التعلُّم النشط (الناشط) يتعلَّم الأطفال ما يعيشونه

التعلُّم النشط هو الإطار الداعم للعمليَّة التعليميَّة، وهو التعلُّم الذي نستيطع من خلاله علاج ثلاثية التعليم المتبعة حول العالم (تلقين، وحفظ، واسترجاع)، أي التعليم من أجل التغيير، وهو التعليم الذي يهدف إلى بناء قدرات ومهارات المشاركين وليس فقط حشو دماغهم بالمعلومات. وهو التعليم الذي يهدف إلى تعزيز وعي المشاركين وتطويره بدلاً من فرض رأي الخبير / المُعلِّم.



التعلُّم عن طريق الممارسة واللعب:

  • يمر الأطفال كالكبار تماما .بأنجح وأمتع خبرات التعلُّم حين يكون النشاط والفعل هما الأساس الذي يبنون عليه أساس ما يتعلَّمونه بدلاً من تلقي المعلومات جاهزة.
  • وفي الواقع، إن كل ما يقوم به الأطفال في سنواتهم الأولى فيه تعلّم.فاللعب بالماء والرمل مدخل رائع إلى مفاهيم عمليَّة أساسيَّة وعلى الرغم من أن (التعليم الرسمي) يُوضِّح هذه المفاهيم للطفل في الكتب وغيرها، إلا أنّ (حفظها)لا يمكن أن يعوّض عن التجربة الحسيَّة المباشرة.
  • يحتاج الأطفال إلى اكتشاف ما يحيط بهم واختباره. وهم يتّبعون التكرار والتقليد والتجربة والخطأ من أجل أن يفهموا عالمهم ويوسّعوا مداركهم.
  • وحين يلعب الأطفال معاً يتعلَّمون مهارات الاتصال والمفاوضة والاتفاق والتعامل والمشاعر والصراعات، فضلاً عما يثيرهُ اللعب من خيال الأطفال وإبداعهم، وما يوفره من متعة.
  • حين يقلد الأطفال أدوار الكبار مثلاً في مواقف حياتيَّة يعيشونها، يصلون إلى فهم أفضل لدوافع سلوك الكبار، ويدركون بشكل أفضل تأثير ذلك كله في الأطفال أنفسهم بخاصّةً وفي المجتمع بعامة. إنّ فهم المشكلة أو الموضوع فهماً جيداً هو حجر الأساس لتخطيط نشاط ناجح وذي فائدة.

 

هل التعلُّم النشط منهج جديد في التعلُّم؟

قد يبدو للبعض أن التعلُّم النشط منهج جديد، وليد نظريات تربويَّة حديثة لكنه في الحقيقة من أقدم الأساليب التربويَّة والمستخدمة خارج جدران الأطر التعليميَّة. إنه تعبير عن عمليَّة التعلُّم الفطري لدى الأطفال. فما زال الأطفال يتعلَّمون رعاية إخوتهم الصغار وتدبير الشؤون المنزلية (وحتى الزراعية) من خلال مشاركتهم في الحياة اليوميَّة للعائلة وليس من النصوص في كتب القراءة المدرسيَّة. مرة أخرى نرى أن الأطفال يتعلَّمون حين يشاركون في النّهوض بالمسؤوليَّة وفي اتخاذ القرار.  ويكون تعلُّمهم أشمل وأعمق أثراً وأمتع بوجود كبار من حولهم يهتمون بمشاركته ويحترمونها ويوفرون بيئة داعمة وآمنة ومحفّزة إلى المزيد من الاكتشاف.

 

عناصر التعلُّم النشط:

لو استذكر كل منا من طفولته خبرة تعليميَّة إيجابيَّة معينة، ساهمت في تطوير قدرة ما، أو أضافت مفهوماً جديداً، أو عززت ثقة بالنفس وبالآخرين وتأملها لوجد فيها بعض العناصر الآتية (أو كلها) والتي تميز التعلُّم النشط من التعليم التلقيني المبني على حفظ المعلومات غيباً (دون أن ترتبط المعلومات بتجربة حية يختبرها الدارس):

  • يرتبط التعلُّم النشط (أو الفعَّال) بحياة الطفل اليوميَّة وواقعه واحتياجاته واهتماماته.
  • يحدث التعلُّم النشط من خلال تفاعل الطفل وتواصله مع أقرانه وأهله وأفراد مجتمعه وعبر اختبار البيئة المحيطة به اختباراً مباشراً.
  • يرتكز التعلُّم النشط على قدرات الطفل ووتيرة نموه وتطوره وإيقاع تعلّمه الخاصّين به وفي ذلك احترام للفروق الطبيعيَّة العادية فيما بين الأطفال.
  • التعلُّم النشط يضع الطفل حقاً في (مركز العمليَّة التعليميَّة).
  • المتعة أساس التعلُّم فقد يحفظ الأطفال المعلومات غيباً ويرددونها بإتقان ولكنهم لا يتعلَّمون ما لم يختبروا المتعة في الوصول إلى المعلومات.
  • إن دعم الكبار وتشجيعهم الطفل يزيد في فرص نجاحه.
  • تضمن المبادرة الذاتيَّة نجاح التعلُّم بمعنى أن قابلية الطفل للتعلُّم تكون في أوجها ومن الصعب أن يبادر الطفل لتعلم موضوع ما ،إذا كان لا يثير اهتمامه.
  • يحدث التعلُّم في جميع الأماكن التي ينشط فيها الأطفال، في البيت والمدرسة، وفي الشارع والحي ،وفي النادي وفي الطبيعة.
  • يحدث التعلُّم من خلال نشاط الأطفال وليس نتيجةً له ،غالباً ما يقاس تعلم الأطفال بكميَّة المعلومات التي يحفظونها دون الالتفات إلى عمليَّة التعلُّم ذاته (أو مساره).

 

المصدر

من كتاب رزمة المنشط في العمل مع الأطفال والناشئة من الفتيان والفتيات – ورشة الموارد العربية بيروت

المُدرِّب يوسف دوارة