المشكلات والمعضلات التى تواجه إعداد المعلم وفى عمله

إن المتتبع لواقع معظم نظم التعليم في الدول العربيَّة يجد أنه لا توجد طريقة موحدة وعامة في هذة الدول لإدخال الحاسب في مجال التعليم والدولة التي ترغب في عمل ذلك عليها أن تتفحص جيداً خبراتها المتراكمة



المشكلات والمعضلات التى تعترض إعداد المُعلِّم وفي عمله والتي من بينها المُعلِّم بصفته عنصراً أساسياً في تلك العمليَّة التربويَّة وهو أيضاً له العديد من المشكلات التي تواجهه خلال إعداده ليكون معلماً.

 

وفي الكويت تبذل الجهات ذات العلاقة جهودًا كثيفة للحد من تطور هذه المشكلات، من خلال إجراء الدراسات والبحوث الميدانيَّة والنظريَّة، سواء عن طريق الأجهزة والإدارات التابعة لكل جهة أم بالاتفاق مع مُؤسَّسات خاصة، ومن المشكلات التي تواجه المُعلِّم خلال إعداده ما يأتي:

 

  1. تدني مستوي الإعداد في مُؤسَّسات أو معاهد ما قبل الخدمة.
  2. غلبة استراتيجيَّة الكم على استراتيجيَّة الكيف، مما جعل المُؤسَّسات لا تهتم باستيعاب النوعيات المختارة للمهنة، فغلب عليها الطابع النظري الأكاديمي، ولم تراع الاحتياجات الفعلية للمُعلِّمين والتغيُّر السريع في عالمنا.
  3. عدم جدية مرحلة التدريب العملي في اكتساب المهارات الأساسيَّة في مُؤسَّسات ومعاهد ما قبل الخدمة، وعدم الجدية في الإعداد، لذا نجد:
  • ضعف فعاليَّة برنامج التربية العمليَّة.
  • نقص الوسائل التعليميَّة الحديثة والمختبرات وورش العمل.
  • انعدام الجدية في البحث التربوي وبخاصة ما له علاقة بالمشكلات التربويَّة.
  • انعدام الصلة بين مُؤسَّسات ومعاهد ما قبل الخدمة، وخريجيها العاملين في المهنة.
  • افتقار الإعداد إلى الأسس الفكريَّة والتوجيهية السليمة، مع وجود فوارق كبيرة في مستويات الإعداد بين المُعلِّمين.
  • تدني مستوي الطلاب الملتحقين بمُؤسَّسات إعداد المُعلِّمين، وتدني فعاليَّة طرائق التدريس المُستخدَمة في تلك المُؤسَّسات.
  • ازدحام خطة الدراسة الأكاديميَّة بالمُقرَّرات النظريَّة التي تفوق المُقرَّرات العمليَّة، وتدني مستوي تلك المُقرَّرات.
  • فقدان التعاون بين مصادر الإعداد والمدارس المجاورة.
  • نقص الكتب والمراجع الحديثة في المكتبة، ونقص قاعات المحاضرات والمختبرات وعدم ملاءمتها للأغراض التعليميَّة.
  • ضعف مستوي التأهيل الفني للمُعلِّمين، سواء أكانوا كويتيين أم غير كويتيين وحاجتهم إلى التدريب على كفاءات معينة، مثل حسن توظيف الوسائل التعليميَّة، واختيار الأنشطة التعليميَّة الملائمة، وبناء الاختبارات التحصيلية.
  • وجود أعداد كبيرة من غير المؤهلين بين المُعلِّمين في مهنة التدريس. والافتقار إلى التخطيط المُسبَق لبرامج تدريب المُعلِّمين، سواء قبل أم في أثناء الخدمة، على المدى البعيد والقريب.
  • ضعف الأجهزة التي تشرف على تدريب المُعلِّمين، سواء قبل أم في أثناء الخدمة، وندرة الكفاءات المطلوبة ذات المستوي الرفيع لتدريب المُعلِّمين، وحاجة معظمها إلى تدريب مُسبَق للقيام بعملها.
  • ضعف في التخطيط لعمليَّة الإنفاق على البرامج التدريبيَّة للمُعلِّمين، وهذه المسؤولية في نقص التخطيط وعدم الوضوح في إعداد برامج تدريبيَّة دون مراعاة كلفتها، تقع في الدرجة الأولى على عاتق القائمين علي الجهاز التربوي، حيث يلزمهم الاتفاق مع الجهات الحكوميَّة الأخرى والقطاع الخاص في الدولة للاستعانة بهم في تمويل تلك البرامج.
  • افتقار التدريب في أثناء الخدمة وقبلها إلى التوثيق والبيانات والبرامج الحديثة بهدف تبادل وتوزيع المستحدثات التربويَّة الجديدة بين المُؤسَّسات المُتخصِّصة داخل الدولة وخارجها، مما أدى إلى التقليل من تبادل الاستفادة وتبادل الخبرات.
  • عدم حصول البرامج التدريبيَّة على قدر كاف من التقويم الواسع الشامل، لا علي المتابعة المستمرة والتوجيه والإشراف الجدي من قِبَلِ المشرفين والمُدرِّبين في مجال تدريب المُعلِّمين.
  • نقص أجهزة الربط والتنسيق والتعاون في الشؤون الثقافيَّة والتربويَّة المُتخصِّصة في الدولة الواحدة من جهة، وفيما بين المُؤسَّسات المُتخصِّصة بالاستحداث التربوي الموزعة في الدول المختلفة من جهة أخرى. وإيجاد مشكلات إعداد المُعلِّم، ووضع الحلول المناسبة لها سوف يساعد علي تخريج مُعلِّم ناجح في مهنته ذي قدرات ومهارات مميزة، فالإعداد الجيد للمُعلِّم ذو أهمية كبيرة في إنتاج مخرجات جيدة من التعليم، وله دور في تنمية الكوادر الوطنية البشريَّة التي تعمل علي رفع مستوى المجتمع، وهذا ما أكده المجلس التعليمي الأمريكي، حيث أورد: "إن نوعيَّة أي أمة تعتمد علي نوعيَّة مواطنيها، وإن نوعيَّة مواطنيها تعتمد علي نوعيَّة تعليمهم، وإن نوعيَّة تعليمهم، تعتمد علي نوعيَّة مُعلِّميهم أكثر مما تعتمد علي أي عامل آخر بمفرده".

