إدارة الجودة الشاملة في المُؤسَّسات التربويَّة التعليميَّة

 مسعد محمد زياد

 مقدمة

إنَّ التحديات العالميَّة المعاصرة تحتم على المُنظَّمات الاقتصاديَّة انتهاج الأسلوب العلمي الواعي في مواجهة هذه التحديات، واستثمار الطاقات الإنسانيَّة الفاعلة في ترصين الأداء التشغيلي والبيعي بمرونة أكثر كفاءة وفاعليَّة، ومن أكثر الجوانب الإداريَّة الهادفة إدارة الجودة الشاملة، التي أصبحت الآن وبفضل الكم الهائل في المعلومات وتقنيات الاتصال سمة مميزة لمعطيات الفكر الإنساني الحديث، وهذا ما يمكن ملاحظته في المُؤسَّسات الصناعيَّة والهيئات والمُنظَّمات بشكل عام.



في المجال التربوي فإنَّ القائمين عليه يسعون من خلال تطبيق إدارة الجودة الشاملة إلى إحداث تطوير نوعي لدورة العمل في المدارس بما يتلاءم مع والمستجدات التربويَّة والتعليميَّة والإداريَّة، ويواكب التطوُّرات الساعية لتحقيق التميُّز في كافة العمليات التي تقوم بها المُؤسَّسة التربويَّة.

 

مفهوم الجودة

  1. المفهوم من منظور إسلامي: قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} 2 تبارك، وقال تعالى في سورة يوسف عليه السلام عندما اصطفاه طلب الملك منه أن يوليه خزائن مصر لأنه أدرى وأقدر على إجادة عمله، وعبر عن ذلك بصفتي الحفظ والعلم كأساس لنجاح عمله وسبب إجادته وإتقانه {قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} "55 يوسف". كما بيَّن سبحانه وتعالى في آية أخرى أهمية التحلي بصفتي القوة والأمانة فقال تعالى: {قالت إحداهما يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين}. ويلاحظ أن مفهوم هاتين الصفتين يدور حول محاسن العمل وإتقانه. وقال عليه الصلاة وأتم التسليم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، والإتقان يعنى الجودة في أكمل صورها.
  2. المفهوم الاصطلاحي لإدارة الجودة الشاملة: لم يكن ثمة تعريف مُحدَّد لمفهوم إدارة الجودة الشاملة، ودلالات الكلمات المُكوَّنة لهذا المفهوم تعني الآتي:
    • الإدارة: هي القدرة على التأثير في الآخرين لبلوغ الأهداف المرغوبة.
    • الجودة: تعني الوفاء بمُتطلَّبات المستفيد وتجاوزها.
    • الشاملة: تعني البحث عن الجودة في كل جانب من جوانب العمل، ابتداءً من التعرُّف على احتياجات المستفيد وانتهاء بتقويم رضا المستفيد.

وإدارة الجودة الشاملة تعني في مجملها أنها نظام يتضمَّن مجموعة من الفلسفات الفكريَّة المتكاملة والأدوات الإحصائية والعمليات الإداريَّة المستخدمة لتحقيق الأهداف، ورفع مستوى رضا العميل والمُوظَّف على حد سواء، وذلك من خلال التحسين المستمر للمُؤسَّسة وبمشاركة فعَّالة من الجميع من أجل منفعة الشركة والتطوير الذاتي لمُوظَّفيها، ومن ثمَّ تحسين نوعيَّة الحياة في المجتمع.

ويشير جابلونسكي إلى أنَّ مفهوم إدارة الجودة الشاملة كغيره من المفاهيم الإداريَّة التي تتباين بشأنه المفاهيم والأفكار وفقاً لزاوية النظر من قِبَلِ هذا الباحث أو ذاك إلَّا أن هذا التباين الشكلي في المفاهيم يكاد يكون متماثلاً في المضامين الهادفة إذ إنه يتمحور حول الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه المُنظَّمة والذي يتمثل بالمستهلك من خلال تفاعل كافة الأطراف الفاعلة فيها.

 

الثقافة التنظيميَّة المدرسيَّة:

إن الثقافة التنظيميَّة المدرسيَّة تخضع أساساً لعاملين أساسيين هما:

  1. الثقافة العامة للمجتمع.
  2. الفلسفة التربويَّة التي ينبع منها الأهداف التربويَّة المُقرَّرة من قِبَلِ السلطات العليا.

