التعليم الإلكتروني ودوره في تطوير التعليم العالي

تتحدَّث الدكتورة (إنصاف عباس) في مقالتها الآتية عن دور التعليم الإلكتروني في تطوير التعليم العالي وتحديثه وكيف تكون إسهامات التعليم الإلكتروني دافعةً بقوة نحو تطوير جميع من يساهم في العمليَّة التعليميَّة.



مُقدِّمة
يشهد قطاع التعليم مؤخراً نقلة نوعيَّة من التعليم إلى التعلُّم وذلك بسبب التطوُّر الكبير في تكنولوجيا المعلومات وانتشار الشبكة العنكبوتية، وعليه فإن الكثير من مُؤسَّسات التعليم العالي وجدت أنَّه لا خِيار أمامها سوى تبني التعليم الإلكتروني ودمجه في برامجها التعليميَّة. ولا شك في أنّ المتتبع للتطوُّرات المعاصرة في التعليم يرى أنَّ التعليم الإلكتروني هو مستقبل التعليم وعليه "فإننا نرى أنَّ هناك تزايداً مستمراً في الإقرار بأنَّ هذا النمط من التعليم يوفر فرصاً مساوية وربما أكبر لإيصال المعلومات من التعليم الوجاهي". (دانيال 2000) ففي هذ النمط من التعلُّم يتصل المُتعلِّمون والمُعلِّمون والمواد الدراسيَّة وبهذا الاتصال التعاوني التشاركي يتسع أفق التعلُّم وتزداد القدرة التعلميَّة للمُتعلِّم قوّةً واندفاعاً.

              

التعليم التقليدي والتعليم غير التقليدي
يمر التعليم العالي حالياً في مرحلة تغيير جوهري سيؤثر في مجمل العمليَّة التعليميَّة بحيث يتحول التعليم من الطريقة التقليديَّة إلى النظام غير التقليدي وعليه يتم التحوُّل من نظام نقل المعلومات عبر النظام المتمركز على المُعلِّم والذي يُركِّز على إعطاء المعلومات بطريقة الصف التقليدي والقلم والسبورة والامتحانات إلى النظام غير التقليدي الذي يرى أنّ التعليم "هو عمليَّة متصلة من بناء المعرفة والتفكير النقدي" (ويلكس 2005) حيث يشترك المُعلِّم والمُتعلِّم في تخاطب تعليمي يهدف إلى بناء شراكة ديناميكية بين الطرفين وكذلك إلى خلق كم معرفي من خلال الاشتراك في بناء الخبرات المشتركة. إن هذا النمط من التعليم يكون متمركزاً في الدارس حيث يصبح دور المُعلِّم ميسراً ودور المُتعلِّم شريكاً يرتبط بشكلٍ فعَّالٍ في بناء المعرفة التي تنتقل بعدها عبر وسائل غير تقليديَّة كما هو حاصل في الصفوف الافتراضيَّة (لوريلارد 1997) ويُقوِّم الدارس عندها باستخدام أساليب جديدة تتناسب والطريقة الجديدة في التعلم. ويشير كل من (بالوف وبرات 2009) إلى أنَّ هذا النمط من التعلُّم التشاركي يُشجِّع المُتعلِّمين على الاشتراك بشكل نشط في الحصول على المعرفة وتطويرها وبشكل عام فإنه يجعل الدارسين يفهمون المعلومات ويتذكرونها بنسبة تصل إلى (50%) خصوصاً عندما يشتركون في النشاطات الجماعيَّة وتصل نسبة التذكر إلى 

(90 %) عندما يتولَّى الدارسون دور النهوضبالمسؤولية في تعليم الآخرين.

 

وعليه فإننا نستطيع القول إنَّللتعلُّم الإلكتروني مزايا إيجابيَّة عديدة لكلٍّ منالمُتعلِّمين والقائمين على التعليم أهمها:

  • المرونة والسهولة في الاستخدام حيث يساهم هذا النمط في إلغاء قيود الزمان والمكان ويساهم في خفض النفقات (لايمان 1999).
  • الفاعليَّة حيث يدعم هذا النمط التعليم التقليدي ويقويه (اندرسون 1998) (ثومبسون ومور1997).
  • زيادة التفاعليَّة وتحسين الأداء حيث أثبتت الدراسات أن تفاعليَّة الدارسين بعضهم ببعض والتشارك في المعرفة تُشجِّع على التفكير الإبداعي وتؤدي إلى نتائج إيجابيَّة في التعلُّم وتزيد الدافعيَّة للتعلُّم (اندرسون 1998).

 

التحوُّل من التعليم إلى التعلم
يرتبط التعليم بالنمط التقليدي الوجاهي الذي يعتمد على إعطاء المعلومات وجهاً لوجه في داخل الصف أما التعلُّم فهو يعتمد على عمليَّة تعلميَّة تشاركية تفترض أنَّ التعلُّم يجب أن يربط محتوى التعلُّم بما يوجد في واقع الحياة وأنَّ التجربة التعلميَّة يجب أن تمثل الحياة الواقعيَّة حيث يجب أن يصبح المُتعلِّمون شركاء نشطين في بناء المعرفة وتجميعها.