 

ومن هذه المشكلات

مشكلة تطبيق الحاسب في التعليم.

 

المشكلة الحضاريَّة

إن المتتبع لواقع معظم نظم التعليم في الدول العربيَّة يجد أنه لا توجد طريقة موحدة وعامة في هذة الدول لإدخال الحاسب في مجال التعليم والدولة التي ترغب في عمل ذلك عليها أن تتفحص جيداً خبراتها المتراكمة، والخلفية الحضاريَّة العامة لنظامها التربوي، وكذلك المشاكل التعليميَّة من أجل تحديد كيفيَّة تحقيق مثل هذا الإنجاز.

ويمكن التغلُّب على هذه المشكلة بإبراز النجاح الكبير المحدود الذي حققته التكنولوجيا التعليميَّة وأنه مشجع مما يجعلها تستحق التوسعة المخطط لها بعناية.

 

المشكلة البيئيَّة

إن الظواهر البيئيَّة تنشأ لكون أجهزة الحاسب حساسة للعوامل المناخية مثل: الرطوبة، الحرارة، الغبار. لذا يجب حمايتها من هذه العوامل باستمرار.

 

كما أنها حساسة للعوامل الفيزيائيَّة مثل:

الاهتزاز والصدمات الميكانيكيَّة والكهربائيَّة. لذا يجب ألا تنقل الأجهزة مرات عديدة، ويراعى عند نقلها الحرص الشديد.

 

ومن المشاكل الأخرى توفر مصادر الطاقة الكهربائيَّة إذا ما وضعت أجهزة الحاسب في المدارس التقليديَّة في الدول العربيَّة.

