التأخر الدراسي لدى الأطفال

محمود طافش

يعاني بعض الأطفال من عدم القدرة على مجاراة أقرانهم في التعلُّم، مما يترتَّب عليه نقص في تحصيلهم المعرفي الذي قد ينعكس سلباً على حياتهم، إذا لم يتم مساعدتهم على التخلص من تأخرهم الدراسي. وقد اهتم علماء النفس بهذه المشكلة واجتهدوا في البحث عن العوامل المسببة لها، وذلك من أجل تخليص الأطفال منها أو التخفيف من حدتها. فما أسباب التأخر الدراسي؟ وكيف يمكن تجنيب الأطفال مضاعفاته؟

 



مفهومه

هناك العديد من التعريفات للتأخر الدراسي، لعل من أشهرها وأكثرها تداولاً أنه: "انخفاض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط في حدود انحرافين معيارين سالبين". وقد يكون التخلف الدراسي الذي يعاني منه الطفل عاماً وشاملاً ومرتبطاً بالغباء، حيث تتدنى نسبة الذكاء لديه، وقد يكون مرتبطاً بمادة دراسيَّة بعينها فيرتبط تأخر التلميذ بنقص في قدرته على استيعاب المادة التي هو متأخر فيها.

ويعرّف عبد العزيز السيد أستاذ الصحة النفسيَّة بتربية عين شمس الطفل المتأخر دراسياً بأنه: "ذلك الطفل الذي يتمتع بمستوى ذكاء عادي على الأقل، وقد تكون لديه بعض القدرات والمواهب التي تؤهله للتميز في مجال معين من مجالات الحياة، وعلى الرّغم من ذلك يخفق في الوصول إلى مستوى دراسي يتناسب مع قدراته أو قدرات أقرانه، وقد يرسب مرّة أو أكثر في مادة دراسيَّة أو أكثر، ومن ثم يحتاج إلى مساعدات أو برامج تربويَّة علاجية خاصة".

 

وأما حامد الفقي فقد فرق بين نوعين من التأخر الدراسي هما:

  1. التأخر الخُلْقي، ويرد غالبا إلى تلف في الدماغ، أو إلى قصور في الأجهزة العصبيَّة، وهذا التأخر صعب التعامل معه، وإن كان من الممكن إحراز زيادة محدودة في تحصيل المُتعلِّم.
  2. التأخر الوظيفي، وهو ناجم عن واحد أو أكثر من الأسباب التي يمكن علاجها؛ كأن يكون السبب جهل الوالدين، أو سوء العلاقة بين الطفل وأسرته.

 

سمات التلميذ المتأخر دراسياً:

 أوضحت الدراسات والبحوث النفسيَّة التي أجريت للتعرُّف علىالسمات المميزة للطفل المتأخر دراسياً أنه يعاني من:

  • تشتت الذهن وقلة الانتباه في أثناء التفاعل الصفي.
  • مستوى إدراكه العقلي دون مستوى أقرانه.
  • صعوبة تذكره للمعلومات الي يدرسها.
  • يعاني من المشكلات الصحية كاعتلال السمع أو ضعف البصر.
  • النزعة العدوانية.
  • ضعف الثقة بالنفس.
  • كثرة التثاؤب والتململ وقلة التحمل في أثناء الدراسة.
  • عدم القدرة على التكيُّف مع المشكلات والمواقف الطارئة.
  • الانطواء على النفس.
  • كثرة اللعب والميل إلى اللهو.
  • تأجيل المذاكرة وإهمال القيام بالواجبات المدرسيَّة.
  • ليس لديه رغبة في الإقبال على الأعمال الدراسيَّة.
  • التهرب من المواقف التربويَّة.
  • لا ينظم وقته، وليس لديه جدول للمذاكرة.

 

أسباب التأخر الدراسي:

تعددت العوامل المسببة للتأخر الدراسي وتباينت، فقد تكون هذه الأسباب عضوية ناجمة عن اعتلال صحة الطفل، وقد تكون تربويَّة ناجمة عن ضعف الأداء المدرسي، أو نفسيَّة ناجمة عن خلل في التربية الأسرية أو البيئة التي نشأ فيها الطفل. ويمكن إجمال العوامل المؤدية إلى تأخر الطفل دراسيَّاًفي ثلاثة هي:

 

