المناحي لتربية السلام وأسسها المنطقية

يعتمد مستوى فعالية تربية السلام على الأمور التي تحدث في الصفوف الابتدائية والثانوية. تعتبر المعرفة والقيم والمهارات، التي يتعلمها التلاميذ في المدرسة وتنتقل معهم إلى الحياة باعتبارهم مواطنين، من العوامل الأساسية في الجهد المشترك للمجتمع المدني والحكومة والمنظمة الدولية الساعي لتحقيق ثقافة السلام. يوفر الكتاب الثاني من هذا المصدر عينه منهاجية بسيطة، بحيث يمكن استخدامها في الصفوف المدرسية. على أية حال، كان الهدف من هذه الوحدات التعلمية، هو تقديم بعض الأمثلة على كيفية تطوير المواد والتي ترتبط بشكل مباشر بالحاجات لفئات سكانية محددة.



تحتوي الوحدات على مدى واسع من الطرق التعليمية المنظمة والمنضوية في إطار الضفائر المفاهيمية الاستراتيجية لجدول أعمال لاهاي، كما توفر هذه الدروس أساسً للأمور التعلمية التي تطرحها الاقتباسات المذكورة في بداية الكتاب الثاني. لقد تم اختيارها للإشارة إلى الطرق العديدة التي يمكن من خلالها إحداث نوع من الدمج والتكامل بين جوهر ومضمون جدول أعمال لاهاي والمناهج المقررة لكافة الصفوف وفي معظم المجالات الدراسية.

تمثل هذه العينات مجموعة صغيرة من المواد والاستراتيجيات التعليمية التي تم استخدامها وتطويرها في حقل تربية السلام. لا تعتبر هذه المجموعة كاملة بل هي قابلة للنقاش والتعديل وتفسح المجال لاستخدام أساليب أخرى. كما أننا نقدم نموذجاً منهاجياً معيارياً لمساعدة المدارس والمعلمين على استنباط بعض المناهج والطرق التدريسية المحددة والتي تلائم الحالات الفردية والخاصة. تعرب الحملة العالمية لتربية السلام عن سعادتها واستعدادها لاستقبال كافة المناهج المطورة وإشراك الأخرين فيها.

على الرغم من سعينا للوصول إلى حد أقصى من التمثيل للحركة العالمية لتربية السلام من خلال إختيار مواد تعلمية من مناطق مختلفة من العالم، الإ أننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى مواد أخرى من المناطق التي تقع خارج أوروبا وأمريكا الشمالية، فما زالت عملية البحث والتقصي متواصلة، ونتوقع مزيداً من المساهمات من كافة التربويين، كما أننا نتطلع إلى توسيع هذا الجزء وتحديثه من وقت لآخر، وسوف يتم مناقشة هذا الأمر على موقع الحملة العالمية لتربية السلام (www.haguepeace.org)

نقترح على التربويين القيام بالرجوع إلى المصادر الأساسية التي تم تطوير هذه الوحدات من خلالها بالإضافة إلى الاتصال مع المنظمات ذات الصلة، والبحث في المواقع المذكورة في الكتاب الثالث.

 

الوحدات التعلمية:

نظمت هذه الوحدات وفقاً لجدول أعمال لاهاي، إذ تم ترتيبها على شكل تطوري يتناسب ومستوى الصف الذي يبدأ الصف الأول حتى الصف الخامس، والصفوف المتوسطة من الصف الخامس وحتى الصف التاسع والصفوف الثانوية من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر، حيث تتمشى الصفوف مع فئة الأعمار على النحو التالي: الصفوف الأولى من عمر 6-10 المتوسطة من 11-14 والثانوية من 15-18.

 

"أهلاً بكم في الحملة العالمية لتربية السلام"


لقد غير العمل الإرهابي الشائن، في 11 أيلول 2001، هذه الحياة والى الأبد كما انه جعل تربية السلام من الأمور الحيوية أكثر مما كان عليه الوضع في السابق. نرحب بكم للمشاركة في الحملة العالمية لتربية السلام من خلال هذا المصدر التعليمي، الذي تم إنتاجه عبر جهود متعاونة لفريق تربية السلام من كلية المعلمين تحت إشراف الدكتورة "بيتي" والبروفسور "أليسا" من جامعة كولومبيا. انبثق هذا المصدر عن دراسة للمناهج على مستوى عالمي وعن التشاور والتنسيق مع لجنة الإرشاد العالمية.