وعليه فإن التعلُّم هنا يُركِّز على تطوير المهارات الإبداعية لدى المُتعلِّمين لتمكنهم من التفكير باستقلالية وتهيئهم إلى استخدام المعرفة المشتركة بطريقة بناءة (بيترز 1993، ويلز1993) ومن هنا فإن النقلة من التعليم إلى التعلُّم المتمركز في الدارس يقود إلى تغيير شامل في طرائق التعلُّم وطرائق تقديم المعرفة وطرائق تقويم التعليم. ولذا فإن على الجامعات أن تعيد النظر في البنى التحتية التكنولوجيَّة لديها لتضمن ملاءمتها لهذا التغيير الجوهري في البيئة التعليميَّة الجديدة. وهذا أيضاً يجب أن يقود إلى التغيير في طريقة التدريس.

 

التحديات التي تواجه التعليم الإلكتروني
يواجه تنفيذ التعليم الإلكتروني عادةً تحديات كبيرة أهمها:

  • بناء القدرات: يشكل هذا العامل العائق الرئيس أمام العديد من المُؤسَّسات التي تسعى إلى دمج التعليم الإلكتروني في مُؤسَّسات التعليم العالي لديها حيث يتطلَّب الأمر إعداد وتقويم مُقرَّرات إلكترونيَّة فعَّالة وهذا يحتاج إلى مهارات إضافيَّة مُتطوِّرة ويتطلب وقتاً وجهداً مُكثَّفين من المُعلِّمين، ومن المخاطر أيضاً في هذا المجال أنّ الدارسين قد يفتقرون إلى التواصل الوجاهي الإنساني بين المُعلِّم والدارس حيث يتم التواصل عبر الطريقة الإلكترونيَّة فقط.
  • إن هذا التعلُّم لا يتم إلَّا بالاتصال عبر الإنترنت ومن ثمَّ فإن الدارسين الذين يفتقرون إلى وسيلة الاتصال الإلكترونيَّة لن يكون في إمكانهم الاشتراك في التعلم.
  • وجود العديد من الواجبات المحلولة يغري الطلاب بالاستفادة منها وهذا يطرح سؤالاً أخلاقياً ويشكك في مصداقية التقويم بهذه الطريقة.
  • كثرة المواد التعليميَّة المتوافرة إلكترونياً تشكل أحياناً عقبة لدى الدارس في اختيار المواد العلميَّة التي يمكن الوثوق بها واعتمادها.
  • عدم ملاءمة هذا النمط من التعلُّم للمواضيع الدراسيَّة التي تحتاج إلى الكثير من التدريب العملي.

 

الخلاصة
إنّ التعليم الإلكتروني هو جزءٌ لا يتجزأ من العمليَّة التعليميَّة وإنّ دمجه مع الوسائل التقليديَّة في التعليم يشكل حاجة ماسة إلى تطوير التعليم العالي وإنَّ مُؤسَّسات التعليم العالي مدعوة بقوة إلى تبني سياسة دمج وتفعيل التعليم الإلكتروني في برامجها وذلك للاستفادة من مزاياه في إثراء التعليم العالي وتطويره وتنميَّة طرائق التعلُّم الجديدة لدى الدارسين وكذلك للاستفادة من التطوُّر التكنولوجي الضخم والمتزايد في دعم العماية التعليميَّة وفي تطوير مهارات الدارسين بما يتناسب مع هذا التطوُّر.


المصدر

إنَّ المقال (كما قرأنا) يتحدَّث عن أنَّ التعليم الإلكتروني يجعل لزاماً من القائمين على العمليَّة التعليميَّة القيام بتطوير أنفسهم وتطوير مهاراتهم وذلك للحاق بعجلة التطوير المستمرة. حيث كانت طريقة كتابة وتقديم المقالة جيدة حيث بدأ بالمفاهيم الأساسيَّة وعرض أهم النقاط ومن ثم انتقل إلى ترابط التعليم الإلكتروني بالتقنية، التقنية التي تتقدم باستمرار مما يعني أن التعليم الإلكتروني يتقدم باستمرار وعليه فإن الهيئة التعليميَّة يجب عليها ان تتقدم أيضاً.

حيث بقي تسلسل الافكار جيداً إلَّا أنَّ المقال قد انتقل إلى موضوع مختلف تماماً وهو العقبات التي تواجه التعليم الإلكتروني، حبذا أن تكون العقبات التي تواجه تطوير التعليم الإلكتروني أو تطوير التعليم معتمدة على التعليم الإلكتروني. 

يجب أن أشير إلى أن موضوع المقالة بشكل كامل لا يتصل بشكل مباشر بالعنوان الخاص به وهو مفهوم التعليم العالي، هذا الأمر خلق خللاً في منهجيتها حيث تحدثت المقالة عن علاقة التعليم الإلكتروني بتطوير منهجية التعليم بشكل عام وليس فقط بالتعليم العالي.