  1. عوامل تتعلَّق بالطفل نفسه:
    ومن أبرزها:
  • انخفاض العمر العقلي للطفل، وتدني نسبة الذكاء العام لديه، بحيث لا يمتلك القدرة على التحصيل، وعلى اكتساب الوظائف العقليَّة التي تؤهله لفهم قضايا المنهج، وخصوصاً فيما يتعلَّق بالمواد العلميَّة كالرياضيات وغيرها. ومن ثمَّ فإن مستوى إدراكه العقلي يكون دون مستوى أقرانه.
  • تشتت الفكر وعدم الانتباه وضعف المشاركة في التفاعل الصفي.
  • ضعف الذاكرة حيث يصعب على التلميذ الاحتفاظ بالمعلومات التي اكتسبها.
  • ضعف في التركيز ناجم عن قلة انتباه الطفل لانشغاله بأمور عارضة، أو ميله إلى العبث في الموقف الصفي.
  • ضآلة قاموسه اللغوي، وما يترتَّب عليه من ضعف في قدرته على فهم المعلومات المُجرَّدة.
  • اعتلال صحة الطفل ووجود عائق عضوي كضعف السمع أو الإبصار أو ضعف عام في الصحة، حيث يتطلَّب التحصيل الدراسي المتوازن سلامة أجهزة الجسم المختلفة، كما أن سوء التغذية يترتَّب عليه عدم قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، مما يؤدي بالضرورة إلى الكسل والخمول، وربما أدّى الإصابة بالمرض، ومن ثمَّ تغيب الطفل عن المدرسة.
  • اضطرابات التنشئة الاجتماعيَّة كالخلافات بين الوالدين في المنزل، أو رفاق السوء في الحارة، وهذه قد تولّد لدى الطفل قلقاً، يجعله غير مؤهل لمجاراة أقرانه في التحصيل المعرفي.
  • اضطراب حالة الطفل النفسيَّة.
    كثرة غياب التلميذ أو هروبه من المدرسة فترات طويلة، فلا يتمكَّن من متابعة المُعلِّم واللحاق بركب زملائه في الصف.
  • عدم اهتمام التلميذ بمذاكرة دروسه وإهماله لواجباته.
  • تدني قدرة الطفل على الكلام أو القراءة والكتابة، وهذا التدني يؤثر فيمستوى استيعابه للمواد الدراسيَّة الأخرى.
  • عدم استجابة التلميذ لتوجيهات الأهل أو المُعلِّمين.

 

  1. عوامل تتعلَّق بالأسرة:
    تتحمَّل الأسرة نصيبا من المسؤوليَّة عن التأخر الدراسي الذي قد يعانيه الطفل وتتمثل هذه المسؤوليَّة في:
  1. إهمال الوالدين للطفل، وعدم الاهتمام به، أو السخرية منه، وعدم تعزيز مبادراته، أو الانشغال عنه بأمور الحياة، أو كثرة تغيبهما عن المنزل.
  2. انقطاع فيض الحب عن الطفل بسبب غياب أحد الوالدين أو كليهما، أو الحرمان من الحنان الذي قد ينجم عنه عدم الاتزان العاطفي، ويجعل الطفل دائم القلق، فيكثر من الانطواء على النفس، ولا يقوى على التعامل مع المواقف الطارئة، وعلى وجه الخصوص إذا كان يعاني عدم كفاية النضج الاجتماعي.
  3. التدليل الزائد الذي يفقد الطفل سمة الاعتماد على النفس، لأنه يعتمد على والديه في معظم شؤون حياته، كما أن التدليل الزائد يجعل الطفل عصبياً يثور لأتفه الأسباب، وعدوانيا يحطم الأشياء، ويمارس سلوكاً فوقيّاً على الأطفال الآخرين، أو ربما ينشأ ضعيفا خجولا فاقد الثقة بنفسه لا يقوى على المشاركة في التفاعل الصفي.
  4. الشجار والخلافات المستمرة بين الزوجين على مرأى ومسمع من الطفل.
  5. ازدحام البيت بالأفراد فلا يجد الطفل مكاناً ملائماً للمذاكرة.
  6. كثرة وسائل اللهو التي تصرف الطفل عن المذاكرة.
  7. ضعف متابعة الأسرة للتلميذ في المدرسة وإهماله في المنزل.
  8. كثرة الإلحاح على الطفل للقيامبالمذاكرة ومراجعة الدروس وما قد يترتَّب عليه نتائج عكسيَّة.
  9. قسوة الوالدين المبالغ فيها، والمتمثلة في كثرة النقد والزجر والتأنيب، وإنزال العقاب البدني به لأتفه الأسباب، وكثرة عقابه دون مُسوِّغ. وهذه القسوة الزائدة يترتَّب عليها مجموعة من الآثار السلبيَّة مثل:
    • الشعور بالنقص، وفقدان الثقة بالنفس.
    • الشعور بالذنب، والانطواء على النفس، وفقد القدرة على الصمود والمواجهة.
    • الاضطراب في الشخصيَّة الناشئ عن عدم تعويده التعبير عن أفكاره، مما يترتَّب عليه التبعيَّة والانقياد للآخرين
    • التمرد وعصيان الأوامر.
  10. شدة الخوف والحرص على الطفل، وتقييد حركاته، ومنعه من الاختلاط بسائر الأطفال في الحارة من أجل الحفاظ عليه وعدم تعرضه لمكروه. وهذا الإجراء يترتَّب عليه:
    • أضعف شخصيَّة الطفل.
    • ضعف اعتماد الطفل على نفسه.
    • التردُّد وعد القدرة على الحسم.
  11. كثرة المدح والإشادة بالطفل مما قد يترتَّب عليه:
    • الشعور الزائد بالذات.
    • إصابة الطفل بالغرور.
    • المبالغة في الرغبات.
  12. اختلاف وجهات نظر الوالدين حول ممارسات الطفل، كأن يرى أحدهما سلوك الطفل إيجابيا فيثيبه عليه، بينما يراه الآخر سلبيا فيعاقبه عليه. وهذا التباين يترتَّب عليه:
    • حيرة الطفل بين الموقفين لعدم قدرته على تمييز الصّحيح من الخطأ.
    • التزام الطفل الصمت والحياديَّة في المواقف الحياتيَّة لعدم ثقته بصواب رأيه.

