التعلم المقصود و التعلم العرضي

هناك نوعان من التعلم يتمان غالباً في الوقت نفسه. هناك التعلم المقصود, وما نعنيه هنا أن فرداً ما يريد أن يتعلمه بشكل مقصود, كأن يحاول أن يتعلم عن الطيران فيشتري كتباً خاصة بالطيران. وفي حصة الحساب يتعلم التلميذ لغة الأرقام, وفي حصة العلوم يتعلم التلميذ عن الكائنات والمعادن والأحماض. ففي التعلم المقصود هناك هدف محدد يراد الوصول إليه من موقف التعلم. لذلك يتهئأ التلميذ جسمياً وذهنياً, ويركز انتباهه لكي يستفيد من موقف التعلم.



لكن في أثناء التعلم المقصود Intentional Learning يتعلم الطلبة أشياء أخرى مختلفة، إذ عندما يشرع الطالب في البدء في قراءة فصل من كتاب دراسي مقرر فإن لديه هدفاً محدداً يريد الوصول إليه، وهو استيعاب المحتوى للحصول على درجة مناسبة في الامتحان، لكن في الوقت نفسه يتعلم أشياء أخرى، لم يقصد معرفتها، أو ليس بالضرورة أن تشكل هدف التعلم.

 

فقد يتعلم أن المحتوى الذي يذاكره موضوع مهم، وأن أسلوب كتابة المحتوى سهل أو صعب، أو أن الموضوع طويل أو قصير، هذه الأشياء والخبرات يحصّلها الطالب في أثناء قيامه بممارسة التعلم المقصود، دون أن يقصد تعلمها وتطويرها على صورة مخزون خبراتي معرفي، وهذا ما يقصد بالتعلم العرضي Incidental Learning، وحينما يدخل معلم التاريخ ليقدم درساً في التاريخ، فإن الطالب يتعلم سلوك المعلم، موقفه، اتجاهاته، شخصيته، أسلوبه، نمطه، مع أن هذه الأمور متغيرات جانبية لا تشكل محوراً للتعلم.

 

لقد توصل ستون ونيسلين Stone and Nielsen إلى مجموعة مبادئ أساسية في التعلم هي:

  1. يتعلم الأطفال ويعملون في البيئة الاجتماعية المناسبة.
  2. تسهم الظروف البيئية بدور رئيس في الخبرات التعليمية لدى الطلاب.
  3. يحفظ استخدام المثيرات النشطة انتباه المتعلم ويقوي تعلمه.
  4. يزداد استعداد المتعلم للتعلم عن طريق تسهيل النمو النفسحركي والصحي لدى المتعلم.
  5. يسهم تحديد قدرات المتعلم تحديداً دقيقاً بفاعلية في تعلمهم.
  6. تسهم النواحي الإنسانية في تطور شخصية المتعلم وذلك بتعزيز نمو شخصيته وتعلمه.
  7. مساعدة المتعلم لتحسين قدراته الإدراكية لإدراك التفصيلات والأنماط التي تزيد من مقدرته على التفكير والتعلم.
  8. يقوي استخدام المفاهيم وتوظيفها تعلم المتعلمين ويحسن من فهمهم لما يتعلمون.