استراتيجيات التقويم التربوي الحديثة

تحتّم علينا معطيات العصر الحديثة، بما فيها من تكنولوجيا وحوسبة للمناهج، واستخدام الإنترنت كمصدر مهم من مصادر التعلُّم، استراتيجيات تقويم حديثة تستخدم أدواتٍ مختلفة عن تلك السائدة في مدارسنا الآن، والتي تعتمد في جلها على الاختبارات، وحيث إنّ التقويم يُعَدُّ من أهم البرامج التربويَّة التي تؤثر في تشكيل النموذج التربوي ورفع مستوى كفاءته وفاعليته فالتعلُّم النوعي المنشود للخروج من الجمود التعليمي القائم على التلقين وحفظ المعلومات واسترجاعها، إلى حيويَّة التعلُّم الناتج عن الاستكشاف والبحث والتحليل والتعليل وحل المشكلات يتطلَّب توظيف استراتيجيات وأدوات تقويم داعمة للاختبارات المدرسيَّة (وزارة التربية والتعليم، 2003).



ومن هنا فقد شهدت السنوات الأخيرة ثورة في مفهوم التقويم وأدواته، إذ أصبح للتقويم أهدافٌ جديدة ومتنوعة، فقد اقتضى التحوُّل من المدرسة السلوكيَّة التي تُؤكِّد على أن يكون لكل درس أهداف عالية التحديد مصوغة بسلوك قابل للملاحظة والقياس إلى المدرسة المعرفيَّة التي تركز على ما يجري في داخل عقل المُتعلِّم من عمليات عقليَّة تؤثر في سلوكه، والاهتمام بعمليات التفكير وبشكل خاص عمليات التفكير العليا مثل بلورة الأحكام واتخاذ القرارات، وحل المشكلات بكونها مهارات عقليَّة تمكّن الإنسان من التعامل ومعطيات عصر المعلوماتية، وتفجر المعرفة، والتقنية المتسارعة التطوُّر. وبذلك أصبح التوجه إلى الاهتمام بنتاجات تعلُّم أساسيَّة، من الصعب التعبير عنها بسلوك قابل للملاحظة والقياس يتحقق في موقف تعليمي مُحدَّد. وهكذا فقدت الأهداف السلوكيَّة بريقها الذي لمع في عقد الستينات، ليحل مكانها كتابة أهداف حول نتاجات التعلُّم (Learning outcomes) والتي تكون على شكل أداء أو إنجازات Performance)) يتوصل إليها المُتعلِّم كنتيجة لعملية التعلُّم. وهذه النتاجات يجب أن تكون واضحة لكل من المُعلِّم والمُتعلِّم ومن ثمَّ يستطيع المُتعلِّم تقويم نفسه ذاتياً، ليرى مقدار ما أنجزه موازنةً بمستويات الأداء المطلوبة (وزارة التربية والتعليم، 200).

يسمـى التقويـم الـذي يراعـي توجهـات التقويم الحديثة بالتقويم الواقعـي (authentic assessment). وهو التقويم الذي يعكس إنجازات الطالب ويقيسها في مواقف حقيقيَّة. فهو تقويم يجعل الطلاب ينغمسون في مهمات ذات قيمة ومعنى بالنسبة إليهم، فيبدو كنشاطات تعلُّم وليس كاختبارات سريعة يمارس فيه الطلاب مهارات التفكير العليا ويوائمون بين مدى متسع من المعارف لبلورة الأحكام أو لاتخاذ القرارات أو لحل المشكلات الحياتيَّة الحقيقيَّة التي يعيشونها. وبذلك تتطور لديهم قدرة التفكير التأمُّلي reflective thinking)) الذي يساعدهم على معالجة المعلومات ونقدها وتحليلها، فهو يوثق الصلة بين التعلُّم والتعليم، وتختفي فيه مهرجانات الامتحانات التقليديَّة التي تهتم بالتفكير الانعكاسي (reflexive thinking) لصالح توجيه التعليم بما يساعد الطالب على التعلُّم مدى الحياة (وزارة التربية والتعليم، 2003)

