التعليم المرتكز على الطالب والتعليم الالكتروني
بعد التطوُّر الكبير في نظريات التعليم والتربية، ظهر مصطلح التعليم المرتكز على الطالب والذي يعني التعليم الذي يجعل الطالب في مركز الاهتمام فما هذا المصطلح؟ وما علاقته بالتعليم الإلكتروني؟
التعليم التقليدي
هو العمليَّة التعليميَّة التي يتم فيها المقابلة الشخصيَّة بين الأستاذ والطالب في المدرسة أو الجامعة، بحيث يقوم الأستاذ بعرض المعلومة ومحاولة إيصالها بشكلٍ مفهومٍإلى الطالب، ويتم خلال هذه العمليَّة بعمل تقويمٍ على المعلومات والمفاهيم التي يجب على الطالب أن يكون حاصلاً عليها.
لذا إن نظرنا إلى الجهد المبذول في هذه الطريقة فسوف يتضح لنا أنَّ الجهد كله يتم بذله من قِبَلِ الأستاذ أو المُعلِّم أو المُدرِّب، حيث يتركَّز التعليم في طرف الأستاذ: لأنَّه هو المسؤول عن تعليم الطالب وهو المسؤول عن اختيار المادة التعليميَّة ومتابعتها مع الطالب وتقويم حصول الطالب على المعلومة.
حسنات التعليم المرتكز على الأستاذ
- يبقى الصف المدرسي منضبطاً بسبب أنّ السلطة كاملةً بيد الأستاذ.
- ولأن الأستاذ يقوم بإعطاء المعلومة كاملةً فلن يخشى الطلاب من أن تفوتهم أي معلومة هامة.
- المعلومات التي ليست لها علاقةٌ بالمُقرَّر التعليمي يتم حذفها من قِبَلِ الأستاذ مباشرة دون أن تخلق تشويشاً على الطالب.
سلبيات التعليم المرتكز على الأستاذ
- بما أنّ العمل كله يرتكز على الأستاذ، فلن تكون هناك مهارات التواصل بين الطلاب أنفسهم، مما قد يسبب نقصاً في هذه المهارات.
- وبما أنهم يعملون وحدهم فلنتتوافر هناك روح الجماعة والعمل ضمن الفريق، إن العمل بشكلٍ مشتركٍ بين الطلاب يجعل الأمر أكثر فائدة.
- الملل الذي يسببه الإعطاء المستمر من قِبَلِ الأستاذ ودون تفاعلٍ من قِبَل الطلبة.
- لا يوجد هناك أهميةً للأفكار الفرديَّة ذلك لأنّ هذا النمط من التعليم لا يسمح للطلاب بالتعبير عن آرائهم.
- المصادر والمراجع أقل حيث يتم الاعتماد فقط على المادة التعليميَّة التي يُقدِّمها الأستاذ.
- منهج التعليم يتم تصميمه لجميع الطلاب وبجميع مستوياتهم لذا لن تكون هناك في الحسبانالفروقات الفرديَّة بين الطلاب.
وهكذا بقيت العمليَّة التعليميَّة بالطريقة التقليديَّة إلى أن ظهرت بعض النظريات التربويَّة التي اخترعت بعض النشاطات داخل الصف ومن ثمَّ انتقل تركيز الاهتمام إلى الطالب بدل الأستاذ، حيث أصبح للطالب دور أهم في التعليم بسبب أنَّ هذه النشاطات تُركِّز بشكل شخصي على المُتعلِّم.
التعليم المرتكز على الطالب
هو الذي يُركِّز على احتياجات الطالب أكثر من أيٍّ من المشاركين في العمليَّة التعليميَّة. بحيث يمكن للفروقات الفرديَّة والقدرات الخاصة لدى الطالب أن تظهر، وذلك من خلال النشاطات والمشاريع التي يتم إنجازها بمشاركة جماعيَّة بين الطلاب.
ميزات التعليم المرتكز على الطالب
- الطلاب يشاركون في عمليَّة التعليم، فيقدمون آراءهم عن المنهاج المطلوب، بل ويقومون بتعديله ودراسة الأمور الأكثر حداثةً في هذا المجال.
