استخدام رواية القصص لتعزيز التدريب

كانت الساعة العاشرة صباحاً من يوم الإثنين، وفي حالة من الاندهاش والترقب كنت أنتظر آخر مهمة لي، وتساءلت "ماذا ستكون هذه المرة؟ وكيف سأُحدِث تأثيراً في حياة الناس؟" لم يكن لدي وقت طويل للانتظار، فعندما تلقيت مهمتي، قفزت من مقعدي وكنت فرحةً بالمهمة التي كنت على وشك القيام بها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "ميليسا دورتي" (Melissa Dougherty)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في رواية القصص.

ربما لم يحدث الأمر بالطريقة التي أريدها، ولكنَّني كنت متحمسةً جداً بشأن آخر تحدٍ لدي في عملية التصميم التعليمي، لقد طُلِبَ مني العمل على أحد أقدم البرامج المتعلقة بطريقة التواصل في مكان العمل، ومراجعته لجعله أكثر جاذبيةً ومتعةً؛ لذلك فكرت في أسلوب رواية القصص.

كان لهذا البرنامج ثلاث مشكلات رئيسة:

  1. اللون موحد فيه.
  2. يحتوي على القليل جداً من التفاعلات والإجراءات.
  3. لا يحتوي نشاطات ممارسة تسمح للمتدربين بتطبيق ما تعلموه.

لقد حضرتُ مؤخراً العديد من الندوات عبر الإنترنت التي استضافها الدكتور "راي جيمينيز" (Dr. Ray Jimenez)، وكان آخرها دورة عن نهج يساعد المصممين والقادة على العثور على محتوى عالي القيمة والفائدة ومطابقته مع القصص المتعلقة بالعمل المليئة بالتجارب العاطفية؛ لذا فكرت في أفضل الطرائق لجعل البرنامج التدريبي المتعلق بالتواصل ممتعاً بدلاً من سرد القصص فحسب، وهذا بالضبط ما فعلته.

كان مفهومي بسيطاً، لقد أنشأت لوحة للإعلانات داخل برنامج "بوربوينت" (PowerPoint)، ثم وضعت عليها بعض المعلومات المختلفة "مثل التذاكر الرياضية والصور والملاحظات والقوائم، وما إلى ذلك"، وفي كل مرة ينقر فيها المتدرب على عنصر ما في لوحة الإعلانات، ينتقل إلى قصة تتعلق بهذا العنصر؛ إذ تساعد كل قصة على تعليم مفهوم منفصل يتعلق بالتواصل المناسب في مكان العمل.

وقد تعلمت من الدكتور "جيمينيز"، أنَّ القصص تساعد على جذب المتدربين إلى المحتوى من خلال الأهمية والسياق، فلم تكن أي من القصص التي أرويها تتعلق بمجال التدريب أو الشركة؛ وإنَّما استخدمت قصصاً عن الأحداث اليومية لتوضيح وجهة نظري.

على سبيل المثال، في إحدى القصص كانت الشخصية الرئيسة صبياً مراهقاً يمزح كثيراً مع أصدقائه لدرجة أنَّه فوَّت على نفسه الموعد الذي ذكره المدرب فيما يخص المباراة الكبيرة لفريقه؛ فقد فاتته الحافلة لاحقاً نتيجة عدم اهتمامه بأسلوب التواصل المناسب مع فريقه والمدرب.

وفي قصة أخرى، لم يتمكن النادل من معرفة سبب قلة قيمة الإكرامية التي يحصل عليها من الزبائن، ولم يكن يدرك أنَّ تواصله غير اللفظي وعبوسه هما السببان اللذان يجعلان الزبائن يدفعون له مبلغاً زهيداً.

فكل من هذه القصص مؤثرة لأنَّها تعزز التعاطف لدى المتدربين في أثناء قراءتها؛ وهذا يؤدي إلى مزيد من تأييد التدريب المتعلق بالتواصل المناسب إلى جانب الحصول على الفوائد.

لمعالجة قلة التفاعلات والإجراءات في البرنامج الأصلي، أضفت في نهاية كل قسم بعض الاختبارات والنشاطات المرتبطة بالأفكار الأساسية الموجودة في هذا القسم، وقد كان الفصل الأخير من البرنامج يتكوَّن من سيناريوهات يجب على المتدرب العمل بها من خلال استخدام ممارسات التواصل التي تعلمها داخل البرنامج، كما أجريتُ تعديلاً على الاختبار النهائي ليتكون من أسئلة مرتبطة بالسيناريو بحيث يمكن للمتدرب تطبيق ما تعلَّمه.

الخلاصة: 

في النهاية، تمكنت من التأثير في المتدربين لديَّ، ومن إضافة الأهمية إلى عملية التدريب التي كانت مفقودةً أساساً من خلال استخدام القصص؛ ونتيجةً لذلك، أصبحنا جميعاً أفضل في التواصل، والأشخاص الذين تلقوا التدريب الأصلي ونسوه لأنَّه كان قابلاً للنسيان يطبقون الآن ما تعلموه في البرنامج المُعدَّل، ويتواصلون مع أهدافهم الجديدة؛ وكل ذلك كان بسبب فكرة "دعني أخبرك قصةً قصيرةً".