من هنا لم يعد التقويم مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للطالب في المواد المختلفة بل تعداه لقياس مقومات شخصيَّة الطالب بشتى جوانبها وبذلك اتسعت مجالاته وتنوعت طرائقه وأساليبه. ويهدف التقويم الواقعي إلى:

  • تطوير المهارات الحياتيَّة الحقيقيَّة.
  • تنمية المهارات العقليَّة العليا.
  • تنمية الأفكار والاستجابات الخلاقة والجديدة.
  • التركيز على العمليات والمنتج في عملية التعلُّم.
  • تنمية مهارات مُتعدِّدة ضمن مشروع متكامل.
  • تعزيز قدرة الطالب على القويم الذاتي.
  • جمع البيانات التي تبيّن درجة تحقيق المُتعلِّمين لنتاجات التعلُّم.
  • استخدام استراتيجيات وأدوات تقويم مُتعدِّدة لقياس الجوانب المتنوعة في شخصيَّة المُتعلِّم.

 

ويقوم التقويم الواقعي على عدد من الأسس والمبادئ التي يجب مراعاتها عند تطبيقه ولعل أبرز هذه المبادئ ما يأتي:

  1. التقويم الواقعي: هو تقويم يهتم بجوهر عملية التعلُّم، ومدى امتلاك الطلبة للمهارات المنشودة بهدف مساعدتهم جميعاً على التعلُّم في ضوء محاكاة أداء مطلوبة.
  2. العمليات العقليَّة ومهارات التقصي والاكتشاف يجب مراعاتها عند الطلبة وذلك بإشغالهم بنشاطات تستدعي حل المشكلات وبلورة الأحكام واتخاذ قرارات تتناسب ومستوى نضجهم.
  3. التقويم الواقعي يقتضي أن تكون المشكلات والمهام أو الأعمال المطروحة للدراسة والتقصي واقعيَّة، وذات صلة بشؤون الحياة العملية التي يعيشها الطالب في حياته اليومية.
  4. إنجازات الطلاب هي مادة التقويم الواقعي وليس حفظهم للمعلومات واسترجاعها، ويقتضي ذلك أن يكون التقويم الواقعي مُتعدِّد الوجوه والميادين، متنوعاً في أساليبه وأدواته.
  5. مراعاة الفروق الفرديَّة بين التلاميذ في قدراتهم وأنماط تعلمهم وخلفياتهم وذلك من خلال توفير العديد من نشاطات التقويم التي يتم من خلالها تحديد الإنجاز الذي حققه كل طالب.
  6. يتطلَّب التقويم الواقعي التعاون بين الطلاب. ولذلك فإنه يتبنى أسلوب التعلُّم في مجموعات متعاونة يُعين فيها الطالب القوي زملاءه الضعاف. بحيث يُهَيّأَ للجميع فرصة أفضل للتعلُّم، ويُهَيّأَ للمُعلِّم فرصة تقويم أعمال الطلاب أو مساعدة الحالات الخاصة بينهم وفق الاحتياجات اللازمة لكل حالة (العبدالات وآخرون، 2006).

 

التقويم الواقعي محكي المرجع، يقتضي تجنب الموازنات بين الطلاب والتي تعتمد أصلاً على معايير أداء الجماعة والتي لا مكان فيها للتقويم الواقعي (وزارة التربية والتعليم،2003).

