الشروع بالعمل الاستشاري: المخاطر الانفعالية التي لا يتحدثُ أحدٌ عنها الجزء الاول

إن الشروع بالعمل الاستشاري ليس بالأمر السهل— ولا حتى التعامل مع المخاطر الانفعالية التي ستواجهها لا محالة. أنت تمتلك المهارة. تمتلك الخبرة. تمتلك المعرفة والاطلاع الواسع والموهبة. وقد سئمتَ أيضاً من العمل لحساب شخصاً آخر. لذلك عليك اتخاذ القراربشأنالشروع بعملٍ استشاري.

إنك لست الوحيد: يفتتحُ الآف الأشخاص الشركات في كلِ عام. لكنّ بناء شركة استشارية ناجحة سرعان ما يتحول إلى أمر أصعب بكثير مما كانوا يتصورون...وذلك لأسباب لم تفكر بها ملياً.



لذلك حصلتُ على المشورة من السيد Ash Varma، مؤسس شركة "فارما و شُركاؤه"، وهي شركةٌ استشاريةٌ يناهزُ عمرها الـ25 عاماً، (ويترأس السيد Ash منصبَ المدير المالي والمدير التنفيذي لشركة Jennifer Brown للاستشارات ومنصبَ كوتش تنفيذي لعدد من كبار المدراء الماليون التنفيذيون ونائبيهم. لذلك نعم، هو على درايةٍ بما يتحدث).


يصرح السيد
Ash فيما يلي:

يدرك معظم الناس العقبات "الموضوعية" التي تواجههم عند بناء عمل استشاري ناجح: كرأس المال، الدعم، المنافسة، النمو... وطاقم العمل بأكمله. تبدو هذهِ القائمة هائلة.

لكن ماذا عن العقبات الانفعالية التي ينطوي عليها البدء بعملك الخاص؟ القليلُ من الناس هم على استعدادٍ لتحملِ عِظمَ التحديات الانفعالية التي سيواجهُنها –وعددٌ أقل بكثيرٍ هم على استعدادٍ على تخطي هذهِ العقبات.

نستعرض فيما يلي ثلاثة منها:


1. التحدي المتمثل في تحديد من تكون أنت... وبماذا تقوم بالفعل.

يبدو تحديد نفسك وعملك أمراً سهلاً من الناحية النظرية، لكن في واقع الأمر هو صعباٌ للغاية.

على سبيل المثال، لنفترض أنك محامياً تعمل لصالح شركة كبيرة. هل ستستمر بنفس مجالات العمل؟ أم انك سوف تحتاج إلى توسعة مجال عملك وتصبح شخصاً غير اختصاصياً ؟

من ناحية أُخرى، ربما أنك أحببت وقمت بالعديد من الأشياء المختلفة—ماذا ستفعل الآن؟ هل ستبقى شخصاً غير اختصاصياً أم أنك ستحدد نطاق تركيزك؟

يمكن أن يكون من الصعب اتخاذ مثل هذا القرار، لكن بعد ذلك ستواجه أحد التحديات الانفعالية الأخرى: تحقيق التوازن بين ما تريد القيام به وبين ما تحتاج إلى القيام به .

سعيتُ جاهداً في البداية للإجابة على هذهِ الأسئلة. أحببتُ القيام بعدد من الأشياء المختلفة وواجهتُ صعوبة في إقرار كيفية تحديد مجالي. كنتُ ماهراً في تسوية الصفقات وكنت على مقدرة بإدارة الشركات في مجال الإعلام .... وأحببتُ أيضاً العمل مع الشركات الناشئة والمشاريع الجديدة

وأدى ذلك إلى...

المأزق الانفعالي  رقم #1.

لا أحد يخبرك عن مدى العزلة التي أنت فيها كي تبقى في حالة من التركيز والاتزان العقلي بينما تكافح من أجل عملك الأهم الأول. أنت تعلم أنك بحاجة إلى التركيز على إيجاد والوصول إلى أفضل الزبائن، لكن في ذات الوقت ينبغي أن تتحدث حرفياً إلى أي شخص يمكنك إيجاده حتى تتمكن بالفعل من الوصول إلى الزبائن النافعين (إذا كنت تنتظر الحصول على الزبون المثالي فيمكنك بسهولة النظر إلى نفسك وانت تصبح خارج سوق العمل.)

إن هذا يستنزفُك عاطفياً--  أنت تعمل في الوقت نفسه على تحديد وتخصيص مجال عملك وأنت بحاجة أيضاً إلى نشر وتوسعة مجالك تماماً من أجل النجاح بعملك. إن الصراع العقلي الناجم عن هذا الأمر لا يكون متعباً فحسب وإنما يستنزفٌكَ عاطفياً أيضاً.

أضف إلى ذلك حقيقة ما إذا كانت عائلتك داعمة لك، ليس بمقدورهم بالفعل مساعدتك أو تقديم العون لك. إنّ جُلَّ ما في الأمرِ يقع على عاتقك أنت –لا أحد بقدورهِ ، باستثناء استشاري آخر، تفهم الأمر والشعور بألمك.

في أيام عملي الأولى توجبَ علي بالطبع القيام بدور الواسع وضيق النطاق في الوقتِ ذاته، وكان أمراً مُرهقا بالفعل جسدياً وعقلياً. أنت بحاجة إلى أن تكون صبوراً واثقاً. أنت بحاجة إلى أن تكون منفتحاً نحو توسعة مجالك بينما تعمل باستمرار على تخصيصه.

أعلم أنك ستواجه التحديات. انظر إليها على أنها عقبة لكي تتغلب عليها—لأنهُ، في الوقت المناسب، ستقوم بذلك.


2. التحدي المتمثل في الوصول إلى زبونك الأهم الأول... والتعامل مع الفشل.

 
كيف تصل إلى زبونك الأهم الأول؟

لقد قمتُ بتوسيع دائرة البحث وكنت فخوراً جداً بعدد الزبائن المحتملين الذين عملت على تنظيمهم. لكن بمضي شهور من عامي الأول لازلتُ لم أتوصل بعد إلى العمل الرئيسي ذي الدخل الاكبر.

اعتقدتُ حقاً أني قد توصلتُ إلى أحدهم وكنا على وشك الانتهاء. أمضيت شهوراً على ذلك، وعملتُ على صياغتها لتتفق تماماً مع احتياجات الزبون. وقد أدى ذلك إلى المأزق التالي في المقالة المقبلة...

المصدر
ترجمة: مجد الدين شمس
تدقيق: مالك اللحام