 

  1. عوامل تتعلَّق بالمدرسة
    ومن أبرزها:
  • ضعف الإدارة المدرسيَّة، كضعف شخصيَّة المدير أو ضعف تأهيله التربوي.
  • ضعف الأساليب التعليميَّة التي يوظفها بعض المُعلِّمين في الموقف الصفي.
  • جهل بعض المُعلِّمين بقضايا علم النفس التربوي.
  • قسوة بعض المُعلِّمين واعتمادهم أساليب العنف في أثناءالتعامل والأطفال. مما يؤدي إلى كراهية التلميذ لهم ونفورهم من حصصهم.
  • نقص في عدد المُعلِّمين أو كثرة غيابهم.
  • عدم ملاءمة المنهج لعمر الطفل العقلي.
  • كراهية الطفل للمدرسة؛ بسبب تعسف الإدارة، أو قسوة المُعلِّم، أو سوء علاقة الطالب ببعض زملائه أو مدرسيه، أو أساليب التعليم التقليديَّة، أو ضعف شخصيَّة المُعلِّم، وعدم قدرته على إدارة الصف، أو كراهية الأطفال للمُعلِّم أو لمادته.
  • عدم الاهتمام الكافي من قِبَل بعض المُعلِّمين بتشخيص حالة الطفل، ووضع خطة مناسبة لعلاجه.
  • نظام الاختبارات المضللة والمحبطة للمُتعلِّم التي يصممها المُعلِّم غير المؤهل.
  • عدم ملاءمة أسلوب المُعلِّم لعمر الطفل التحصيلي.
  • ضعف قابليَّة الطفل للتعلُّم؛ نظراً لعدم وجود هدف جذّاب يسعى إليه.
  • صرامة بعض المُعلِّمين مما يؤدي إلى كراهية التلميذ لهم، ونفوره من حصصهم.
  • اعتماد الأساليب التعليميَّة التقليديَّة القائمة على الحفظ والتلقين.
  • انعدام التقنيات التربويَّة، وقلة وسائل التعزيز، وعدم إثارة قابليَّة التلاميذ للتعلُّم.
  • كثرة الواجبات المدرسيَّة، وعدم ملاءمتها لقدرات التلاميذ.
  • التفرقة في المعاملة وعدم العدل بين المُتعلِّمين.

 

علاج التأخر الدراسي:

بادئ ذي بدء ينبغي للمُعلِّم أو المرشد النفسي أو الاختصاصي الاجتماعي أن يعرف طبيعة التأخر الذي يعانيه التلميذ، أهو مقتصر على مادة بعينها، أم هو شاملٌ بقية المواد، وهل هذا التأخر طارئ أو هو قديم، فإن كان التأخر مقتصراً على مادة واحدة، فإن السبب قد يكمن في واحدة أو أكثر من كفايات المُعلِّم، أو صعوبة المادة، أو عدم محبة التلميذ لها.