 

مما سبق نجد أن التقويم الواقعي يركز على:

  • المهارات التحليلية، وتداخل المعلومات.
  • الإبداع ويعكس المهارات الحقيقيَّة في الحياة ممارسةً واتقاناً.
  • العمل التعاوني.
  • تنمية مهارات الاتصال الكتابية والشفوية.
  • التوافق مع أنشطة التعليم ونتاجاته، ويوجه المنهاج.
  • التداخل مع التعليم مدى الحياة، ويعد الطالب لمواجهة المشكلات ومحاولة حلها.
  • دمج التقويم الكتابي في التقويم الأدائي.
  • تشجيع التشعب في التفكير لتعميم الإجابات الممكنة.
  • تطوير المهارات ذات المعنى بالنسبة إلى الطالب.
  • توفير رصد لتعلم الطلبة على مدار الزمن.
  • إعطاء الأولوية لتسلسل التعلُّم (عمليات التعلُّم) (العبدالات وآخرون،2006).

 

وقد حددت خطة التطوير التربوي مجموعة من الكفاءات اللازم توفرها لدى المُعلِّم كمقوم لتطبيق استراتيجيات التقويم الجديدة. ويقصد بالكفاءات مجموعة من الخواص
(المهارات، والمعارف، والاتجاهات) التي تمكننا من النجاح عند تعاملنا مع الاخرين. ويعرفها آخرون بأنها مجموعة من المهارات والسلوك والمعرفة التي تحدد معايير أداء مهمة أو مهنة ما، كما يعرفها آخرون بأنها القدرات المطلوبة للقيام بدور ما في مكان ما
(وزارة التربية والتعليم، 2003).

يقصد بالمقوّم المُعلِّم الذي يدير العملية التربويَّة داخل غرفة الصف وينفذها ويطور سلسلة من الاجراءات المُنظَّمة تساعده على التأكد من تحقيق النتاجات المخطط لها والتي تسهم في تحسين عملية التعلُّم والتعليم وتطورها.

 

ومن أجل تحقيق هذه الغاية لا بد للمقوم من امتلاك كفاءات هي:

  1. كفاءات شخصيَّة.
  2. كفاءات معرفيَّة.

 

  1. الكفاءات الشخصيَّة:
  • يمتلك المقوم مجموعة من الكفاءات الشخصيَّة تتضمَّن.
  • العدالة في التقويم وعدم التحيز.
  • التركيز على التقويم الذاتي وجعله جزءاً من التقويم الصفي.
  • تنمية ذاته مهنياً.
  • التعامل والمشكلات واقتراح الحلول المناسبة.
  • مواكبة التطوُّرات والتغيُّرات في مجال تخصصه والقدرة على التكيُّف وإيّاها.
  • تقديم التغذية الراجعة إلى المعنيين بأسلوب ودّي.
  • إشراك الطلبة عند اختيار أدوات ومعايير التقويم والاتفاق عليها.
  • تطبيق مهارات التقويم في مواقف صفيَّة مختلفة.
  • القدرة على توظيف التكنولوجيا في التقويم (العبدالات وآخرون،2006).
  1. الكفاءات المعرفيَّة:

على المقوّم أن يكون قادراً على:

  • معرفة فلسفة التربية والتعليم وأهدافها.
  • تحديد هدف التقويم بوضوح.
  • تنويع استراتيجيات التقويم وأدواتها.
  • جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها.
  • الاستفادة من نتائج التقويم وتوظيفها لمعالجة نقاط الضعف وإثراء نقاط القوة.
  • معرفة محتوى المنهاج والكتب المدرسيَّة المُقرَّرة للمبحث الذي يدرسه وأهدافها وتحليل محتواها.
  • معرفة حقوقه وواجباته ومسؤولياته.
  • معرفة أساليب تقويم نتاجات تعلُّم الطلبة.
  • بناء الاختبارات وتحليلها وتقديم التغذية الراجعة.