وقد أكَّد باول هكمان على أنَّ الثقافة المدرسيَّة تكمن في المعتقدات التي يحملها المُعلِّمون والطلاب والمديرون.

وعرفها العالمان ديل وبيترسون بأنها نماذج عميقة من القيم والمعتقدات والتقاليد التي تشكلت خلال تاريخ المدرسة.

 

حقيقة الجودة الشاملة

إن تحويل فلسفة الجودة الشاملة إلى حقيقة في مُؤسَّسة ما، يجب ألَّا تبقى هذه الفلسفة مجرد نظريَّة دون تطبيق عملي، ولذلك وبمجرد استيعاب المفهوم، يجب أن يصبح جزءاً وحلقة في عمليَّة الإدارة التنفيذيَّة من أسفل الهرم إلى القمة، وهذا ما يعرف بإدارة الجودة الشاملة، وهي عمليَّة مُكوَّنة من مراحل مُحدَّدة بشكل جيد، وتحتاج إلى متسع من الزمن لتحقيقها، حتى تصبح مألوفة للمُؤسَّسة التي تتبناها، ويتم تنفيذها باستمرار.

 

الجودة الشاملة في المُؤسَّسات التربويَّة التعليميَّة

يُقصَد بإدارة الجود الشاملة في المجال التربوي التعليمي: أداء العمل بأسلوبٍ صحيحٍ متقنٍ وفق مجموعة من المعايير التربويَّة الضروريَّة لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي وبأقل جهدٍ وكلفةٍ محققاً الأهداف التربويَّة التعليميَّة، وأهداف المجتمع وسد حاجة سوق العمل من الكوادر المؤهلة علمياً.

ويُعرِّف رودز الجودة الشاملة في التربية بأنها عمليَّة إداريَّة ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي توظف مواهب العاملين وتستثمر قدراتهم الفكريَّة في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لضمان تحقيق التحسن المستمر للمُؤسَّسة.

ويُعرِّفها أحمد درباس بأنها أسلوب تطوير شامل ومستمر في الأداء يشمل كافة مجالات العمل التعليمي، فهي عمليَّة إداريَّة تحقق أهداف كل من سوق العمل والطلاب، أي أنها تشمل جميع وظائف ونشاطات المُؤسَّسة التعليميَّة ليس فقط في إنتاج الخدمة ولكن في توصيلها، الأمر الذي ينطوي حتماً على نيل رضا الطلاب وزيادة ثقتهم،وتحسين مركز المُؤسَّسة التعليميَّة محليا وعالميا.

ويُعرِّفها رودس: بأنَّها عمليَّة إداريَّة استراتيجية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي نتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم الفكريَّة في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر للمُنظَّمة.

ومن التعاريف السابقة نستنتج أنَّه من الضروري بمكان تسخير كافة الإمكانات الماديَّة والبشريَّة، ومشاركة جميع الجهات والإدارات والأفراد في العمل كفريق واحد، والعمل في اتجاه واحد وهو تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في النظام التربوي التعليمي، وتقويم مدى تحقيق الأهداف، ومراجعة الخطوات التنفيذيَّة التي يتم توظيفها.

ويُعَدُّ إدوارد ديمنج رائد فكرة الجودة الشاملة حيث طور أربع عشرة نقطة تُوضِّح ما يلزم لإيجاد وتطوير ثقافة الجودة، وتسمى هذه النقاط "جوهر الجودة في التعليم" وتتلخَّص فيما يأتي:

  1. إيجاد التناسق بين الأهداف.
  2. تبني فلسفة الجودة الشاملة.
  3. تقليل الحاجة إلى التفتيش.
  4. أنجاز الأعمال المدرسيَّة بطرائق جديدة.
  5. تحسين الجودة، الإنتاجيَّة، وخفض التكاليف.
  6. التعليم مدى الحياة.
  7. القيادة في التعليم.
  8. التخلص من الخوف.
  9. إزالة معوقات النجاح.
  10. بناء ثقافة الجودة.
  11. تحسين العمليات.
  12. مساعدة الطلاب على النجاح.
  13. الالتزام.
  14. المسؤوليَّة.

