العلاقة المنظومية بين البيئة التربوية والبيئة التعليمية

التربية والتعليم مرتبطان مع بعضهما البعض في نظام منظومي لا يفترقان نهائياً ، حيث التعليم يبنى على التربية. وبيئة الفرد تشكل أسلوب ومنهجية تربيته. حيث من منطلق بيئة الفرد تتشكل نوعية تربيته والتي تنعكس على مستوي تعليمه. فنجد هنا أن أكثر من عنصر يرتبط برباط منظومي مع عنصر آخر.



وتعتبر نوعية البيئة الاجتماعية من العناصر الأساسية في تربية الطفل والتي تنعكس على مستوى تعليمه للحياة ثم للعلوم الإنسانية والعلمية على السواء. فنجد الأسرة المتدنية تربي طفلها على معتقداتها وديانتها وكذلك على عاداتها وتقاليدها، وهذا ينعكس على تكوين فكر الطفل. ويوجد عنصر آخر له تأثير جزري على نشأة الطفل وهي العلاقات الأسرية التي يتفاعل الطفل معها. فإذا كانت هذه العلاقات قوية ومترابطة برباط منظومي يحافظ على عاداته وتقاليده فتجد الطفل ينشأ بصفات اجتماعية تجعله يندمج أسرياً واجتماعيا. أما العكس فتجعل الطفل منعزلاً وينشأ على الانعزالية والبعد عن مجتمعه.



نجد هنا أن لدينا نوعين من الأطفال: النوع الأول منشأه انطوائي يفضل الانعزالية والنوع الأخر اجتماعي ويفضل الترابط. ويجب مراعاة أن كلا النوعين يتواجدان في الأسر الغنية وكذلك الفقيرة. فهل يمكن للتعليم ربط النوعين برباط منظومي يجمع بين أفكارهما وسلوكهما ويجعل كل منهما إضافة جيدة في نمو وتطور المجتمع؟ الإجابة نعم من منطلق نوعية التعليم وفلسفته التي تجمع بين أفكارهما.



وقبل أن نخوض في عناصر التعليم والتعلم وفلسفتها، نفضل أن نوضح أن كلا النوعين أعلاه لهما تأثير إيجابي على المجتمع. من منطلق أن الفرد الإنعزالى قد يكون مفيد من ناحية انعزاليته في خدمة مجتمعه وهذا كذلك ينطبق على الفرد الاجتماعي. وكذلك قد يوجد تأثير سلبي لكلا النوعين على المجتمع. من منطلق أن الفرد الانعزالي والفرد الاجتماعي كان منشأهما على معتقدات فاسدة تجعل سلوكهما مدمر لمجتمعهم.