الإنترنت في التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم

مُقدِّمة

تعاقبت الأحداث خلال الخمسين سنة الماضية بصورة مذهلة في مجال الحاسب الآلي وتطبيقاته، حيث ظهر الحاسب الآلي في البداية ثم دعمت إمكانياته. وما أن حلت الثمانينات من القرن العشرين حتى كان الحاسب الشخصي يحتل مكان الصدارة في الصناعات العسكرية والمدنية وشهدت الأعوام اللاحقة تطوُّرات بدأت مع زيادة قدرات الأجهزة وربط بعضها بالبعض الآخر لِتكوّن شبكة تستطيع فيها الأجهزة أن تتبادل الملفات والتقارير والبرامج والتطبيقات والبيانات والمعلومات وساعدت وسائل الاتصالات على زيادة رقعة الشبكة الصغيرة بين مجموعة من الأجهزة ليصبح الاتصال بين عدة شبكات واقعاً ملموساً في شبكة واسعة تسمى الإنترنت (Internet).



وفي بداية التسعينات بدأ استخدام هذه الشبكات كعنصر أولي وأساسي للأعمال التجارية، وأصبحت مصدراً من مصادر الحصول على المعلومات بوقت قياسي، وازداد عدد مستخدمي هذه الخدمة إلى أكثر من (300) مليون مستخدم لهذه الشبكة على وجه العموم، وأكثر من (75) مليون مستخدم للبريد الإلكتروني فقط. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من (160) مليون مستخدم للبريد الإلكتروني فقط وبهذا يكون عدد المستخدمين حوالي (460) مليون مستخدم في عام (2000). وفي عام (2005) يُتوقع أن يبلغ عدد المستخدمين أ كثر من مليار مستخدم.

ولقد لمس التربويون في الآونة الأخيرة هذه الأهمية، ولذا فقد تعالت الصيحات من هنا وهناك لإعادة النظر في محتوى العمليَّة التربويَّة وأهدافها ووسائلها بما يُتيح للطالب اكتساب المعرفة المتصلة بالحاسب.

  1. استخدامات الإنترنت في التعليم
    إنَّ المتتبع للتغيُّر المستمر في تقنيات تحديث قوة وسرعة الحاسب الآلي يستطيع أن يدرك أن ما كان في الأمس القريب الأفضل تقنيةً والأكثر شيوعاً أصبح أداؤه محدوداً، أو ربما أصبح غير ذي جدوى وقياساً على هذا التسارع الكبير، والمخيف أحياناً.

    وتُعَدُّ الإنترنتإحدى التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم العام بصفة عامة. والإنترنت هي شبكة ضخمة من أجهزة الحاسب الآلي المرتبطبعضها ببعضها الآخر والمنتشرة حول العالم.

    الإنترنت سوف تؤدي دوراً كبيراً في تغيير الطريقة التعليميَّة المتعارف عليها في الوقت الحاضر، وبخاصة في مراحل التعليم الجامعي والعالي. فعن طريق الفيديو التفاعلي (Interactive Multimedia) لن يحتاج الأستاذ الجامعي مستقبلاً إلى أن يقف أمام الطلاب لإلقاء محاضرته، ولا يحتاج الطالب إلى أن يذهب إلى الجامعة، بل ستحل طريقة التعليم عن بُعد (Distance Learning) بوساطة مُدرِّس إلكتروني ومن ثمَّ توفر على الطالب عناء الحضور إلى الجامعة.

    ويرى بعض الباحثين في هذا المجال أنَّ هذه الطريقة الإلكترونيَّة في التعليم مقتصرة فقط على المناهج الدراسيَّة التي يغلب على محتواها أساليب العروض التوضيحية وذات الطابع التخيلي، لكن الحقيقة هي أنَّ هذه الطريقة يمكن تكييفها لكل الأقسام العلميَّة، ثم إنَّ هذه التقنية التعليميَّة المستقبليَّة ستكون مناسبة لبعض الدول النامية التي تفتقر إلى عاملي الكم والكيف في كوادر المُعلِّمين.