 

مشكلة الموارد البشريَّة والماليَّة:

من أهم المشكلات التي تقف عائقاً أمام تطبيق الحاسب في التعليم في معظم الدول العربيَّة هي نقص الموارد البشريَّة، ويمكن التغلُّب على مشكلة الموارد هذه بالآتي:

  • تأهيل كوادر بشريَّة عن طريق الدورات التدريبيَّة.
  • توفير تطبيقات للتعليم المستند على الحاسب بحيث تكون ذات كفاءة جيدة من حيث السعر.
  • تدريب المُعلِّمين على إنتاج البرامج التعليميَّة.
  • القيام بدراسة مُفصَّلة للتكلفة قبل اتخاذ أي قرار بشأن التنفيذ.

 

مشكلة التوافق مع المنهج المدرسي:

إن مشكلة تطابق برامج الحاسب التعليميَّة، البرمجيات المناسبة مع المناهج الدراسيَّة تظل قائمة حتى في الولايات المتحدة الأمريكيَّة، والأمر ذاته يحدث في العالم العربي. فلكي تصبح برامج الحاسب جزءاً من منهج معين في المدارس العربيَّة، يجب أن تحقق بعض الشروط الخاصة بعمليَّة التوافق. وللتغلُّب على مشكلة التوافق مع المنهج المدرسي يمكن القول، إن برامج الحاسب التعليميَّة يجب أن تطوَّر محلياً.

 

مشكلة التقبُّل وتكوين الوعي:

لا بد من أن نضع في الحسبان توجهات ومواقف المُستخدِمين لبرامج الحاسب التعليميَّة داخل مجتمع الدراسة وخارجها، وذلك قبل تطبيق تكنولوجيا الحاسب. ويمكن التغلُّب على عدم القبول بأن يتصدى لها فريق من الخبراء وتشجيعهم على ذلك وهذا سوف يؤدي إلى تضييق الهوة بين مستوى التعليم ونوعيته في تلك الدول التي تستخدم الحاسب في التعليم.

 

مشكلة الأجهزة:

مما يجدر ذكره أن معظم مشاكل الأجهزة شائعة ومتشابهة في كل الدول وذلك لأنها مشاكل فنيَّة بحتة مثل:

  • عدم التطابق بين الأنواع المختلفة من الحاسبات الآليَّة.
  • عدم توافر الصيانة وقطع الغيار.
  • تطوُّر تكنولوجيا الحاسب بشكل جذري وسريع.

وللتغلُّب على مشكلة الأجهزة يجب على الدول العربيَّة أن تتبع سياسة خاصة بالأجهزة، وهذا الجانب يحتاج إلى استقصاء ودراسة، والحل الوحيد هو إنشاء المصانع المحلية لدى كل دولة أو على الأقل تصنيع بعض القطع الصغيرة الخاصة بالحاسب.

 

مشكلة إعداد وتدريب المُعلِّم:

تُعَدُّ مشكلة إعداد المُعلِّم وتدريبه من أهم المشكلات ولذا لا زال ولن يزال العالم العربي يعاني من قلة المُعلِّمين في مجال الحاسب. وللتغلُّب على مشكلة إعداد وتدريب المُعلِّم نجد أن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من برامج التدريب في علم الحاسب لإعداد المُعلِّمين على إنتاج البرمجيات التعليميَّة، وكذلك المواصلة في تدريب المُعلِّمين ووضع مادة استخدام الحاسب في التعليم أحد المُتطلَّبات الأساسيَّة في كليات التربية.

 

مشكلة الإحساس بالعجز عند الفرد بتبعيته للتكنولوجيا:

من أخطر الآثار السلبيَّة للحاسب أن ينشأ عند الفرد إحساس بالعجز بتبعيته للتكنولوجيا أو إحساس بالتدني. فإن التلميذ إذا حل كل مسائل الحساب مثلاً بوساطة الحاسب، أحس بعدم القدرة على حلها بغيره، لأن قدرته على إجراء عمليات الضرب أو القسمة مثلاً لمّا تنمها المدرسة أبداً، وقد ظهرت هذه الظاهرة في بدء ظهور الحاسبات الآليَّة. وللتغلُّب على مشكلة الإحساس بالعجز عند الفرد بتبعيته للتكنولوجيا يجب أن نحرص على أن يفهم التلاميذ العمليات التي يقوم عليها أداء الحاسب، وتتاح الفرص للتلاميذ بممارسة هذه العمليات بأيديهم بين حين وآخر.