 

وحتى يكون للجودة الشاملة وجود في مجال التطبيق الفعلي لا بد من توافر خمسة ملامحٍ أو خمس صفاتٍ للتنظيم الناجح لإدارة الجودة الشاملة:

  1. حشد جميع العاملين داخل المُؤسَّسة بحيث يدفع كل منهم بجهده تجاه الأهداف الاستراتيجية كل فيما يخصه.
  2. الفهم المُتطوِّر والمتكامل للصورة العامة، وخاصة بالنسبة إلى أسس الجودة الموجهة إلى إرضاء مُتطلَّبات "العميل" والمنصبة على جودة العمليات والإجراءات.
  3. قيام المُؤسَّسة على فهم العمل الجماعي.
  4. التخطيط لأهداف لها صفة التحدي القوي، والتي تلزم المُؤسَّسة وأفرادها بارتقاء ملحوظ في نتائج جودة الأداء.
  5. الإدارة اليوميَّة المُنظَّمة للمُؤسَّسة من خلال استخدام أدوات مؤثرة وفعَّالة لقياس القدرة على استرجاع المعلومات والبيانات (التغذية الراجعة).

 

لماذا يجب تحقيق الجودة الشاملة؟

  1. لحفظ ما يقارب (45 %) من تكاليف الخدمات التي تضيع هدراً بسبب غياب التركيز على الجودة الشاملة.
  2. أصبح تطبيقها ضرورةً حتميةً تفرضها المشكلات المترتبة على النظام البيروقراطي، وتطور القطاع الخاص.
  3. المنافسة الشديدة الحاليَّة والمتوقعة في ظل العولمة.
  4. مُتطلَّبات وتوقعات العملاء في ازديادٍ مستمر.
  5. مُتطلَّبات الإدارة لخفض المصروفات، والاستثمار الأمثل للموارد البشريَّة والماديَّة.
  6. مُتطلَّبات العاملين فيما يخص أسلوب وجودة العمل.
  7. تعديل ثقافة المُؤسَّسات التربويَّة بما يتلاءم وأسلوب إدارة الجودة الشاملة، وإيجاد ثقافة تنظيميَّة تتوافق مع مفاهيمها.
  8. الجودة الشاملة تؤدي إلى رضا العاملين التربويين والمستفيدين (الطلاب) وأولياء أمورهم، والمجتمع.
  9. يعتمد أسلوب إدارة الجودة الشاملة بوجه عام على حل المشكلات من خلال الأخذ بآراء المجموعات.

 

فوائد تطبيق الجودة الشاملة

  1. تحسين العمليَّة التربويَّة ومخرجاتها بصورة مستمرة.
  2. تطوير المهارات القيادية والإداريَّة لقيادة المُؤسَّسة التعليميَّة.
  3. تنميَّة مهارات العاملين في الحقل التربوي ومهاراتهم واتجاهاتهم.
  4. التركيز على تطوير العمليات أكثر من تحديد المسؤوليات.
  5. العمل المستمر من أجل التحسين، والتقليل من الإهدار الناتج عن ترك المدرسة، أو الرسوب.
  6. تحقيق رضا المستفيدين وهم (الطلبة وأولياء الأمور والمُعلِّمون والمجتمع).
  7. الاستخدام الأمثل للموارد الماديَّة والبشريَّة المتاحة.
  8. تقديم الخدمات بما يشبع حاجات المستفيدين الداخلي والخارجي.
  9. توفير أدوات قياس الأداء ومعاييره.
  10. تخفيض التكلفة وتحقيق الأهداف التربويَّة في الوسط الاجتماعي في آنٍ واحدٍ.

 

الجودة الشاملة والتدريس النشط والفعَّال

  1. مشاركة الطلاب المُدرِّسَ في التخطيط لموضوع الدرس، وتنفيذه بما يحقق مبدأ الإدارة التشاركية.
  2. تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج، والذي يقضي بتأدية العمل التدريسي من بدايته حتى نهايته بطريقة صحيحة.
  3. يقوم التدريس النشط والفعَّال على أساس مبدأ التنافس والتحفيز الذي يستلزم ضرورة توافر أفكار جديدة، ومعارف حديثة من قِبَلِ المُعلِّم والمُتعلِّم على حد سواء.
  4. لتحقيق التدريس النشط والفعَّال عندما نطبق مبدأ المشاركة التعاونيَّة، يتطلَّب مبدأ المشاركة الذاتيَّة إتاحة الفرصة كاملة لجميع المُتعلِّمين لإبداء الرأي والمشاركة الإيجابيَّة في المواقف التعليميَّة التعلُّميَّة.

