التعلُّم التعاوني

لقد تطوَّرت أساليب وطرائق التدريس في الآونة الأخيرة نتيجة لتطور المجتمعات الديمقراطيَّة المُعاصرة، واستناداً إلى علم النفس التعليمي الحديث، والأبحاث التربويَّة التي أخذت في الحسبان الازدياد المطّرد لوعي المدرسين، وحاجتهم إلى تغيير النّمط التقليدي في عمليَّة التعليم، وإيجاد نوعٍ أو أنواعٍ بديلةٍ توائم التطوُّر العلمي، والقفزة التكنولوجيَّة الكبيرة، التي جعلت العالم الواسع قريةً صغيرةً يمكن اجتيازها بأسرع وقت، وأقلّ جُهد، مما سهل الانفتاح العالمي ومتابعة كل جديد ومُتطوِّر.

 



فكان مما شمله هذا التطوُّر البحث عن طرائق وأساليب تعلميَّة جديدة يكون في مقدورها دحض الأساليب القديمة الجامدة، والرقيُّ بعمليَّة التعلُّم إلى أفضل مستوياتها إذا أحسن المدرّسون والعاملون في الحقل التعليمي استخدام هذه الأساليب، وتوفير الإمكانات اللازمة لها. ومن هذه الطرائق المُتطوِّرة طريقة التعلُّم التعاوني، أو ما يعرف بتعلُّم المجموعات.

 

التمييز بين ما هو تعلم تعاوني وما هو ليس تعلُّماً تعاونياً

للتمييز بين نوعي التعلُّم اللذين نتحدَّث عنهما، لا بدّ لنا من أن نكون قادرين على تمييز الآتي:

  1. أن نميّز المُعلِّم الذي بنى الأهداف التعلميَّة لطلابه على أساس تعاوني، من المُعلِّم الذي بناها على أساسٍ تنافسي، أو فردي.
  2. أن نميّز الطلاب الذين يعملون على شكل مجموعاتٍ تعلميَّة زائفة، أو تقليديَّة، من الطلاب الذين يعملون على شكل مجموعاتٍ تعلميَّة تعاونيَّة.
  3. عناصر التعلُّم التعاوني الأساسيَّة التي تم تنفيذها في الدرس من الصورة الناجحة.
  4. نميّز المُدرِّس الذي يستخدم التعلُّم التعاوني بوصفه مهندساً، ومن المُعلِّم الذي يستخدمه بوصفه فنّياً.

 

العناصر الأساس للتعلُّم التعاوني:

  • الاعتماد المتبادل الإيجابي: ويعني إدراك الطلاب أنّهم سيجتازون معاً، أو سيخفقون معاً.
  • المسؤولية الفرديَّة: إنّ كل طالب مسؤول عن تعلم المادة المعينة ومساعدة أعضاء المجموعة الآخرين على تعلُّمها.
  • التفاعل المشجع وجهاً لوجه: ويُقصد به العمل على المزيد من إنجاح الطلاب بعضهم بعضاً، من خلال مساعدة وتبادل ودعم جهودهم بأنفسهم نحو التعلُّم.
  • المهارات الاجتماعيَّة، أو ما يعرف بالاستخدام المناسب للمهارات الزمرية، أو البين شخصيَّة: حيث يقدم الطلاب مهارات القيادة واتخاذ القرار، وبناء الثقة، وحل المنازعات اللازمة للعمل بفاعليَّة.

 

بقلم: د. مسعد زياد