

 

 

التعامل والتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية يحتاج إلى أشخاص أذكياء ذوي قدرات خاصة.

 

90

15

1

 

 

يُستحسَن أن يقتصر استخدام التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية على المرحلة الجامعيَّة.

 

 

 

1

2

103

ينبغي أن تُقرِّر كليَّات التربية مُقرَّرات تعليم عن بُعد في شرح بعض المناهج.

 

 

 

1

5

100

أعتقد أن دخول التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية إلى المدرسة سيؤدي إلى حل بعض مشكلات التعلم.

 

50

3

 

3

50

ينبغي أن يقتصر استخدام التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية على تدريس المواد النظريَّة دون غيرها من المواد.

 

15

90

1

 

 

يؤدي استخدام التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية إلى تعقيد العمليَّة التعليميَّة.

 

14

91

1

 

 

أعتقد بأن شرح المُعلِّم وجهاً لوجه أفضل كثيراً من التعليم عن بُعد.

 

25

80

1

 

 

حل مشكلات التعليم الحاليَّة أولى بالاهتمام من إدخال التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية إلى المدرسة.

 

16

90

 

 

 

يؤدي التعليم عن بُعد إلى هامشيَّة دور المُعلِّم.

 

12

93

1

 

 

استخدام التعليم عن بُعد يتطلَّب قدرات خاصة لا تتوافر في معظم الناس.

 

5

100

1

 

 

التعليم عن بُعد عمليَّة شاقة ومكلفة.

 

 

 

1

5

100

دراسة المُعلِّمات لمُقرَّرات عن استخدام التعليم عن بُعد ضرورة لا غنى عنها.

 

12

93

1

 

 

إدخال التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية نوع من الرفاهيَّة الزائدة.

 

 

ومنه يتضح أن هناك اتجاهاً قوياً لدى طالبات كليَّة التربية - الأقسام العلميَّة نحو التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية ويظهر هذا من استجابات الطالبات الخاصة بالفقرات (1 ، 2، 4 ، 7 ، 15) كما أن هناك اتجاها إيجابيا نحو التعرُّف على الدور الفعَّال للتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية في خدمة العمليَّة التعليميَّة ويظهر هذا من استجابات الطالبات الخاصة بالفقرات (6 ، 8 ،9 ،11 ،12 ،13) كما أنهن يملن إلى تطوير التعليم بإدخال التعليم عن بُعد حقل التعليم بهدف أن يكون لديهن معرفة أساسيَّة باستخدام الحاسب الآلي التعليمي لتحسين العمليَّة التعليميَّة، ويظهر هذا من استجابات الطالبات الخاصة بالفقرات (3 ، 5 ،6 ، 10، 14) ومن ثم ترى الباحثة أنه يجب استغلال تلك الرغبة في تعريف الطالبات بالتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية لمساعدتهن على تنميَّة قدراتهن التربوية وتطوير التعليم بما يتناسب مع العصر التقني الحالي.

 

خلاصة

  • التعلُّم عن بُعد يمثل تطبيقا هاما للتقنيات الحديثة في مجال الاتصالات.
  • نتج عن برامج التعلُّم عن بُعد نقل الخدمة التعليميَّة إلى مواقع جغرافية كان الوصول إليها صعباً أو مرهقاً.
  • يستفيد من برامج التعلُّم عن بُعد قطاعات عريضة من الفئات.
  • تحتاج برامج التعلُّم عن بُعد إلى تصميم محكم وإدارة على مستوى عال حتى تؤتي ثمارها المرجوة.