 

وتتجلى مظاهر التدريس النشط في المواقف الآتية:

  • شمول جميع أركان التدريس في المواقف التعليميَّة التعلُّميَّة.
  • تحسن مستمر في أساليب التدريس والأنشطة التربويَّة.
  • تخطيط الأنشطة التعليميَّة التعلُّميَّة وتنظيمها وتحليلها.
  • فهم الطلاب لجميع جوانب المواقف التدريسيَّة والمشاركة في تنفيذها.
  • تعاون فعَّال بين التلاميذ بعضهم بعضاً من جهة، وبينهم وبين المُعلِّم من جهةٍ أخرى.
  • ترابط وتشابك كل أجزاء الدرس.
  • المشاركة في إنجاز الأعمال، والأداء الجاد والواثق لتحقيق أهداف الدرس.
  • تجنَّب الوقوع في الخطأ وعدم الاكتفاء باكتشافه.
  • إحداث تغيير فكري وسلوكي لدى التلاميذ بما يتوافق مع مقومات العمل التربوي الصحيح.
  • اعتماد الرقابة السلوكيَّة أو التقويم الذاتي في أداء العمل.
  • تحسن العمل الجماعي المستمر وليس العمل الفردي المتقطع.
  • تحقيق القدرة التنافسيَّة والتميُّز.
  • مراعاة رغبات التلاميذ وتلبية احتياجاتهم.
  • تحقق جودة جميع جوانب الأداء التدريسي.
  • ترابط وتكامل تصميم الموقف التدريسي وتنفيذه.

 

المزايا التي تتحقق من تطبيق مفهوم الجودة الشاملة في التدريس 

  1. الوفاء بمُتطلَّبات التدريس.
  2. تقديم خدمة تعليميَّة علميَّة تناسب احتياجات الطلاب.
  3. مشاركة الطلاب في العمل ووضوح أدوارهم ومسؤولياتهم.
  4. الإدارة الديمقراطيَّة للصف دون الإخلال بالتعليمات الرسميَّة.
  5. التزام كل طرف من أطراف العمليَّة التعليميَّة التعلُّميَّة النظام الموجود وقواعده.
  6. تقليل الهدر التعليمي في المواقف التدريسيَّة.
  7. وجود نظام شامل ومدروس ينعكس ايجابياً على سلوك الطلاب.
  8. تحقيق التنافس الشريف بين الطلاب.
  9. تأكيد أهمية العمل الفريقي الجمعي وضرورته.
  10. تفعيل التدريس بما يحقق الأهداف التربويَّة المأمولة منه.
  11. مساهمة التلاميذ ومشاركتهم في اتخاذ القرارات.
  12. التركيز على طبيعة العمليات والنشاطات وتحسينها وتطويرها بصفة مستمرة بدلاً من التركيز على النتائج والمخرجات.
  13. اتخاذ قراراتٍ صحيحةٍ بناءً على معلوماتٍ وبيانات حقيقيَّة واقعيَّة.
  14. التحوُّل إلى ثقافة الإتقان بدلاً من ثقافة الاجترار، وإلى ثقافة الجودة بدلاً من ثقافة الحد الأدنى، ومن التركيز على التعليم إلى التعلُّم وإلى توقعات عالية من جانب المُعلِّمين تجاه طلابهم.
  15. التحوُّل من اكتشاف الخطأ في نهاية العمل إلى الرقابة منذ بدء العمل، ومحاولة تجنُّب الوقوع فيه.

 

دور المدرسة في تعزيز الجودة في التدريس

  • على المدرسة أن تعتمد الجودة كنظام إداري والعمل على تطوير هذا النظام وتوثيقه.
  • تشكيل فريق الجودة والتميُّز الذي يضم فريق الأداء التعليمي.
  • نشر ثقافة التميُّز في التدريس.
  • تحديد وإصدار معايير الأداء المتميز ودليل الجودة.
  • تعزيز المبدأ الديمقراطي من خلال تطبيق نظام الاقتراحات والشكاوى.
  • التجديد والتدريب المستمر للمُعلِّمين.
  • تعزيز روح البحث وتنميَّة الموارد البشريَّة.
  • إكساب مهارات جديدة في المواقف الصفيَّة.
  • العمل على تحسين مخرجات التعليم.
  • إعداد الشخصيَّة القيادية.
  • إنشاء مركز معلوماتي دائم وتفعيل دور تكنولوجيا التعليم.
  • التواصل مع المُؤسَّسات التعليميَّة وغير التعليميَّة.
  • تدريب الطلاب على استقراء مصادر التعلُّم.
  • توجيه الطلاب إلى الأسئلة التفكيرية المختلفة.
  • إكساب الطلاب القدرة على تنظيم الوقت.
  • الاستفادة من تجارب تربويَّة محلياً وعربياً وعالمياً.