هناك أربعة أسبابٍ رئيسة تجعلنا نستخدم الإنترنت في التعليم وهي

  1. الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم.
  2. تُساعد الإنترنت على التعلُّم التعاوني الجماعي، نظراً لكثرة المعلومات المتوافرة عبر الإنترنت فإنه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم لذا يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب. حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصُّل إليه.
  3. تساعد الإنترنت على الاتصال بالعالم في أسرع وقت وبأقل تكلفة.
  4. تساعد الإنترنت على توفير أكثر من طريقة في التدريس ذلك لأنَّ الإنترنت هي بمنزلة مكتبة كبيرة تتوافر فيها جميع الكتب سواءً كانت سهلة أو صعبة. كما أنه يوجد في الإنترنت بعض البرامج التعليميَّة باختلاف المستويات.
    وهنا تجدر الإشارة إلى أن التأثير المستقبلي للإنترنت وفي التعليم سوف يتضمَّن بعداً إيجابياً ينعكس مباشرةً على مجالات التعليم للمرأة المسلمة والذي سوف يجنبها عناء التنقل داخل وخارج مجتمعها، وفي الوقت نفسه سوف يوفر لها تنوُّعاً أوسع في مجالات العلم المختلفة.

واستخدام الإنترنتبوصفها أداة أساسيَّة في التعليم حقق الكثير من الإيجابيات الآتية

  1. المرونة في الوقت والمكان.
  2. إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور والمتابعين لها في مختلف العالم.
  3. عدم النظر إلى ضرورة أن تتطابق أجهزةِ الحاسوبِ وأنظمةِ التشغيل المُستخدَمة من قِبَلِ المشاهدين مع الأجهزة المُستخدَمة في الإرسال.
  4. سرعة تطوير البرامج مقارنة بأنظمة الفيديو والأقراص المدمجة (CD-Rom).
  5. سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الإنترنت.
  6. قلة التكلفة الماديَّة مقارنة باستخدام الأقمار الصناعيَّة ومحطات التلفزيون والراديو.
  7. تغيير نظم وطرائق التدريس التقليديَّة يساعد على إيجاد صفممتلىء بالحيوية والنشاط.
  8. إعطاء التعليم صبغة العالميَّة والخروج من الإطار المحلي.
  9. سرعة التعليم وبمعنى آخر فإن الوقت المُخصَّص للبحث عن موضوع معين باستخدام الإنترنت يكون قليلاً مقارنة بالطرائق التقليديَّة.
  10. الحصول على آراء العلماء والمُفكِّرين والباحثين المُتخصِّصين في مختلف المجالات في أي قضية علميَّة.
  11. سرعة الحصول على المعلومات.
  12. وظيفة الأستاذ في الفصل الدراسي تصبح بمنزلة الموجه والمرشد وليست بمنزلة الملقي والملقن.
  13. مساعدة الطلاب على تكوين علاقات عالميَّة إن صح التعبير.
  14. إيجاد صف بدون حائط (Classroom without Walls).
  15. تطوير مهارات الطلاب على استخدام الحاسوب.
  16. عدم التقيد بالساعات الدراسيَّة حيث يمكن وضع المادة العلميَّة عبر الإنترنت ويستطيع الطلاب الحصول عليها في أي مكان وفي أي وقت.

 

  1. استخدامات البريد الإلكتروني (Electronic Mail) في التعليم
    البريد الإلكتروني (Electronic Mail) هو تبادل الرسائل والوثائق باستخدام الحاسوب، والبريد الإلكتروني من أكثر خدمات الإنترنت استخداماً وذلك راجع إلى سهولة استخدامه. ويُعَدُّ البريد الإلكتروني أفضل بديل عصري للرسائل البريديَّة الورقية ولأجهزة الفاكس. ولإرسال البريد الإلكتروني يجب أن تعرف عنوان المُرسَل إليه، وهذا العنوان يتركب من هوية المستخدم الذاتيَّة، متبوعة بإشارة (@) متبوعة بموقع حاسوب المُرسَل إليه. ويُعدُّ تعليم طلاب على استخدام البريد الإلكتروني الخطوة الأولى في استخدام الإنترنت في التعليم.