 

مشكلة عدم تنمية القدرة على التواصل بشكل طبيعي

هناك أثر سلبي ينشأ من طبيعة مدخلات الحاسب، وهي أنه يتطلَّب غالباً استجابات أو أوامر أو جمل مختصرة جداً، وبذلك لا ينمي عند الطلاب القدرة على التواصل بشكل طبيعي. وللتغلُّب على مشكلة عدم تنمية القدرة على التواصل بشكل طبيعي يجب أن يشجع المُتعلِّمين على أن يفكروا في المشكلات قبل أن يستجيبوا للحاسب بهذه الاستجابات المختصرة، ولذلك ينصح بأن تستخدم البرامج التي تتطلَّب من المُتعلِّم تفكيراً عالياً، وتشجعهم على أن يناقشوا تلك المشكلات مع زملائهم في الدراسة.

 

مشكلة الجمود في التفكير واللا إنسانيَّة:

من الممكن أن يدفع الحاسب المُتعلِّمين إلى الجمود في التفكير واللاإنسانيَّة، وقد تؤثر هذه اللاإنسانيَّة في معاييرهم القيمة، لأنه إذا كانت لهذه الأجهزة القيمة العظمى في أعينهم فقد يستخلص المُتعلِّمون من ذلك أن العنصر الإنساني أقل أهمية. والتغلُّب على مشكلة الجمود في التفكير واللاإنسانيَّة يجب أن يُستخدم الحاسب بصفته أداة تُستخدم لتحقيق أهداف المنهج الذي يرفع قيمة الإنسان، ويحفل بالعنصر الشخصي في المعاملات الإنسانيَّة.

 

مشكلة ملكيَّة الحاسب:

إن ملكيَّة الحاسب لا تتيسر لكثير من الطلاب، فإذا كان الحاسب يجلب نفعاً وخيراً، ولا يصل هذا الخير إلَّا إلى عدد قليل ممن يستطيعون شراءه، فإن الفجوة بين من يملكون أجهزة الحاسب وبين من لا يملكونه ستتسع. وللتغلُّب على مشكلة ملكيَّة الحاسب يجب أن نسلم بأن حل هذه المشكلة لا يأتي بأن نمنع الحاسب من المتفوقين أو الموهوبين ولا أبناء الأغنياء من استعمال الحاسب، ولكن أن نيسر هذا الجهاز لكل طالب ليستفيد منه حسب قدرته وفي حدود إمكاناته.

 

مشكلة ملكيَّة البرامج:

تعد مشكلة ملكيَّة البرامج الأصلية، أي ذات الحقوق المحفوظة للنشر والبيع، من المشاكل الأساسيَّة في الحاسب وذلك لارتفاع أسعارها بصورة معجزة في بعض الأحيان وخاصة في المدارس. والحل هو إنتاج برامج مماثلة للتدريب على مستوى الوزارة أو الدولة.

 

مشكلة التقليل من التفاعل الإنساني في التربية:

يرى بعض التربويين أن التكنولوجيا الحديثة تُقلِّل من مستوي التعليم، وهذا قول بعيد عن الصحة: لأن المُعلِّم يستطيع أن يستخدم التكنولوجيا الحديثة في تعليم الطلاب أساسيات الموضوعات التعليميَّة بكفاءة أكبر مما لو علمها هو بدون استخدام التكنولوجيا. كما أن المُعلِّم يمكن يوجه جهده إلى تلبية حاجات المُتعلِّمين بصفتهم أفراداً مما يتيح فرصة تفاعل أكثر بينه وبينهم.