 

ولا ينبغي أن تُطبَّق إدارة الجودة الشاملة في جانب معين من جوانب العمليَّة التعليميَّة فحسب، بل لا بد لها من أن تمتد لتشمل كل العناصر التعليميَّة التعلُّميَّة:

  1. كالاختبارات التي يجب أن تخضع في إعدادها لمقاييس الوزن النسبي، ويراعى فيها الشمولية والعمق والتدرج ما بين السهولة والصعوبة، وأن تمتاز بالصدق والثبات وأن تحقق الأهداف المعرفيَّة المرجوة منها.
  2. الإدارة الصفيَّة لذا علينا أن نهتم كثيرا بخصائص الموقف النظامي الجديد في الصّف وهو على النحو الآتي:
    • ينشغل الطلبة بمواد، وأنشطة تعليميَّة ذات قيمة علميَّة هادفة تثير اهتمامهم، وتشدهم إلى الدرس.
    • انعقاد اتجاهات التعاون بين المُدرِّس وطلابه، وإضمار حسن النية لدى كل منهم.
    • يصدر السلوك الاجتماعي، والخلقي السليم عن الطلبة احتراماً لجماعة الأقران، ونتيجة للجهود التعليميَّة التعاونيَّة، أكثر من كونه نتيجة لهيمنة المُعلِّم عليهم عن طريق إثارة الخوف في نفوسهم.
    • يتحرَّر الطلبة من عوامل القلق والإحباط المصطنعة الناجمة عن فرض إرادة الكبار الراشدين على جماعة المراهقين.

 

مُتطلَّبات تطبيق نظام الجودة الشاملة في المُؤسَّسة التعليميَّة

  • القناعة الكاملة والتفهم الكامل والالتزام من قِبَلِ المسؤولين في المُؤسَّسة التربويَّة.
  • إشاعة الثقافة التنظيميَّة الخاصة بالجودة في المُؤسَّسة التربويَّة نزولاً إلى المدرسة.
  • التعليم والتدريب المستمرَّان لكافة الأفراد.
  • التنسيق وتفعيل الاتصال بين الإدارات والأقسام المختلفة.
  • مشاركة جميع الجهات وجميع الأفراد العاملين في جهود تحسين جودة العمليَّة التعليميَّة.
  • تأسيس نظامٍ معلوماتيٍ دقيقٍ وفعَّال لإدارة الجودة على الصعيدين المركزي والمدرسي.

 

عناصر تحقيق الجودة الشاملة

  1. تطبيق مبادئ الجودة.
  2. مشاركة الجميع في عمليَّة التحسين المستمر.
  3. تحديد وتوضيح إجراء العمل، أو ما يطلق عليه الإجراءات التنظيميَّة.

 

النتائج المرجوة: إنَّ المبادئ السابقة وعناصر تحقيق الجودة تؤدي إلى تحقيق الهدف الأساسي للجودة، ألا وهو رضا المستفيد والمتمثل في الطلبة والمُعلِّمين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي وسوق العمل. كما تؤدي إلى التحسين المستمر في عناصر العمليَّة التعليميَّة.

 

مؤشرات غياب الجودة الشاملة في مُؤسَّسات التربية والتعليم:

  1. تدني دافعيَّة الطلاب إلى التعلُّم.
  2. تدني تأثر الطالب بالتربية المدرسيَّة.
  3. زيادة عدد حالات الرسوب، والتسرب من المدرسة.
  4. تدني دافعيَّة المُعلِّمين إلى التدريس.
  5. العزوف عن العمل في هذا المجال.
  6. زيادة الشكاوى من جميع الأطراف.
  7. تدني رضا أولياء الأمور عن التحصيل العلمي لأبنائهم.
  8. تدني رضا المجتمع.
  9. تدني رضا المُؤسَّسات التعليميَّة العليا كالمعاهد والجامعات.
  10. تدني رضا كل مرحلة تعليميَّة عن مخرجات المرحلة التعليميَّة التي سبقتها.