أما أهم تطبيقات البريد الإلكتروني في التعليم فهي

  1. استخدام البريد الإلكتروني (Electronic Mail) وسيطاً بين المُعلِّم والطالب لإرسال الرسائل إلى جميع الطلاب، وإرسال جميع الأوراق المطلوبة في المواد، وإرسال الواجبات المنزليَّة، والرد على الاستفسارات.
  2. استخدام البريد الإلكترونيوسيطاً لتسليم المهام المنزلية حيث يقوم الأستاذ بتصحيح الإجابة ثم إرسالها مرة أخرى إلى الطالب، وفي هذا العمل توفير للورق والوقت والجهد، حيث يمكن تسليم المهام المنزلية في الليل أو في النهار دون الحاجة إلى مقابلة الأستاذ.
  3. استخدام البريد الإلكتروني وسيلة للاتصال بالمُتخصِّصين من مختلف دول العالم والاستفادة من خبراتهم وأبحاثهم في شتى المجالات.
  4. استخدام البريد الإلكتروني وسيطاً للاتصال بين أعضاء هيئة التدريس والمدرسة أو الشؤون الإداريَّة.
  5. يساعد البريد الإلكتروني الطلاب على الاتصال بالمُتخصِّصين في أي مكان بأقل تكلفة وتوفير للوقت والجهد للاستفادة منهما في تحرير الرسائل أو في الدراسات الخاصة أو في الاستشارات.
  6. استخدام البريد الإلكترونيوسيطاً للاتصال بين الجامعات السعودية.
  7. استخدام البريد الإلكترونيوسيلة اتصال بين الشؤون الإداريَّة بالوزارة والطلاب وذلك بإرسال التعاميم والأوراق المهمة والإعلانات إلى الطلاب.
  8. كما يمكن أيضاً استخدام البريد الإلكترونيوسيلة لإرسال اللوائح والتعاميم وما يستجد من أنظمة لأعضاء هيئة التدريس وغيرهم.

وبالجملة فإن هذه هي بعض التطبيقات في الوقت الحاضر لخدمة البريد الإلكتروني في التعليم في المملكة العربية السعودية، ولاشك في أنَّ الاستخدام سوف يولد استخدامات أخرى أكثر وأكثر مما ذكر.

أخيراً وكما سبقت الإشارة إلى أن البريد الإلكتروني (Electronic Mail) يُعدُّ من أكثر خدمات الإنترنت شعبية واستخداماً وذلك راجع إلى الأمور الآتية:

  1. سرعة وصول الرسالة، حيث يمكن إرسال رسالة إلى أي مكان في العالم خلال لحظات.
  2. إنَّ قراءة الرسالة من المستخدم عادة ما تتم في وقت قد هيأ نفسه للقراءة والرد عليها.
  3. لا يوجد وسيط بين المرسل والمستقبل (إلغاء جميع الحواجز الإداريَّة).
  4. كلفة منخفضة للإرسال.
  5. يتم الإرسال واستلام الرد خلال مدة وجيزة من الزمن.
  6. يمكن ربط ملفات إضافيَّة بالبريد الإلكتروني.
  7. يستطيع المستفيد أن يحصل على الرسالة في الوقت الذي يناسبه.
  8. يستطيع المستفيد إرسال عدة رسائل إلى جهات مختلفة في الوقت نفسه.

 

  1. استخدامات القوائم البريديَّة (Mailing List) في التعليم
    القوائم البريديَّة تعرف اختصاراً باسم القائمة (list) وهي تتكون من عناوين بريديَّة تحتوي في العادة على عنوان بريدي واحد يقوم بتحويل جميع الرسائل المرسلة إليه إلى كل عنوان في القائمة. وبمعنى آخر فإن اللوائح البريديَّة المسماة (مجموعة المناقشة إلكترونيا) هي لائحة من عناوين البريد الإلكتروني ويمكن الاشتراك (أو الانضمام) بلائحة بريديَّة ما من خلال الطلب من المسؤول عنها المسمى بمدير اللائحة. وعلى الرغم من أنَّ هناك بعض اللوائح تعمل كمجموعات مناقشة فإنَّ بعضها الآخر يستعمل في المقام الأول كوسيلة لتوزيع المعلومات. مثلاً قد تستعمل مُؤسَّسة متطوعة لائحة بريديَّة ما لنشر مجلتها الشهرية. كما أن هناك قوائم بريديَّة عامة وأخرى خاصة.

    وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من اللوائح أو القوائم، فهناك قوائم معدلة (Moderatedmailing List) وهذا يعنى أنَّ أي مقال يرسل يعرض على شخص يسمى (Moderator) يقوم بالاطلاع على المقال للتأكُّد من أنَّ موضوعه مناسب لطبيعة القائمة ثم يقوم بنسخ وتعميم تلك المقالات المناسبة، أما القوائم غير المعدلة (Unmoderated) فإنَّ الرسالة المرسلة ترسل إلى جميع المستخدمين دون النظر إلى محتواها.

    والقوائم العامة تناقش عدداً من المواضيع فمهما كان مستوى اهتمامك فسوف تجد من يشاركك هذا الاهتمام على مستوى العالم، ولا يستطيع أحد حصر جميع القوائم البريديَّة في العالم لأن بعضها غير معلن أصلاً لكن يقدر أن هناك أكثر من (25000) قائمة تناقش عدداً من الموضوعات.

    وتُعَدُّ خدمة القوائم البريديَّة (Mailing List) إحدى خدمات الاتصال المهمة في الإنترنت، ولكن كثيراً من الناس أخفقوا في معرفة توظيف هذه الخدمة في جميع المجالات في الحياة العامة. ومن هنا يمكن القول إن توظيف هذه الخدمة في التعليم يساعد على دعم العمليَّة التربويَّة، ومن أهم مجالات التطبيق مايأتي:
  1. تأسيس قائمة بأسماء الطلاب في الصف الواحد (الشعبة) كوسيط للحوار بينهم ومن خلال استخدام هذه الخدمة يمكن جمع جميع الطلبة المسجلين والطالبات المسجلات في مادة ما تحت هذه المجموعة لتبادل الآراء ووجهات النظر.
  2. بالنسبة إلى الأستاذ الجامعي يمكن أن يقوم بوضع قائمة خاصة به تشتمل على أسماء الطلاب والطالبات وعناوينهم بحيث يمكن إرسال المهام المنزليَّة ومُتطلَّبات المادة عبر تلك القائمة، وهذا سوف يساعد على إزالة بعض عقبات الاتصال بين المُعلِّم وطلابه وخاصة الطالبات.
  3. توجيه الطلاب والمُعلِّمين للتسجيل في القوائم العالميَّة العلميَّة (حسب التخصص) للاستفادة من المُتخصِّصين ومعرفة الجديد، وكذلك الاستفادة من خبراتهم والسؤال عما أشكل عليهم.
  4. يمكن تأسيس قوائم خاصة بجميع طلاب مدارس وجامعات وكليَّات المملكة المسجلين بمادة معينة لكي يتم التحاور فيما بينهم لتبادل الخبرات العلميَّة.
  5. تأسيس قوائم خاصة بالمُعلِّمين في المملكة حسب الاهتمام (علوم شرعية، علوم عربية، رياضيات…الخ) وذلك لتبادل وجهات النظر فيما يخدم العمليَّة التعليميَّة.
  6. كذلك الأقسام العلميَّة يمكن أن تقوم بتأسيس قائمة بأسماء أعضاء هيئة التدريس المنتمين للقسم للاتصال بهم بأقل تكلفة تذكر.
  7. الاتصال بالمهتمين بالتخصص نفسه حيث يمكن للطلاب أو الأساتذة الاتصال بزملاء لهم من مختلف أنحاء العالم ممن يشاركونهم الاهتمام في موضوعات معينة لبحث الجديد فيها وتبادل الخبرات وهذا بالطبع يتم باستخدام نظام القوائم (Mailing List).
  8. تكوين قوائم بريديَّة للطلبة والطالبات في جميع مدارس وجامعات وكليَّات المملكة العربية السعودية المهتمين بشؤون معينة، فمثلاً يمكن أن تكون هناك جمعية مهتمة بالتربية، وجمعية أخرى مهتمة بالعلوم الهندسيَّة وثالثة مهتمة بالطب ورابعة بالتفصيل والخياطة… وهكذا، وهذه الخدمة تتيح الفرصة للطلاب لتبادل وجهات النظر مع أقرانهم المهتمين بالمجال نفسه في المملكة بغض النظر عن الموقع.
  9. ربط (مديري، وكلاء، عمداء، رؤساء الأقسام) في مدارس وزراة المعارف مثلاً وهو معمول به حالياً في بعض الإدارات بقوائم مُتخصِّصة لتبادل وجهات النظر في تطوير العمليَّة التربويَّة، أعني بذلك قائمة خاصة للمديرين ومثلها للعمداء وهكذا.
  10. هذه بعض تطبيقات نظام القوائم البريديَّة العامة وما ذكر فهو على سبيل العد لا الحصر وإلَّا فهناك تطبيقات أخرى خاصة ببعض الأقسام، ثم إنَّ هناك تطبيقات أخرى سترى النور في المستقبل القريب.