 

الفاعليَّة

والفاعليَّة والتفاعل مع المواقف والمشكلات والتي تتعلَّق بالإدارة المدرسيَّة والتوجيه والإشراف وتظهر فى:

  • الخوف من عدم اهتمام الإدارة المدرسيَّة بالمُعلِّم الجديد وعدم تقديم الحوافز المعنويَّة مكافأة له على عمله ونشاطه.
  • اهتمام الإدارة المدرسيَّة بالنواحي الإداريَّة الشكليَّة على حساب اهتمامها بالعمليَّة التربويَّة، فلا تهتم بأمور المُعلِّم ومساندته في التصدي للطلبة المشاغبين.
  • المركزيَّة الشديدة التي تنتهجها الإدارة المدرسيَّة في اتخاذ القرارات وتأثير ذلك في دور المُعلِّم في ضبط سلوكيات الطلبة.
  • افتقاد الإدارة المدرسيَّة لصلاحيَّة ردع الطلبة أو المساعدة على دفعه إلى الاهتمام بدروسه (حسن، 1997).

 

مشكلات تتعلَّق بالإشراف والتوجيه

في دراسة قام بها حسن (1997) وتطرق فيها إلى استقصاء أوجه المعاناة التي يلاحظها المُعلِّمون والمُعلِّمات في المدارس القطرية فيما يتعلَّق بالإشراف والتوجيه المدرسي. ومن أبرز هذه المشكلات:

  1. افتقاد بعض الموجهين والمشرفين للعدالة في التعامل مع المُعلِّمين وخاصة المُعلِّمين الجدد قليلي الخبرة في التدريس.
  2. بعض المشرفين التربويين لا يؤدون عملهم بروح المشرفين، بل بروح المفتشين الذين يتصدون الأخطاء.
  3. يطالب المشرفون المُعلِّمين الجدد بإنجاز أعمال تفوق قدراتهم وأوقاتهم.
  4. مطالبة المُعلِّم الجديد بمهام خارج نطاق العمل المدرسي، في الوقت الذي لا تتوافر فيه إمكانات التدريس وممارستهم النشاط.
  5. عدم منح المُعلِّم الجديد صلاحيَّة تنفيذ طرائق تربويَّة جديدة في التعليم أو تجريب الجديد في مجال التربية.
  6. ويرى سليمان وحسن (1990) أن المُعلِّم في عامه الأول من التدريس يشعر بوجود بعض المشكلات الحقيقيَّة في أثناء ممارسته لعمله، وفي هذه الفترة الزمنيَّة يمكن للمُعلِّم أن يحدد المشكلات التي تعترضه قبل حدوثها لاحتمالين:
  • أنه يتغلَّب في الأعوام الآتية على بعض المشكلات بشكل منفرد أي تصبح لديه الخبرة الكافية لمعالجة مثل هذه المشكلات.
  • أنه ينخرط في الأعوام الآتية في الروتين المدرسي السائد أو بمعنى آخر يصبح جزءاً من هذا الروتين المدرسي اليومي فتكون نظرته مركزة على ما هو كائن لا على ما يجب أن يكون.

 

ويواجه المُعلِّم المبتدئ عند بدئه عمله ما أطلق عليه في الكتابات التربويَّة بصدمة الواقع أو صدمة الحقيقة (The Reality Shock) ومن أهم أسبابها كما حدَّدها "فينمان":

  1. أسباب شخصيَّة: منها الاختيار الخاطئ لمهنة التدريس، وحدوث مواقف غير محتملة، ووجود صفات شخصيَّة غير مناسبة.
  2. أسباب موقفيَّة: التدريب المهني غير الملائم، ووضع المدرسة الصعب (من إدارة بيروقراطية أو تسلطية أو هيئة تدريسيَّة غير ملائمة أو نقص في الخامات والتجهيزات أو عدم وضوح الأهداف التعليميَّة أو تدخل الوالدين في عمل المدرس)، إعطاء المدرسين الجدد صفوف ضعيفة أو إعطاؤهم مواد في غير تخصصهم.
  3. أسباب أخرى: أنهم يكونون تحت التدريب لمُتطلَّبات عملهم، ولا يوجد أسس ومعايير واضحة في تدريب المدرسين، إن السنة الأولى من التدريس تكون بداية تحمل مسؤوليات (البحث عن سكن جديد، تكوين عائلة، تكوين أصدقاء….)، بعد أن يكون المُدرِّس طالباً حراً، يتحوَّل إلى قيود الحياة المهنيَّة ومسؤولياتها (خاطر، 1999(.

