استراتيجيات التعليم في التعليم الالكتروني

ويجب تحديد رؤية واضحة قبل استخدام التقنية في عمليتي التعليم والتعلم، والتعرُّف الواعي على أهداف التعليم والتعلُّم، والرؤيا الواضحة قبل الخوض في توظيف التقنية الحديثة في التعليم، فالتعلُّم هو الهدف الحقيقي من أنشطة التعليم سواء في التعليم الإلكتروني أم في التعليم التقليدي. وقد أكَّد جوناسن على استراتيجية التعلُّم ذي المعنى، والتي يُوضِّح فيها أن التعلُّم ذا المعنى يشتمل على خمسة خصائص تتفاعل فيما بينها.



وتفصيل هذه الخصائص على النحو الآتي

التعليم ذو المعنى نشط قابل للتشكيل (مدرك)
طالما الإنسان يعيش فانه يتعلَّم، للتكيُّف مع البيئة المحيطة به، وأي إنسان يمتلك مهارات تعلمها في حياته في أثناء تفاعله مع البيئة المحيطة به. (مثل تعلم مهارات لعبة، والتعامل مع آلة، مهارات اتصال، تنظيم...الخ).

              

التعليم ذو المعنى البنائي (لفظي تأملي تفكيري)
النشاط مهم للتعليم ذي المعنى ولكنه غير كاف، بل لابد من مهارات تعلم أخرى فالخبرات الجديدة تجعل الأفراد في حيرة بين ما يلاحظ أو يشاهد من جهة وبين ما يتم فهمه من جهة أخرى، وهذه الحيرة تكون حافزاً إلى تكوين المعنى، وينتج عن بناء المعاني بناء خبرات بحيث تبنى الخبرة الجديدة على الخبرات السابقة، وبذلك يكون المُتعلِّم بناء ذهني أو فكري للمعاني التي يتعلَّمها لتفسير المعاني في عالمه. ومع زيادة الخبرة، والدعم، والتأمل التفكيري، يصبح البناء الفكري لدى المُتعلِّم أكثر تركيباً وتعقيداً وهذا يجعل المُتعلِّم أكثر دقه في إصدار الأحكام على الأشياء.

التعليم ذو المعنى هادف (تأملي تفكيري، مُنظَّم)

السلوك يوجه بالأهداف والهدف قد يكون بسيطاً مثل الحصول على ترفيه، وقد يكون أكثر تركيبا مثل الحصول على مهارات عمل جديد، وعندما يكون لدى الإنسان هدف فإنه يتعلَّم أكثر.

 

التعليم ذو المعنى حقيقي (مركب، سياقي)

معظم المُعلِّمين يحاولون المبالغة في تبسيط الظاهرة التي يتم تدريسها لتسهيل تمريرها لدى المُتعلِّم، ولكن الذي يحدث أن الطالب لا يتعلَّم بل يحفظ ظواهر معينة دون أن يكون لها دلاله وظيفية لدى المُتعلِّم بسب تجريد الظاهرة من سياقها الحقيقي في أثناء تدريسها للمُتعلِّم.

ويلاحظ أن الطالب يخفق في التعلُّم لأنه تعلَّم في سياق معزول لا يمكنه من توظيف المعرفة في العالم الحقيقي أو في سياقها الطبيعي.

وقد أكدت العديد من الدراسات أن التعلُّم ذا المعنى يتم من خلال أسلوب التعلُّم القائم على حل المشكلات، وهو لا يؤدي إلى فهم أعمق للظاهرة فحسب بل يؤدي كذلك إلى توظيف مهارات التعلُّم في سياقات جديدة. ويجب أن يتم تعلُّم المعرفة والمهارات في الحياة الحقيقيَّة، وفي سياقات مفيدة، ويجب أن يتم التعلُّم من خلال حل مشكلات مُركَّبة وبسيطة لجعل المُتعلِّم يستخدم مهارات التفكير العليا في حل المشكلات بدلاً من تقديم بيئات تعلُّم مصطنعه تُعزِّز مبادئ الحفظ والاستظهار.

 

التعليم ذو المعنى تعاوني (تعاوني، حواري)

يتعلَّم الإنسان من خلال اكتشاف ما لدى الآخرين من معرفه ومهارات، بينما في الممارسة التعليميَّة يتم تعزيز مبدأ التعلُّم الفردي، وهذا خلاف طبيعة التعلُّم عبر العصور والتي تُؤكِّد على التفاعل مع الأقران والخبراء من أجل اكتساب المعارف والمهارات، وفي المدارس عندما يترك أمر التعاون بدون خطة عمل فإن ذلك قد يؤدي إلى الغش فلا بد من وضع خطة دقيقة لتوظيف التعاون في سياق التعلم (Jonassen and Others, 2003, p7-11). ويلاحظ من خلال نموذج جوناسن وزملائه (Jonassen and Others) أن التعليم ذا المعنى يتم من خلال تداخل خمسة عناصر وتشابك بعضها ببعض فالتعلُّم ذو معنى يكون بنائياً ونشطاً وهادفاً وحقيقياً وتعاونياً.