 

  1. استخدامات نظام مجموعات الأخبار (News groups, Usenet, Net news) في التعليم
    تُعدُّ شبكة الإخباريات أحد أكثر استخدامات الإنترنت شعبية:

    ويمكن تعريف هذه الخدمة بأنها كل الأماكن التي يجتمع فيها الناس لتبادل الآراء والأفكار أو تعليق الإعلانات العامة أو البحث على المساعدة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك آلافاً من مجموعات الأخبار، كل واحدة تُركِّز على موضوع معين. ويقدر عدد هذه المجموعات بأكثر من (16000) مجموعة.
    أما عيوب مجموعات الأخبار فهي أنها ليست آنية أو مباشرة كما أنها بعيدة عن الخصوصيَّة، كما أنها لا تعتمد على الصور. وعند الحديث عن مجموعات الأخبار قد يتبادر إلى الذهن أنها هي القوائم البريديَّة نفسها لكن هذا ليس بصحيح.

وهذه بعض الفروق

  1. إنَّ مجموعات الأخبار تحتاج إلى برنامج (software) اسمه قارئ الأخبار.
  2. عند الرغبة في قراءة مجموعات الأخبار لابد من أن تذهب إلى المجموعة نفسها أما في القوائم البريديَّة فالرسالة تأتي إلى بريدك الإلكتروني تلقائيا.
  3. يمكن استخدام الحوار المباشر (Chat Room) في مجموعات الأخبار أما في القوائم البريديَّة فهذا أمر متعذر.
  4. عند استخدام مجموعات الأخبار لا تعرف كم عدد الذين سوف يقرؤون الرسالة أما في نظام القوائم البريديَّة فإنك تعرف من سيقرأ الرسالة تقريباً.
  5. يمكن ضبط نظام المجموعات أكثر من نظام القوائم البريديَّة على حد تعبير.

 

أما عن تطبيقات مجموعات الأخبار فهي مشابهة لتطبيقات نظام القوائم البريديَّة، وإضافة إلى ما سبق يمكن استخدامها في التعليم بما يأتي:

  1. تسجيل المُعلِّمين والطلاب في مجموعات الأخبار العالميَّة المُتخصِّصة للاستفادة من المُتخصِّصين كل حسب تخصصه.
  2. وضع منتديات عامة لطلاب التعليم لتبادل وجهات النظر وطرح سبل التعاون والاستفادة بينهم بما يحقق تطوُّرهم.
  3. بما أنَّ مجموعات الأخبار تستخدم غرف الحوار (Chat Rooms) فإنه يمكن إجراء اتصال بين طلاب صف ما مع مجموعة مُتخصِّصة على المستوى العالمي للاستفادة منهم في الوقت نفسه.
  4. كما يمكن إجراء حوار باستخدام نظام المجموعات بين طلاب ثانوية الملك عبد العزيز وثانوية محمود الغزنوي مثلاً حول موضوع معين لاسيما إذا كان المُقرَّران متشابهين.

    وبالجملة فتعد مجموعات الأخبار مصادر معلومات ممتازة فهي تُقدِّم المساعدة في المجالات العلميَّة كالكيمياء وتقنية المعلومات والطيران والتاريخ، كما تُقدِّم المساعدة في مجالات أخرى، ويمكن أن تكون منبعاً للحوارات الحية وفرصة لاجتماع أشخاص مختلفين لديهم اهتمامات مشتركة.