 

وقد اهتم العلماء والباحثون بالمُعلِّم المبتدئ ومشكلاته حيث تحدث "أبو الروس" عنها وحصرها في الآتي: مُدرِّس في مدرسة بنات خاصة إذا كان أعزبَ، أو مُدرِّس يتسلم عمله في مدارس ريفية، أو المُدرِّس ومشكلة الغش، أو المُدرِّس والصف الرديء (الطلبة المشاغبون)، أو مواجهة أسئلة لا يعرف شيئاً عن أجوبتها، أو المُدرِّس وعلاقته بالناظر وزملائه في العمل (الترتوري والقضاه، 2006).

 

أما قنديل فحصرها في الآتي: الفجوة بين النظريَّة والتطبيق، وعزوف الطلاب عن الدرس، والأسئلة المحرجة، وإنهاء روتينات الدرس، والتدريس في وجود زائر، وتوفير المواد والأجهزة التعليميَّة (قنديل، 1993).

 

وحصرتها "خضر" فالآتي: حفظ النظام الناتج عن إدارة صفيَّة ضعيفة، وضعف التدريس سواء في المادة أم في الطريقة، والتخطيط في إعداد الدرس اليومي، والروتين المدرسي (خاطر، 1999).

 

وقد قام "ليم وكيلرج"- وهما مهتمان بأمور المُعلِّم والتعليم - بتحديد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المُعلِّمون المبتدئون في المدارس الثانويَّة وذلك من خلال محادثات أجرياها مع العديد من مديري المدارس الثانويَّة وكانت كالآتي: يتحدَّث كثيراً وبسرعة، يحاضر كثيراً مع قلة المناقشات داخل الصف، يعطي درجة سخية عند تقويمه لإجابات التلميذ على الرغم من أن الإجابة غير كافية، ملابسه غير مهذبة، يسمح للتلميذ بمخالفة القواعد وأنظمة القسم، يسيء في تدريسه إلى الكتاب تاركاً بعض الأجزاء، يهمل في القيام بالأعمال الروتينيَّة وكتابة التقارير، لا يوضح للتلاميذ التعيينات والواجبات، متساهل في السيطرة على الصف، غير ملم بالنظم المحلية للولاية، لا يتقن مهارة توجيه الأسئلة، أهداف الدرس غير واضحة، كتابته السبورية رديئة، يقضي جزءاً كبيراً من الوقت في الجلوس إلى المنضدة (خاطر، 1999).

 

إن المشكلات التي تم سردها يشعر بها المُعلِّم المبتدئ أكثر من غيره من المُعلِّمين ذوي الخبرة وذلك لسببين:

  1. المواجهة الأولى لهذه المشكلات وقلة الخبرة التي تؤهله لحلها.
  2. عدم تبصيره بتلك المشكلات سواء من مديري المدارس المستقبلة له أو من خلال عقد دورات تدريبيَّة خاصة قبل الخدمة. ولا يعني ذلك عدم وجود مشكلات أخرى تعترض المُعلِّم المبتدئ، فهي كثيرة ومُتعدِّدة وذات اهتمام واسع.

فالمُعلِّم، منذ أن وجد التعليم، ما زال يقدم خدمة مهنيَّة إلى أمته من خلال تمكين التلاميذ من اكتساب المعارف والمثل العليا، وتذوق معنى الحرية، والمسؤولية، ومن خلال تمكينهم من اكتساب مهارات التفكير الناقد، والمواطنة الصالحة، وإذا ما قيل إن مستقبل الأمة ومصيرها إنما يكونان في أيدي أولئك الذين يربون أجيالها الناشئة، فلن يكون ذلك القول بعيداً عن الصحة، إن لم يكن مطابقاً لها، ومن هنا كانت مكانة المُعلِّم بين الأمم مكانة رفيعة جداً، ولعل أرفع ما وصلت إليه هذه المكانة. ومن أجل ذلك كأن لابد من حل بعض المشكلات التي تعترض إعداد المُعلِّم وكيفيَّة إيجاد حلول لهذه المشكلات حتى يتسنى للمُعلِّم القيام بعمله على أكمل وجه