المُعلِّم الافتراضي يتجسد في الفراغ

بتقدم العلوم والتكنولوجيا تزداد قصص العلوم والخيال واقعيَّة يوما بعد يوم، وسيتيح التقدُّم في التكنولوجيا الحديثة لطلاب المدارس التعلُّم على يد مُعلِّم افتراضي موجود على بعد عدة كيلومترات من المدرسة.



وتُعَدُّ هذه العمليَّة خطوة مُتقدِّمة عن المؤتمرات التي تجري عبر الفيديو، حيث تجسد المُعلِّم بحجمه الطبيعي فيما يعرف باسم الهولوجرام، داخل الصف ليتحدَّث للطلاب مباشرة في مشهد أقرب إلى الخيال من الواقع. وقد عرضت شركة إيدكس البريطانية المُتخصِّصة في مجال التعليم هذه التكنولوجيا الحديثة، التي استغرق تطويرها عشرين عاماً، على زوار معرض بي تي تي (BTT)للتكنولوجيا التعليميَّة الذي أقيم مؤخراً في لندن.

وقام الكومبيوتر في العرض التجريبي ببث صورة مُعلِّمة الرياضات (كاثريتدارنتون) رقمياً من مدرسة جرافني في جنوب لندن إلى مركز المعرض في منطقة أوليمبيا في غرب لندن. وعلى الرّغم من أنّ المسافة التي قطعها الإرسال الرقمي لم تتعد بضعة أميال لكن كان من الممكن أن تكون المُعلِّمة والزوار في أي مكان آخر يوجد فيه مدخل على الإنترنت، ولو كان على بعد آلاف الأميال.

ويرى المسؤولون في مجال التعليم في بريطانيا أنَّ أهم فوائد هذه التكنولوجيا، ستكون في مجال تعليم المواد الدراسيَّة النادرة التي لا يوجد عليها إقبال كبير، مثل اللغات اللاتينية واليونانية أو الرياضيات المُتقدِّمة، التي يصعب على بعض المدارس تأمين تكاليف تعليمها ولكن باستخدام تكنولوجيا المُعلِّم الافتراضي سيكون في استطاعة مُعلِّم واحد تعليم عدة صفوف تتفرق في أماكن مختلفة.

ويقول دافل وايت المهندس الذي طور هذه التكنولوجيا إنَّ الفرق بين التكنولوجيا المُستخدَمة في إقامة المؤتمرات عبر الفيديو والمُعلِّم الافتراضي ليس كبيراً ففي الأولى تلتقط الصورة بكاميرا فيديو ثم تحمل على بطاقة مشفرة وتقوم البطاقات المشفرة بتحويل الصورة إلى أشكال رقمية، تبث بمساعدة برنامج خاص، إلى كومبيوتر آخر عبر الإنترنت، ويقوم الكومبيوتر الذي يستلمها بعكس العمليَّة وتحويل الصورة الرقمية إلى صورة عادية.

وفي تكنولوجيا المُعلِّم الافتراضي يتم أيضاً نقل الصّور عبر الفيديو لكن بدلا من عرضها على شاشة تعرض الصورة بحجمها الطبيعي داخل الصف وكأنها حقيقيَّة دون أن يشعر المشاهد بوجود شاشة أو كاميرا فيديو. ومن أهم العناصر التي تساعد على إنجاح هذا البرنامج هو توافر خط هاتفي سريع ومتطوِّر قادرا على الربط السريع عبر الإنترنت.

وفي الوقت الحالي تتوافر هذه التكنولوجيا في بضعة مدارس بريطانية فقط ولكن يتوقع أن تنتشر إلى مدارس أخرى قريبا. وتطالب شركة إيدكس بربط المدارس البريطانية بخطوط هاتفية سريعة ومتطوِّرة تساعد على تسهيل نشر هذه التكنولوجيا.

 

المصدر: مجلة المقالات