 

  1. استخدامات برامج المحادثة (Internet Relay Chat) في التعليم

المحادثة على الإنترنت (IRC) هو نظام يُمكّن مستخدمه من الحديث مع المستخدمين الآخرين في وقت حقيقي (Real time). وبتعريف آخر هو برنامج يشكل محطة خياليَّة في الإنترنت تجمع المستخدمين من أنحاء العالم للتحدث كتابة وصوتاً، فمثلاً يكون في استطاعة الطلاب في جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد إجراء اجتماع مع طلاب جامعة هارفارد في أمريكا مثلاً للنقاش في مسألة علميَّة. كما أنَّه يكون في الإمكان أن ترى الصورة عن طريق استخدام كَاميرا فيديو. كما أن استخدام هذه الخدمة تحتاج إلى استخدام برنامج معين مثل برنامج (CUSeeMe) أو غيره من البرامج المماثلة.

كما تجدر الإشارة إلى أنه يمكن لأي شخص أن يشترك في أي قناة ضمن عدة مئات من القنوات المفتوحة التي يمكن تحويلها إلى قناة خاصة بحيث يمكن استخدامها من قِبَل عدد معين من الأشخاص.

ويُعدُّ كثير من الباحثين أن هذه الخدمة تأتي في المرحلة الثانية من حيث كثرة الاستخدام بعد البريد الإلكتروني وذلك راجع إلى المُميِّزات الآتية:

  1. خدمة (IRC) توفر إمكانية الوصول إلى جميع الأشخاص في جميع أنحاء العالم في وقت آني كما أنه يمكن استخدامها كنظام مؤتمرات زهيدة التكلفة.
  2. إمكانية تكوين قناة وجعلها خاصة لعدد محدود ومعين من الطلاب والطالبات والأساتذة.
  3. أنها مصدر من مصادر المعلومات من شتى أنحاء العالم.

أما أهمية استخدام هذه الخدمة في التعليم فهي كثيرة جداُ، منها أن كثيراُ من طلاب الجامعات يستخدمون (IRC) بديلاً من إجراء مكالمات خارجيَّة، لأنك عندما تكون متصلاً بالإنترنت، يصبح (IRC) مجاناُ. وبالجملة فإن من أهم تطبيقات (IRC) في التعليم في المملكة العربية السعودية ما يأتي:

  1. استخدام نظام المحادثة وسيلة لعقد الاجتماعات باستخدام الصوت والصورة بين أفراد المادة الواحدة مهما تباعدت المسافات بينهم في العالم وذلك باستخدام نظام
    (Multi-user Object Oriented) أو (Internet Relay Chat).
  2. بث المحاضرات من مقر الجامعة أو الوزارة مثلاً إلى أي مكان في العالم أو في أنحاء المملكة (جامعات أخرى، الفروع، قسم الطالبات …الخ) أي يمكن نقل وقائع محاضرة على الهواء مباشرة بدون تكلفة تذكر.
  3. نقل المحاضرات المهمة إلى أصحاب المعالي الوزراء ومديري الجامعات إلى العالم أو على الصعيد المحلي بدون تكلفة تُذكر.
  4. استخدام هذه الخدمة في التعليم عن بُعد (Distance Learning) وحيث يواجه التعليم في الوقت الحاضر أزمة القبول فإن استخدام هذه الخدمة بنقل المحاضرات من القاعات الدراسيَّة إلى جميع الطلاب، ويمكن للطالب الاستماع إلى المحاضرة وهو في بيته وبتكلفة زهيدة.
  5. يمكن استخدام هذه الخدمة لاستضافة عالم أو أستاذ من أي مكان في العالم لإلقاء محاضرة على طلاب الجامعة في الوقت نفسه وبتكلفة زهيدة.
  6. استخدام هذه الخدمة كحل لمشكلة نقص الأساتذة فمثلاً إذا كان لدى قسم الفيزياء بالقصيم التابع لجامعة الملك سعود نقص أمكن تسجيل الطلاب واستقبال المُقرَّر نفسه من مقر الجامعة الأساسيَّة بالرياض ويتم ترتيب الجدول بين القسمين.
  7. استخدام هذه الخدمة لعقد الاجتماعات بين (المديرين، مشرفين…) على مستوى المملكة لتبادل وجهات النظر فيما يحقق تطوير العمليَّة التربويَّة، وبالطبع دون الاضطرار إلى السفر إلى مكان الاجتماع.
  8. عقد الدورات العلميَّة عبر الإنترنت، وبمعنى آخر يمكن للطالب أو مُعلِّم التعليم العام أو أي فرد متابعة هذه الدورة وهو في منزله ثم يمكن أن يحصل على شهادة في نهاية الدورة.
  9. عقد اجتماعات باستخدام الفيديو حيث يستطيع الطلاب عقد اجتماعات مع زملائهم من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مواضيع معينة أو لمناقشة كتاب أو فكرة جديدة في الميدان، أو مناقشة نتائج بحث ما وتبادل وجهات النظر فيما بينهم.
  10. استخدام هذه الخدمة لعرض بعض التجارب العلميَّة مثل العمليات الطبيَّة وكذلك التجارب العلميَّة، مثال ذلك عند إجراء تجربة في قسم الكيمياء بجامعة الملك فهد يمكن نقلها إلى طلاب جامعة الملك سعود وخاصة إذا كانت التجربة مكلفة، إذ إنَّ هذا الأمر يصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين من هذه التجربة.