 

استراتيجيات التقويم الجديدة المقترحة واللازم تدريب المُعلِّمين عليها وأدوات التقويم المقترح استخدامها. والجدول رقم (1) يوضح استراتيجيات التقويم المقترحة:

  1. استراتيجيَّة التقويم المعتمد على الأداء Performance Based Assessment)).
  2. استراتيجيَّة القلم والورقة Pencil and Paper)).
  3. استراتيجيَّة الملاحظة Observation)).
  4. استراتيجيَّة التواصل Communication)).
  5. استراتيجيَّة مراجعة الذات Reflection)).

 

  1. استراتيجيات التقويم (Assessment Strategies):

 

  1. استراتيجيَّة التقويم المعتمد على الأداء (Performance-based Assessment):
    قيام المُتعلِّم بتوضيح تعلمه، من خلال توظيف مهاراته في مواقف حياتيه حقيقيَّة، أو مواقف تحاكي المواقف الحقيقيَّة، أو قيامه بعروض عملية يظهر من خلالها مدى إتقانه لما اكتسب من مهارات، في ضوء النتاجات التعليميَّة المراد إنجازها.

    ويندرج تحت هذه الاستراتيجيَّة الفعاليات الآتية (المفلح، 2004):
  • التقديم (Presentation):
    عرض مخطط له ومنظم، يقوم به المُتعلِّم، أو مجموعة من المُتعلِّمين لموضوع مُحدَّد، وفي موعد مُحدَّد، لإظهار مدى امتلاكهم لمهارات مُحدَّدة، كأن يقدم المُتعلِّم أو المُتعلِّمون شرحاً لموضوع ما مدعماً بالتقنيات مثل: الصور والرسومات والشرائح الإلكترونية.
  • العرض التوضيحي (Demonstration):
    عرض شفوي أو عملي يقوم به المُتعلِّم أو مجموعة من المُتعلِّمين لتوضيح مفهوم أو فكرة وذلك لإظهار مدى قدرة المُتعلِّم على إعادة عرض المفهوم بطريقة ولغة واضحتين. كأن يوضح المُتعلِّم مفهوماً من خلال تجربة عملية أو ربطه بالواقع.
  • الأداء العملي (Performance):
    مجموعة من الإجراءات لإظهار المعرفة، والمهارات، والاتجاهات من خلال أداء المُتعلِّم لمهمات مُحدَّدة ينفذها عملياً. كأن يطلب إلى المُتعلِّم إنتاج مُجسَّم أو خريطة أو نموذج أو إنتاج أو استخدام جهاز أو تصميم برنامج محوسب أو صيانة مُحرِّك سيارة أو تصفيف الشعر أو تصميم أزياء أو إعطاء الحقن أو إعداد طبق حلوى.
  • الحديث (Speech):
    يتحدَّث المُتعلِّم، أو مجموعة من المُتعلِّمين عن موضوع معين خلال فترة مُحدَّدة وقصيرة، وغالباً ما يكون هذا الحديث سرداً لقصّة، أو إعادة لرواية، أو أن يقدم فكرة لإظهار قدرته على التعبير والتلخيص، وربط الأفكار، كأن يتحدَّث المُتعلِّم عن فلِم شاهده، أو رحلة قام بها، أو قصة قرأها، أو حول فكرة طرحت في موقف تعليمي، أو ملخصٍ عن أفكار مجموعته لنقلها إلى مجموعة أخرى.
  • المعرض (Exhibition):
    عرض المُتعلِّمين لإنتاجهم الفكري والعملي في مكان ما ووقت متفق عليه لإظهار مدى قدرتهم على توظيف مهاراتهم في مجال معين لتحقيق نتاج مُحدَّد مثل: أن يعرض المُتعلِّم نماذج أو مُجسَّمات أو صوراً أو لوحات أو أعمالاً فنيَّة أو منتجات أو أزياء أو أشغالاً يدويَّة.
  • المحاكاة أو أداء الأدوار (Simulation Role-playing):
    ينفذ المُتعلِّم أو المُتعلِّمون حواراً أو نقاشاً بكل ما يرافقه من حركات وإيماءات يتطلبها الدور في موقف يشبه موقفاً حياتياً حقيقياً لإظهار مهاراتهم المعرفيَّة والأدائية ومدى قدرتهم على اتباع التعليمات والتواصل وتقديم الاقتراحات وصنع القرارات من خلال مهمة أو حل مشكلة، ويمكن أن يكون الموقف تقنياً محوسباً، حيث يندمج المُتعلِّم في موقف محاكاة محوسب، وعليه أن ينفذ النوع نفسه من الأعمال والقرارات التي يتوقع مصادفتها في عمله مستقبلاً. وفي حين تضع مواقف المحاكاة المعتمدة على الشرح المُتعلِّم في سيناريوهات مع عناصر بشريَّة، أو غير بشريَّة، فإن مواقف المحاكاة المحوسبة المبنية تقنياً تقدم موقفاً على شاشة الكمبيوتر. يمكن خلال هذا الموقف أن يظهر المُتعلِّم قدرته على اتخاذ القرارات حيث يقدم البرنامج المحوسب مئات من المواقف والعناصر المختلفة.
  • المناقشة أو المناظرة (Debate):
    لقاء بين فريقين من المُتعلِّمين للمحاورة والنقاش حول قضية ما، حيث يتبنى كل فريق وجهة نظر مختلفة، بالإضافة إلى محكم (أحد المُتعلِّمين) لإظهار مدى قدرة المُتعلِّمين على الإقناع والتواصل والاستماع الفعَّال وتقديم الحجج والمُسوِّغات المؤيدة لوجهة نظره (العبدالات وآخرون،2006).