ويتعاون المُعلِّم والمرشد النفسي في تذليل الصعوبات التي تعيق تعلُّم التلميذ، فإذا لاحظ المُعلِّم أنّ واحداً من تلاميذه غير قادر على متابعة زملائه في التحصيل، فإنه يجتمع بالمرشد النفسي، ليتباحث معه في الخطوات اللازمة لمساعدته، وينهض المرشد النفسي بدور كبير في إثارة قابليَّة الطفل للتعلُّم، ويتمثل هذا الدور في تبصير الطفل بكيفيَّةالتعامل والمشكلات التي تصادفه، ومساعدته علىكيفيَّة وضع خطة دراسيَّة لتحسين تحصيله. 

ومن الحكمة أن يسارع المُعلِّمفيتعامل ومظاهر التأخر الدراسي لتلاميذه، وكلما كان التشخيص مُبكِّراً، كان العلاج أكثر فاعليَّة، لذلك فإن المُعلِّم المنتمي إلى مهنته يقوم بين الفينة والأخرى بإجراء اختبار تشخيصي، لتحديد مواضع الضعف التي يعانيها تلاميذه، فيسارع إلى معالجتهم منها، لأنه يعلم أن تأخير العلاج من شأنه أن يجعل الضعف يتراكم بعضه فوق بعض، فيصعب علاجه.

 

دور المدرسة

يقوم المُعلِّم أو المرشد النفسي بالخطوات الآتية التي من شأنها أن تساعد الطفل على التخلص من تأخره الدراسي:

  1. التشخيص الدقيق لمعرفة عوامل التأخر الدراسي، أهي أسرية أم مدرسيَّة أم لها علاقة بصحة الطفل، وذلك ليتم التعامل معها وتذليلها. ويؤدّي الاكتشاف المُبكِّر للتأخر الدراسي وتحديد أسبابه دوراً مهماً في القضاء عليه وتخليص الطفل منه. لذلك فإن إجراء اختبارات تشخيصية بين الفينة والأخرى لتحديد مواضع القصور لدى المُتعلِّمين، وبناء الاختبارات التحصيليَّة بصورة دقيقة بحيث تتسم بالمصادفة والثبات والشمول والموضوعية، وتحليلها للاستفادة من نتائجها، من شأنه أن يساعد على تحسين تعلُّم التلميذ، وعلى حسن تقبله للعلاج. يرى عبد العزيز السيد أستاذ الصحة النفسيَّة بتربية عين شمس (2001) أن أداء الطفل في الاختبار "يتأثر بكثير من المُتغيِّرات لعل من أهمها: طريقة الاختبار، ودرجة تقبل الطفل للمادة الدراسيَّة، وعلاقة الطفل بواضع الاختبار (المُعلِّم) وغير ذلك من المُتغيِّرات التي قد تحول دون حصول الطفل على درجات تعبّر عن مستوى تحصيله الحقيقي، ويضيف الدكتور عبد العزيز قائلاً "لذلك أنبه ضرورة استخدام مجموعة من المعايير للتعرُّف على المتأخرين دراسياً بدلاً من الاقتصار على معيار واحد فقط ، سواءً أكان هذا معيار نسبة الذكاء، أو مستوى التحصيل، أو آراء المُعلِّمين".
  2. حصر أسماء الطلاب المتأخرين دراسياً، وتحديد مواطن تأخرهم الدراسي من خلال الاختبار التشخيصي، أو من خلال نتائج الاختبارات، لوضع الخطة العلاجية المناسبة، ولمتابعة التحسُّن الذي يطرأ على مستوياتهم.
  3. توجيه الاهتمام إلى أسباب التأخر ومظاهره ووضع الحلول المناسبة لها، ومعالجة الأعراض الصحية إن وجدت مثل تزويد الطفل الذي يعاني ضعفاً في السمع بسماعة، أو البصر بنظارة، ونقل مقعده ليكون قريباً من السبورة. وتقديم الخدمات الصحية والتعليميَّة والنفسيَّة التي من شأنها أن تحسن تقبل التلميذ للدروس، وتعمل على تنشيط مشاركته في التفاعل الصفي.
  4. مد يد العون والمساعدة الماديَّة للطالب المحتاج إليها.
  5. الاهتمام بممارسات المُعلِّم وبأساليب التدريس التي يعتمدها.
  6. الاطلاع المستمر على سجل أحوال التلميذ لدى الخدمة الاجتماعيَّة.
  7. تحليل الاختبارات ومناقشة نتائجها مع المُعلِّمين والإدارة، والاستفادة منها في زيادة التحصيل.
  8. تنظيم لقاءات دورية مع التلاميذ المتأخرين دراسياً، وحفزهم بمختلف وسائل التعزيز المتوافرة، إلى قابليتهم للتعلُّم وتجاوز مرحلة تأخرهم.
  9. تشجيع الطفل، ورفع روحه المعنويَّة، وبث الأمل والتفاؤل في نفسه.
  10. التواصل مع الأسرة لتبصيرها بكيفيَّةالتعامل وحالة ابنها.
  11. تنويع أساليب التدريس بما يتلاءم مع الأسباب الكامنة وراء التأخر الدراسي، وحث المُعلِّمين على مراعاة الفروق الفرديَّة بين المُتعلِّمين، وخصوصا فيما يتعلَّق بتمييز التعليم، وتعزيز النجاحات التي يحرزونها، وذلك لتقوية ثقة الطفل بنفسه.
  12. توفير العناية الطبيَّة الكافية للأطفال في المدرسة وخاصة فيما يتعلَّق ببرنامج التطعيم، والكشف الدوري عن السمع والبصر وسائر الحواس الأخرى الأخرى.
  13. تحسين أداء المُعلِّمين وتطوير أدائهم عبر وسائل الإشراف المُتطوِّرة مثل الإشراف الإكلينيكي والتعلُّم المصغّر.
  14. مساعدة التلاميذ على اختيار التخصص أو الدراسة التي تلائم ميولهم، وعدم إجبارهم على دراسة تخصص معين.
  15. التواصل المستمر مع الطفل، وتوجيهه إلى عادات المذاكرة السليمة
  16. مساعدة التلميذ المتأخر دراسياً على إدراك أبعاد مشكلته وأسبابها ليسهل عليه اجتنابها.
  17. تنمية ثقة الطفل بنفسه وإثارة دافعيته إلى التعلُّم، وتشجيعه على تخطي الصعوبات التي تعترض سبيله.
  18. العمل على توطيد العلاقة بين المُعلِّم وتلاميذه.
  19. عدم تكليف الطالب بواجبات بيتية يتطلّب إنجازها وقتاً طويلاً.
  20. إعادة تعليم التلميذ المتأخر دراسياً الأهداف التي لمايحققها بعدٌ.
  21. اجتماع المشرف التربوي بالمُعلِّم ليتدارس معه أساليب التعامل وقضية التأخر الدراسي ومتابعة خطته العلاجية.
  22. إقامة دورات تقوية للطلاب المتأخرين دراسياً.
  23. توظيف الوسائل والأساليب الحديثة في التعليم.