    حقاً إنَّ تطبيقات استخدام خدمة المحادثة في التعليم لا تعد ولا تحصى وما ذكر هو غيضٌ من فيض مما يمكن استخدامه، ولا شك في أنَّ استخدام هذه الخدمة في التعليم ممكن أن يُفرَد له بحث مستقل، لكن دراسة استخدام التعليم عن بُعد (Distance learning) يُعدُّ من أهم احتياجاتنا في المملكة العربية السعودية لمواجهة مشكلة ازدياد عدد الطلاب.

 

العوائق التي تقف أمام استخدام الإنترنت في التعليم

إنَّ المتتبع لهذه التقنية يجد أن الإنترنت كغيرها من الوسائل الحديثة لها  تعترض طريقها بعضُ العوائق، وهذه العوائق إما أن تكون ماديَّة أو بشريَّة. ثم إنَّ المتتبع للعقبات التي تواجه الدول الأخرى يجد أن هناك توافقاً مع الواقع الحالي للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية. وأهم العوائق هي:

  1. التكلفة الماديَّة
    التكلفة الماديَّة المحتاجة إلى توفير هذه الخدمة في مرحلة التأسيس أحد الأسباب الرئيسة من عدم استخدام الإنترنت في التعليم في المملكة العربية السعودية. ذلك أن تأسيس هذه الشبكة يحتاج إلى خطوط هاتف بمواصفات معينة، وحواسيب معينة. ونظراً لتطوُّر البرامج والأجهزة فإنَّ هذا يُضيف عبئاً آخر على الجامعات. ولاشك في أنَّ بعض الجامعات لا تستطيع أن توفر هذا خلال سنوات قليلة ثم إنَّ ملاحقة التطوُّر مطلب أساسي من مطالب القرن ولهذا لابد من النظر إلى هذا بعمق عند التأسيس.
  1. المشاكل الفنيَّة
    الانقطاع في أثناء البحث والتصفح وإرسال الرسائل لسبب فني أو غيره مشكلة تواجهها الجامعات في الوقت الحاض، مما يضطر المستخدم إلى الرجوع مرة أخرى إلى الشبكة وقد يفقد البيانات التي كتبها. وفي معظم الأحيان يكون من الصعوبة بمكان الدخول إلى الشبكة أو الرجوع إلى مواقع البحث التي كان يتصفح فيها.
  1. اتجاهات المُعلِّمين نحو استخدام التقنية
    ليست العوائق الماليَّة أو الفنيَّة هي السبب الرئيس من استخدام التقنية، بل إن العنصر البشري له دور كبير في ذلك.
    أما عن أسباب هذا العزوف من بعض أعضاء هيئة التدريس فهو راجع إلى عدم الوعي بأهمية هذه التقنية أولاً، وعدم القدرة على الاستخدام ثانياً، وعدم استخدام الحاسوب ثالثاً. والحل هو ضرورة إعداد برامج تدريبيَّة للمُعلِّمين خاصة بكيفيَّة استخدام الحاسب الآلي على وجه العموم أولاً وباستخدام الإنترنت على وجهة الخصوص ثانياً، وعن كيفيَّة استخدام هذه التقنية في التعليم ثالثاً.
  1. اللغة
    نظراً لأن معظم البحوث في الإنترنت مكتوبة باللغة الإنجليزيَّة فإن الاستفادة الكاملة من هذه الشبكة ستكون من نصيب من يتقن اللغة وهم قلة قليلة في الجامعات السعودية. ومن هنا يمكن القول إنَّه لابد من إعادة النظر فيما يأتي:
  • إعادة تأهيل أساتذة الجامعات في مجال اللغة.
