الإصغاء مقارنة بالاستماع

أيبدو هذا الموقف غريباً عنك؟: فبينما أنت تعمل على جهازك الكمبيوتر، يأتي أخوك ويطلب منك أن تجري له مكالمة هاتفية، وبعد ساعة يعود ليسألك عن نتيجة المكالمة ليجدك مشغولاً على جهازك ولم تقم باتمتام  المكالمة، ويسألك: "ألم تسمعني؟"..... حقيقة أنت سمعت طلبه في إجراء المكالمة مثل ما سمعت صوت السيارات في الشارع المجاور.... وصوت جهاز التكيف.... لقد سمعت كل هذه الأشياء ولكنك على الأغلب لم تكن تنصت لأي منها، فما هي الفروقات والاختلافات بين الإنصات والاستماع؟



الإنصات هو نشاط متقطع ممكن تعلمه، وهو عملية فعّالة لإعطاء الانتباه لمنبه صوتي ما. أما الاستماع فهو نشاط مستمر وطبيعي، وهو عملية غير فعّالة لتلقي منبه صوتي. ويختلف الإنصات عن الاستماع بأربعة فروقات مهمة على الأقل:

  1. إن عملية الإصغاء عبارة عن نشاط متقطع (غير مستمر)ويحدث من وقت لآخر عندما نختار أن نركز أو أن نستجيب لمنبه ما من حولنا، بينما الاستماع عبارة عن نشاط مستمر يملكه أي شخص لديه القدرة العادية على الاستماع.
  2. إن الإنصات مهارة يمكن تعلمها: إن الاستماع قدرة طبيعية يملكها كل منّا - ما لم يولد ولديه مشكلة فيها - وهي ليست بحاجة لأي تدريب، حتى أننا نسمع قبل أن نولد، حيث أن الأجنة في بطون أمهاتها تنمو وتكون قد تعودت على أصوات معينة أو ضجيج أو حتى على بعض الأناشيد، حتى أننا نستطيع أن نسمع ونحن نائمون.
  3. إن الإنصات عبارة عن نشاط إيجابي: إن الاستماع ببساطة عبارة عن استقبال منبهات صوتية، وهو نشاط سلبي لا يتطلب أي عمل من جهتنا ولا يتطلب أي طاقة، ونحن نستطيع الحد من الاستماع وذلك من خلال تخفيض أو إلغاء مصادر الصوت في بيئتنا أو ببساطة من خلال تغطية آذاننا، بينما يكون الإنصات نشاطاً إيجابياً يتطلب منك التركيز والتفسير والاستجابة، فأنت مثلاً تستطيع أن تسمع الصوت الخفيف للمكيف بينما تقوم بالعمل على قراءة كتاب ما، وتستطيع الإنصات لتركّز على هذا الصوت، ولتحدد إذا كان الصوت صادراً عن المكيف أم عن شيء آخر، وفيما إذا كان يأتي الصوت من جهتك، ومن ثم تعود مرة أخرى لمعاودة القراءة وأنت تسمع الصوت يختفي تدريجياً.
  4. يتضمن الإنصات استخدام الرسالة المرسلة: فأنت عندما تنصت لشخص ما فعادة لا ترد عليه إلا من خلال استعمال ما أرسله إليك.

إن عملية الإصغاء عبارة عن نشاط متقطع وبنفس الوقت نشاط إيجابي أي يتطلب منك أن قراراً وجهداً للقيام به.... وتذكر إنك سترد على الآخر حسب إنصاتك له وفهمك عليه.... وفي حال اتفقنا على أنه مهارة ممكن تعلمها فأنت الأن أمام قرار مهم في حياتك: إذا كنت ترغب بتحسين علاقاتك مع من حولك فانصت إليهم... لا ترد على كلامهم مباشرة... تعود أن تصمت لعشر ثوانٍ قبل أي رد... وستجد فرقاً كبيراً.

 

  1. Meada Gibbs, Pernell Hewing, Jack E. Hulbert, David Ramsey, And Arthur Smith,'' How To Teach Effective Listening Skills In A Basic Business Communication Class, ''The Bulletin Of The Association For Business Communication 48 .2 (1985):30.
  2. Larry Barker, Renee Edwards, Connie Gaines, Karen Gladney, And Frances Holley, '' An Investigation Of Proportional Time Spent In Various Communication Activities By College Students,'' Journal Of Applied Communications Research 8 (1980):101-9.