أمضى الفريق مدة عام في مراجعة المناهج المتعلقة بتربية السلام التي تم تطويرها من قبل مربي السلام في البلدان المختلفة، بحيث تم إختيار المواد الأكثر قابلية للتطبيق في هذا الإطار. يمكن تعديل وتكييف المرجع حتى تتلاءم والظروف الخاصة بالأماكن التي سوف تستخدم فيها، كذلك تم إعدادها وفقاً لمقترحات جدول أعمال لاهاي الخمسين الهادفة إلى الانتقال من ثقافة العنف إلى ثقافة السلام. يعالج جدول أعمال لاهاي أربعة أفكار رئيسية هي: نزع الأسلحة والأمن البشري، الوقاية والحل والتحول للصراع العنيف، القوانين الإنسانية الدولية وقانون حقوق الإنسان، والأسباب الجذرية للحرب / ثقافة السلام.

لقد قامت الدكتورة "بيتي" بدور المنسق الأكاديمي، أما البروفسورة "أليسا" فقامت بدور التربوي المقيُم في نداء لاهاي للسلام. تم اعتماد هذه الأدوار من أجل تنفيذ المبادرة المنبثقة عن نداء لاهاي في أيار من عام 1999 والتي أطلقت الحملة العالمية لتربية السلام.

لا بد من معالجة الكثير من القضايا عبر هذه الحملات المختلفة وذلك لتخليص هذا القرن من إرث القرن العشرين والذي يعتبر من أكثر القرون دموية وعنفاً. هناك حاجة ماسة لتلك الحملات إذا ما أردنا بذر بذور السلام والقضاء على الحرب، لكنها جميعاً تحتاج إلى التربية والتعليم.

قررت لجنة نداء لاهاي من أجل السلام بأن العمل على تحقيق تربية السلام، يعتبر من الأمور الأساسية للتوصل إلى تغير دائم في أفكار الأجيال القادمة وأفعالها بهدف تمكينهم من نبذ العنف كوسيلة لحل الصراع والنزاع.

أخذت الحملة الكونية لتربية السلام على عاتقها محاولة الدمج لتربية السلام في كافة المدارس وفي القطاعات المجتمعية غير الرسمية على حد سواء. ونتعاون حالياً مع معاهد تدريب المعلمين من أجل إدخال تربية السلام في مجال تأهيل المعلمين للمدارس الابتدائية والثانوية على مستوى عالمي.

نشجع على تأسيس مراكز جامعية لتربية السلام باعتبارها جزءاً من الحملة العالمية، حيث يمكن تدريب معلمي تربية السلام مستقبلاً في هذه المراكز. يتم حالياً تأسيس المراكز في كل من اليابان الفلبين، لبنان، وفي كلية المعلمين في نيويورك. كذلك سيتم افتتاح مركزاً في الأرجنتين عام 2003.

تعتبر هذه الكراسة بمثابة الإصدار الأول للحملة. كما أننا ندعوا التربويين لتصويرها واستخدامها والاقتباس منها والعمل على تطويرها.

ونطلب منكم التعرف على نداء لاهاي من أجل الحملة العالمية لتربية السلام.

بالإضافة إلى ذلك، يسعدنا تلقي اقتراحاتكم وإسهاماتكم في تطوير بعض العينات من الوحدات التعلمية.

نعبر عن امتنانا العظيم للدعم المقدم من مؤسسة فورد ومن "روبرت "وفران" الذي ساهم في إعداد هذه الرزمة التعلمية وفي توفير الإمكانية لعقد اجتماع اللجنة الاستشارية العالمية لمربي السلام، كما نتقدم بالشكر إلى فريق كلية المعلمين لتربية السلام في جامعة كولومبيا والى الطلبة ممن شاركوا في عملية المسح وساهموا في هذا الإصدار.

نشكر القائمين على هذه الحملة في مكتب جنيف، ونتقدم بخالص الشكر إلى الدكتورة "بيتي" والبروفسورة "أليسا" على جهودهن التي بذلوها لإخراج هذه الحملة إلى حيز الوجود.

لدي إيمان كبير بأن تساهم هذه التربية في جعل هذا العالم مكاناً أكثر أمناً لأطفالنا ولأطفالهم من بعدهم.

الرئيس