  • ضرورة بناء قواعد بيانات باللغة العربية لكي يتسنى للباحثين الاستفادة من تلك الشبكة.
  1. الدخول إلى الأماكن الممنوعة
    إن الأمن الفكري والأخلاقي والاجتماعي والسياسي من أهم المبادئ التي تُؤكِّد عليها المُؤسَّسات التعليميَّة بجميع مراحلها التعليميَّة، بل إنَّ من أهداف المدارس توفير هذه الحماية سابقة الذكر. ونظراً لأن الاشتراك في شبكة الإنترنت ليس محصوراً في فئة معينة مثقفة وواعية للاستخدام، لذا فمن أهم العوائق التي تقف أمام استخدام هذه الشبكة هي الدخول إلى بعض المواقع التي تدعو إما إلى الرذيلة ونبذ القيم والدين والأخلاق وإمَّا إلى التمرد والعصيان على ولاة أمر المسلمين وعلمائهم ومشائخهم، وكل هذا تحت عنوان التحرر والتطوُّر ونبذ الدين وحرية الرأي إلى غير ذلك من الشعارات الزائفة. وللحد من هذا قامت بعض المُؤسَّسات التعليميَّة بوضع برامج خاصة أو ما يسميه البعض بحاجز الحماية (Firewall) والتي تمنع الدخول إلى تلك المواقع. لكن الحقيقة هي أنَّه من الصعوبة بمكان حصر هذه المواقع لكن التوعية بأضرار هذه المواقع هو النتيجة الفعَّالة.
  1. كثرة أدوات (مراكز) البحث (Search Engines)
    من المشكلات أو العوائق التي تقف أمام مستخدمي شبكة الإنترنت كثرة أدوات البحث أو كما يسميها البعض بمراكز البحث والتي من أهمها
    Yahoo, Lycos, Alta-Vista, Excite, Infoseek,WebCrawler)).
    إنَّ السؤال الحقيقي هو ما الطريقة المثلى للبحث في الإنترنت؟ إنَّ الإجابة عن هذا السؤال ليست صعبة وليست سهلة في الوقت نفسه. إنَّ البحث في الإنترنت هو بمنزلة البحث في مكتبة كبيرة، بل إن البعض يسمي الإنترنت "بالمكتبة الكبرى".

    ولهذا السبب (اتساع الإنترنت) عند البحث في الإنترنت لابد من اتباع ما يأتي:

    • ضرورة تحديد الكلمة (الكلمات) الأساسيَّة في البحث.
    • حدد الفن (علوم، اجتماع…الخ) الذي سوف تبحث فيه.
    • حدد المركز أو الموقع (Search Engine) الذي سوف تبحث فيه.

    ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض أدوات البحث بدأت تتخصَّص شيئاً فشيئاً، أعني بذلك أن بعض المواقع مثل Infoseek)) اهتمت بالمعلومات الجغرافية والأطالس وغيرها أو على الأقل ركزت عليها أما (Yahoo) فقد ركز على الأمور التربويَّة وهكذا. ويتوقع بعض الباحثين في هذه الشبكة نمو التخصص في الإنترنت في القريب العاجل.

    كما تجدر الإشارة إلى أن هناك برامج حديثة تقوم بالبحث في أكثر من أداة في آن واحد، وغالباً ما تجمع ما بين (10-20) أداة فقط لكل مرة.

  1. الدقة والصراحة
    على الباحثين والمستخدمين للشبكة بأن يتحروا الدقة والصراحة والحكم على الموجود قبل اعتماده في البحث، لأنّ هناك مواقع غير معروفة أو على الأقل مشبوهة.