 

فوائد تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم

  1. ضبط وتطوير النظام الإداري في أي مُؤسَّسة تعليميَّة نتيجة لوضوح الأدوار وتحديد المسؤوليات بدقة.
  2. الارتقاء بمستوي الطلاب في جميع الجوانب الجسميَّة والعقليَّة والاجتماعيَّة والنفسيَّة والروحية.
  3. زيادة كفايات الإداريين والمُعلِّمين والعاملين في المُؤسَّسات التعليميَّة.
  4. زيادة الثقة وخلق روح التعاون بين المُؤسَّسات التعليميَّة والمجتمع.
  5. توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانيَّة السليمة بين جميع العاملين في المُؤسَّسة.
  6. زيادة الوعي والانتماء نحو المُؤسَّسة من قِبَلِ الطلاب والمجتمع المحلي.
  7. الترابط والتكامل بين جميع الإداريين والعاملين.
  8. تطبيق نظام الجودة الشاملة يمنح المُؤسَّسة المزيد من الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي.

 

مبادئ الجودة الشاملة

  1. التركيز على المستفيد: وهذا يعني كيف تجعل من عملك جودة تحقق رغبات المستفيد منك.
  2. التركيز على العمليات: وتعني السيطرة على عمليَّة الأداء، وليس على جودة المنتج.
  3. القيادة والإدارة: إذ لا توجد مُؤسَّسة ناجحة بدون قائد.
  4. تمكين العاملين: بمعنى إشراكهم في اتخاذ القرار:
    • أي أن النجاح لا يأتي مما تعرف، ولكنه يأتي من الذين تعرفهم.
    • الجودة تبدأ من الداخل: بمعنى الاهتمام بالعاملين، والتعرُّف على حاجاتهم، وظروف العمل المحيطة بهم.
    • يمكن تفجير الطاقة المخزونة في دواخلهم من خلال التعاون المستمر، وإشراكهم في القرار
  5. التحسين والتطوير الشامل المستمر: يرتكز التحسين والتطوير المستمر على ثلاث قواعد مهمة هي:
    • التركيز على العميل.
    • فهم العمليَّة.
    • التزام بالجودة.
  6. الوقاية: تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج، وهو العمل الذي يجعل عدد الأخطاء ينحدر إلى الحد الأدنى، وذلك وفق مبدأ أداء العمل الصحيح من أول مرة، وبدون أخطاء.
  7. الإدارة بالحقائق: يُعَدُّ القياس والمعَايرة هما العمود الفقري للجودة، وهما المؤشر الذي يعطي المعلومات لاتخاذ القرار المناسب.
  8. النظام الكلي المتكامل: وهو مجموعة من الإجراءات المتكاملة، التي تؤدي إلى هدف مشترك مثل: الإدارة العامة، والإشراف، والإدارة التعليميَّة، والشئون الإداريَّة، والتجهيزات.
  9. العلاقة مع الموردين.

 

وسائل التطبيق

 التحوُّل إلى إدارة الجودة الشاملة يتم من خلال الموازنة الموضحة في الجدول الآتي:

العمل بالنظام التقليدي

العمل بنظام الجودة الشاملة

  • التحسين وقت الحاجة.
  • التحسين المستمر.
  • جودة أعلى تعني تكلفة أعلى.
  • جودة أعلى تعني تكلفة أقل.
  • البحت عن المشكلات المُتعلِّقة بالنتائج.
  • البحث عن المشكلات المُتعلِّقة بالعمليات، ومن ثم معالجتها حتى لا يتكرر وقوعها.
  • يتم تصيد الأخطاء ومعالجتها.
  • الافتراض بأن الأخطاء لن تحدث، ويتم التخطيط لتجنُّبها.
  • من الممكن تقبل الأخطاء. 
  • تقبل الأخطاء مرفوض.
  • المهم إرضاء المدير.
  • المهم إرضاء العميل قبل كل شيء.
  • تعد الجودة وظيفة من وظائف التصنيع.
  • الجودة مهمة لكل فرد.
  • قسم الجودة هو المسؤول عن الجودة. 
  • الجودة مسؤوليَّة كل فرد مشارك في المُؤسَّسة.

 

الفرق بين التعليم والصناعة

الصناعة

التعليم

1) الأهداف

  • الأهداف ماديَّة: تتخذ الربح مقياساً.

السؤال: كيف تقاس الفاعليَّة في كل من الصناعة والتعليم؟

 

  • التعليم يهدف إلى بناء إنسانٍ يمتاز بخصائص المعرفة، والبراعة والحكمة والشخصيَّة.