 

  1. استراتيجيَّة التقويم بالقلم والورقة (Pencil and Paper):
    تعد استراتيجيَّة التقويم القائمة على القلم والورقة المتمثلة في الاختبارات بأنواعها من الاستراتيجيات الهامة التي تقيس قدرات ومهارات المُتعلِّم في مجالات معينة، وتشكل جزءاً هاماً من برنامج التقويم في المدرسة.
  1. استراتيجيَّة الملاحظة (Observation):
    التعريف الإجرائي: عملية يتوجه فيها المُعلِّم أو الملاحظ بحواسه المختلفة نحو المُتعلِّم، بقصد مراقبته في موقف نشط، وذلك من أجل الحصول على معلومات تفيد في الحكم عليه، وفي تقويم مهاراته وقيمه وسلوكه وأخلاقياته وطريقة تفكيره.
  1. استراتيجيَّة التقويم بالتواصل Communication)):
    التعريف الإجرائي: جمع المعلومات من خلال فعاليات التواصل عن مدى التقدُّم الذي حققه المُتعلِّم، وكذلك معرفة طبيعة تفكيره، وأسلوبه في حل المشكلات.

 

ويندرج تحت هذه الاستراتيجيَّة الفعاليات الآتية:

  • المقابلة (Interview):
    لقاء بين المُعلِّم والمُتعلِّم مُحدَّد مُسبَقاً يمنح المُعلِّم فرصة الحصول على معلومات تتعلَّق بأفكار المُتعلِّم واتجاهاته نحو موضوع معين، وتتضمَّن سلسلة من الأسئلة المُعدَّة مُسبَقاً
  • الأسئلة والأجوبة:
    طرح أسئلة مباشرة من المُعلِّم إلى المُتعلِّم لرصد مدى تقدمه، وجمع معلومات عن طبيعة تفكيره، وأسلوبه في حل المشكلات، وتختلف عن المقابلة في أن هذه الأسئلة وليدة اللحظة والموقف وليست في حاجة إلى إعداد مُسبَق.
  • المؤتمر (Conference):
    لقاء مبرمج يعقد بين المُعلِّم والمُتعلِّم لتقويم مدى تقدم الطالب في مشروع معين إلى تاريخ معين، من خلال النقاش، ومن ثم تحديد الخطوات اللاحقة واللازمة لتحسين تعلمه.
  1. استراتيجيَّة مراجعة الذات (Reflection):
  • تحويل الخبرة السابقة إلى تعلُّم بتقويم ما تعلمه، وتحديد ما سيتم تعلمه لاحقاً.
  • الإمعان الجاد المقصود في الآراء، والمعتقدات، والمعارف، من حيث أسسها، ومستنداتها، وكذلك نواتجها، في محاولة واعية لتشكيل منظومة معتقدات على أسس من العقلانيَّة والأدلة.