- يتعلَّم الطالب كيفيَّة توجيه تعليمه الخاص بقدراته الخاصة.
- يصبح الطلاب أكثر فعاليَّة عندما يتعلَّمون بشكلٍ جماعيٍّ ومشتركٍ من خلال التفاعل فيما بينهم.
- يُشجِّع على الابتكار والاختراع.
- يساعد الطالب على تنميَّة خبرات التعلُّم الذاتي (Autonomy in Learning) وتحمل مسؤولية تعليمه.
- يقوِّمُ الطلاب بعضُهم بعضاً (Peer review).
- يعزِّز حِسَّ المسؤولية لدى الطالب.
سيِّئات التعليم المرتكز على الطالب
- لكون هذا التعلُّم قائماً على النشاطات الجماعيَّة فإن الصف المدرسي ستسوده دائماً حالةً من الضجيج والضوضاء.
- قد لا يستطيع الأستاذ متابعة جميع الطلاب في مشاريعهم ونشاطاتهم.
- قد يحاول بعض الطلاب العمل بمفردهم الأمر الذي قد يولّد هناك بعض المشاكل.
ومع ظهور ثورة التعليم الإلكتروني، أصبح من الممكن حقاً تجريب أساليب التعليم المرتكز على الطالب بكل سهولةٍ وفعاليَّة. فالتكنولوجيا الآن أصبحت تُقدِّم لنا:
- أدوات رائعة لإظهار القدرات الذاتيَّة لدى الطالب.
- مواقع وبرامج لمتابعة المشاريع الجماعيَّة.
- نظم إدارة محتوى تعليمي إلكتروني بحيث تصبح متابعة الطالب أكثر سهولة.
- وغيرها...
التعليم الإلكتروني باستخدام أدوات ويب (2.0) يجعل التعليم أكثر تأثيراً في المخرجات التعليميَّة لدى الطالب:
- إن لاستخدام المدونات في كتابة تقارير التعليم فوائد كثيرة، فالطلاب يتفاعلون فيما بينهم ويقومون بالتعليق وإضافة الأفكار إلى مدوّنات بعضهم البعض، هذا المناخ من التفاعل وتبادل الافكار هو لبُّ التعليم المرتكز على الطالب. ويمكن استخدام المدونات في كتابة الروايات أو المقالات أو حتى ما يجول في خاطر الطلاب، أهم موقعين للتدوين (com)و( .(Blogger.com
- استخدام مواقع رفع الصور يتيح للطالب إظهار إبداعه في استخدام برامج التصميم والتصوير، ويعزز من تقدير الطالب لنفسه من خلال عرضه لهذه الصور عبر الشبكة العنكبوتية بحيث يطَّلع عليها جمهورٌ واسعٌ من القراء في العالم. أهم موقع لنشر الصور(com.
- استخدام وقراءة موسوعات وبرامج (Wikis) هو أمرٌ مفيدٌ أيضاً، فالطالب الآن أصبح في إمكانه إضافة المقالة العلميَّة وتعديل أي اطروحة علميَّة دون أي قيد.
- استخدام مواقع وبرامج نشر العروض التقديمية وغيرها، يفتح المجال الواسع للطالب للتعرُّف على خبرات عالميَّة والحصول على تقويم كبير من الجمهور الكبير في عالم الإنترنت. أهم موقع (net).
- وهذه قائمة كبيرة بأهم المواقع لاستعمالها في الصف عبر الإنترنت من هنا.
وهكذا رأينا أن استخدام التكنولوجيا يعزِّز فعاليَّة التعليم وترسيخ المعلومة في ذهن الطالب، هذا ويجعله أيضاً أكثر إنتاجاً وتفاعلاً مع أقرانه وزملائه في الصف، والجميل في الموضوع أن التكنولوجيا في تطوُّرٍ مستمرٍ لذا فإن المواقع المفيدة والخدمات الرائعة في التعليم لا تنتهي.
المراجع
http://basandila.alafdal.net/t15-topic
http://en.wikipedia.org/wiki/Student-centred_learning
http://www.nea.org/tools/lessons/48913.htm
http://www.usciences.edu/teaching/Learner-Centered/
http://web2014.discoveryeducation.com/web20tools.cfm
الصورة