 

دور الأسرة

تقوم الأسرة بدور مهم لمساعدة المدرسة في محاولاتها الرامية إلى تخليص الطفل من تأخره الدراسي، ومن ذلك:

  • توفير المُناخ الأسري القائم على الحب والاحترام.
  • الاطلاع على مذكرة الواجبات اليومية للطفل، والتي تُعَدُّ صلة الوصل بين المدرسة والبيت.
  • توطيد العلاقة بين الأسرة والمدرسة، والتواصل معها لمعرفة مدى التقدُّم الذي يحرزه الطّفل.
  • متابعة الملاحظات التي يكتبها المُعلِّمعلى أداء الطفل، وعلى الواجبات المطلوبة منه
    وعدم التهاون معه إذا قصّر في القيام بواجبه.
  • ترغيبه في معاشرة الأطفال الصالحين، وتحذيره من معاشرة رفاق السوء.
  • تشجيع الطالب على وضع جدول للمذاكرة ينظم به وقته وعدم الخلط بين اللعب والمذاكرة.
  • الاطلاع على الدرس الجديد قبل أن يشرحه المُعلِّم؛ فإن من شأن ذلك أن يساعده على فهمه.

وينهض الإشراف التربوي بدور مهم في متابعة هذه القضية، وبتبصير المُعلِّمين بأساليب مراعاة الفروق الفرديَّة، وحث المُعلِّمين على توظيف تمييز التعليم لتحسين تعلُّم التلاميذ المتأخرين من أجل رعايتهم وتوجيههم دراسياً وسلوكياً.

 

خاتمة

مما سبق يمكن القول إن التأخر الدراسي له أسباب شخصيَّة أو أسرية أو مدرسيَّة، وإن التبكير في الكشف عنه يسهل إجراءات علاجه، كما أن معرفة أسبابه تسهل عملية تذليلها وتخليص التلميذ منها. ويتحمل مسؤوليَّة تأخر التلميذ الدراسي الأسرة والمدرسة والطفل نفسه، ولا بد من تعاون هذه الأطراف الثلاثة لكي يتخلص التلميذ من حالة تأخره، ويتمكَّن من اللحاق بركب زملائه، ومن ثمَّ يمكن تجنيبه المخاطر التي يمكن أن تضرّ ببناء شخصيته وبمستقبله.

 

التأخر الدراسي لدى الأطفال-أسبابه وعلاجه