 

عملية الرجوع إلى ما وراء المعرفة للتفكير الجاد بمغزاها من خلال تطوير استدلالات، فالتعلُّم عملية اشتقاق مغزى من الأحداث السابقة والحالية للاستفادة منها كدليل في السلوك المستقبلي (وهذا التعريف ينوه بأن مراجعة الذات متكاملة مع المُتعلِّم حين يعرف التعلُّم بأنه استخلاص العبر من الخبرات السابقة بهدف التحكُّم وفهم الخبرات اللاحقة). ويندرج تحت استراتيجيَّة مراجعة الذات كل من:

  • تقويم الذات.
  • يوميات الطالب.
  • ملف الطالب (المفلح،2004).

 

وجدول رقم (3) يوضح أدوات التقويم المقترحة لهذه الاستراتيجيات.

جدول (3)

أدوات التقويم المقترحة:

  1. قوائم الرّصد Check List) ).
  2. سلم التقدير (Rating Scale).
  3. سلم التقدير اللفظي (Rubric).
  4. سجل وصف سير التعلُّم (Learning Log).
  5. السجل القصصي (سجل المُعلِّم) (Anecdotal Record).

 

  1. أدوات التقويم (العبدالات وآخرون،2006):

 

  1. سلم التقدير اللفظي (Rubric):
    هو أحد استراتيجيات تسجيل التقويم، وهو سلسلة من الصفات المختصرة التي تبين أداء الطالب في مستويات مختلفة. إنه يشبه تماماً سلم التقدير، ولكنه في العادة أكثر تفصيلاً منه، مما يجعل هذا السلم أكثر مساعدة للطالب على تحديد خطواته الآتية في التحسُّن، ويجب أن يوفر هذا السلم مؤشرات واضحة للعمل الجيد المطلوب.
  1. سجل وصف سير التعلُّم (Learning Log):
    سجل منظم يكتب فيه الطالب عبر الوقت عبارات حول أشياء قرأها أو شاهدها أو مرّ بها في حياته الخاصة، حيث يسمح له بالتعبير بحريَّة عن آرائه الخاصة واستجاباته حول ما تعلمه.
  1. السجل القصصي (Anecdotal Records):
    هو وصف قصير من المُعلِّم، ليسجل ما يفعله المُتعلِّم، والحالة التي تمت عندها الملاحظة. مثلاً من الممكن أن يدون المُعلِّم كيف عمل المُتعلِّم ضمن مجموعة، حيث يدون أكثر الملاحظات أهمية حول مهارات العمل ضمن مجموعة الفريق (العمل التعاوني) (وزارة التربية والتعليم،2003).

 

المراجع:

العبدالات، سعاد وآخرون (2006). استراتيجيات تدريس المناهج الجديدة المبنية على اقتصاد المعرفة وطرائق تقويمها. وزارة التربية والتعليم إدارة التدريب والتأهيل والإشراف التربوي مديريَّة التدريب التربوي، عمان، الأردن.

المفلح، عبد الرزاق (2004). الإطار العام للتقويم. إدارة التدريب والتأهيل والإشراف التربوي وزارة التربية والتعليم، عمان، الأردن.

وزارة التربية والتعليم (2003). الإطار العام للمناهج والتقويم. إدارة المناهج والكتب المدرسيَّة، عمان، الأردن.

 

المصدر: موقع عبد الله بن صالح المقبل