2) العمليات

  • من السهل تحديد العمليات الصناعيَّة.
  • من السهل التحكُّم بمواصفات العمليَّة التصنيعية.

 

  • ولكن في التعليم العمليَّة تفاعليَّة تتم بين المُعلِّم والمُتعلِّم.
  • ولكن في التعليم تعتمد على علاقات بين البشر لهم سلوكيات وردود فعل تختلف باختلاف الحوافز، والأهداف والمشاعر لكل منهم.

وعليه يصعب تحديد مواصفات معينة في العملية التعليميَّة.

3) المدخلات

  • في الصناعة يمكن التحكُّم بالمدخلات.

 

  • ولكن ذلك يصعب في التعليم. لأن الطلبة بشر قد يختلف أداؤهم.

وصعوبة التحكُّم بالمدخلات تحتم صعوبة التحكُّم في جودة المخرجات.

4) المخرجات

  • يسهل التحكُّم في المخرجات التي تؤدي إلى إرضاء العميل.

 

  • في التعليم يوجد عدة مستفيدين، ومن الصعب تحديد مستوى جودة المخرجات، حيث لأن المستفيدين الأوائل هم الطلبة أنفسهم، وهم مشاركون في عمليَّة التعلُّم.

 

وسائل التطبيق الفاعل

مُتطلَّبات نجاح التطبيق:

  • القيادة الإداريَّة الناجحة، ومن مهامها التخطيط الاستراتيجي، والتغيير.
  • التعليم والتدريب: التوعية والتهيئة والتأهيل.
  • الاتصالات الفعَّالة: تقديم التغذية الراجعة.
  • وجود نظام توكيد الجودة.
  • وجود هيكل فرعي لدعم التطبيق.
  • وجود بيئة تنظيميَّة ملائمة: تمثلها الثقافة التنظيميَّة.

 

مقاييس التعليم

لإيجاد مقاييس لجودة التعليم، لا بد من طرح التساؤلات الآتية:

  • ما الذي تريده من مدارس أبنائك؟
  • إلى أي المدارس ترسلهم؟
  • ما الفرق بين مدرسة متميزة، وأخرى غير متميزة؟
  • كيف تقيس الأداء الحالي للمُدرِّس؟
  • هل أثبت الواقع التعليمي جدواه؟
  • هل في الإمكان تطوير الوضع الموجود؟

 

مقاييس التعليم

طريقة (مايرن تريبوس) لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم:  لقد طرح مايرن طريقة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم، ونوعيته والتي يجب أن تقدمه المدارس وذلك حسب الأسس الآتية:

  1. المعرفة: وهي الشيء الذي يجعل الفرد يفهم ما يتعلَّمه، ويفهم علاقة ذلك بما سبق معرفته، فالمعرفة تولد لدى الفرد القدرة على الفهم من خلال تجربته.
  2. البراعة: هي التي تمكن الفرد من تحويل المعرفة إلى عمل فعلي.
  3. الحكمة: هي القدرة على التمييز بين المهم والأهم، ومن ثمَّ تحديد الأولويات.
  4. الشخصيَّة: وهي مركب مُكوَّن من المعرفة والبراعة والحكمة مرتبطة بالتحفيز.

 

مقاييس التعليم

  • مدى التحصيل المعرفي عند الطالب.
  • مدى رضا الطلبة وأولياء أمورهم.
  • مستوى خريجي المدرسة.
  • مستوى الإداريين والمُعلِّمين.
  • مدى رضا الإداريين والمُعلِّمين.
  • الخدمات التي تقدمها المدرسة.
  • الاستخدام الأمثل للموارد البشريَّة والمالية.
  • خدمة المجتمع.

 

المعوقات العامة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة:

  1. عدم التزام الإدارة العليا.
  2. التركيز على أساليب معينة في إدارة الجودة الشاملة وليس على النظام بأكمله.
  3. عدم حصول مشاركة جميع العاملين في تطبيق إدارة الجودة الشاملة.
  4. عدم انتقال التدريب إلى مرحلة التطبيق.
  5. تبني طرائق وأساليب لإدارة الجودة الشاملة لا تتوافق مع خصوصية المُؤسَّسة.
  6. مقاومة التغيير سواء من العاملين أم من الإدارات.
  7. توقع نتائج فورية وليس على المدى البعيد.

 

مسعد محمد زياد