المصادر

  • السيد محمود الربيعي وآخرون (2004): التعليم عن بُعد وتقنياته في الألفية الثالثة. الرياض: مطابع الحميضي.
  • بيان صحفي: بيروت في (4 شباط/فبراير 2003) (الدائرة الإعلامية في إسكوا) افتتاح مؤتمر غربي آسيا الوزاري التحضيري للقمة العالميَّة لمجتمع المعلومات برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية.
  • تقرير لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية (2002)، الجمعية العامة، الوثائق الرسميَّة، الدورة السابعة والخمسون، الملحق رقم (20)، الأمم المتحدة: نيويورك.
  • تقرير وتوصيات الاجتماع الثالث عشر لفريق العمل العربي للتحضير للقمة العالميَّة حول مجتمع المعلومات (دمشق – 24-25/11/2004)، الأمانة العامة الشؤون الاقتصاديَّة إدارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأمانة الفنيَّة لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات.
  • تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، (ربيع الأول 1424هـ http://www.itu.int/wsisتاريخ 7/2/1425هـ.
  • جــائزة برنامج الخليج العربية العالميَّة للمشروعات التنمويَّة الرائدة، إدارة الإعلام برنامج الخليج العربي لدعم مُنظَّمات الأمم المتحدة الإنمائية، المملكة العربية السعودية: الرياض. الموقع على الإنترنت: http://www.agfund.org/بتاريخ 4/2/1425هـ
  • سعيد صالح الغامدي (2003): تكنولوجيا التعليم عن بُعد ونظام التعليم الجامعي المفتوح حول العالم. جدة: مكتبة المأمون.
  • طلب إلحاق مرافق بعضوية البعثة (2005)، المملكة العربية السعودية، وزارة التعليم العالي، وكالة الوزارة للعلاقات الثقافيَّة، الإدارة العامة لشؤون البعثات.
  • عبد الواحد بن خالد الحميد (2002): سـياسات العمل والسعودة تحديات القرن الحادي والعشرين، ندوة الرؤيا المستقبليَّة للاقتصاد السعودي حتى عام (1440هـ 2020 م)، وزارة التخطيط خلال الفترة (‍‍13-17 شعبان 1423هـ) الموافق (19ـ23) أكتوبر (2002م).
  • عوض حسين التودري (2004): المدرسة الإلكترونيَّة وادوار حديثة للمُعلِّم. الرياض: مكتبة الرشد.
  • غازي بن عبيد مدني (2002): تطوير التعليم العالي كأحد روافد التنميَّة البشريَّة في المملكة، ورقة علميَّة مُقدَّمة إلى ندوة الرؤيا المستقبليَّة للاقتصاد السعودي حتى عام (1440هـ) (2020) وزارة التخطيط – الرياض (13-17 شعبان 1423هـ) الموافق (19-23 أكتوبر 2002م).
  • مشروع الخطة الوطنيَّة لتقنية المعلومات، الإصدار الأول، الأمانة العامة للمشروع http://www.computer.org.sa/NITP/ تاريخ (7/2/1425هـ).
  • المعايير والإجراءات ونماذج التعيين في عضوية هيئة التدريس المعتمدة بموجب قرار المجلس العلمي رقم (9) المتخذ في اجتماعه الثامن المنعقد بتاريخ (21/10/1421هـ)، جامعة الملك عبد العزيز، المجلس العلمي.

 

بحوث الباحثة

  • عائشة بليهش محمد صالح البلهيشي العمري (2003): "تصميم مُقرَّر مقترح للحاسب الآلي التعليمي لطالبات كليَّات التربية للبنات". رسالة ماجستير، غير منشورة. كليَّة التربية للبنات (الأقسام الأدبية)، بالرياض.
  • عائشة بليهش محمد صالح البلهيشي العمري (2004): دور الحاسب الآلي في تعليم طلاب كليَّات التربية في المملكة، ورقة علميَّة مُقدَّمة إلى ندوة الثالثة لآفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية-الرياض (21-24صفر 1425هـ) الموافق (11-14 ابريل 2004م).

 

[1] وزارة التربية والتعليم حالياً

[2] مرفق استمارة التقديم

[3] الأساتذة المشاركون في تحكيم مقياس الاتجاه نحو التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية، هن:

  • د. تغريد جليدان (تخصُّص علم نفس تربوي).
  • د. هناء جمال الدين (تخصُّص وسائل تعليميَّة).
  • أ. خولة خوش حال (طرائق تدريس دراسات إسلامية).

للباحثة: د. عائشة بليهش العمري.